غادر عشرات اللاجئين الذين احتجزوا لسنوات في مراكز اعتقال أسترالية نائية في المحيط الهادي مخيماتهم إلى الولايات المتحدة، حيث سيتم توطينهم، بناء على اتفاق قديم موقع بين كانبرا وواشنطن. وقالت مجموعة «ائتلاف التحرك من أجل اللاجئين» ومقرها سيدني، إن اللاجئين غادروا جواً بورت موريسبي، عاصمة بابوا غينيا الجديدة، بموجب اتفاقية توصلت إليها أستراليا مع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما؛ لكنها تعرضت لانتقادات حادة من خلفه دونالد ترمب.
وبهذا سينضم 58 لاجئاً إلى 54 آخرين احتجزوا في جزيرتي مانوس وناورو، التابعتين لبابوا غينيا، كان قد تم توطينهم بالفعل في الولايات المتحدة. وكمقدمة غادر 40 لاجئاً من الذين تم قبولهم في الولايات المتحدة، مركز احتجاز اللاجئين الذي تديره أستراليا بجزيرة مانوس. ومن المقرر أن ينتقل هؤلاء من العاصمة بورت موريسبي إلى نيويورك ولوس أنجليس.
وقال أحد اللاجئين في بيان عبر البريد الإلكتروني: «إنني سعيد جداً بالتحرر من الجحيم الذي فرضته علينا الحكومة الأسترالية في مانوس؛ لكننا نشعر بالحزن لمن لا يزالون ينتظرون». وأضاف في تعليقات نقلتها عنه الصحافة الفرنسية: «لا يمكننا التوقف عن التفكير في كل من لا يزال في مانوس. فنحن جميعاً بحاجة إلى الحرية».
وقال «ائتلاف التحرك من أجل اللاجئين»: «كانت لحظة لا تخلو من المرارة للاجئين، الذين من جهة فرحوا باستعادة الحرية التي حرمتهم منها أستراليا قبل أكثر من أربع سنوات، ولكن من جهة أخرى لا يزالون قلقين جداً حيال الأشخاص المتبقين».
واللاجئون الذين كانوا في مخيمات جزيرة مانوس، توجهوا إلى مانيلا، ومنها سينقلون جواً إلى الولايات المتحدة في مجموعات مختلفة في الأسابيع القادمة، قبل أن يتم توطينهم في أنحاء الولايات المتحدة، بحسب المجموعة الحقوقية. ونشرت المجموعة صوراً تظهر اللاجئين وقد اصطفوا في طوابير قبيل الفجر لركوب حافلات توجهت بهم إلى المطار، ثم وهم ينتظرون في قاعة المغادرة في المطار قبل صعود الطائرة إلى مانيلا.
وأضافت المنظمة الحقوقية أنه من المقرر أن يغادر 18 رجلاً آخرين بورت موريسبي في الأسابيع القادمة. ولم ترد سلطات الهجرة الأسترالية والأميركية على أسئلة وسائل الإعلام حول تحركات اللاجئين. وتقوم كانبرا بإرسال طالبي اللجوء الساعين لوصول أستراليا بحراً إلى مراكز اعتقال في مانوس وجزيرة ناورو في المحيط الهادي، بموجب اتفاقية صارمة تهدف إلى وقف تدفق اللاجئين إلى أراضيها.
وتفاوضت الحكومة الأسترالية على صفقة تبادل مع الولايات المتحدة، في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، لإعادة توطين 1250 لاجئاً في المخيمات التي تديرها الولايات المتحدة بكوستاريكا. ومن جانبه، وصف الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترمب، الصفقة بـ«الغبية»، إلا أنه قرر الإبقاء على الاتفاق. وتم قبول مجموعة أخرى تضم 130 لاجئاً احتجزوا في مخيم بجزيرة ناورو، ليتم إعادة توطينهم، ومن المتوقع أن يغادروا الجزيرة في الأسابيع المقبلة.
وفي مطلع الأسبوع الجاري، قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن هناك شعوراً متفاقماً بالعجز واليأس بين طالبي اللجوء واللاجئين في منشآت مانوس. وهناك نحو ألفي لاجئ وطالب لجوء، من بينهم 150 طفلاً، يعانون في ظل نظام أستراليا البحري في اثنتين من جزر المحيط الهادي، حيث يعيشون في ظروف سيئة منذ عام 2014. وقد لقي ستة محتجزين حتفهم في جزيرة مانوس منذ افتتاح المركز، حيث قتل خمسة منهم أنفسهم.
وقد رفضت أستراليا عرضاً قدمته نيوزيلندا لاستقبال 150 لاجئاً. وعرضت رئيسة الحكومة النيوزيلندية جاسيندا أرديرن استقبالهم من مانوس أو ناورو؛ لكن نظيرها الأسترالي مالكوم تورنبول قال إنه سينظر في العرض فقط بعد إتمام الاتفاق مع الولايات المتحدة.
ولا يزال أكثر من ألف لاجئ عالقين في مخيمات نائية ولم تسوّ أوضاعهم بعد. وترفض كانبرا بشدة الدعوات التي تطالبها بنقل اللاجئين إلى أستراليا، وتسعى بدلاً عن ذلك إلى إعادة توطينهم في بلدان أخرى، ومنها الولايات المتحدة؛ لكن حتى الآن تم إرسال 54 شخصاً فقط إلى الولايات المتحدة بموجب الاتفاقية. وقالت المجموعة المدافعة عن اللاجئين إن 130 شخصاً آخرين على جزيرة ناورو قبلتهم الولايات المتحدة ويتوقع أن يغادروا الشهر المقبل.
لاجئون يغادرون مخيم احتجاز أسترالياً إلى الولايات المتحدة
بناء على اتفاقية إعادة توطين موقعة مع الإدارة الأميركية السابقة
لاجئون يغادرون مخيم احتجاز أسترالياً إلى الولايات المتحدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة