جمع العرض الفني «عرس الطبوع» الذي قدمته الفرقة التونسية للموسيقى بالمسرح البلدي في العاصمة التونسية، لأول مرة الفنان التونسي زياد غرسة والفنان الجزائري عباس الريغي وكلاهما من قامات موسيقى المالوف التقليدية في البلدين.
العرض الذي جمع نحو 50 عازفا و30 منشدا، تجوّل بالحاضرين بين موسيقى المالوف التونسي والجزائري وأظهر أنّ كليهما يحتفظ بعناصر مشتركة وبفوارق أيضاً تجعل لكل موسيقى لونها الخاص.
الفنان التونسي زياد غرسة قدم نوبة «حسين صبا» لأول مرة أمام الجمهور الحاضر، وهي من كلماته وألحانه وتمزج بين الشعر العربي القديم ونفائس المالوف التونسي ويقول مطلعها: «إني على ما قد علمتم من الهوى / كئيب ما شوق مستهام متيم / أنزّه في روض المحاسن مقلتي / حلالا أرى لا يعتريه محرم».
وبذلك يكون غرسة قد أضاف «نوبة» فنية جديدة، فبعد أن قدّم الفنان التونسي خميس الترنان نوبة واحدة عنوانها «الخضراء» في مقام النهاوند، قدم الفنان التونسي الرّاحل صالح المهدي نوبتين هما «نوبة العجم» و«نوبة محير عراق»، وبهذا العمل يكون زياد غرسة قد أضاف نوبة أخرى في الطابع التونسي من خلال نوبة «حسين صبا».
وتشير المصادر التاريخية المهتمة بالتراث التونسي إلى وجود 13 نوبة فنية وهي في حاجة إلى التحديث والتجديد ونفض الغبار عنها وإعادتها إلى الواجهة.
وخلال هذه السهرة الفنية أمتع زياد غرسة الحاضرين بأغان حفظها الجمهور وباتت تمثل جزءا من الذاكرة الجماعية، وتنقل بالحاضرين غناء وعزفا من خلال آلتي الكمنجة والبيانو اللتين يحسنهما.
وفي الجزء الثاني من السهرة، التقى الثاني الفنان الجزائري عباس الريغي لأول مرة بجمهور المسرح البلدي في العاصمة، وهو يعتبر أحد أجمل الأصوات الجزائرية التي تميزت بأدائها للمالوف الجزائري ويلقب في مدينة قسنطينة (مسقط رأسه) بـ«شيخ المالوف». غنّى عباس للجمهور «أول ما نبدى القصة» و«يا ساقي واسقي حبيبي» و«يا لهوى قلبي تعلق» ليتقاسم بعدها وصلة في «الرهاوي» (في تونس يسمى طبع «المحير سيكا» وفي قسنطينة الرهاوي) صحبة الفنان زياد غرسة، فغنّى هذا الثنائي «بالله يا حمامي» و«زعمه النار تطفاشي» و«عاشق ممحون» و«أوعدوني» و«مقياس» لتكون بذلك سهرة سجل فيها هذا الثنائي رقما قياسيا بحضور الجمهور والأكيد أنّ تاريخ هذه الفرقة العريق لا يمنعها من تقديم مثل هذه العروض الضخمة خاصة وأنّها تضم خيرة العازفين على الساحة وحتما لا نتمنى أبداً أن يكون «عرس الطبوع» بيضة الديك الفنية الخاصة بهذه السنة الموسيقية للفرقة الوطنية.
«عرس الطبوع» كان عنوان العرض الذي افتتحت به الفرقة الوطنية للموسيقى عروضها الخاصة بسنة 2018، وقد سجّل حضورا جماهيريا كبيرا.
وتمثلت مفاجأة هذا العرض في نوبة «حسين صبا» التي قدمها الفنان زياد غرسة لأول مرة أمام الجمهور وهي من ألحانه وكلماته، مزيج بين الشعر العربي القديم وسفائن المالوف التونسي.
هذا العمل الفني الجديد أثار إعجاب الجمهور الحاضر الذي صفق طويلا لزياد، الذي أكد لهم أنّ في مكتبة المالوف التونسي 13 نوبة قدم منها الفنان خميس الترنان نوبة واحدة عنوانها «الخضراء» في مقام النهاوند فيما قدم الفنان الراحل صالح المهدي نوبتين هما «نوبة العجم» و«نوبة محير عراق»، وبهذا العمل يكون زياد غرسة قد أضاف نوبة أخرى في الطابع التونسي من خلال نوبة «حسين صبا» في انتظار أعمال أخرى كي لا يندثر هذا التاريخ الفني القيم من موسيقى المالوف.
كما اختار زياد غرسة أن يغني «انزاد النبي» التي ردّدها معه الجمهور الحاضر وليؤكد من جديد أنّه موسوعة فنية قيمة وله من الإمكانات الصوتية ما يجعله «شيخ المالوف» في تونس بامتياز.
8:17 دقيقة
«عرس الطبوع»... عرض فني جمع بين الموسيقى التراثية في تونس والجزائر
https://aawsat.com/home/article/1156631/%C2%AB%D8%B9%D8%B1%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%88%D8%B9%C2%BB-%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D9%81%D9%86%D9%8A-%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%82%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1
«عرس الطبوع»... عرض فني جمع بين الموسيقى التراثية في تونس والجزائر
- تونس: المنجي السعيداني
- تونس: المنجي السعيداني
«عرس الطبوع»... عرض فني جمع بين الموسيقى التراثية في تونس والجزائر
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة