أمير فخراوار لـ {الشرق الأوسط}: الاحتجاجات دمّرت حلم روحاني

مؤلف كتاب «الرفيق آية الله» قال إن المظاهرات أظهرت محدودية دور الإصلاحيين داخل النظام الإيراني

أمير فخراوار
أمير فخراوار
TT

أمير فخراوار لـ {الشرق الأوسط}: الاحتجاجات دمّرت حلم روحاني

أمير فخراوار
أمير فخراوار

وصف الكونغرس الأميركي «المجلس الوطني الإيراني» بالفريق المعارض الأكثر تأثيراً. مؤسسه أمير فخراوار منذ كان طالباً هو من معارضي نظام الملالي في إيران. أدخل السجن 19 مرة وعانى من التعذيب وتكسير كل عظامه. عام 2006 استطاع الهرب إلى الولايات المتحدة، وبدأ اتصالاته مع أصحاب القرار هناك. يعترف بأن الرئيس السابق باراك أوباما خان الإيرانيين والشرق الأوسط والعالم، ولولاه لما بقي النظام الإيراني الحالي.
فخراوار مقرب من إدارة الرئيس دونالد ترمب، يقوم بزيارات متكررة إلى الكونغرس الأميركي لإطلاعهم على حقيقة ما يجري في الداخل الإيراني. في إيران أسس مع صديقه أرزانغ داودي «المجلس الإيراني الوطني»، داودي قضى سنوات في السجن منذ عام 2002... وعام 2014 حكم عليه بالموت. وضع عدة كتب، ونشر ت له كثير من المقالات.
في السادسة عشرة من عمره أدخل السجن لأنه تساءل في خطبة أمام الطلبة: لماذا لا يستفيد النظام من مواهب الجيل الجديد لإصلاح مشكلات البلاد؟ أمضى 8 أشهر في «الانفرادي». بعد الإفراج عنه دخل كلية الطب في شمال غربي إيران، وهناك سخر من المرشد الأعلى وقال: لا أعتقد بأن لدينا الحرية في هذه البلاد كما يقول السيد المرشد. وكان ثمن ذلك إدخاله إلى سجن أرومية شمال غربي إيران، حيث الجلادون من دون رحمة. في المرة الأخيرة حكم عليه بالسجن 8 سنوات بسبب رواية له نالت شهرة عالمية عام 1999. داخل السجن بدأ يدرس ولتقديم الامتحانات كانوا يأخذون المساجين ليومين خارج السجن، وفي إحدى المرات وبمساعدة أصدقاء من البنتاغون استطاع الهرب إلى أميركا. كتبه كانت ترسل إلى لوس أنجليس حيث ربح جائزة عن كتاب «الأرض الأكثر اخضراراً على الكوكب». ثم نشر كتاب «الرفيق آية الله».
لم تنقطع اتصالات فخراوار مع الداخل إطلاقاً. ومنذ ثورة الطلاب عام 1999 والنظام يتهمه بالتحريض.
وفي الحوار الذي أجرته معه «الشرق الأوسط» يحكي فخراوار عن دور الاتحاد السوفياتي بالثورة الإيرانية، ويقول إن الملالي الإيرانيين ليسوا ممثلي الإمام الثاني عشر كما يدعون، إنهم فقط عملاء الـ«كي جي بي».
- ما قصة كتابك «الرفيق آية الله»؟ هل هي عن علاقة المرشد مع الاتحاد السوفياتي؟
- نعم، إنه عن دور الاتحاد السوفياتي في الثورة الإسلامية والإتيان بخامنئي إلى السلطة. بيع من هذا الكتاب داخل إيران، في السوق السوداء أكثر من 3 ملايين نسخة. وحتى الآن أقول إنه بسبب تأثير ذلك الكتاب، خرج الناس إلى الشوارع. في هذا الكتاب مئات الوثائق والمعلومات التي تكشف، أن الملالي الإيرانيين ليسوا ممثلي الإمام الثاني عشر كما يدعون. إنهم فقط عملاء «الاستخبارات السوفياتية المعروفة باسم الـ(كي جي بي)» الذين تم تدريبهم في موسكو في الستينات والسبعينات. تضمن الكتاب كل الوثائق والتفاصيل التي تثبت ذلك، حصلت على ذلك من أرشيف «الكاي جي بي»، وبعض الوثائق من الـ«سي آي إي» ومن «الموساد»، ومن أرشيف الاستخبارات الإيرانية نفسها. جمعتها كلها، لم أستعمل أي وثيقة من المعارضة الإيرانية.
بعد نشر الكتاب، اتصل بي الكثير من مؤيدي خامنئي، والباسيج والحرس الثوري وحتى الملالي الشباب، وشكروني لأنني فتحت أعينهم، «لأننا كنا نصدق أنه نظام مقدس».
- قادة إيران يقولون الآن إن النظام قوي جداً وليس باستطاعة أحد تغييره، من يستطيع التغيير وماذا سيحدث إذا سقط؟
- إذا كان النظام مستقراً كما يدعون، فكيف يخرج الناس بمجرد دعوة من منظمتنا «المجلس الإيراني»، نشرناها يوم السبت في 23 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نشرناها ودعونا الطلاب إلى التظاهر أمام منزل المرشد الأعلى، وبعد ذلك تجاوب الملايين وصاروا في الشوارع في أكثر من 100 مدينة، ولأكثر من أسبوعين، ولا يزال الحراك مستمراً. وأؤكد لك، ما ظنه الناس إشاعة، وهو أن خامنئي وعائلته هربوا إلى روسيا، ورد مسؤولون روس أن خامنئي وعائلته هم في تركيا.
- هل أنت جاد بقولك إن خامنئي هرب إلى روسيا؟
- نعم، انتظر هناك تطور الأوضاع قبل أن يعود إلى البلاد.
- هل أنت متأكد؟
- مائة في المائة، إضافة إلى ذلك أن المئات من كبار المسؤولين الإيرانيين هربوا إلى خارج البلاد وهرّبوا أموالهم وذهبهم. إذن كيف لنظام مستقر جداً أن يتزعزع من مجرد دعوة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي وخرج الناس يدعون «الموت لخامنئي»، «الموت للنظام» «نريد الحرية». كيف يجرؤ كل هؤلاء على التحدي هذا، إذا كان النظام على هذا الاستقرار.
ليس النظام بمستقر، والحكومة مهتزة.
- ألهذا السبب قلت في «فوكس نيوز»، إنكم ساعدتم على تنظيم المظاهرات وخططتم لها؟
- نعم. إننا نعمل منذ سنوات منذ ما بعد الحركة الخضراء عام 2009. لا بل قبل ذلك، عام 1999 ثورة الطلاب، لكن النظام كانت قبضته حديدية. وفي الحالتين أشار النظام إلى اسمي وأسماء بعض زعماء الطلاب. وقالوا إن من زعماء الحركة الخضراء أمير فخراوار وهو نفسه قاد مظاهرات الطلاب عام 1999. هذه المرة نجحنا في استعمال كل علاقاتنا داخل وخارج البلاد لتحريك الشارع. بعض الذين في إيران حذرونا بأن علينا ألا نتكلم عن ذلك لأننا خارج إيران. لم نقف عند هذا لأنه خارج أو داخل إيران، نحن إيرانيون. وخططنا لهذا وسنخطط. واسأل: أين كان خميني عندما بدأ ثورته، لم يكن داخل إيران، كان في فرنسا، كيف كان الأمر مقبولاً وجيداً في ذلك الحين، واليوم تتهموننا بأننا خارج إيران ولا يحق لنا ذلك. أنا أقول للجيل المخضرم من المعارضة أن يصمتوا. واتركوا الجيل الجديد يقوم بمهمته.
- خططت لهذا، لكن ماذا تريدون تحقيقه طالما أن الإيرانيين غاضبون، لكنهم يخافون من الحرس الثوري، ومن الباسيج الذين يتحركون بينهم مثل الغستابو على عجلاتهم في الشوارع؟
- في الحقيقة، لم نفكر أن المظاهرات ستكون بهذه الضخامة هذه المرة. أردنا أن نعرف احتمال هذه الحركة داخل إيران، لأننا نعرف أن هناك الكثير من الأمل، لأن الإدارة الأميركية تغيرت والرئيس السابق باراك أوباما خان حركة 2009، عندما رأى كيف هزم النظام الشعب. لكن الرئيس دونالد ترمب قال في تغريدة إنه سيدعم الشعب إذا خرج الناس ثانيةً. اتصلت بالإدارة الأميركية وقلت لهم إننا سنحمل الناس على الخروج الآن، ونريد من الرئيس أن يدعم الناس ويمنع النظام من ارتكاب حمام دم. ثم جاءتنا كلمة الرئيس ترمب بأنه سيدعم، وعندما خرج الناس اتصلت ثانية بالإدارة وقلت لهم حان الوقت نريد دعمكم. كانت فترة عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، وافقوا واتصلوا بالرئيس وكتب تغريدة، وهي ساعدت الشعب الذي تأكد أن هذه المرة الأمر مختلف.
بسبب هذا الوضع في إيران، وما حصل للناس، وأؤكد أن كتابي «الرفيق آية الله» الذي كشف لهم ما يجري وراء الستارة، فإن الكثير من الحرس الثوري والباسيج لم يقبلوا النزول إلى الشارع وقتل الناس. هناك الكثير من الحرس الثوري مزقوا بطاقاتهم من دون خوف.
قبل عشر سنوات كانوا يعتقدون بأنهم إذا قتلوا الناس وقُتلوا سيكونون في الجنة كجنود للإمام الثاني عشر، لأنهم كانوا ينظرون إلى خامنئي على أنه الممثل الحقيقي للإمام. هذه المرة اختلف الأمر، عرفوا أن خامنئي هو عميل لـ«كي جي بي»، وكل هذه الثورة صممها الاتحاد السوفياتي. لم يريدوا أن يذهبوا ويقتلوا أو يُقتلون.
- لكن هل تعتقد الآن أن روسيا ستسمح باهتزاز النظام الإيراني أو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستخيفه هذه المظاهرات التي قد تقع في روسيا نفسها في مارس (آذار) المقبل موعد الانتخابات الرئاسية؟
