الرباط ترحب بدعوة كوهلر عقد لقاءات مع «بوليساريو»

الناطق الرسمي باسم الحكومة: الأمر لا يتعلق بمفاوضات

TT

الرباط ترحب بدعوة كوهلر عقد لقاءات مع «بوليساريو»

أعلنت الحكومة المغربية أمس أنها قررت التفاعل بشكل إيجابي مع دعوة هورست كوهلر المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء لعقد لقاءات ثنائية بين طرفي النزاع.
وقال مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، في لقاء صحافي عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة، ردا على سؤال حول موقف الحكومة من دعوة كوهلر باستئناف المفاوضات مع جبهة البوليساريو، إن «الأمر لا يتعلق بمفاوضات، بل بدعوة للقاء ثنائي وجه للمملكة المغربية، والزمان والمكان لم يحدد بعد»، مشددا على أن تفاعل المغرب الإيجابي مع الدعوة يأتي «في إطار التعاون الذي يشكل قاعدة في علاقاتنا مع الأمم المتحدة، وفي إطار الثوابت التي تؤطر سياسة بلدنا في القضية الوطنية».
وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء قد دعا «أطراف النزاع إلى عقد اجتماعات منفصلة في العاصمة الألمانية برلين»، وأن الإعلان عن هذه المبادرة جاء بعد عشرة أيام من جولة الرئيس الألماني الأسبق في أوروبا، تحديدا في بروكسل، حيث التقى برئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني، ثم في أديس أبابا، حيث التقى مع الرئيس المستقبلي للاتحاد الأفريقي والرئيس الرواندي بول كاغامي، وكذا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، التشادي موسى فاكي محمد.
وعين كوهلر في أغسطس (آب) الماضي مبعوثا شخصيا للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للصحراء الغربية، وقام منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بزيارة للمغرب ومخيمات تندوف والجزائر، وموريتانيا في إطار جولة تهدف إلى بعث المفاوضات بين طرفي النزاع (المغرب وجبهة البوليساريو) بعد خمس سنوات من الجمود. كما سبق له أن التقى قبل ذلك دبلوماسيين مغاربة وجزائريين وموريتانيين خلال النصف الأول من سبتمبر (أيلول) الماضي.
وكان مسلسل المفاوضات حول حل سياسي متفق عليه لنزاع الصحراء قد أطلق في 2007. بقرار لمجلس الأمن. وفي سنة 2008 أطلق بيتر فان ولسوم، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء مبادرته لتقريب وجهات نظر الأطراف المعنية بالنزاع والدخول في مفاوضات بهدف التوصل إلى حل يتسم بـ«الواقعية». غير أن الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون أسند مهمة المبعوث الخاص للدبلوماسي الأميركي كريستوفر روس، لتدخل بعد ذلك مفاوضات الصحراء نفقا مسدودا، لينتهي برفض المغرب استقبال روس بسبب ابتعاده عن الحياد. وفي نهاية أغسطس الماضي تولى الألماني كوهلر مهمة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء.
ويعول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كثيرا على كوهلر لإعطاء دينامية جديدة للمفاوضات، فبالإضافة إلى تجربته رئيسا سابقا لألمانيا، ومديرا عاما سابقا لصندوق النقد الدولي، سبق له أن شغل منصب مدير البنك الأوروبي لإعادة الإعمار.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.