جراحات السمنة... هل لها فوائد طويلة المدى؟

تقلل من احتمالات الإصابة بالسكري

جراحات السمنة... هل لها فوائد طويلة المدى؟
TT

جراحات السمنة... هل لها فوائد طويلة المدى؟

جراحات السمنة... هل لها فوائد طويلة المدى؟

س: أعاني من زيادة مفرطة في الوزن، ونصحني الطبيب بإجراء جراحة لعلاج السمنة. لكنني قلق من أن تكون نتيجة العملية وقتية بحيث تظهر نتيجتها في البداية، ثم ينتهي تأثيرها لاحقا شأن جميع محاولات إنقاص الوزن التي أجريتها في السابق. هل أنا مبالغ فيما أقول؟
- جراحة السمنة
ج: تتضمن جراحة السمنة كثيرا من إجراءات علاجات السمنة التي تجرى في المعدة والأمعاء بهدف تقليل السعرات الحرارية التي يمتصها جسمك من الغذاء الذي تتناوله. كذلك، فإن هذه الجراحة تساعد على خفض الشهية، وذلك لأنه عندما تصبح معدتك فارغة، كما هي الحال بالنسبة لنا جميعا، فإنها تبدأ في إفراز هرمون يسمى «غرلين» ghrelin الذي يتوجه إلى المخ ليحفز الشهية. وتعمل جراحة السمنة على تقليل كمية هذا الهرمون.
أنت على حق في أن تسأل عن الفوائد طويلة الأمد، لأن جراحات السمنة تعد جديدة نسبيا، ولم تتوفر لدينا حتى الآن معلومات مؤكدة عن مدى تأثيرها مع مرور الوقت. وقد عرضت دراسة نشرت في 21 سبتمبر (أيلول) 2017 في مجلة «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين» بعض تلك الإجابات. وقد تتبع الباحثون في الولايات المتحدة والنرويج حالات 3 مجموعات مختلفة من الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة على مدار 12 عاما. وضمت المجموعات 418 شخصا فكروا وخضعوا لجراحات سمنة، و417 آخرين فكروا ولم يخضعوا لجراحات سمنة رغما عنهم (والسبب الأساسي لعدم عدم إجراء الجراحة هو أن نظام الرعاية الصحية لا يسدد النفقات)، و321 شخصا كانت حالاتهم تستلزم الجراحة لكنهم رفضوا الخضوع لها. وكان متوسط وزن الأشخاص في المجموعات الثلاث في بداية الدراسة تقريبا بين 273 و295 رطلا (124 و134 كلغم). وبعد 12 عاما تراجع وزن الأشخاص الذين خضعوا للجراحة لخسارة 99 رطلا (45 كلغم) من وزنهم في المتوسط، والأشخاص الذين فكروا في الجراحة ولم يخضعوا لها تراجع وزنهم 6 أرطال (2.7 كلغم) في المتوسط، والأشخاص الذين لم يفكروا في الجراحة استمر وزنهم كما هو.
- الجراحة ومرض السكري
إن أهم تعقيدات داء السمنة هو تطور النمط الثاني من مرض السكري. ففي بداية الدراسة، كان هناك بعض الأشخاص ممن يعانون من السكري. بعد 12 عاما، أصبح عدد مرضى السكري أقل بنسبة 90 في المائة عند المجموعة التي خضعت للجراحة مقارنة بالمجموعة التي لم تخضع للجراحة. والسبب في ذلك يرجع بدرجة كبيرة إلى أن الأشخاص من غير مرضى السكري في بداية الدراسة كانت احتمالية إصابتهم بالسكري ستكون أقل مع الوقت لو أنهم خضعوا لجراحة السمنة.
بالإضافة إلى ذلك، في مجموعة الجراحة، فقد تراجع السكري في نصف المجموعة التي كانت مصابة عند بداية الدراسة.
كذلك كانت قياسات ارتفاع ضغط الدم والمستويات المرتفعة من الكولسترول وغيره من الدهون، أقل بكثير أيضا في المجموعة التي خضعت للجراحة. وشأن أي جراحة أخرى، لجراحة السمنة مخاطرها التي تحتاج إلى التفكير فيها في مقابل فوائدها. لكن دعونا نعد للسؤال الذي سألته في البداية عما إذا كانت الفوائد دائمة المفعول. الإجابة تكمن في هذه الدراسة، حيث تقول: «نعم الفوائد دائمة لعشر سنوات على الأقل».

