الجزء الثاني من «الكبريت الأحمر» يكرّس عوالم الجن الخفية والسحر والشعوذة

سيمون لـ «الشرق الأوسط»: أحداثه مشوقة للغاية وتتحدث عن عالم خفي

تتر مسلسل الكبريت الأحمر بالجزء الأول - إحدى لقطات المسلسل للفنانة سيمون وهي تقوم بدور «جنيّة»
تتر مسلسل الكبريت الأحمر بالجزء الأول - إحدى لقطات المسلسل للفنانة سيمون وهي تقوم بدور «جنيّة»
TT

الجزء الثاني من «الكبريت الأحمر» يكرّس عوالم الجن الخفية والسحر والشعوذة

تتر مسلسل الكبريت الأحمر بالجزء الأول - إحدى لقطات المسلسل للفنانة سيمون وهي تقوم بدور «جنيّة»
تتر مسلسل الكبريت الأحمر بالجزء الأول - إحدى لقطات المسلسل للفنانة سيمون وهي تقوم بدور «جنيّة»

بين الكثير من الآراء المعارضة لوجود «السحر» و«الجن» و«العفاريت»، جاءت دراما «الكبريت الأحمر» بجزأيها الأول والثاني، لتؤكد وجود هذا العالم الخفي، وتكشف الكثير من الأسرار المتعلقة به، التي لم يعرفها أحد من قبل، ويغوص بالمشاهد في أعماق السحر والجان والشعوذة والدجالين، بأجواء من الرعب والإثارة والتشويق.
الجزء الأول من مسلسل «الكبريت الأحمر» دارت أحداثه حول «معتز سليمان» الذي يقوم بدوره الفنان المصري أحمد السعدني... ضابط الشرطة الذي يذهب للتحقيق في قضية منطقة تشتعل منازلها من دون سبب واضح، ويقوم أهل هذه المنطقة بإحضار مشعوذ يدعى «شمس»؛ ظناً منهم أن هناك جناً وعفاريت يسكنون في منازلهم، وهم سبب إشعال تلك النيران من دون سبب منطقي، وأثناء إحضارهم لـ«شمس» يكون الضابط «معتز» حاضراً معهم متهكماً على ما يفعلونه، ويعتبر هذا نوعاً من «الجهل»، ويقوم «شمس» بكتابة الكثير من الطلاسم والرموز ويقوم برميها في الماء لتشتعل النار داخل الماء؛ مما يجعلهم مندهشين ويصدقون في وجود الجن، لكن «معتز» يقوم بإعطاء المشعوذ «شمس» ورقة أخرى يكتبها بنفسه، اعتقاداً منه أن المشعوذ يستخدم مادة تسبب اشتعال الأشياء تحت الماء، لكن المشعوذ يقوم بتهديده أنه إذا اشتعل الورق تحت الماء لن يرحمه الجن وسيطارده، وأنه لن يستطيع فعل شيء، وبالفعل يشتعل الورق، وتتحول حياة «معتز» إلى جحيم بعد ذلك، بدايةً من حريق القصر الذي يعيش به، واختفاء زوجته، ثم تركه عمله في الشرطة. وتتوالى الأحداث في هذا النطاق، حيث يظل «معتز» يبحث عن زوجته حتى يعلم في النهاية أنهم وجدوا «جثتها».
أما الجزء الثاني، والذي يعرض حالياً على إحدى القنوات الفضائية، والذي سُميّ بـ«الكارما»، فلم يخلُ من أجواء الرعب، بل تعمق أكثر في عالم السحر، ويواصل «معتز» مسيرته مع عقاب الجان والعفاريت له، وقلب حياته رأسا على عقب.
مسلسل «الكبريت الأحمر» بطولة أحمد السعدني، وعبد العزيز مخيون، وريهام حجاج، وداليا مصطفى، وسحر رامي، وهاني عادل، وزكي فطين عبد الوهاب، وأحمد عبد الله محمود، وأشرف زكي، بينما شاركهم في بطولة الجزء الثاني «الكارما» الفنانة سيمون، والفنان حازم سمير، بديلاً عن الفنان هاني عادل، والعمل من تأليف وإخراج الدكتور عصام الشماع، وإنتاج أحمد عبد العزيز.