- الآن بوتين في السلطة، لست متأكداً من سيأتي بعده. لكن بوتين يتبع خطة يوري أندروبوف. حتى في خطبه في اللغة الروسية، وأشرت إلى اثنين في كتابي، يستعمل كلمة «السوفيات» بدل «الفيدرالية الروسية»، حلمه أن يستعيد الاتحاد السوفياتي. هو يساعد الكتلة السوفياتية، وبالتأكيد سيساعد النظام الإيراني على البقاء في الحكم، وتلاحظين أنه في كل اجتماعات مجلس الأمن، وأثناء المفاوضات على الاتفاق النووي، ساهمت روسيا بتحقيق كل ما يدعم النظام. هذه المرة كان الناس يرددون «السفارة الروسية مقر الجواسيس».
في السابق كانت الهتافات ضد السفارة الأميركية. هذه المرة عرفوا القصة الحقيقية وراء الثورة ووراء النظام. روسيا والصين سيدعمان النظام حتى النهاية ولن يتركا بلادنا بحالها. صراعنا في إيران من أجل الديمقراطية والحرية أننا ضد الملالي وضد حاميهم روسيا.
- قلت إن الأميركيين وعدوا بالمساعدة، لكن بعدما أغلقت الحكومة الإيرانية الإنترنت، لم يقدم الأميركيون مساعدات للتواصل حتى يسمحوا للمتظاهرين الإيرانيين بإيصال ما يجري إلى العالم الخارجي؟
- إننا نتفاوض مع الحكومة الأميركية وطلبنا منهم الحصول على الساتلايت الذي بحوزة الجيش الأميركي في أفغانستان كي يغطي لنا ما يجري. تلقينا وعوداً أنه إذا أغلق النظام بشكل محكم الإنترنت وكل وسائل التواصل الاجتماعي عندها سيأمرون الجيش الأميركي في المنطقة ليعطي تغطية بالساتلايت عما يجري داخل إيران، وهكذا بعد يومين من إغلاق النظام للإنترنت بلغه هذا الأمر، وقرر أن يسمح ببعض النوافذ وجعل الإنترنت بطيئاً جداً، إنما غير محكم الإغلاق. تلقينا وعوداً ببرامج جديدة للإيرانيين ليستعملوها عبر وسائل يتم إنزالها حيث يستطيع الإيرانيون استعمالها بسهولة ولا يمكن للنظام بمراقبتها أو قطع ما يريدون منها، وسيكون هذا البرنامج جاهزاً في شهر مارس المقبل، ولن يستطيع النظام قطع تواصل الإيرانيين في الداخل بالعالم الخارجي. حتى الآن لا يستطيع فعل ذلك.
- لكن هل توقفت المظاهرات الآن؟
- إننا نسمي ما جرى «ثورة دستورية»، وضعنا الدستور الجديد لإيران، أرسلناه إلى الكونغرس الأميركي وقدمناه للإدارة الأميركية، أعجبوا به جداً. نحن نريد أن نؤكد لهم أن إيران بعد الجمهورية الإسلامية، لن تكون راعية الإرهاب في العالم أو تحاول أن تكون إمبراطورية تسيطر على دول أخرى. كلا. إطلاقاً. نحن نريد الحرية والديمقراطية ونريد أن نكون الجيرة الحسنة في المنطقة، وعضواً جيداً في المجموعة الدولية.
المرحلة المقبلة، طلبنا من مؤيدينا في إيران الذهاب إلى كتابة الشعارات على الجدران في كل مكان، على الأبنية والمؤسسات والمدارس والجامعات نريدهم أن يقوموا بهذا لمدة أسبوع. سيحطمون الكاميرات السرية التي نشرها النظام للسيطرة على المجتمع. هذا ما طلبناه منهم. تدمير كل الكاميرات وكتابة الشعارات ضد خامنئي في كل مكان في البلاد، وقد بدأ هذا يحدث. المظاهرات لم تتوقف، إنها مستمرة في بلوشستان، في أذربيجان، في لورستان، كردستان وخوزستان، ولا يزال الناس في المناطق الحدودية يقاتلون. لديهم الأسلحة ويواجهون جماعة النظام.
- هل هم مسلحون ضد النظام؟
- نعم. الآن لديهم الرشاشات. من السهل في المناطق الحدودية جلب الأسلحة. هم الآن ليس لديهم الكثير من الأسلحة، لكن إذا ما قرر النظام الهجوم وأن يبقى في السلطة بغض النظر عن أي شيء، والتهديد بحمامات من الدماء، عندها وبكل تأكيد ستكون المرحلة اللاحقة القتال ضد النظام في كل البلاد.
- كان والدك في سلاح الطيران خلال عهد الشاه هل تعتقد أن الجيش النظامي الآن هو مع الشعب؟
- نعم، ثم أن والدي لم يكن فقط في سلاح الطيران أيام الشاه، ظل حتى عام 2002 كضابط في الطيران. وعشنا في عدة مدن وأعرف بكل تأكيد أن النظام عجز عن الحصول على دعم الجيش النظامي في إيران. لذلك أنشأ الحرس الثوري. لم يستطع النظام الحصول على دعم الجيش. إذا راجعت الثورة الروسية كان هناك «الجيش الأبيض»، ثم أوجدوا «الجيش الأحمر». الجيش النظامي في إيران هو مثل «الجيش الأبيض»، والثوار لم يستطيعوا التحكم به، لهذا أوجدوا «الحرس الثوري» على نسق «الجيش الأحمر» السوفياتي. ولم يستطع «الحرس الثوري» تدمير الجيش النظامي. وطوال سنوات الثورة ظل الجيش إلى جانب الشعب، لم يضرب الجيش الشعب. وكل مرة، فمثلاً خلال 1999 ثورة الطلاب أتى الحرس الثوري إلى الشوارع بالدبابات، لكن الجيش النظامي حذرهم، بأنه قد ينزل إلى الشوارع لمقاتلتهم.
- بالنسبة إلى المعتقلين، سمعنا من النظام أن 5 انتحروا في السجون، هل تعتقد بأن المعتقلين الألف الباقين سينتحرون أيضاً، أو بالأحرى سيُقتلون داخل السجون؟
- كلا. لا يستطيع النظام فعل ذلك، لقد عذبوا الخمسة حتى الموت، ورأوا ردود فعل المجتمع الدولي. والآن سيتوقفون عن قتل المتظاهرين، إنما سيستمرون بإزعاجهم. ثم إن النظام اعتقل مؤخراً 15 ألف متظاهر، النظام يستعمل الأسلوب الروسي، اعتقال قدر ما يستطيع خلال المظاهرات، وسجنهم لفترة من الزمن، وبعدها يطلقون سراحهم ثم يلاحقهم رجال الاستخبارات ويزعجون أهاليهم. سيتم استدعاؤهم كل يوم إلى المحاكم الثورية.
- هل ما زلت تعتقد بأن هؤلاء المتظاهرين، إذا نجحوا يمكن أن يغيروا الشرق الأوسط والعالم؟
- بكل تأكيد. بعد البحث الذي أجريته لكتابي «الرفيق آية الله»، اكتشفت أن مجموعة صغيرة من الملالي الشيعة المتعصبين جاءوا بتغطية الاتحاد السوفياتي. إنهم ليسوا بالقوة التي يتصورها العالم. وليسوا بذكاء الجيل الإيراني الجديد والشاب. وإذا نحن الجيل الجديد استطعنا تغيير النظام عندها وبكل تأكيد سيتغير كل الشرق الأوسط والعالم، لأنه لن يبقى هناك من يرعى الإرهاب، وينشئ المنظمات الإرهابية التي عاشت على «البترو دولار» الإيراني، مثل «حزب الله»، إذا تغير النظام فإن أغلب المنظمات الإرهابية الإيرانية لن تقوى على البقاء من دون الدعم المالي الإيراني.
- يقول البعض إنه بعد المظاهرات الأخيرة، لن يبقى الوضع في إيران كما كان. لأن الكثير من الإيرانيين تثيرهم الجمهورية الإسلامية، ويواجه النظام صراعات داخلية لأن زعامة خامنئي تقترب من النهاية. ماذا سيحصل إذا اختفى خامنئي اليوم؟
- بعدما جاء محمد خاتمي إلى السلطة كانت هناك حركة إصلاحية قوية، وكان هناك الكثير من الأمل. أنا صوتت مرتين لخاتمي، وكنت ما زلت طالباً. قلت لا معارضة حقيقية لدينا، ونحتاج أن نغير النظام خطوة خطوة، وإننا نحن الطلاب النشطاء قررنا دعم طرف من النظام، أي الإصلاحيين. قالوا سيغيرون النظام من الداخل، لكنني أغلب وقت خاتمي أمضيته في السجن. كان الإصلاحيون أقوياء حتى ثلاثة أسابيع مضت. لأنه خلال المظاهرات لم تسمعي صوتاً يدعم الإصلاحيين. في السابق كان الأمر مختلفاً. حتى لم يأت أحد على ذكر مير موسوي أو كروبي. هذه المظاهرات كشفت أنه لا حظ للإصلاحيين داخل النظام إطلاقاً. زمن خاتمي كنا نعتقد أن خامنئي سيذهب، وسيأتي خاتمي وستتجه البلاد اتجاهاً أفضل. لكن هذه المظاهرات أسقطت كل الإصلاحيين ومصداقيتهم. لقد انتهت قصة المتشددين والإصلاحيين معاً. أظهرت المظاهرات أنه لا دور للإصلاحيين داخل البلاد إطلاقاً. إذا توفي خامنئي أو حدث له شيء، لن يبقى النظام في الحكم، ستكون هناك حرب أهلية بين مسؤولي النظام. لكننا نأمل بأنه حتى ذلك الوقت، نستطيع أن نسّير البلاد نحو الاستفتاء في اتجاه دستور جديد بمساعدة المجموعة الدولية.
- لكن لاحظنا أن الأوروبيين هم مع النظام وليسوا مع الشعب الإيراني؟
- لأنهم يتلقون الشيكات من النظام، وأيضاً هناك اتفاقيات نفطية وقعت مع الأوروبيين وكلها لمصلحتهم. لهذا يدعم الأوروبيون النظام حتى النهاية. نحن لا نعتمد على أي دولة أوروبية. لأنهم يعرفون أن هؤلاء الملالي مجرمون، وقرر الأوروبيون دعمهم ولا تهمهم دماء الشعب الإيراني.
