وزير الأشغال اليمني: مشاريعنا تشمل مناطق سيطرة الانقلابيين

قال لـ «الشرق الأوسط» إن الميليشيات تتعامل مع المواطنين كرهائن

مساعدات سعودية لدى وصولها إلى محافظة مأرب أمس ضمن الجسر الجوي لخطة العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن التي أطلقها التحالف (واس)
مساعدات سعودية لدى وصولها إلى محافظة مأرب أمس ضمن الجسر الجوي لخطة العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن التي أطلقها التحالف (واس)
TT

وزير الأشغال اليمني: مشاريعنا تشمل مناطق سيطرة الانقلابيين

مساعدات سعودية لدى وصولها إلى محافظة مأرب أمس ضمن الجسر الجوي لخطة العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن التي أطلقها التحالف (واس)
مساعدات سعودية لدى وصولها إلى محافظة مأرب أمس ضمن الجسر الجوي لخطة العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن التي أطلقها التحالف (واس)

أكد وزير في الحكومة الشرعية باليمن، وجود مشاريع تتعلق بإعادة تعبيد الطرق ومشاريع أخرى تتعلق بالإصحاح البيئي، وذلك في المناطق الخاضعة لسيطرة القوى الانقلابية في اليمن، نافياً الأقاويل التي يتم ترويجها بإقامة تلك المشاريع في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية فقط.
وشدد الدكتور معين عبد الملك وزير الأشغال العامة في اليمن، على أن هناك مشاريع تنفذ في الأماكن الخاضعة لسيطرة القوى الانقلابية، مثل مشروع البنى الحضارية للمدن، بتدخل طارئ ونقل المخلفات، وتقدم تلك المشروعات في العاصمة صنعاء والحديدة وعدن، ويشمل هذا المشروع إعادة ترميم بعض الطرق وتقديم خدمات الكهرباء الأساسية في المستشفيات.
وأضاف: «نقدم مشاريع تتعلق بالإصحاح البيئي تهتم بوضع السكان كون الميليشيا الانقلابية تتعامل مع المواطنين كرهائن ولا تهتم بمشاريع الإصحاح البيئي أو إعطاء الميزانيات لتشغيل المستشفيات».
وحول المشاريع التي تنفذها الوزارة، أفاد الوزير اليمني، بأن هناك خطة لاحقة سيتم تنفيذها بمجرد الانتهاء من إصلاح الطرق، وذلك بإعادة ترميم الطرق الدائرية، مشيراً إلى أن خطة مركز إسناد العمليات الإنسانية الشاملة تشمل إصلاح طرق في المكلا وشبوة والعبر ومأرب، موضحاً أن الطرق مهمة، وذلك من أجل إعادة توصيل الطرق وإحياء تلك المناطق والخدمات والبنية الأساسية. وتابع: «هناك مناطق في محافظتي تعز وأبين سيتم ربطها في مراكز تقديم الخدمات الصحية والبنى الأساسية».
وشدد على أهمية مشاريع النقل كونها تتسبب في خفض تكاليف المواد الأساسية التي يتم توصيلها مثل الماء والخدمات الأساسية الأخرى، منوهاً بأن وزارة الأشغال العامة اليمنية أوضاعها في 2018 أفضل مما كانت عليه سابقاً، إذ تتم محاولة حشد الإيرادات مثل تعزيز إيرادات المشتقات النفطية، وذلك لبدء أعمال الصيانة التي هي في وضع انهيار تماماً في كثير من المناطق.
ورغم بدء مركز إسناد العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن أمس في تنفيذ مشروع إعادة تأهيل الطرق وتطوير بنيتها التحتية في اليمن بتكلفة تبلغ 18.75 مليون ريال (5 ملايين دولار) وتبلغ أطوال الطرق التي سيتم تأهيلها 84 كيلومتراً مربعاً بربط المحافظات الشمالية بالجنوبية، فإن تلك المشاريع لها أهمية قصوى كونها تمس حياة المواطن اليمني، وتخلق فرصاً للعمل وتسهيلاً في تدفق الحركة التجارية وتقليل أسعار الخدمات التجارية المقدمة.
وأوضح معين أن أعمال ترميم الطرق بدأت، وذلك بترميم نحو 84 كيلومتراً مربعاً، وتمت إعادة تأهيل الطريق بما في ذلك إصلاح بعض الجسور، مشيراً إلى أن الخط الرئيسي الذي تمت إعادة تأهيله يشهد تدفقاً مستمراً في الحركة عليه.
ولفت إلى أن اليمن يعاني منذ سنوات إهمالاً فيما يتعلق بأعمال تعبيد الطرق، مؤكداً أن البناء المؤسسي للوزارة مكتمل حالياً من أجل استكمال خطط إعادة التأهيل.
وكان التحالف الداعم للشرعية في اليمن، أطلق الأسبوع الماضي، عملية إنسانية جديدة في اليمن تتضمن مبادرات نوعية ولا تقتصر على الدعم المادي، ولا تقتصر العمليات الإنسانية على الاحتياجات الإنسانية للمرحلة الحالية، بل تتعدى ذلك لتطوير البنى التحتية بما يضمن زيادة القدرة الاستيعابية لاستقبال المساعدات جواً وبحراً وبراً بشكل سريع وفعّال.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.