أشرف ريفي: ما زلت أعارض الحريري على خيارات خاطئة وقاتلة

تحدث عن معلومات من ضباط ثقة تؤكد صلة «حزب الله» باغتيال وسام الحسن

أشرف ريفي وزير العدل اللبناني الأسبق
أشرف ريفي وزير العدل اللبناني الأسبق
TT

أشرف ريفي: ما زلت أعارض الحريري على خيارات خاطئة وقاتلة

أشرف ريفي وزير العدل اللبناني الأسبق
أشرف ريفي وزير العدل اللبناني الأسبق

دخلت علاقة وزير العدل السابق أشرف ريفي مع تيار «المستقبل» ورئيس الحكومة سعد الحريري مرحلة اللاّعودة، وجاء توقيف القوى الأمنية لعدد من مناصريه، ليزيد الأمور تعقيداً ويقطع الطريق على أي محاولة تقارب بين الطرفين عشية الانتخابات البرلمانية، التي تعمل ماكينات الطرفين على استقطاب أوسع تأييد في الشارع السنّي.
وفي حوار أجرته معه «الشرق الأوسط»، جدّد ريفي هجومه على تيّار «المستقبل»، متهماً إياه بـ«الانقلاب على ثوابت «ثورة 14 آذار» وخيانة دم الشهداء». ونفى أنه قال إن الحريري انتهى سياسيا. وأضاف: «لقد جرى تحوير في كلامي، لقد قلت إثر ترشيح فرنجية ثم العماد عون، إن هذا الخيار يؤدي إلى النهايات، والآن نجد إلى أين أوصلنا هذا الخيار. أما عن الحملة السياسية، فأنا لا زلت أعارض الرئيس سعد الحريري على خيارات خاطئة وقاتلة، وفي اللحظة التي تلا فيها بيان استقالته من الرياض، أيدت بيانه واعتبرت أنه ينطق باسمي، وقلت هذا هو سعد الحريري الذي أعرفه، وسيجدني إلى جانبه، لكنه عاد وفقد الفرصة الذهبية عبر عودته عن الاستقالة، وهذه الحكومة التي عاد إلى رئاستها، ساقطة في نظر جمهورنا، وللأسف أثبت سعد الحريري أنه رجل الفرص الضائعة، حريته كانت في الاستقالة والعودة إلى الثوابت التي انطلق منها، لكن يبدو أن بعض السجناء يعشقون سجّانيهم، والحريري عاد بإرادته إلى سجن «حزب الله».
ورأى ريفي أن «المعادلة القائمة حالياً، أوصلتنا إلى رئيس يميل إلى «حزب الله»، وحكومة فيها 17 وزيراً من فريق الحزب الإيراني، ثم أصبحنا أمام قانون انتخابي سيعطي الأغلبية المطلقة لـ«حزب الله» وسينتزع منّا الورقة الميثاقية، بالاستناد إلى استطلاعات ترجّح أن يأخذ الحزب ما بين سبعة وتسعة نواب سنة، وهذه جريمة بحق الوطن، ومسار خيانة للقضية ولدم لشهداء الذين سقطوا في سبيل هذه القضية، ماذا نقول لأهالي الشهداء الآن؟».
وحمل ريفي بشدّة على حلف تيار «المستقبل» مع وزير الخارجية جبران باسيل، وأكد أن الدعوى القضائية التي رفعها وزير الخارجية ضدّه «ستكون مناسبة لفتح ملف الفساد، ما يجعل باسيل ومن خلفه يندمون على ذلك». وقال «سأتقدم بدعوى قضائية ضدّ باسيل وكل الفاسدين، ونقول له إن المال الذي سرقته من خزينة الدولة هو لأولادنا وأولاد اللبنانيين، وستعيده إلى الخزينة». وعن الدعوى المرفوعة ضده، قال: «لقد تبلغتها عبر الإعلام، وعلمت أن صاحب الادعاء هو جبران باسيل (وزير الخارجية)، وسيندم جبرن باسيل ومن خلفه، وسأتقدم بادعاء أمام النيابة العامة المالية، ضده وضدّ آخرين، ونقول لهم إن المال العام الذي سرقتموه من خزينة الدولة، هو مال أولادنا وأولاد كل اللبنانيين»، وستعود أموال اللبنانيين التي سرقها جبران باسيل أو نادر الحريري أو غيرهما، وهناك معادلة تقول «إن أموال الجريمة تؤدي إلى ارتكاب الجريمة، وتبييض الأموال يؤدي إلى تغذية الإرهاب، فإن الفساد يحول دويلة «حزب الله» إلى دولة».