- لكن شركة «بوينغ» الأميركية وقعت اتفاقاً مع هذا النظام؟
- حتى الآن لم تحصل على دعم الكونغرس، وهناك مشكلات كثيرة بالنسبة إلى هذا الاتفاق.
- بعد فترة صمت وجه المرشد أصابع الاتهام إلى أميركا والسعودية وإسرائيل. نعرف أن عليه قول هذا، لكن ألا يعني هذا أن النظام مخترق؟
- عندما كنت طالباً نشطاً في السادسة عشرة، قالوا لي في التحقيق أنت من «الموساد»، ولم أكن أعرف ماذا يعني «الموساد» أو «سي آي إي». النظام يحتاج إلى من يلقي اللوم عليه، ولا يقبل الاعتراف بالنقص لديه أو بالمشكلات. وبقوله هذا، يعني أن النظام وضعه سيء. ثم إن الشعب الإيراني يحب الولايات المتحدة. وليسوا مثل الماركسيين، والثوار خلال ثورة 1979 الذين كانوا يكرهون أميركا. الجيل الجديد يحترم أميركا ويحترم المملكة العربية السعودية. وكل ما يقوله النظام يفعل الشعب عكسه. إذا قال النظام يجب أن نكره المملكة العربية السعودية فإن الشعب يقول إذن يجب أن نحبها.
- إذا نجحتم في وقت قصير، هل تعتقد أن إيران ستكون مستقرة أو سيكون هناك فوضى وحرب أهلية؟
- لن تكون هناك حرب أهلية، ربما بعض الذين يقفون مع الجمهورية الإسلامية سيقومون بأعمال ضد المجتمع الديمقراطي. أنا أعرف أن الكثيرين من المسؤولين الحاليين يعتقدون بالمال أكثر من اعتقادهم بالإمام الثاني عشر. وإذا توفرت لهم الفرص سترين قسماً كبيراً منهم يغيرون مواقفهم، وينضمون إلى المجتمع الجديد. خلال زمن الشاه كثيرون تغيروا، وربوا لحاهم وصاروا مع الثورة. هؤلاء الناس سيتغيرون ثانية. لا أرى إطلاقاً إمكانية اندلاع حرب أهلية في إيران.
- اعترف أحد مستشاري روحاني، بأنه في حال جرى استفتاء الآن فإن أكثر من 70 في المائة من الإيرانيين سيصوتون ضد الثورة الإسلامية. أي نوع من النظام يمكن أن تتفق عليه أغلبية الإيرانيين؟
- أعتقد أن 90 في المائة من الناس ضد الجمهورية الإسلامية. ويريدون ملكية دستورية.
- هل يريدون جمهورية إيرانية أم ملكية دستورية؟
- نعم، ثم إن الدستور الذي وضعناه يمكن أن يكون لواحد من هذين الطرحين. ولن نحتاج لتغييره.
- هل أنت على اتصال مع الأمير رضا بهلوي؟
- منذ زمن طويل. منذ كنت في السجن. ثم هناك قربى بيننا. أنا من داعمي الجمهورية الإيرانية. حصل بيننا بعض اختلاف في الرأي وقررنا السير كل منا في طريق مختلف. لكن بعد هذه المظاهرات عادت علاقتنا، رغم أنه لم يكن هو من دعا إلى هذه المظاهرات، لكن الكثير في إيران يحبونه. كنا أصدقاء، ثم أصبحنا متنافسين يحترم كل منا الآخر. الآن قررنا وضع كل خلافاتنا جانباً ونعود معاً، ونعمل الآن معاً.
- هناك من يقول إن النظام لا يهتم حتى لو جاع كل الإيرانيين، طالما أنه يسعى لتحقيق استراتيجيته بالسيطرة على الشرق الأوسط؟
- هذا صحيح، فالنظام غير مهتم بالشعب الإيراني، الناس مقتنعون بأن النظام مهتم بالسيطرة على الشرق الأوسط وحتى العالم. إنه يعمل على بناء نسخة إسبانية عن «حزب الله» في أميركا الجنوبية. هذه ليست خطة الملالي، وكما أشرت في كتابي «الرفيق آية الله»، إنها خطة روسية، لأن روسيا تريد أن تكون لها كتلتها في الشرق الأوسط، والملالي هم اللاعبون المنفذون. إذا راجعت دور «حزب الله»، وكتبت هذا في كتابي، تم تدريبهم من قبل ضباط سوفيات في جنوب لبنان، وفي سوريا زمن حافظ الأسد، وفي ليبيا بمساعدة معمر القذافي، كانت عقيدة يوري أندروبوف تقوم على تدريب ميليشيات من العالم الإسلامي، واستعمالها كجيش ضد الديمقراطية الغربية. كان يقول: لماذا نقاتل نحن الغرب، ندرب نحو المليون مسلم ونرسلهم ليقاتلوا من أجلنا. وقد نقلت في كتابي «الرفيق آية الله» عن «أيون ميهاي باسيباي» الذي كان على رأس الاستخبارات الرومانية ومساعداً للديكتاتور نيكولاي تشاوشيسكو قبل أن يهرب إلى الولايات المتحدة عام 1978، قال في كتابه «تشويه المعلومات»، إنه في ظل أندروبوف ساهمت «الكاي جي بي» بزرع بذور الكراهية للأميركيين وإسرائيل في العالمين العربي والإسلامي. وأندروبوف ترأس الجهاز منذ 1967 حتى 1982 عندما أصبح الزعيم السوفياتي. وباسيباي تحادث مع أندروبوف الذي أكد له أن هذه خطتنا ونجحنا فيها. في النهاية فإن الملالي بيادق في يد الروس والسيطرة التي يتحدثون عنها إنما هي السيطرة الروسية.
- سمعت من بعض الإيرانيين أن خامنئي إذا شعر بأنه لا حل لمشكلة الاقتصاد الإيراني سيعلن الحرب على المملكة العربية السعودية؟
- لا يستطيع. إذا أراد إعلان الحرب فإنه في حاجة إلى المال، والنظام مفلس الآن. ربما الصواريخ، وبعضها من روسيا ومن كوريا الشمالية، يمكن أن يحاول إطلاق بعضها، أو أنه أرسل بعضها إلى اليمن لقصف السعودية، هذا ما قد يلجأ إليه النظام في أي وقت، إنما الذهاب إلى الحرب مع السعودية فإنه لا قدرة للنظام الإيراني على ذلك، ولا يملك المال. قد يلجأ إلى الصواريخ لكنه غير قادر على الحرب.
- هل تعتقد أن سلسلة السيطرة على بعض الدول العربية، ستبدأ بالتفكك؟
- نعم. استطاعوا فعل كل هذا بسبب امتلاكهم «البترو دولار». لكن إذا توقف ضخ المال تتغير المعادلة. عام 2012 عندما كانت المقاطعة على النفط الإيراني، واجه النظام الكثير من المشكلات، ثم إن المسؤولين الكبار سرقوا الكثير من المال ولا يرغبون في التخلي عنه.
- ما قصة العلاقات العميقة الآن بين طهران وأنقره؟
- الرئيس رجب طيب إردوغان هو تحت تأثير الرئيس الروسي بوتين، وروسيا توسع الآن منطقة نفوذها حتى تركيا. وبعد الانقلاب ساعدت الاستخبارات الروسية إردوغان على معرفة ذلك الانقلاب، بعدها قرر إردوغان أن يكون أكثر صداقة وقرباً من روسيا بدل الولايات المتحدة. والصداقة بين أنقره وطهران قائمة برعاية موسكو.
- هل سوريا ستكون مستنقع هذا النظام؟
- إنها مشكلة يعاني منها النظام. الشعارات التي انطلقت هذه المرة كشفت كراهية الشعب للتدخل في سوريا ودعم «حزب الله» والحوثيين.
- هل تعتقد أن روحاني يحلم بأن يكون المرشد الأعلى بعد خامنئي ويجمع مناصب الرئيس، والقائد الأعلى للجيش بين يديه. هل لديه القدرة وهل لديه الوقت؟
- كلا. حتى الشهر الماضي كان باستطاعته فعل ذلك. لكن بعد إعلانه عن الميزانية التي كشفت الأموال التي تذهب إلى آية الله والنافذين. كان روحاني يخطط لهذا، لكن المظاهرات الأخيرة دمرت هذا الحلم. في السنتين الأخيرتين فكر خامنئي بتعديل النظام أن يختار البرلمان والحكومة المرشد الأعلى، كنوع جديد من الملكية، لكنه خاف أن يمس دستور الجمهورية الإسلامية، لأنه كان يعرف أن الناس ينتظرون المس بالدستور للانقلاب عليه. روحاني رأى الآن بعينيه نهاية الخط له، وللإصلاحيين والمتشددين.
- هل تعتقد أنه يجب التخلص من الاتفاق النووي؟
- الاتفاق كان كارثة. منذ 2006 كنا نطالب بمقاطعة النفط الإيراني، التقيت أكثر من 200 من رجال الكونغرس، وتحدثت في البرلمان الكندي وأغلب البرلمانات الأوروبية وحتى في إسرائيل، لأن النظام يحصل على 90 في المائة من أمواله من بيع النفط. طلبنا إلغاء كل المقاطعات الأخرى والتركيز على النفط. بعض الشيوخ الأميركيين اقتنعوا. ثم عام 2012 تمت مقاطعة النفط لكن جاء أوباما وساعد النظام بالاتفاق، وخان العالم كله ومهما حدث فإن النظام سيصنع النووي. لهذا يجب إلغاؤه. الرئيس ترمب أعطى 120 يوماً كإنذار لأوروبا. النظام لن يتغير، والأوروبيون لن يستطيعوا فعل شيء.
أملي أن نرى تغييراً في أوروبا، لأن من يقود المفاوضات مع إيران فيديريكا موغيريني (منحازة إلى إيران) هي عضو في الحزب الشيوعي الإيطالي، غيروا اسم الحزب مرتين، أولاً: الحزب الديمقراطي اليساري، واليوم الحزب الديمقراطي الإيطالي. وسمعت من أصدقائي الإيطاليين أن هذا الحزب يفقد من قوته وستجري انتخابات بعد أشهر، ونأمل أن تذهب موغيريني، ويأتي آخر غير شيوعي ليقود المفاوضات الأوروبية مع إيران.



