> هل كل من تبرّع لإسرائيل موجود على القائمة السوداء؟ ماركة «غس جينز» مثلاً أو كومبيوترات دَلز؟ أو محلات ماركس أند سبنسر؟ إذا ما كانت السينما هي المقصودة بذاتها، وليفعل غيرها ما يريد، لماذا تعرض الدول العربية كل فيلم جديد يظهر فيه شوارتزنيغر أو ستالون أو يخرجه زاك سنايدر أو تنتجه أوتوزعه شركة «سابان»؟
> أم أنه من السهل اصطياد سينمائي مشهور ومنع فيلمه (الأخير فقط) عقاباً له على قيامه بتأييد دولة إسرائيل وتبرعه لها؟ حسنا، الممثلة غال غادوت إسرائيلية تمثل في أفلام أميركية وآخر أفلامها هو «ووندر وومان» الذي صدر قرار بمنعه... لكن ماذا عن نتالي بورتمان مثلاً؟ هي أيضاً إسرائيلية. هل نمنع أفلامها؟
> إذا أجرت مؤسسة إحصاء استفتاءً بين 100 منتج أو مخرج أو ممثل (أو أكثر من ذلك؟) أميركي حول ما إذا كانوا يؤيدون بقاء إسرائيل رغم كل سياساتها العنصرية وممارساتها حيال الفلسطينيين، هل هناك شك من أن معظمهم سيواصل تأييده لإسرائيل؟ ماذا نفعل في مثل هذه الحالة؟ هل نقاطع هوليوود؟
> وفي عالم نحن فيه لا نمثل سوى أصغر الأرقام بالنسبة لإيرادات الأفلام الأميركية، هل نعتقد أن من نقاطعه سوف يتوقف عن دعم إسرائيل لأن أحد مصادره الاقتصادية قد توقف؟ وإذا كان المنع موقفا رمزيا وليس ماديا فهل نحن متأكدون من أنه ليس مصادرة لحرية المواطن التي يجب أن تُعزز وليس أن تُقضم؟
> وبعد سنوات من ممارسة المنع في الستينات والسبعينات بحق عدد كبير من الممثلين المؤيدين لإسرائيل حينها مثل كيرك دوغلاس وفرانك سيناترا وبول نيومان وجيري لويس، هل عاد أحدهم عن تأييده لأن المنع جعله يعيد التفكير في موقفه؟
> ليس في أي مما سبق أي دفاع عن المؤيدين لإسرائيل فالتأييد أو عدمه، قناعة فردية تتجاوز كل هوليوود، وموقف يمتد إلى كل ضروب الحياة. كذلك ليس هو دعوة للتطبيع مطلقاً وبأي شكل. ما هو عليه دعوة عقلانية تتمنى استخدام القرارات حيث تؤثر وتفيد.
> كذلك ليس في أي مما سبق جواب يمنح أسلوب المنع سبباً إيجابياً. ليس لأنه لا يجب أن نتخذ موقفاً، بل لأن المنع هو الموقف الأضعف. إنه مثل قرار أحد أن لا يحضر حفلاً كبيراً تمت دعوته إليه... وبالفعل لم يحضر... لكن الحفل لم يتوقف. م. ر
تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.
رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.
إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.
إيمان الخطاف (جدة)
شاشة الناقد: أفلام على اختلافها لم تأتِ جيدة جداًhttps://aawsat.com/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86/%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%85%D8%A7/5088657-%D8%B4%D8%A7%D8%B4%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D9%82%D8%AF-%D8%A3%D9%81%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%81%D9%87%D8%A7-%D9%84%D9%85-%D8%AA%D8%A3%D8%AA%D9%90-%D8%AC%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D9%8B
فيلم محمد حمدي الأول مختلف جداً عن أي فيلم مصري (أو عربي) حٌقّق في تاريخ السينما العربية. الاختلاف بحد ذاته لا يمنح الفيلم درجة التقييم. من الممكن أن يكون مختلفاً وبديعاً أو مختلفاً ورديئاً وهو أقرب إلى التصنيف الثاني. فيلم داكن في الصورة وفي الذوات البشرية التي تسكنه. يجد المخرج لها مبررات مناسبة. هذا لأن أبطاله يتقدمهم دكتور محبط (علاء الدين حمادة)، يعيشون حالات من الكآبة المطلقة تزداد عبثاً مع تناولهم الحشيشة طوال الوقت. أي نحو 90 دقيقة من مدة عرض الفيلم (التي تبلغ 113 دقيقة). وعوض استمتاعهم بهذه «السلطنة» تبقى أدمغتهم واعية وقادرة على الحديث في مسائل وجودية وسياسية (على الخفيف) مع قليل من الشّعر وكثير من الذكريات التي تتشابك بحيث لا تتضح لها زاوية فعلية تنطلق منها أو تعود إليها.
