رئيس حزب الوفد أجرى الكشف الطبي تمهيداً لخوض «رئاسية مصر»

رئيس حزب الوفد الدكتور السيد البدوي («الشرق الأوسط»)
رئيس حزب الوفد الدكتور السيد البدوي («الشرق الأوسط»)
TT

رئيس حزب الوفد أجرى الكشف الطبي تمهيداً لخوض «رئاسية مصر»

رئيس حزب الوفد الدكتور السيد البدوي («الشرق الأوسط»)
رئيس حزب الوفد الدكتور السيد البدوي («الشرق الأوسط»)

في خطوة استباقية لقرار اللجنة العليا لحزب الوفد الليبرالي في مصر (أعلى هيئة بالحزب)، تقدم رئيس الحزب الدكتور السيد البدوي أمس، بطلب إجراء الكشف الطبي تمهيداً لخوضه السباق الرئاسي في الانتخابات التي ستجري في نهاية مارس (آذار) المقبل... وإلى الآن لم يتقدم للترشح سوى الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، الذي يتوقع فوزه على نطاق واسع. وقال الدكتور ياسر حسان، مساعد رئيس حزب الوفد لـ«الشرق الأوسط»، إنه «بنسبة كبيرة سيتم الدفع بالدكتور البدوي؛ لكن القرار النهائي سوف يحسم اليوم (السبت) في اجتماع الهيئة العليا للحزب». ولمح حسان إلى «وجود بعض المعارضين لترشح البدوي ولذلك سيكون الاجتماع عاصفاً».
بينما أصدر حزب الوفد بيانا أمس، أعلن فيه أن «هناك مشاورات جارية بشأن الترشح في الانتخابات الرئاسية؛ لكنها لم تصل لقرار نهائي حتى الآن، وفي انتظار قرار الهيئة العليا للحزب». والهيئة العليا للوفد عددها 57 عضواً، وحال موافقتها سيكون البدوي مرشحها.
من جهته، أكد ياسر قورة، نائب رئيس حزب الوفد للشؤون السياسية والبرلمانية، أن الدكتور البدوي توجه لإجراء الكشف الطبي أمس، كإجراء احترازي، قبل عرض مطلب ترشحه أمام الهيئة العليا للحزب وقبل انتهاء الموعد المحدد للكشف الطبي.
وتقدم البدوي بطلب إجراء الفحوص والكشوف الطبية، بغرض تقديم أوراقه في انتخابات الرئاسة قبل ساعات من غلق باب التقدم، حيث إن أمس (الجمعة) هو آخر موعد لإجراء الفحص الطبي الملزم لخوض السباق الانتخابي. فيما يتبقى 3 أيام فقط على غلق باب الترشح، المقرر في 29 يناير (كانون الثاني) الحالي. وستعلن قائمة المرشحين النهائية في 20 فبراير (شباط) المقبل.
وبحسب تداعيات المشهد، لو تم حسم ترشيح البدوي فإن دائرة المرشحين، ستنغلق على الرئيس السيسي ورئيس حزب الوفد. لكن تبقى تساؤلات مثارة، حول إمكانية استيفاء البدوي إجراءات الترشح خلال الأيام الثلاثة المتبقية على غلق باب الترشح، التي تتطلب الحصول على 25 ألف توكيل من المحافظات، وهو ما يستبعده مراقبون، مرجحين حصول البدوي على 20 توكيلًا من أعضاء مجلس النواب (البرلمان).
وقال الدكتور عماد كاظم، رئيس المجالس الطبية المتخصصة بوزارة الصحة أمس، إن رئيس حزب الوفد حصل على خطاب موجه لأحد المستشفيات التي حددتها المجالس لإجراء الفحوص والتحاليل، والمرشح الوحيد الذي أتم جميع إجراءاته وتسلم نتائجها هو الرئيس السيسي فقط، مؤكداً أنه تم غلق باب قبول طلبات إجراء الكشف الطبي أمس، ويمتد قبول التظلمات حتى 28 يناير الحالي.
وأعلن حزب الوفد في وقت سابق، دعمه الكامل للسيسي في ترشحه للانتخابات المقبلة، لاستكمال الإنجازات والمشروعات القومية التي بدأها.
وسبق أن خاض الدكتور نعمان جمعة، الرئيس الأسبق لحزب الوفد، انتخابات الرئاسة في عام 2005 أمام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وحصل على المركز الثالث بنسبة نحو 3 في المائة من الأصوات.
وشهد الحزب الليلة قبل الماضية، مشاورات عاصفة لطرح أسماء لخوض السباق الرئاسي، ولم يتم الاتفاق؛ إلا على البدوي عقب اعتذارات من بعض أعضاء الوفد، بحسب مصادر وفدية.
وأكد مساعد رئيس الحزب، أن «البدوي هو المرشح الوحيد، وقرارات الحزب تتسم بالمؤسسية والوطنية وتحمل المسؤولية»، لافتاً إلى أن الخطوة القادمة للحزب لم تحدد بعد.
ومن المقرر أن تبدأ عملية الاقتراع للمصريين في الخارج في 16 من مارس المقبل، لمدة ثلاثة أيام، فيما يجري التصويت داخل مصر على مدار 3 أيام، تبدأ في 26 من الشهر نفسه.
وقال المستشار محمود الشريف المتحدث باسم الهيئة الوطنية للانتخابات، إن مكاتب الشهر العقاري واصلت عملها أمس، ووصل إجمالي عدد التأييدات حتى الآن مليون و350 ألفا و27 تأييدا تقريبا. مضيفاً في بيان له، أن الهيئة تتابع عمل لجان تسجيل رغبات الوافدين على مستوى مصر، وتكليف اللجان بالتوجه لأماكن التجمعات تيسيرا على المواطنين الراغبين في تسجيل رغباتهم لتغيير لجانهم الانتخابية في الانتخابات الرئاسية.
في غضون ذلك، أشاد التحالف المصري، المكون من 18 حزبا سياسيا، بإعلان حزب الوفد خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، معتبرا ذلك إثراء للحياة السياسية المصرية، وبداية حقيقية لنضج الحياة الحزبية في مصر.
وقال التحالف في بيان صادر عنه أمس، إن «دفع حزب الوفد العريق بمرشح في انتخابات الرئاسة، رسالة قوية لمن يرددون عبارات من عينة أن الأحزاب المصرية غير موجودة على الساحة، وليس هذا فحسب؛ لكنه خطوة مهمة تضع مصر على طريق التعددية الحقيقية».
وأشار التحالف في بيانه إلى أن دعمه السيسي في الانتخابات المقبلة، لا يتناقض مع الإشادة بوجود مرشح حزبي في الاستحقاق الانتخابي.
يشار إلى أن التحالف السياسي المصري مكون من مجموعة أحزاب أبرزها: «الدستوري الاجتماعي الحر، وحماة الوطن، والحزب العربي، والعدل والمساواة، والمستقلين الجدد، وشباب مصر، وحقوق الإنسان والمواطنة، والاتحادي الديمقراطي، وصوت مصر، والأمة».



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».