«نيويورك تايمز»: الهجوم الإسرئيلي على «قاعدة أصفهان» أصاب منظومة الدفاع الجوي

لقطات بثّها التلفزيون الرسمي يوم أمس من ميدان على طريق مطار أصفهان وسط إيران (أ.ف.ب)
لقطات بثّها التلفزيون الرسمي يوم أمس من ميدان على طريق مطار أصفهان وسط إيران (أ.ف.ب)
TT

«نيويورك تايمز»: الهجوم الإسرئيلي على «قاعدة أصفهان» أصاب منظومة الدفاع الجوي

لقطات بثّها التلفزيون الرسمي يوم أمس من ميدان على طريق مطار أصفهان وسط إيران (أ.ف.ب)
لقطات بثّها التلفزيون الرسمي يوم أمس من ميدان على طريق مطار أصفهان وسط إيران (أ.ف.ب)

ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز)، اليوم السبت، أن صوراً التقطتها أقمار صناعية تظهر أن الهجوم الإسرائيلي على قاعدة جوية إيرانية في أصفهان أصاب جزءاً مهماً من منظومة للدفاع الجوي.

وقالت الصحيفة إن الصور أظهرت أن الهجوم الذي استخدم ذخائر دقيقة التوجيه على قاعدة شيكاري الجوية أدى إلى إتلاف أو تدمير رادار يستخدم في أنظمة الدفاع الجوي إس-300 لتتبع الأهداف القادمة.

وكانت سلسلة انفجارات قد دوت في ساعة مبكرة من صباح يوم أمس في مدينة أصفهان بوسط إيران، وقال القائد العام للجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي، إنها ناجمة عن تصدي الدفاعات الجوية لعدد من «الأجسام الطائرة»، فيما نشر التلفزيون الرسمي مقطعاً مصوراً قال إنه لتفعيل الدفاعات الجوية في أصفهان.

وأكدت مصادر أمنية وحكومية إسرائيلية لصحيفة (جيروزاليم بوست) أن إسرائيل شنت الهجوم لكنها لن تعلن مسؤوليتها عنه «لأسباب استراتيجية».