- رئيس تحرير «رسالة هارفارد الصحية» - خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الخليج الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

اتفقت تركيا وسلطنة عمان على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون فيما بينهما وأكدتا دعمهما لأي مبادرات لوقف إطلاق النار في غزة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
صحتك ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد (أ.ف.ب)

لعبة شائعة في كرة القدم قد تسبب تلفاً بالدماغ

وفقاً لدراسة جديدة، فإن ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يشكل النوم أهمية مركزية للصحة العامة ومستوى رفاهية الإنسان (جامعة ولاية أوريغون)

تغيير وقت الذهاب إلى الفراش كل ليلة يؤثر على صحتك

أشارت دراسة جديدة إلى وجود صلة قوية بين عدم الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه كل ليلة وخطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ارتفاع ضغط الدم يشكّل تحدياً للصحة (رويترز)

6 أشياء يقول أطباء السكتة الدماغية إنه لا يجب عليك فعلها أبداً

تعدّ السكتات الدماغية أحد الأسباب الرئيسة للوفاة، والسبب الرئيس للإعاقة في أميركا، وفقاً لـ«جمعية السكتات الدماغية الأميركية»، وهو ما يدعو للقلق، خصوصاً أن…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

لقاح يخفض وفيات سرطان عنق الرحم

لقاح فيروس الورم الحليمي البشري يخفض وفيات سرطان عنق الرحم (جامعة ساوث كارولاينا)
لقاح فيروس الورم الحليمي البشري يخفض وفيات سرطان عنق الرحم (جامعة ساوث كارولاينا)
TT

لقاح يخفض وفيات سرطان عنق الرحم

لقاح فيروس الورم الحليمي البشري يخفض وفيات سرطان عنق الرحم (جامعة ساوث كارولاينا)
لقاح فيروس الورم الحليمي البشري يخفض وفيات سرطان عنق الرحم (جامعة ساوث كارولاينا)

أفادت دراسة أميركية بأن وفيات سرطان عنق الرحم بين الشابات تحت سن 25 في الولايات المتحدة، شهدت انخفاضاً ملحوظاً بعد تلقيهن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).

وأوضح الباحثون في مركز هولينغز للسرطان التابع لجامعة ساوث كارولاينا أن هذه النتائج تُظهر الدور الحيوي للقاح في الحد من الإصابة بأنواع فيروس الورم الحليمي البشري التي تؤدي إلى تطور السرطان، ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «غاما».

ويُعد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) من الفيروسات المنقولة جنسياً، وهو السبب الرئيسي وراء معظم حالات سرطان عنق الرحم. ويمكن لبعض أنواع الفيروس أن تسبب تغييرات خلوية قد تتحول لاحقاً إلى سرطان. وقدمت الولايات المتحدة لقاح فيروس الورم الحليمي البشري منذ عام 2006 كإجراء وقائي ضد الأنواع المسببة للسرطان مثل سرطان عنق الرحم. ويُعطى اللقاح في مرحلة المراهقة، حيث يُظهر فاعليته العالية في الحماية من العدوى بالأنواع الخطيرة من الفيروس؛ مما يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالسرطان في المستقبل.

وعلى الرغم من أن سرطان عنق الرحم نادر بين النساء تحت سن 25، فإنه لا يزال يحدث. لذلك، استهدف الباحثون في دراستهم مراقبة تأثير تلقي اللقاح في سن مبكرة على معدلات الوفيات في هذه الفئة العمرية.

وقام الفريق البحثي بإجراء دراسة شملت تحليل معدل الوفيات بسرطان عنق الرحم بين النساء الأميركيات تحت سن 25 بين عامي 1992 و2021.

وأظهرت النتائج أن الوفيات بسبب هذا النوع من السرطان قد انخفضت بنسبة 62 في المائة في العقد الماضي، مقارنة بما كانت عليه في التسعينات، وهو ما يُعزى بشكل كبير إلى تطعيم الفتيات ضد فيروس الورم الحليمي البشري.

وأضاف الباحثون أنه منذ إدخال لقاح «HPV» في 2006، أظهرت الدراسات انخفاضاً ملحوظاً في حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم؛ مما يعكس تأثير التطعيم الإيجابي. كما تم توسيع نطاق التطعيم ليشمل بعض البالغات حتى سن 45 عاماً.

ومع ذلك، يُحذر الباحثون من أن هناك تحديات مستمرة؛ إذ يشهد المجتمع الأميركي انخفاضاً في معدلات التطعيم ضد الفيروس بين المراهقات بعد جائحة «كوفيد-19».

وعلى الرغم من أن الهدف الوطني لعام 2030 هو الوصول إلى 80 في المائة من معدلات التطعيم، أظهرت تقارير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن نحو 60 في المائة فقط من المراهقات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 13 و15 عاماً قد حصلن على الجرعات الموصى بها.

ووفق الباحثين، يُعد هذا التراجع مصدر قلق بالغ؛ حيث يمكن أن يؤدي إلى تقليص المكاسب الصحية المكتسبة في مكافحة السرطان، ويستدعي الأمر تكثيف الجهود لزيادة وعي المجتمع بأهمية التطعيم.