مشروع قانون في فرجينيا عن الإرهاب الداخلي

الأول من نوعه في الولايات المتحدة

مارك هيرنغ وزير عدل ولاية فرجينيا يقود حملة مشروع قانون عن الإرهاب الداخلي («الشرق الأوسط»)
مارك هيرنغ وزير عدل ولاية فرجينيا يقود حملة مشروع قانون عن الإرهاب الداخلي («الشرق الأوسط»)
TT

مشروع قانون في فرجينيا عن الإرهاب الداخلي

مارك هيرنغ وزير عدل ولاية فرجينيا يقود حملة مشروع قانون عن الإرهاب الداخلي («الشرق الأوسط»)
مارك هيرنغ وزير عدل ولاية فرجينيا يقود حملة مشروع قانون عن الإرهاب الداخلي («الشرق الأوسط»)

قالت، أمس، مارسيا برايس (عضوة كونغرس ديمقراطية من ولاية فرجينيا) إنها تتوقع أن يجيز الكونغرس مشروع القانون الذي تقدمت به، في الأسبوع الماضي، وأضافت: «نحتاج إلى تعريف قانوني للإرهاب المحلي، وللمنظمات الإرهابية، لمنع المآسي مثل ما حدث في شارلوتزفيل» (في ولاية فرجينيا، في العام الماضي).
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن فرجينيا يمكن أن تكون أول ولاية أميركية تضع قانونا عن «الإرهاب الداخلي». وقارنت الصحيفة ذلك بتعريف الحكومة الأميركية للإرهاب بأنه عنف «لتحقيق أهداف سياسية».
حسب مشروع قانون فرجينيا، الذي وافق عليه مارك هيرنغ، وزير العدل في الولاية، الإرهاب المحلي هو «عمل عنيف، أو إجرامي، بهدف ترهيب، أو غرس الخوف، في شخص ما، بسبب عرقه، أو دينه، أو أصله القومي، أو جنسه، أو ميوله الجنسية، أو إعاقته، أو إصابته، أو منعه من ممارسة حقوقه الدستورية».
وسيفوض مشروع القانون مدير شرطة ولاية فرجينيا لاتهام 3 أشخاص أو أكثر، لهم اسم، أو رمز، بأنهم يشكلون منظمة إرهابية داخلية.
وقال كوفي أنان، رئيس منظمة تطوير حقوق الملونين (إن إيه إيه سي بي) في مقاطعة فيرفاكس في ولاية فرجينيا، إن مشروع القانون الجديد كان يقدر على تحاشي ما حدث في شارلوتزفيل، عندما اعتدى متطرفون بيض على متظاهرين. وأضاف: «ذهب أعضاء هذه الجماعات العنصرية إلى هناك مسلحين، وكان هدفهم هو ترهيب المتظاهرين».
قتل في الحادث 3 أشخاص، وترددت الشرطة وكبار المسؤولين في التدخل؛ لأنه لم تكن لديهم سلطة قانونية لمنع الجماعات المتطرفة البيضاء، بما في ذلك «كوكلوكس كلان» العنصرية المعادية للسود. وحاجج كثير من المسؤولين بأن الدستور الأميركي يحمي حرية تظاهر هذه الجماعات.
وقال أنان: «لا يسمى هؤلاء (إرهابيين). يسمون (جماعات كراهية). وتحصل هذه على حماية أكبر بموجب الدستور؛ لكن يوجد فرق واضح بين الذي يكره والذي يرهب».
وقال توماس أوكونور، رئيس رابطة شرطة مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في ولاية فرجينيا، إنه يؤيد «صياغة أدوات جديدة لمحاربة الإرهاب المحلي»؛ لكنه يفضل أن تكون تهمة الإرهاب المحلي جريمة فيدرالية، حسب قانون يصدره الكونغرس في واشنطن.
وأضاف أوكونور، في بيان: «يشكل الإرهاب المحلي تهديدا وطنيا حقا. ويجب على الحكومة الفيدرالية أن تأخذ زمام المبادرة في هذه القضية، بتحويل التعريف الحالي للإرهاب المحلي في قانون الولايات المتحدة إلى جريمة يمكن تحميلها».
لكن، عارض مشروع القانون اتحاد الحريات المدنية الأميركية (آي سي إل يو) في ولاية فرجينيا. وقال بيان أصدرته كلير غاستانجا (مديرة تنفيذية): «نعم، يواجه (مشروع القانون) عدوان العنصريين البيض؛ لكنه يثير مخاوف دستورية كبيرة. يمكن استخدامه على المستوى الوطني لاستهداف الأقليات، وممارسة أنواع من التفرقة العنصرية، وتقنين المراقبة، والملاحقة القضائية». وأضافت: «سيكون هذا أسوأ مما نرى اليوم من تصرفات غير دستورية تقوم بها الشرطة».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».