وقالت وسائل إعلام إيرانية إن الهجوم تم بثلاث طائرات مسيرة.وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بأن الدفاعات الجوية تصدّت لمسيّرات صغيرة فوق أصفهان دون أضرار تُذكر؛ لكن صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية قالت إن الهجوم نفذته طائرات بإطلاق صواريخ بعيدة المدى وليس باستخدام طائرات مسيرة أو صواريخ أرض جو.

جاءت التطورات الأخيرة بعد أيام قليلة من هجوم شنته إيران بمئات المسيّرات والصواريخ على إسرائيل مطلع الأسبوع الماضي، وذلك بعد مقتل قائد كبير في الحرس الثوري في هجوم يعتقد أنه إسرائيلي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق.


عبد اللهيان: إيران سترد على «أقصى مستوى» إذا تصرفت إسرائيل ضد مصالحها

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (رويترز)
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (رويترز)
TT

عبد اللهيان: إيران سترد على «أقصى مستوى» إذا تصرفت إسرائيل ضد مصالحها

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (رويترز)
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (رويترز)

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم الجمعة إن إيران سترد على الفور وعلى «أقصى مستوى» إذا تصرفت إسرائيل ضد مصالحها.

وقال عبد اللهيان في مقابلة أجرتها معه شبكة (إن.بي.سي نيوز): «إذا أرادت إسرائيل القيام بمغامرة أخرى وعملت ضد مصالح إيران فإن ردنا التالي سيكون فورياً وعلى أقصى مستوى».


إيران تستوعب «رسالة أصفهان الإسرائيلية»

صورة التقطها قمر اصطناعي للقاعدة الجوية قرب إصفهان وسط إيران التي استهدفتها الضربة الإسرائيلية (بلانيت لابس بي بي سي /أ.ب)
صورة التقطها قمر اصطناعي للقاعدة الجوية قرب إصفهان وسط إيران التي استهدفتها الضربة الإسرائيلية (بلانيت لابس بي بي سي /أ.ب)
TT

إيران تستوعب «رسالة أصفهان الإسرائيلية»

صورة التقطها قمر اصطناعي للقاعدة الجوية قرب إصفهان وسط إيران التي استهدفتها الضربة الإسرائيلية (بلانيت لابس بي بي سي /أ.ب)
صورة التقطها قمر اصطناعي للقاعدة الجوية قرب إصفهان وسط إيران التي استهدفتها الضربة الإسرائيلية (بلانيت لابس بي بي سي /أ.ب)

استوعبت إيران ضربة إسرائيلية «محدودة» استهدفت قاعدة جوية حساسة مكلفة بحماية منشآت نووية في وسط البلاد، دون أن تؤدي إلى تصعيد. وفيما التزمت إسرائيل الصمت حيال العملية، نفت الولايات المتحدة أي دور لها فيها.

وجاءت الضربة رداً على هجوم شنته إيران بالمسيرات والصواريخ، قبل أسبوع، انتقاماً من قصف قنصليتها في دمشق ومقتل ضباط كبار من «الحرس الثوري».

وأفادت وسائل إعلام إيرانية ومسؤولون بوقوع عدد قليل من الانفجارات، قائلين إنها نجمت عن إسقاط الدفاعات الجوية الإيرانية لثلاث طائرات مسيرة فوق مدينة أصفهان. واتهموا «متسللين»، وليس إسرائيل، بتنفيذ الهجوم، مما ينفي الحاجة إلى رد انتقامي. وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في نيويورك، إن «الطائرات الصغيرة التي أُسقطت لم تسبب أي أضرار أو إصابات».

لكن مصادر إسرائيلية وأميركية ذكرت أن مقاتلة إسرائيلية أطلقت صاروخاً بعيد المدى، مستهدفة منظومة رادار في قاعدة وسط إيران تقع شمال شرقي أصفهان، على مسافة 20 كيلومتراً من مفاعل أصفهان للأبحاث النووية، و120 كيلومتراً من منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.

وفيما أشار إيتمار رابينوفيتش، سفير تل أبيب السابق في واشنطن، إلى أن إسرائيل «حاولت الموازنة بين ضرورة الرد والرغبة في عدم دخول دائرة الفعل ورد الفعل»، فإن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير كتب عن الرد على منصة «إكس» منشوراً من كلمة واحدة هي: «ضعيف»!

ودعت الصين وروسيا ودول عربية إلى ضبط النفس، فيما قال وزراء خارجية «مجموعة السبع»، بختام اجتماعهم بجزيرة كابري الإيطالية: «نحث كافة الأطراف على العمل من أجل منع المزيد من التصعيد».


تمسُّك غربي بمعارضة عملية رفح

فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة أمس قرب مسجد الفاروق المدمر بمدينة رفح (أ.ف.ب)
فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة أمس قرب مسجد الفاروق المدمر بمدينة رفح (أ.ف.ب)
TT

تمسُّك غربي بمعارضة عملية رفح

فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة أمس قرب مسجد الفاروق المدمر بمدينة رفح (أ.ف.ب)
فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة أمس قرب مسجد الفاروق المدمر بمدينة رفح (أ.ف.ب)

تمسكت الدول الغربية الكبرى أمس (الجمعة) بمعارضتها شن عملية عسكرية إسرائيلية في رفح.

وأكدت «مجموعة السبع»، في ختام اجتماعات وزراء خارجيتها في كابري بإيطاليا، أنها تعارض «عملية عسكرية واسعة النطاق» في رفح، مشيرة إلى مخاوف مما ستخلفه من «تبعات كارثية على السكان». وتستوعب رفح حالياً قرابة مليون فلسطيني نزحوا إليها من بقية مناطق غزة.وأكد بيان «السبع» استمرار التزام المجموعة بإرساء سلام دائم على أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة بضمانات أمنية لإسرائيل وللفلسطينيين.وفي الإطار ذاته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصحافيين في ختام اجتماعات كابري «لا يمكننا دعم عملية عسكرية كبيرة في رفح»، مضيفاً: «نؤمن بإمكانية تحقيق إسرائيل أهدافها بدون هجوم رفح». وجاء كلامه في وقت أفاد فيه تقرير تلفزيوني إسرائيلي، أمس، بأن الجيش الإسرائيلي قدّم للجيش الأميركي خطة لتفعيل ممر إنساني في غزة استعداداً لعملية رفح. ونقلت قناة «آي 24 نيوز» عن مسؤولين القول إن عملية رفح محسومة، لافتة إلى أن المتوقع فتح الممر الإنساني بحلول نهاية الشهر.


خبراء أميركيون: الضربة الإسرائيلية «رمزية» واحتمالات التصعيد «منخفضة»

بايدن ينزل من المروحية الرئاسية «مارين ون» في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض بواشنطن الخميس (أ.ب)
بايدن ينزل من المروحية الرئاسية «مارين ون» في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض بواشنطن الخميس (أ.ب)
TT

خبراء أميركيون: الضربة الإسرائيلية «رمزية» واحتمالات التصعيد «منخفضة»

بايدن ينزل من المروحية الرئاسية «مارين ون» في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض بواشنطن الخميس (أ.ب)
بايدن ينزل من المروحية الرئاسية «مارين ون» في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض بواشنطن الخميس (أ.ب)

التزمت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الحذر والنهج المتحفظ بشان الانفجارات بالقرب من قاعدة جوية عسكرية كبيرة بالقرب من أصفهان.

ولم تصدر عن البيت الأبيض مواقف تؤيد أو تدين. وأكدت معلومات أن إسرائيل أبلغت به الإدارة الأميركية قبل القيام به بوقت قصير.

وقال مسؤول أميركي كبير إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة، يوم الخميس، بأنها ستنتقم من إيران في الأيام المقبلة، مضيفاً أن البيت الأبيض حذر من أن التصعيد مع إيران لن يخدم المصالح الأميركية أو الإسرائيلية، وحثت إسرائيل على توخي الحذر في الرد الانتقامي، وأكدت في نهاية الأمر أن القرار هو قرار إسرائيلي منفرد.

ضربة تستهدف منع التصعيد

ووصف عدد كبير من الخبراء والمحللين السياسيين الضربة الإسرائيلية «المحدودة» في أصفهان - بالقرب من منشآت نووية وقاعدة جوية ومصنع للطائرات دون طيار- بأنها تستهدف تجنب دورة تصعيدية تدفع الدول نحو الحرب، وتستجيب أيضاً للمخاوف الأميركية والنصائح بتجنب المواقع النووية الإيرانية، وتجنب أي هجمات موسعة خوفاً من أن تستخدم إيران تلك الضربات ذريعة للمضي قدماً في برنامجها النووي.