وتقول الفنانة سيمون لـ«الشرق الأوسط» عن دورها في الجزء الثاني من «الكبريت الأحمر»: «عندما عرض عليّ مخرج ومؤلف العمل الدكتور عصام الشماع، الاشتراك في العمل فوجئت بالشخصية التي أقوم بتمثيلها، ووافقت على الفور لأنني لم أقدمها من قبل، فأقوم بدور (جنيّة) ليست من الجان العادي، لكنها جنية معروفة ولها تاريخ تدعى (عيشة قندشية)، وهي جنية شديدة الجمال تظهر للرجال وتسعى لإغرائهم في الليل، وهي مغربية الأصل، وتظهر لـ(معتز) وتكشف له الكثير من الأسرار الخاصة بحياته، التي لم يعرفها من قبل».
وأضافت سيمون: إن «هذا العمل من الأعمال الثرية، التي تحظى بنسب مشاهدة عالية منذ عرض الجزء الأول له؛ لأن أحداثه مشوقة للغاية، وتتحدث عن عالم خفي به، لكنه موجود بالفعل».
إلى ذلك، تحدثت بطلة العمل الفنانة داليا مصطفى لـ«الشرق الأوسط» عن مشاركتها في دراما «الكبريت الأحمر» قائلة: «العمل ينتمي لدراما الفانتازيا المرعبة والمشوقة، التي أصابتني بالانبهار، عندما قرأت السيناريو، الذي كتبه الدكتور عصام الشماع، وكنت أتخيل شخصية (جيرمين) التي سأقدمها والتي تختلف تماماً عما قدمته من قبل، فهي شخصية أرستقراطية متزوجة، لكنها رغم ذلك تحب صديق زوجها (معتز) الذي يقوم بدوره الفنان أحمد السعدني، وأقامت علاقة معه قبل زواجها، ولها ابن منه، وفي الجزء الثاني من العمل (الكارما) تطلق من زوجها صديق (معتز)، وتتزوج من المشعوذ (شمس) ويحدث الكثير من التطورات والمفارقات».
وكشفت داليا عن أن «كواليس تصوير العمل، لم تخلُ من الرعب أيضاً؛ فالطلاسم التي كتبت على زجاج دورة المياه وعلى بعض الحوائط، كانت لا تمسح، وعندما حاول أحد العاملين مسحها، وقع على الأرض وتعرّض لكسر في الساق»، مؤكدة أن العمل يتناول عالم السحر والشعوذة بشكل واقعي وحقيقي.
من جانبه، كشف الفنان أحمد السعدني في تصريحات صحافية: «إن حلقات مسلسل (الكبريت الأحمر) تحمل نوعاً من التشويق والرعب في الوقت ذاته، وأن المشاهد الذي تفوته حلقة، تفوت عليه الكثير من الأحداث المتلاحقة والمثيرة»، لافتاً إلى أن «الحلقات الأخيرة من الجزء الثاني (الكارما) ستفجّر الكثير من المفاجآت المتعلقة بـ(معتز)».
وحول سر تحمسها للمشاركة في مسلسل «الكبريت الأحمر» الذي يناقش قضية السحر والشعوذة، أوضحت الفنانة ريهام حجاج، في تصريحات صحافية: «إن القصة التي يتناولها المسلسل، فريدة ومتميزة، هذا بجانب وجود المؤلف عصام الشماع، الذي يتميز دائماً بأعماله الفنية المختلفة التي تكون دائماً من أفضل الأعمال على الساحة الفنية، وسعدت كثيراً بالعمل معه ومع باقي فريق العمل».
وتقوم الفنانة ريهام حجاج بدور أرملة تدعى «سندس» تعيش مع والدها وابنتها التي تبلغ من العمر 14 عاماً، وتعاني من بعض الأمراض النفسية التي أدت إلى فقدان النطق، وتسعى سندس طوال الوقت إلى رجال السحر والشعوذة، للبحث عن علاج لابنتها وشفائها، هذا بالإضافة إلى أنها تقع في حب «معتز»، وترتبط به في الجزء الأول، وتتزوجه في الجزء الثاني.
يشار إلى أن مسلسل «الكبريت الأحمر» ليس العمل المصري الأول الذي تناول السحر والشعوذة؛ فقد سبقه مسلسل «ساحرة الجنوب» للفنانة حورية فرغلي، في تناول تلك القضية، وكذلك مسلسل «أبواب الخوف» للفنان عمرو واكد، لكن مسلسل «الكبريت الأحمر» تعمق أكثر في هذا العالم الخفي المليء بالأسرار.



تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
TT

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة. فهي دأبت منذ سنوات متتالية على تقديم حفل غنائي سنوي في بيروت بعنوان «لبنان واحد».

قائدة كورال للأطفال ومعلمة موسيقى، غنّت السوبرانو تانيا قسيس في حفلات تدعو إلى السلام في لبنان وخارجه. كانت أول فنانة لبنانية تغني لرئيس أميركي (دونالد ترمب) في السفارة الكويتية في أميركا. وأحيت يوم السلام العالمي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. كما افتتحت الألعاب الفرنكوفونية السادسة في بيروت.

تنوي قسيس إقامة حفل في لبنان عند انتهاء الحرب (حسابها على {إنستغرام})

اليوم تحمل تانيا كل حبّها للبنان لتترجمه في حفل يجمعها مع عدد من زملائها بعنوان «رسالة حب». ويجري الحفل في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على مسرح «زعبيل» في دبي. وتعدّ قسيس هذا الحفل فرصة تتيح للبنانيين خارج وطنهم للالتقاء تحت سقف واحد. «لقد نفدت البطاقات منذ الأيام الأولى لإعلاننا عنه. وسعدت كون اللبنانيين متحمسين للاجتماع حول حبّ لبنان».

يشارك قسيس في هذا الحفل 5 نجوم موسيقى وفن وإعلام، وهم جوزيف عطية وأنطوني توما وميشال فاضل والـ«دي جي» رودج والإعلامي وسام بريدي. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى مساندة بعضنا كلبنانيين. من هنا ولدت فكرة الحفل، وغالبية الفنانين المشاركين فيه يقيمون في دبي».

أغنية {معك يا لبنان} تعاونت فيها قسيس مع الـ{دي جي} رودج (حسابها على {إنستغرام})

خيارات تانيا لنجوم الحفل تعود لعلاقة مهنية متينة تربطها بهم. «الموسيقي ميشال فاضل أتفاءل بحضوره في حفلاتي. وهو يرافقني دائماً، وقد تعاونت معه في أكثر من أغنية. وكذلك الأمر بالنسبة لجوزيف عطية الذي ينتظر اللبنانيون المغتربون أداءه أغنية (لبنان رح يرجع) بحماس كبير. أما أنطوني توما فهو خير من يمثل لبنان الثقافة بأغانيه الغربية».

تؤكد تانيا أن حفل «رسالة حب» هو وطني بامتياز، ولكن تتخلله أغانٍ كلاسيكية أخرى. وتضيف: «لن يحمل مزاج الرقص والهيصة، ولن يطبعه الحزن. فالجالية اللبنانية متعاطفة مع أهلها في لبنان، وترى في هذا الحفل محطة فنية يحتاجونها للتعبير عن دعمهم لوطنهم، فقلقهم على بلادهم يسكن قلوبهم ويفضلون هذا النوع من الترفيه على غيره». لا يشبه برنامج الحفل غيره من الحفلات الوطنية العادية. وتوضح قسيس لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تنسيق ومشاركة من قبل نجوم الحفل أجمعين. كما أن اللوحات الموسيقية يتشارك فيها الحضور مع الفنانين على المسرح. بين لوحة وأخرى يطل وسام بريدي في مداخلة تحفّز التفاعل مع الجمهور. وهناك خلطة فنية جديدة اعتدنا مشاهدتها مع الموسيقيين رودج وميشال فاضل. وسيستمتع الناس بسماع أغانٍ تربينا عليها، ومن بينها ما هو لزكي ناصيف ووديع الصافي وصباح وماجدة الرومي. وكذلك أخرى نحيي فيها مطربات اليوم مثل نانسي عجرم. فالبرنامج برمّته سيكون بمثابة علاج يشفي جروحنا وحالتنا النفسية المتعبة».

كتبت تانيا رسالة تعبّر فيها عن حبّها للبنان في فيديو مصور (حسابها على {إنستغرام})

تتشارك تانيا قسيس غناءً مع أنطوني توما، وكذلك مع جوزيف عطية والموسيقي رودج. «سأؤدي جملة أغانٍ معهما وبينها الأحدث (معك يا لبنان) التي تعاونت فيها بالصوت والصورة مع رودج. وهي من إنتاجه ومن تأليف الشاعر نبيل بو عبدو».

لماذا ترتبط مسيرة تانيا قسيس ارتباطاً وثيقاً بلبنان الوطن؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع الانفصال عنه بتاتاً، فهو يسكنني دائماً وينبض في قلبي. والموسيقى برأيي هي أفضل طريقة للتعبير عن حبي له. في الفترة السابقة مع بداية الحرب شعرت بشلل تام يصيبني. لم أستطع حتى التفكير بكيفية التعبير عن مشاعري الحزينة تجاهه. كتبت رسالة توجهت بها إلى لبنان واستندت فيها إلى أغنيتي (وطني)، دوّنتها كأني أحدّث نفسي وأكتبها على دفتر مذكراتي. كنت بحاجة في تلك اللحظات للتعبير عن حبي للبنان كلاماً وليس غناء».

في تلك الفترة التي انقطعت تانيا عن الغناء التحقت بمراكز إيواء النازحين. «شعرت بأني أرغب في مساعدة أولادهم والوقوف على كيفية الترفيه عنهم بالموسيقى. فجلت على المراكز أقدم لهم جلسات تعليم موسيقى وعزف.

وتتضمن حصص مغنى ووطنيات وبالوقت نفسه تمارين تستند إلى الإيقاع والتعبير. استعنت بألعاب موسيقية شاركتها معهم، فراحوا يتماهون مع تلك الحصص والألعاب بلغة أجسادهم وأصواتهم، فكانت بمثابة علاج نفسي لهم بصورة غير مباشرة».

لا تستبعد تانيا قسيس فكرة إقامة حفل غنائي جامع في لبنان عند انتهاء الحرب. وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «لن يكون الأمر سهلاً بل سيتطلّب التفكير والتنظيم بدقة. فما يحتاجه اللبنانيون بعد الحرب جرعات حب ودفء وبلسمة جراح. ومن هذه الأفكار سننطلق في مشوارنا، فيما لو تسنى لنا القيام بهذا الحفل لاحقاً».