وفد حوثي إلى مسقط لنقاش مقترح حل دولي للأزمة اليمنية

TT

وفد حوثي إلى مسقط لنقاش مقترح حل دولي للأزمة اليمنية

أفادت مصادر خاصة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بأن وفدا من ميليشيا جماعة الحوثيين الانقلابية من المتوقع أن يغادر صنعاء إلى العاصمة العمانية مسقط على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك في سياق مشاورات تمهيدية تقودها بعض الأطراف الدولية والإقليمية من أجل إحلال السلام في اليمن.
وأبدى قيادي بارز في حزب «المؤتمر الشعبي» الموالي للرئيس الراحل علي عبد الله صالح مخاوفه من تهميش الحزب وإقصائه في هذه المشاورات، محذرا من فرض أي حلول للأزمة لا تكون خاضعة لموافقة كل الأطراف اليمنية.
وتوقعت المصادر أن يغادر وفد الانقلابيين صنعاء مطلع الأسبوع المقبل أو في منتصفه برئاسة المتحدث باسم الجماعة الحوثية الموالية لإيران محمد عبد السلام وعضوية كل من حمزة الحوثي والقيادي في الجماعة حسين العزي وآخرين.
وتكهنت المصادر أن وفد الجماعة سيناقش مع مسؤولين عمانيين المقترحات التي حملها وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أول من أمس، في سياق جولته الخليجية التي تشمل المملكة العربية السعودية والتي أعلنت الخارجية البريطانية أنها تهدف إلى بحث حلول للأزمة اليمنية، إضافة إلى مناقشة الخطر الإيراني المهدد لاستقرار المنطقة.
ولم يعرف بعد طبيعة الأفكار التي يحملها الوزير البريطاني إلا أنها جاءت عقب اجتماع للجنة الرباعية في لندن بشأن اليمن، وتضم وزراء خارجية كل من المملكة المتحدة والسعودية والإمارات والولايات المتحدة.
كما أن هذه التحركات أعقبت انتهاء ولاية مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، واعتذاره عن عدم التجديد له في منصبه فترة أخرى ربما إثر إصرار جماعة الحوثي الانقلابية على عدم التعاطي مع مساعيه وتوجيه اتهامات له بـ«الانحياز».
وبسؤال الخارجية البريطانية عن تحرك لندن وطرحها أي مبادرة، لم تؤكد متحدثة باسم الوزارة ولم تنف ذلك، وقالت في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن الحكومة البريطانية تدعم كل الجهود الدبلوماسية لحل الصراع في اليمن، ونؤيد كل الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لجلب جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات».
في غضون ذلك كشف وزير الخارجية اليمني الأسبق والقيادي الحالي في حزب «المؤتمر الشعبي» الموالي للرئيس السابق، أبو بكر القربي، في تغريدة على «تويتر»، أنه «يتم التحضير لمفاوضات سرية لحل أزمة اليمن لم تتضح معالمها بعد».
وقال محذرا من إقصاء جناح الحزب الذي يمثله: «المهم ألا تؤسس هذه السرية لفرض الحل أو لإقصاء طرف أو تقديم تنازلات على حساب أطراف أخرى، وما لم يلتزم بالشفافية والعدالة وضمان حماية حقوق كل الأطراف فإن المفاوضات لن تحقق سلاما دائما وقد تفشل من بدايتها».
ولم يشر القربي إلى طبيعة الحلول المقترحة، لكن مصادر موالية للحكومة الشرعية، ترى أن الانقلابيين الحوثيين يبحثون الآن عن «صفقة سياسية للحل بعدما باتوا منفردين بالقرار في المناطق التي يسيطرون عليها عقب تصفية شريكهم الرئيس السابق علي صالح، إلى جانب بحثهم - بحسب المصادر - عن تهدئة عسكرية لترتيب أوضاعهم الميدانية عقب الخسائر المتوالية التي تكبدتها ميليشياتهم في الآونة الأخيرة في مختلف الجبهات».
ومن المتوقع أن يوافق أعضاء مجلس الأمن على مقترح الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين البريطاني مارتن غريفثتس مبعوثا إلى اليمن خلفا لولد الشيخ، تمهيدا لانخراطه الفوري في ملف الأزمة اليمنية والتحضير لجولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة الشرعية وحلفائها من جهة والانقلابيين الحوثيين من جهة أخرى.
وترجح مصادر يمنية في صنعاء بأن قيادة الحوثيين تلقوا نصائح من جهات إقليمية بأن يلتقطوا «فرصة الحل الممكن»، لإحلال السلام الذي سيبقي عليهم ضمن الخريطة السياسية لليمن.
في حين أن ما سواه من الحلول في حال تعنت الجماعة لن يكون - طبقا لما ورد في النصيحة - سوى وقوف المجتمع الدولي بثقله كاملا هذه المرة لحسم المعركة عسكريا لصالح الحكومة الشرعية، والعمل على إصدار قرار دولي يعتبر الجماعة «مكونا إرهابيا».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.