وأجمع محللون في وسائل إعلام أميركية أن الرد الإسرائيلي «رمزي»، ويرسل فقط رسالة إلى طهران، ويسمح للنظام الإيراني بترويج أن الهجوم الإسرائيلي لم يتسبب في إحداث أضرار.

تغيير في قواعد الاشتباك

وقال ليون بانيتا وزير الدفاع الأسبق في تصريحات لشبكة «سي إن إن»: «إن قواعد الاشتباك تغيرت بين إسرائيل وإيران بضربات خرجت من عمق أراضي دولة إلى عمق أراضي الدولة الأخرى، مشيراً إلى أن إسرائيل استمعت لكثير من التحذيرات الصادرة من دول العالم بعدم تصعيد الرد بشكل كبير، واستهدفت الضربة الإسرائيلية في أصفهان بالقرب من المنشآت النووية إرسال رسالة إلى إيران». وأضاف: «الأمل هو أننا قد نكون حققنا نوعاً من التوازن التقريبي، وربما إعادة تأسيس الردع».

وحدد بانيتا مسارين يمكن أن تمضي إليهما الأمور، الأول متفائل، ويعد الأفضل لإسرائيل من وجهة نظره وهو تعزيز التحالف الإسرائيلي مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية والقوى الإقليمية لإنهاء الحرب في غزة وإنهاء القضايا الإنسانية الرهيبة، وقال: «هذه هي الطريق المفعمة بالأمل».

وأشار أيضاً إلى أن المسار الثاني سيكون مثيراً للقلق من أي حسابات خاطئة ومحاولات لإثارة الصراعات، وما إذا كانت القيادة في إيران تريد الحفاظ على فترة من التوازن أم سيستمرون في إثارة الاضطرابات.

وبدوره، قال الجنرال مارك كيميت مساعد وزير الدفاع الأسبق لشؤون الشرق الأوسط لشبكة «سي إن إن»، إن «إسرائيل تمكنت من اختراق الدفاعات الجوية الإيرانية دون أن يتنبه أحد، ونفذت ضربة في منطقة قريبة من المنشآت النووية الإيرانية التي ترغب إيران في حمايتها، وهي تحمل رسالة أنه إذا واصلت إيران التصعيد فإنها ستخسر كثيراً، وأعتقد أن الإيرانيين استوعبوا ذلك، وفهموا أيضاً من خلال الرسائل الشفهية من الولايات المتحدة ومن ألمانيا وشركاء آخرين ضرورة عدم التصعيد».

 وأشار الجنرال كيميت إلى بعض الرسائل الجيوسياسية الأوسع، وهي أن الاستهداف الإسرائيلي لمنطقة عسكرية تمتلك منظومة دفاعات جوية إيرانية من طراز «إس 400»، وقد جرى اختراقها، وهي يمكن أن تحمل أيضاً رسالة إلى الروس. وقال: «أعتقد أن ما حدث يدفع الجميع الآن إلى التراجع خطوة إلى الوراء، والتوقف وإعادة التقييم من قبل جميع الأطراف».

سهولة التصعيد

 وقال دنيس روس المسؤول الأميركي السابق عن ملف الصراع في الشرق الأوسط في عدد من الإدارات الأميركية  عبر موقع «إكس»: «لقد ضربت إسرائيل بشكل محدود للغاية إيران وسوريا، لإثبات أنها سوف ترد، ولكن  بضربة محدودة. وتتصرف إيران الآن كأنها تمنع إسرائيل من توجيه ضربة أكبر. لقد أوضح كلا الجانبين نقطة، واستعدا للعودة إلى الظل في الوقت الحالي. لكن كلاً منهما يرى مدى سهولة التصعيد».

ومن جانبه، هاجم مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون إدارة بايدن، وشن حملة لحشد الدعم لإسرائيل، وقال على موقع «إكس»: «تتعرض إسرائيل لهجوم مستمر من قبل إيران ووكلائها الإرهابيين منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول). لقد أدار جو بايدن ظهره لحليفنا، ويواصل توصية الإسرائيليين بعدم الدفاع عن أنفسهم. أريد أن أعرف إذا كنت تقف مع إسرائيل أم لا».

وأكد مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات لصحيفة «وول ستريت جورنال» أن الهجوم الإسرائيلي استهدف قاعدة عسكرية إيرانية كرد مماثل على هجوم إيران على قاعدة جوية إسرائيلية يوم السبت، وأضاف أن الضربة الإسرائيلية كانت المرة الأولى التي تضرب فيها هدفاً عسكرياً في إيران يحميه نظام «إس - 300»، إضافة إلى أن اختيار أصفهان وهي موطن لمنشآت نووية إيرانية مهمة، جعل منها أيضاً خياراً رمزياً لإسرائيل.

رجل إيراني يمشي أمام لافتة ضخمة مناهضة لإسرائيل تحمل صوراً لصواريخ على خريطة إيران في طهران (إ.ب.أ)

 وقال: «إنها تبعث برسالة مفادها أننا (إسرائيل) نستطيع اختراق دفاعاتك الجوية، وأن (الموساد) الإسرائيلي يمكن أن يضرب سراً موقعاً نووياً أو عسكرياً دون استخدام الجيش الإسرائيلي أو طائراته بشكل علني. وقد سبق أن استهدفت إسرائيل مدينة أصفهان في يناير 2023 بغارة بطائرة دون طيار نفذها (الموساد) الإسرائيلي في موقع لإنتاج الأسلحة وموقع تابع لوزارة الدفاع الإيرانية».

 

حسابات سوء التقدير

ومن جهته، أوضح أفشون أوستوار الباحث بمعهد أبحاث السياسة الخارجية ومؤلف كتاب «حروب الطموحات بين الولايات المتحدة وإيران والصراع في الشرق الأوسط» أنه رغم تصريحات القادة الإيرانيين في السابق بالانتقام من أصغر عمل عدواني على أراضيهم، فإن ردهم في الوقت الحاضر يبدو صامتاً، خصوصاً أن نطاق الضربة وعدم وقوع أضرار أديا إلى تقييمات أولية مفادها أن كلاً من الجانبين يسعى للنزول من الصراع المتصاعد. لكن الباحث حذر من استمرار الاستراتيجية الإيرانية في مهاجمة إسرائيل من خلال وكلائها في ديناميكية قد تجعل الحرب المفتوحة بين البلدين أكثر احتمالاً، وتمتد مساحة من المنطقة، وتجر الولايات المتحدة ووكلاء إيران إلى حرب واسعة.

 ونصحت سوزان ميلوني الباحثة السياسية بمعهد بروكينغز أن تستخدم إدارة بايدن كل مواردها وأدواتها الدبلوماسية والعسكرية الواسعة من أجل وقف القتال في غزة، ورأت أن تحقيق هذا الهدف من شأنه أن يحرم إيران من الأسباب لمواصلة مهاجمة إسرائيل.

 ويقول غريغوري برو من مجموعة «أوراسيا» لتحليل للمخاطر الجيوسياسية إن النظام في إيران «حذر» من بدء معركة أكبر يمكن أن تلحق الضرر بمكانة إيران الإقليمية، وتضع ضغوطاً هائلة على النظام في وقت يواجه فيه اضطرابات داخلية، خصوصاً مع تقدم المرشد على خامنئي في السن، وسوء حالته الصحية.


قاعدة أصفهان «قلب سلاح الجو» الإيراني

تُظهر صورة الأقمار الصناعية من «بلانت لبس» المطار المدني ذا الاستخدام المزدوج والقاعدة الجوية في أصفهان الخميس (أ.ب)
تُظهر صورة الأقمار الصناعية من «بلانت لبس» المطار المدني ذا الاستخدام المزدوج والقاعدة الجوية في أصفهان الخميس (أ.ب)
TT

قاعدة أصفهان «قلب سلاح الجو» الإيراني

تُظهر صورة الأقمار الصناعية من «بلانت لبس» المطار المدني ذا الاستخدام المزدوج والقاعدة الجوية في أصفهان الخميس (أ.ب)
تُظهر صورة الأقمار الصناعية من «بلانت لبس» المطار المدني ذا الاستخدام المزدوج والقاعدة الجوية في أصفهان الخميس (أ.ب)

تعد القاعدة الثامنة المجاورة لمطار أصفهان الدولي من بين أهم الأوكار لسلاح الجو الإيراني، إذ تضم أهم المقاتلات المؤهلة لخوض عمليات قتالية في بلد يعاني من أسطول جوي متهالك.