ولم يوفّر ريفي وزير الداخلية نهاد المشنوق من انتقاداته، فاتهمه بإنشاء «سرايا المقاولة» التي تتحالف مع «سرايا المقاومة»، ورأى أن «فساد وزارة الداخلية غير مسبوق بتاريخ لبنان، بدءاً من جوازات السفر إلى أرقام السيارات إلى ترميم السجون بصفقات التراضي». وأضاف: «طبعاً هناك تحالف قائم الآن بين «سرايا المقاومة» وسرايا المقاولة»، وليس خافياً على أحد فساد وزارة الداخلية غير المسبوق بتاريخ الجمهورية، من صفقات جوازات السفر، إلى أرقام السيارات إلى ترميم سجن روميه التي تحصل بالتراضي وما فيها من صفقات فساد، وبالتالي الناس تعرف هذه الأمور وستحاسب كل الفاسدين في الانتخابات المقبلة».
وجدد المدير العام الأسبق لقوى الأمن الداخلي، التأكيد بأنه يملك معلومات تفيد أن «حزب الله» وراء «اغتيال رئيس شعبة المعلومات الأسبق اللواء وسام الحسن، وقبله اغتيال (رئيس الحكومة الأسبق) رفيق الحريري و(النواب) وليد عيدو وجبران التويني وأنطوان غانم وغيرهم»، «كاشفاً أن «السيارة التي انفجرت بموكب وسام الحسن، التقطت كاميرات المراقبة حركة تنقلاتها في الشوارع وكان معها موكب من السيارات يرافقها، وثبت أنها خرجت من الضاحية الجنوبية معقل «حزب الله». وبعد التفجير عاد الموكب الذي كان برفقتها ودخل الضاحية مجدداً». وتابع: «عندما كنت على رأس مؤسسة قوى الأمن، كانت لدينا بداية خيوط عن اغتيال الشهيد وسام الحسن، لكن بعد خروجي من السلك تطوّر التحقيق، لأن كاميرات المراقبة كشفت أن السيارة التي جرى تفجيرها بموكب وسام، حضرت أربع مرات قبل التفجير إلى محيط منزله، برفقة سيارات كمنت في المنطقة وراقبتها بدقة، وفي المرّة الخامسة وقع التفجير، ومن خلال مراجعة حركة السيارة المفخخة والسيارات المرافقة لها من شارع إلى شارع، تبيّن أن السيارة المنفجرة خرجت من الضاحية الجنوبية، أي من معقل «حزب الله»، كما أن الموكب عاد إلى الضاحية بعد التفجير، وهذا ما حصل في عملية التفجير التي استهدفت الوزير مروان حمادة. وأضاف: «هناك محقق عدلي يضع يده على القضية، وعليه أن يحقق في هذه المعلومات الموجودة لدى قوى الأمن الداخلي، ونحن بدورنا نسأل قوى الأمن إذا قدمت هذا المعلومات للمحقق العدلي أم لا؟ كما نسأل وزير الداخلية عن ذلك، وهو الذي قال في الذكرى الثانية لاغتيال وسام الحسن، توصلنا إلى معلومات دقيقة عمّن ارتكب الجريمة وسنعلنها قريباً جداً، فلماذا لم يعلن النتائج حتى الآن؟ وماذا يمنعه من ذلك؟ وهل باتت حساباته مختلفة، وتجعله لا يجرؤ على اتهام «حزب الله» لأنه سقط في فخّه؟».
وأوضح أنه حصل على معلوماته من ضباط «بحكم علاقاتي الشخصية معهم»، قائلا: «أنا واثق من صحة هذه المعلومات، ومن صدق من أعطاني إياها».
وحدّد ريفي أطر المواجهة السياسية التي يخوضها في الاستحقاق النيابي، وأعلن أنه ستكون له لوائح انتخابية في طرابلس وعكار (شمال لبنان) ودائرة بيروت الثانية والشوف (جبل لبنان) والبقاعين الغربي والأوسط، مشيراً إلى أنه يسعى «لإيصال كتلة نيابية موزونة، تصدح في مجلس النواب، وتواجه مشروع «حزب الله» الذي يرجّح أن يحصل على الأكثرية النيابية بفضل قانون الانتخابات الجديد، وتحاول إسقاط أي قانون غير دستوري وغير ميثاقي».
وعما يقال إنه بدأ إعداد لوائح مرشحيه للنيابة وإنه سيخوض الانتخابات في كلّ المناطق، حتى في معاقل «المستقبل»، شدد على أن «المناطق اللبنانية ليست معاقل لأحد ولا لأي حزب، بل هي ساحات للناس، هناك ناخبون يؤيدون طرحي وناخبون يؤيدون طرحاً آخر، سيكون لي مرشحون في الدوائر ذات الغالبية السنية، مثل طرابلس وعكار والدائرة الثانية في بيروت، والشوف (جبل لبنان)، والبقاع الغربي والبقاع الأوسط، لكنّ صيدا تخضع للدراسة بسبب وضعها الخاص وحضور السيدة بهية الحريري والرئيس فؤاد السنيورة فيها». وأشار إلى أن «استطلاعات الرأي تعطينا أملاً كبيراً بكتلة نيابية، ومن غير المنطقي الحديث حالياً عن حجمها، لكن نبض الشارع مشجّع ونأمل ترجمته في الانتخابات، خصوصاً من الجمهور الذي يؤمن بالثوابت ولم ينحرف عن القضية. أما بشأن التحالفات، فهناك دوائر تؤمن الحاصل الانتخابي المطلوب، ولا حاجة للتحالف مع أحد، لكن هناك دوائر تحتاج إلى نسج تحالفات، ولن نلتقي فيها إلا مع أصحاب الخيار السيادي ممن لا يزالون في خط «14 آذار» ومؤمنون بأهدافه، وسنواصل معهم مواجهة مشروع الدويلة (حزب الله) والسلاح غير الشرعي، ومحاربة الفاسدين.
وأشار إلى أن الملاحقات التي تطال مناصريه «ليست بجديدة، فقد سبق أن عوقب النقيب محمد الرفاعي المسؤول عن فريقي الأمني، ورغم معرفتهم بأني معرّض للخطر، وسبق أن اغتيل اللواء وسام الحسن والرائد وسام عيد، وفجروا سيارة مفخخة تحت منزلي (تفجير مسجد السلام في طرابلس في شهر أغسطس (آب) 2013)، ورغم ذلك أقدموا على سحب عدد كبير من حراسي الأمنيين والسيارات المصفحة لتعريتي أمنياً، لمصلحة من تخفيف الحماية الأمنية عني؟»، وإذ اعترف بأن نزع سلاح «حزب الله» أكبر من قدرة أي طرف لبناني على تحقيقه، قال: «تقوم استراتيجيتنا، على تأمين وصول كتلة نيابية من صقورنا، تواجه «حزب الله» ومشروعه، ومعلوم أن كتلة من عشرة نواب، يمكنها أن تطعن بأي قانون غير دستوري يخدم «حزب الله» والفاسدين الذين تحولوا أزلاماً عند هذا الحزب».
أما تجريد سلاح الحزب فهو «ليس بمهمة لبنانية، إنما استمرار الصمود وعدم إعطاء الشرعية لهذا السلاح، إلى أن يأتي القرار الدولي يوماُ ما بنزعه، وهذا الرأي يخالف من قال إن سلاح «حزب الله» لم يستخدم في الداخل (الحريري)، ومن قال إن هذا السلاح يشكل عامل استقرار للبنان (عون). وعلينا أن نذكر الجميع بأن الاستقرار الذي يأتي بشروط «حزب الله» هو استقرار مؤقت، لكن الاستقرار الدائم، هو الذي تعطيه الدولة».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.