هجوم معاكس للمعارضة يدفع مقاتليها إلى محيط مطار أبو الضهور

النظام يتقدم في ريف حلب الجنوبي ليلاقي قواته بريف إدلب

TT

هجوم معاكس للمعارضة يدفع مقاتليها إلى محيط مطار أبو الضهور

نفذت قوات المعارضة السورية وحلفاؤها هجوماً معاكساً على قوات النظام قرب بلدة أبو الضهور بريف إدلب الشرقي، تمكنت إثره من الوصول إلى أطراف المطار من الناحية الغربية، بعد يومين على سيطرة قوات النظام على القاعدة العسكرية الاستراتيجية، فيما حققت الأخيرة تقدماً على محور ريف حلب الجنوبي، حيث اقتربت من الالتقاء بقوات النظام في شمال أبو الضهور، مما يمكنها من محاصرة المعارضين شرق المنطقة.
ونقلت شبكة «شام» عن مصادر ميدانية تأكيدها أن اشتباكات عنيفة اندلعت أمس الاثنين، بين «هيئة تحرير الشام» وقوات النظام في الأطراف الغربية لمطار أبو الضهور العسكري، وسط عمليات كر وفر بين الطرفين، وقصف جوي عنيف من الطيران الحربي يستهدف المنطقة، ليغدو المطار العسكري مرصوداً من الطرفين.
واستهدفت «هيئة تحرير الشام» مواقع قوات النظام في محيط المطار العسكري بعملية انتحارية، أسفرت عن مقتل 30 عنصراً وتدمير 3 آليات، حسب ما نقلت وكالة «إباء» عن مصدر عسكري في الهيئة. وفيما ذكرت المصادر أن هيئة تحرير الشام استأنفت الهجوم على المطار العسكري فجر أمس، من مواقعها في الأطراف الغربية منه، وتمكنت بعد اشتباكات عنيفة من إجبار قوات النظام على الانسحاب من أجزاء كثيرة منه لا سيما الأطراف الغربية، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الاشتباكات اندلعت غرب المطار، ولم تصل إليه بعد، مؤكداً تجدد الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وهيئة تحرير الشام والفصائل الإسلامية والمقاتلة والحزب الإسلامي التركستاني من جانب آخر، على محاور في محيط مطار أبو الضهور إثر هجوم للمقاتلين التركستان ومقاتلي تحرير الشام والفصائل في محاولة منهم لاستعادة السيطرة على المطار.
وأشار المرصد إلى أن تحرير الشام والتركستان والفصائل تمكنت من التقدم إلى الأطراف الغربية للمطار والجنوبية الغربية له، حيث تحاول الفصائل محاصرة قوات النظام داخل المحاصرة أو إجبارها على الانسحاب منه عبر التقدم في محيط ورصده من المرتفعات المحيطة به.
وبينما كثفت الطائرات الحربية ضرباتها حول المطار لمنع تقدم المقاتلين المعارضين، تواصلت الاشتباكات على محور ريف حلب الجنوبي، حيث تمكن النظام من تحقيق تقدم، دفعه إلى مسافة أقل من خمسة كيلومترات عن الالتقاء بقواته المهاجمة من الغرب في شمال مطار أبو الضهور. وإذا تمكنت قوات النظام من الالتقاء، فإنها ستطبق الحصار على مقاتلي «هيئة تحرير الشام» في رقعة جغرافية تمتد من ريف حلب الجنوبي الشرقية إلى ريف إدلب الشرقي وريف حماه الشمالي الشرقي.
وأفاد «المرصد السوري» بأن قوات النظام حققت عملية تقدم واسعة في قرى تسيطر عليها هيئة تحرير الشام وقرى أخرى كانت خاضعة لسيطرتها، حيث تقدمت قوات النظام في 22 قرية على الأقل داخل الجيب المحاصر في أرياف حماة وإدلب وحلب، وتقدمت كذلك بريف حلب الجنوبي في ست قرى على حساب هيئة تحرير الشام، إضافة لتقدمها في قريتين بريف حماة الشمالي الشرقي على حساب تنظيم داعش.
ووثق المرصد السوري مقتل 6 مدنيين وإصابة 4 آخرين جراء مجزرة نفذتها طائرات حربية باستهدافها قرية زمار الواقعة بريف حلب الجنوبي.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.