«الاتحادية» العراقية تمنع 78 نائباً من خوض الانتخابات

لعدم حيازتهم شهادة البكالوريوس

TT

«الاتحادية» العراقية تمنع 78 نائباً من خوض الانتخابات

حسمت المحكمة الاتحادية العليا في العراق النزاع الذي احتدم مؤخرا بشأن تثبيت شهادة البكالوريوس أو ما يعادلها شرطاً للترشح للانتخابات المقبلة المزمع إجراؤها في 12 مايو (أيار) المقبل، وهو ما يعني حرمان 35 نائبا كان عدد منهم عضوا في البرلمان العراقي منذ دورته الأولى عام 2005.
وفي وقت عد فيه أبرز النواب المستبعدين، محمد الكربولي، عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي لدورتين وأمين عام حزب «الحل» أن «ما حصل هو استهداف سياسي واضح»، فإن المستشار القانوني أحمد العبادي فسر رد الطعن من قبل المحكمة الاتحادية بأنه «متوافق مع الدستور العراقي»، بينما رأت النائبة آلا طالباني أن ما حصل «عملية اجتثاث مقصودة لنواب معينين تحت ذريعة الشهادة الجامعية التي ليست شرطا في معظم إن لم تكن كل برلمانات العالم بوصفها تمثيلا شعبيا وليست منصبا حكوميا تنفيذيا».
وكان عشرات النواب ممن شملوا بالاستبعاد بعد تصويت البرلمان على هذا الشرط طعنوا أمام المحكمة الاتحادية، لكنها ردت طعونهم طبقا للبيان الذي صدر عنها ويقول إن «المحكمة الاتحادية العليا عقدت جلستها لهذا اليوم (أمس الاثنين)، ونظرت ست دعاوى موضوعها الطعن بدستورية مواد في قانون تعديل قانون انتخابات مجلس النواب الخاصة بتقسيم الأصوات الصحيحة، وبمنح الكرد الفيليين مقعداً واحداً عن محافظة واسط في مجلس النواب، والطعن في شرط أن يكون المرشح لعضوية مجلس النواب حاصلاً على شهادة البكالوريوس أو ما يعادلها». وأضاف البيان أن المحكمة «قررت رد تلك الطعون لعدم استنادها إلى سند دستوري».
من جانبها، أعلنت الدائرة الإعلامية لمجلس النواب عن وجود 53 نائبا يحملون الشهادة الإعدادية. وقال بيان بهذا الخصوص إن «عدد النواب من حملة شهادة الدكتوراه يبلغ 40 نائبا، فيما يبلغ عدد النواب ممن يحملون شهادة الماجستير 31 نائبا، و173 نائبا يحملون شهادة البكالوريوس، و19 نائبا يحملون شهادة الدبلوم، و53 نائبا يحملون شهادة الإعدادية».
إلى ذلك، أكد محمد الكربولي، عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار والحاصل على شهادة الإعدادية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما حصل هو استهداف واضح من قبل جهات وأطراف بدأت تشعر بأهمية ما نقوم به من عمل لم يعد يروق لها»، مبينا أن «هذا هو القرار الوحيد الذي توافق عليه كل من شعر بأنه قد يستطيع من خلال هذا الأسلوب الحد من خطورة وأنشطة هذا النائب أو ذاك ممن لم يكملوا دراستهم». وأوضح الكربولي أن «العمل السياسي ليس داخل قبة البرلمان؛ بل هو عمل جماهيري، وهو ما نحتاج إليه في المستقبل من خلال الحزب الذي أتولى أمانته العامة، والذي يحتاج هو أصلا إلى تفرغ تام من أي عمل تشريعي أو تنفيذي».
من جانبها، اتفقت عضو البرلمان العراقي عن «التحالف الكردستاني» آلا طالباني، التي تحمل شهادة الدبلوم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» مع ما ذهب إليه زميلها في الاستبعاد محمد الكربولي، قائلة إن «ما حصل هو استهداف سياسي من جهات تضررت من عملنا وبدأنا نضايقها، مما جعلها تبحث عن أساليب لاستبعادنا؛ بل اجتثاثنا، فلم تجد غير هذه الوسيلة في الضغط». وتضيف طالباني، التي هي ابنة أخت الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، أن «ما جرى لن يثنينا عن مواصلة العمل السياسي الذي نذرنا له أنفسنا منذ نعومة أظفارنا، لا سيما أن مجالات العمل السياسي واسعة ومتعددة الجوانب».
في سياق ذلك، أكد المستشار القانوني أحمد العبادي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه «بصرف النظر عن الخلفيات السياسية لما حصل، لكن قرار المحكمة الاتحادية صحيح، لأنه وفقا للدستور العراقي أشار إلى أن مسألة الانتخابات تنظم بقانون، وبالتالي حين صوت البرلمان على هذه الفقرة الخاصة بالشهادة بالأغلبية، فقد تحولت إلى قانون بموجب الدستور، وبالتالي لا توجد مخالفة دستورية طبقا لتفسير المحكمة الاتحادية».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.