في دقائقه الـ10 الأولى يؤسّس أسلوب عمله من حالات شخصية وتصوير (قام به بنفسه) وإيقاع. هذا الإيقاع خافت باستمرار والمُشاهد عليه أن يفتح أذنيه جيداً ليتمكّن من التقاط الكلمات المتبادلة. هذا لأن الإيقاع الخافت يشمل كذلك الأداء والتلقين وتشخيص الحالات. الدكتور وأصحابه (من ثلاثة لأربعة حسب المشاهد) يركضون في الظلمة مثل جرذان هاربة من مطاردين (لا نعرفهم) ويأوون دوماً إلى خرابات تضمّهم بعتمتها أو إلى شِقق هي بدورها تبدو كخرابات كلّ شيء فيها قديم وباهت. حتى في ساعات النهار فإن النور مبتسر تأكيداً أو ترميزاً للحالة التي يمر بها أشخاص الفيلم.
الصورة، على الرغم من سوداويتها، هي أهم وأفضل من الموضوع المطروح. صحيح أن رجال الفيلم يتعاطون، لجانب الحشيش، مسائل تهمّهم، لكن ليس كل ما يهم شخصية ما في فيلم ما يهم المشاهدين. بالضرورة. لذا تنحصر الحسنات في الصورة. بينما تمرّ المَشاهد بإيقاع خافت ورتيب، مما يحدّ كثيراً من قدرة الفيلم على التواصل مع مشاهديه.
* عروض حالياً في مهرجان مراكش
Maria ★★★
العمق العاطفي لماريا كالاس
«ماريا» هو ثالث فيلم بيوغرافي ينجزه المخرج التشيلي بابلو لاراين (حسب اللفظ الأسباني) بعد (Jackie) «جاكي»، 2016 و(Spencer) «سبنسر»2021. مثل سابقيه هو فيلم عن امرأة ومثلهما هو عن شخصية حقيقية هي مغنية الأوبرا ماريا كالاس (هناك حفنة أفلام عنها أهمها «Maria By Callas» لتوم وولف، 2017) إلى جانب فيلم إيطالي آخر في التحضير بعنوان «Maria/Callas» لروبرت دورنهلم.
معالجة لاراين تختلف كونها متّصلة بالكيفية التي يحاول فيها تقديم رؤيته لشخصياته فهو يسعى دائماً إلى التقاط العمق العاطفي أكثر مما يهتم لسرد السيرة حكائياً. على ذلك، «ماريا» كما يقدّمه هنا يبقى على السطح أكثر من الدخول في عمق شخصيّته. ما يشغله في سرد الأيام الأخيرة من حياة بطلته هو التصاميم الفنية والديكوراتية وتحريك الكاميرا عبرها وهذا جيد لولا إنه يأتي على حساب تحديدٍ أفضل لمن هي ماريا كالاس.
يسرد الفيلم أحداثها الأخيرة وبعض مواقفها الشخصية والفنية لكن الحكاية يمكن لها أن تكون عن أي شخصية لمغنية وإن كانت خيالية. بطبيعة الحال، وكما بات مألوفاً، يعمد المخرج إلى مشاهد استرجاعية (الفلاشباك) بالأبيض والأسود لكن أهم عنصر في هذه الدراما هي محاولة ماريا التغلّب على ذكرياتها مع أرسطو أوناسيس (الذي تركها للزواج من جاكي كينيدي، شخصية فيلم لوراين السابق).
* عروض حالياً في مهرجان البحر الأحمر
TROIS AMIES ★⭐︎
حوارات ومشاهد تُراوح مكانها
لا يبتعد المخرج موريه في فيلمه «ثلاث صديقات» عن التيمة التي اختارها سابقاً لمعظم ما حقّقه من أفلام مثل «تغيير عنوان» (Changement d'adresse) 2007، و«هل نُقبّل» (Shall We Kiss) 2007، و«الأشياء التي نقولها، الأشياء التي نفعلها» (Les Choses qu'on dit, les Choses qu'on fait) 2020. التيمة المذكورة لا تخرج عن نطاق تداول وتناول العلاقات المتأرجحة ما بين الحب والجنس، أو الحب من دون جنس أو العكس.
القصّة في عنوانها: 3 صديقات جوان (إنديا هير)، ريبيكا (سارا فورستييه) وأليس (كامل كوتان) والعديد من الحكايات السابقة (تشعر جوان إنها مسؤولة عن موت حبيبها السابق إريك لأنها تركته)، وفي الحكايات الحاضرة يتداولن التجارب التي مررن بها مع آخرين. لا الأحداث مهمّة ولا الحوار (يمتد بلا نهاية) يعني كثيراً. كل ذلك يَرِد مثل قراءة صفحة واحدة من مجلة إشاعات ومن دون لمسات فنية تذكر. بدورها كل لقطة تشبه، تأسيساً وإدارة. ما يسبقها وما يليها.
* عروض: حالياً في صالات فرنسية
★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز