قاضية تدافع عن «داعشي» أميركي يعتقله «البنتاغون» في العراق

«الخارجية» الأميركية تضيف اثنين لقائمة الإرهابيين

المحكمة الفيدرالية في واشنطن (واشنطن بوست)
المحكمة الفيدرالية في واشنطن (واشنطن بوست)
TT

قاضية تدافع عن «داعشي» أميركي يعتقله «البنتاغون» في العراق

المحكمة الفيدرالية في واشنطن (واشنطن بوست)
المحكمة الفيدرالية في واشنطن (واشنطن بوست)

بينما أضافت وزارة الخارجية الأميركية، أول من أمس، اسمين إلى قائمة الإرهابيين، ووصفتهما بأنهما من أخطرهم، تدخلت قاضية أميركية لحماية أميركي «داعشي» تعتقله القوات الأميركية في العراق. وقالت القاضية إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يجب أن تبلغ محامي الداعشي قبل 72 ساعة من تسليمه إلى دولة أخرى.
قبل 4 أشهر، اعتقلت الرجل القوات الأميركية خلال حربها ضد «داعش»، (لم يكشف اسمه)، وظل معتقلا في قاعدة عسكرية أميركية في العراق.
وقبل شهرين، تدخل الاتحاد الأميركي للحقوق المدنية (إيه سي إل يو)، ورفع دعوى للسماح له بتمثيل الداعشي، الذي، كما اعترفت البنتاغون، طلب محاميا قبل الإجابة عن أسئلة المحققين.
وكان البنتاغون سمته «مقاتلا معاديا» منذ استسلامه في سوريا لـ«قوات سوريا الديمقراطية» التي سلمته إلى القوات الأميركية.
في قرارها، كانت القاضية الأميركية تانيا تشوتكان، قاضية المحكمة الفيدرالية في واشنطن العاصمة، تحدثت عن موقف البنتاغون من تسليم الداعشي إلى دولة أخرى، لكنها اكتفت بأن شددت على أهمية مقابلته محامين.
وقالت القاضية إنها ليست متأكدة من أن البنتاغون ستنقل الداعشي إلى دولة أخرى، وأن البنتاغون ربما ستنقله إلى الولايات المتحدة، أو تطلق سراحه.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» أمس إن هذه القضية «أول اختبار لما إذا كان يحق لأي مواطن أميركي أسر في ساحة قتال، أن يطعن في أسره، وأن يتلقى مساعدة قانونية». وكانت المحكمة العليا (التي تفسر الدستور) وافقت على هذا الحق عندما نظرت في دعاوى أميركيين كانوا ينتمون لتنظيم القاعدة، وذلك بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001. ونقلت الصحيفة نفسها قول مسؤولين بوزارة العدل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إنهم لا يعتقدون أن لديهم أدلة كافية لتوجيه الاتهام إلى الرجل.
في ذلك الوقت، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن إدارة ترمب كانت تنظر في نقله إلى السعودية لأن الرجل يحمل الجنسيتين الأميركية والسعودية. وقالت القاضية تشوتكان في بيان من 8 صفحات إن الرجل «أظهر احتمال نجاح ادعائه بأن هذه المحكمة قد تقيده بشكل مؤقت». وقد تمنع البنتاغون من نقله بينما تقرر المحكمة شرعية احتجازه. وأضافت القاضية أن البنتاغون «يجب أن تقدم أدلة قانونية إيجابية لنقله»، مثل معاهدة تسليم، أو ادعاء بسلوك إجرامي في دولة أخرى. وكان محامو البنتاغون قالوا، أمام القاضية، إن هناك «مخاوف كبيرة تتعلق بالأمن القومي والعلاقات الخارجية»، وإن هذه يمكن أن تبرر تسليم الرجل إلى دولة أخرى.
لكن، ردت القاضية بأن هذه «حجج غير كافية».
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية إدراج اثنين في قائمة الإرهابيين، ووصفتهما بأنهما من «أخطر قادة» تنظيم داعش، وهما سيدهارتا دهار، وعبد اللطيف غيني.
وقالت «الخارجية» إنها اعتمدت في ذلك على أمر تنفيذي يفرض عقوبات على الأجانب «الذين يثبت أنهم ارتكبوا، أو يشكلون خطرا كبيرا بارتكاب أعمال إرهابية تهدد أمن المواطنين الأميركيين، أو الأمن الوطني، أو السياسة الخارجية، أو الاقتصاد الأميركي».
وأضافت الخارجية أن هذا الإدراج يحرم دهار وغيني من «الموارد التي يحتاجان لها لتخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية أخرى؛ بالإضافة إلى مصادرة جميع ممتلكات ومصالح دهار وغيني في الممتلكات الخاضعة للولاية القضائية الأميركية، بالإضافة إلى فرض حظر على المواطنين الأميركيين بألا يتعاملوا معهما».
حسب معلومات «الخارجية»، كان دهار عضوا بارزا في «منظمة المهاجرين» الإرهابية (لم تعد قائمة)، وكان غادر بريطانيا إلى سوريا، وانضم إلى «داعش» في أواخر عام 2014. ويعتقد أنه حل محل سياف «داعش» محمد اموازي الذي ظهر في فيديو «داعش»، عام 2016، وهو يعدم سجناء «داعش» المتهمين بالتجسس لصالح الاستخبارات البريطانية.
وأن عبد اللطيف غيني، بلجيكي ومغربي الجنسية ويعتقد أنه يقاتل في صفوف «داعش» في الشرق الأوسط، ويرتبط بمتعاطفين مع «داعش» في بريطانيا، هما محمد علي أحمد، وحمزة علي اللذين أدينا في بريطانيا في عام 2016 بجرائم الإرهاب.


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».