وبينما اكتفى المسؤولون الإيرانيون بالحديث عن إسقاط مسيّرات، بالإضافة إلى نفي وجود أي هجوم خارجي، لكن العديد من المصادر ومقاطع الفيديو على شبكات التواصل أشارت إلى أن القاعدة الجوية الاستراتيجية كانت هدفاً للهجوم الإسرائيلي المحدود، فجر الجمعة.

ونقلت قناة «إ بي سي نيوز» عن مسؤول أميركي إن مقاتلة إسرائيلية أطلقت ثلاثة صواريخ من خارج حدود إيران، على موقع رادار الدفاع الجوي بالقرب من أصفهان، في ضربة محدودة.

وقال خبراء إنّ «الضربة الإسرائيلية استهدفت قاعدة جوية كانت بمثابة منصة لإطلاق الصواريخ والمسيّرات على إسرائيل» الأسبوع الماضي.

وكان قائد القوات الجوية للجيش حميد واحدي قد أعلن الأربعاء الماضي جاهزية المقاتلات الإيرانية لضرب أهداف إسرائيلية. ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن واحدي قوله: «نحن جاهزون بنسبة 100 في المائة (...) سواء من ناحية الغطاء الجوي أو القاذفات، ومستعدون لضرب الأهداف، خصوصاً بطائرات (سوخوي 24) (الروسية)».

طيار إيراني بعد هبوط مقاتلات في القاعدة الجوية الثامنة لسلاح الجو الإيراني (تسنيم)

ووصف موقع «مشرق» التابع لجهاز استخبارات «الحرس الثوري»، القاعدة الثامنة التي تعرف باسم «شهيد بابائي»، بأنها «قلب» سلاح الجو الإيراني» المكون من 17 قاعدة جوية.

وحسب موقع «راديو فردا» الأميركي، فإنها تضم ثلاث كتائب مقاتلة وكتبتين للتدريب في سلاح الجو الإيراني، بما في ذلك كتيبة مقاتلات «إف 14» و«إف 7» وكتيبة طائرات «سوخوي 24».

وتقع القاعدة الجوية في شمال شرق أصفهان على 20 كيلومتراً من مفاعل أصفهان للأبحاث النووية، ومراكز صناعية تابعة لوزارة الدفاع وقاعدة «بدر» لسلاح مسيّرات «الحرس الثوري»، في جنوب شرق أصفهان.

كما تقع على بعد 120 كيلومتراً من منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، وعلى بعد 281 كيلومتراً من «مفاعل أراك» للمياه الثقيلة. ونحو 250 كيلومتراً من منشأة فوردو الواقعة تحت جبال مدينة قم.

وتأتي الضربة الإسرائيلية التي لم تسفر عن خسائر بعد إعلان إيران مهاجمة مواقع عسكرية، غير مدنية في الهجوم الذي شنته بنحو 300 طائرة مسيرة وصاروخ باليستي، وطال قاعدة رامون الجوية في جنوب إسرائيل. وقالت إسرائيل إنها اعترضت نحو 99 في المائة بمساعدة الحلفاء.


إردوغان أكد إجراء زيارته «المؤجلة» لبغداد وأربيل الاثنين

إردوغان أكد زيارته لبغداد وأربيل الاثنين في تصريحات بإسطنبول أمس (الرئاسة التركية)
إردوغان أكد زيارته لبغداد وأربيل الاثنين في تصريحات بإسطنبول أمس (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان أكد إجراء زيارته «المؤجلة» لبغداد وأربيل الاثنين

إردوغان أكد زيارته لبغداد وأربيل الاثنين في تصريحات بإسطنبول أمس (الرئاسة التركية)
إردوغان أكد زيارته لبغداد وأربيل الاثنين في تصريحات بإسطنبول أمس (الرئاسة التركية)

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الجمعة، أنه سيجري زيارة للعراق (الاثنين) تشمل بغداد وأربيل. وقال: «هذه زيارة مؤجلة وقلنا إننا سنجريها بمجرد الانتهاء من الانتخابات في تركيا».

وكان مقرراً، حسبما أُعلن في العراق من قبل، أن يُجري إردوغان الزيارة في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنّ أنقرة تحاشت الحديث عنها وسط خلافات حول ملفات المياه والطاقة بين البلدين الجارين.

بغداد وأربيل

وقال الرئيس التركي: «سنعقد اجتماعات مع الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في بغداد، وبعد ذلك سنزور أربيل أيضاً... في أربيل، ستتاح لنا الفرصة لمناقشة مشكلات شمال العراق، وكذلك المشكلات المتعلقة بالحكومة المركزية، وبالطبع ستكون هذه قضايا سنناقشها أيضاً تحت المظلة العامة للعلاقات التركية - العراقية».

وتترقب تركيا والعراق قفزة في علاقاتهما خلال زيارة إردوغان، حيث من المنتظر، حسبما أُعلن في أنقرة وبغداد، توقيع اتفاقية إطارية استراتيجية تشمل الجوانب الأمنية والاقتصادية والتنموية وملفي المياه والطاقة.

وسوف تتصدر قضايا المياه والطاقة والتعاون في مكافحة الإرهاب ونشاط حزب العمال الكردستاني ومشروع «طريق التنمية» أجندة المباحثات خلال زيارة إردوغان الأولى للعراق التي تأتي بعد نحو 13 عاماً.

المياه والطاقة

وأكد إردوغان، في تصريحات، ليل الثلاثاء – الأربعاء، عقب اجتماع مجلس الوزراء التركي برئاسته في أنقرة، أن قضية المياه ستكون من أهم بنود جدول الأعمال خلال زيارة العراق. وقال إردوغان: «ندرس طلبات تقدم بها الجانب العراقي بخصوص المياه، سنسعى لحل هذه المشكلة معهم... هم يريدون منّا حلها وستكون خطواتنا بهذا الاتجاه». وأضاف: «هناك أيضاً قضايا تتعلق بتدفق الغاز الطبيعي والنفط إلى تركيا، وسنسعى إلى معالجتها أيضاً».

اجتماع أمني تركي - عراقي في أنقرة 19 ديسمبر الماضي (وزارة الخارجية التركية)

العمال الكردستاني

وشدد إردوغان، في كلمة خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في مقر البرلمان التركي، الأربعاء، على أن بلاده لن تتنازل أبداً عن الحرب ضد الإرهاب. وأضاف: «سنجعل بلادنا وأمتنا أكثر أماناً، في الداخل والخارج... في الأمور المتعلقة بأمن تركيا، سنسعى للحصول على حقوقنا دون تراجع».

وتسعى تركيا للقضاء على وجود حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق، وقطع صلته مع «وحدات حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، المدعومة أميركياً، في إطار الحرب على «داعش»، بالتعاون مع بغداد.

وفي هذا الإطار، عقدت سلسلة من الاجتماعات بدأت باجتماع أمني رفيع المستوى بأنقرة في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعقبته زيارات متبادلة لوزراء الخارجية والدفاع ومسؤولي المخابرات والأمن في البلدين، إلى جانب زيارات المسؤولين الأتراك لأربيل.

وترى أنقرة أن بغداد باتت على قناعة بأن «حزب العمال الكردستاني» يشكل خطراً عليها كما على تركيا، وأعلنته مؤخراً تنظيماً محظوراً، كما أن أربيل تشاركها الموقف ذاته، وتُحذّر في الوقت ذاته قادة حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» في السليمانية من الاستمرار في التعاون مع «العمال الكردستاني» الذي يشكّل تهديداً للأمن القومي التركي، وتدعوهم إلى تحرك مشترك.

وتريد تركيا شن عملية عسكرية واسعة للقضاء على وجود «العمال الكردستاني» في شمال العراق بالتعاون مع بغداد، التي ربطت مشاركتها في هذه الجهود بالتعاون في ملفات الطاقة والمياه والنقل، إلى جانب مشروع طريق التنمية، وهو ما لاقى ترحيباً من أنقرة.

وأكدت مصادر تركية أن الخطط الخاصة بعملية كبيرة للقضاء على «الكردستاني» باتت جاهزة، ومن المتوقع مناقشة تنفيذها خلال زيارة إردوغان لبغداد، وأنها تهدف إلى إغلاق الحدود البالغ طولها 378 كيلومتراً بشكل كامل بعمق 40 كيلومتراً، أسوةً بما يجري العمل عليه في شمال سوريا.


عقوبات أوروبية على 4 مستوطنين وجماعتين إسرائيليتين

مستوطنون إسرائيليون في مستوطنة إيفياتار بالضفة الغربية (أ.ب)
مستوطنون إسرائيليون في مستوطنة إيفياتار بالضفة الغربية (أ.ب)
TT

عقوبات أوروبية على 4 مستوطنين وجماعتين إسرائيليتين

مستوطنون إسرائيليون في مستوطنة إيفياتار بالضفة الغربية (أ.ب)
مستوطنون إسرائيليون في مستوطنة إيفياتار بالضفة الغربية (أ.ب)

فرض الاتحاد الأوروبي، اليوم (الجمعة)، عقوبات على 4 مستوطنين إسرائيليين وجماعتين إسرائيليتين «متطرّفتين» بسبب أعمال العنف ضدّ الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال مجلس الاتحاد الأوروبي، المؤسسة التي تمثّل الدول الأعضاء الـ27، إنّ الأفراد والكيانات الخاضعين لهذه العقوبات «مسؤولون عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضدّ الفلسطينيين».

وأوضح المجلس، في بيان، أنّ هذه الانتهاكات تشمل «أعمال تعذيب وغيرها من أشكال المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، فضلاً عن انتهاك الحق في الملكية والحق في الحياة الخاصة والعائلية للفلسطينيين في الضفة الغربية».

وتشمل العقوبات تجميد الأصول وحظر التأشيرات.

وأدرج الاتحاد الأوروبي منظمتين على القائمة السوداء، هما «لهافا» (Lehava) و«هيلتوب يوث» (Hilltop Youth). أمّا الأفراد الأربعة الذين طالتهم العقوبات، فهم مئير إيتنغر وإليشا ييريد اللذان يقودان مجموعة «هيلتوب يوث» والمستوطنَان نيريا بن بازي ويينون ليفي.

ويأتي قرار الاتحاد الأوروبي باستهداف المستوطنين في الضفة الغربية بعد شهرين من إجراءات مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.


الضربة الإيرانية تمنح نتنياهو 100 ألف ناخب

نتنياهو خلال زيارته قاعدة جوية في مدينة رحوبوت في 11 أبريل الحالي (د.ب.أ)
نتنياهو خلال زيارته قاعدة جوية في مدينة رحوبوت في 11 أبريل الحالي (د.ب.أ)
TT

الضربة الإيرانية تمنح نتنياهو 100 ألف ناخب

نتنياهو خلال زيارته قاعدة جوية في مدينة رحوبوت في 11 أبريل الحالي (د.ب.أ)
نتنياهو خلال زيارته قاعدة جوية في مدينة رحوبوت في 11 أبريل الحالي (د.ب.أ)

على خلفية صد الهجوم الإيراني الواسع في ليلة السبت – الأحد، قبل أسبوع، وما جلبه من دعم أميركي كبير، وتحسين في مكانته أمام العالم، استرد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عدداً كبيراً من الناخبين الذين انفضوا عنه في السنة ونصف السنة الماضية. ووفق استطلاع الرأي الأسبوعي الذي تنشره صحيفة «معاريف» في كل يوم جمعة، ارتفع نتنياهو بمقعدين جديدين، علماً بأن كل مقعد يقدر بـ50 ألف مصوت.

ونتنياهو، الذي عاد إلى الحكم في ديسمبر (كانون الأول) من سنة 2022، بعد غياب دام سنة ونصف السنة، فاز في الانتخابات الأخيرة بـ 32 مقعداً. وتمكن من تشكيل ائتلاف لأحزاب اليمين المتطرف والمتدينين قوامه 64 مقعداً من مجموع 120 مقعداً. ولكن نتائج استطلاعات الرأي التي تنشرها وسائل الإعلام العبرية تشير إلى تدهور شعبيته، منذ أن جلب خطة الانقلاب على منظومة الحكم وجهاز القضاء في مطلع السنة الماضية.

نتنياهو يتحدث خلال اجتماع حكومي في القدس الأربعاء الماضي (د.ب.أ)

وفي استطلاع «معاريف» المذكور، الذي يجريه معهد لزار للبحوث برئاسة د. مناحم لزار وبالتعاون مع «Panel4All»، راح حزب «الليكود» بقيادة نتنياهو يهبط أسبوعاً تلو أسبوع. وحتى في الحرب التي تكتل فيها الجمهور وراء الجيش والحكومة، وتوقفت مظاهرات الاحتجاج ضدهما، واصل الهبوط حتى بلغ 16 مقعداً.

ومع ذلك، ففي الأسابيع الأخيرة بدأ نتنياهو يسترد جزءاً من شعبيته. وفي الأسبوع الماضي ارتفع بمقعدين (من 17 إلى 19 مقعداً)، وفي الأسبوع الأخير ارتفع بمقعدين إضافيين (من 19 إلى 21). ويعزو الخبراء هذه الزيادة في الانعطاف الذي أحدثه الهجوم الإيراني على إسرائيل والموقف الذي اتخذته الإدارة الأميركية منه. فبعد أن كان الأميركيون يتهمون نتنياهو بالدفع نحو تدهور العلاقات بين البلدين، ويحثونه على تغيير سلم أولوياته، ووضع قضية تحرير الأسرى الإسرائيليين والأجانب من أسر «حماس»، في رأس الاهتمام، عادوا إلى احتضانه، وشاركوه في صد الهجوم الإيراني الواسع. وراحوا يفاوضونه على شروط اجتياح رفح. واتهموا قيادة «حماس» بالمسؤولية عن عرقلة مفاوضات الصفقة. ويبدو أن هذا التوجه ترك أثره في نفوس المواطنين، خصوصاً أن المعارضة في إسرائيل باتت خرساء والمنافس الأساسي لنتنياهو، بيني غانتس، ليس فقط يعمل تحت كنف نتنياهو في الحكومة وفي مجلس قيادة العرب، بل أيضاً يفتقد الكاريزما التي تجرف الجماهير، ولا يطرح مواقف جذابة وجديدة تظهره أفضل من نتنياهو.

بيني غانتس (أرشيفية - د.ب.أ)

وقد ارتفع حزب «المعسكر الرسمي» بقيادة غانتس في هذه الاستطلاعات من 12 مقعداً حصل عليها في الانتخابات الأخيرة (تقلصت إلى 8 مقاعد بسبب انسحاب جدعون ساعر من الحزب)، إلى 41 مقعداً. وهي قفزة هائلة وغير مسبوقة. ولكن الأسابيع الأخيرة تشهد تراجعاً كبيراً جداً في قوة غانتس. ففي كل أسبوع تظهر الاستطلاعات هبوطاً جديداً في قوته. وفي الأسبوع الأخير هبط من 33 إلى 31 مقعداً، وبقي أكبر حزب في إسرائيل.

وسجل تقلص دراماتيكي أيضاً في الفجوة بين نتنياهو وغانتس من حيث ملاءمة كل منهما لرئاسة الوزراء. وبعد أن كان 50 في المائة يرون غانتس الأكثر ملاءمة لرئاسة الحكومة (مقابل 31 في المائة)، فقط قبل أسبوعين، حصل غانتس في هذا الأسبوع، على 42 في المائة، بينما ارتفع التأييد لنتنياهو إلى 37 في المائة.

نتنياهو مجتمعاً مع رئيس «الموساد» ديفيد برنياع في تل أبيب الخميس (د.ب.أ)

ووفق معطيات الاستطلاع، فقد سجل هذا الأسبوع تغييراً ذا مغزى في توازن القوى بين كتلتي أحزاب المعارضة وأحزاب الائتلاف. فقد ارتفع معسكر نتنياهو إلى 50 مقعداً مقابل 60 لكتلة المعارضة. وإذا حسبنا القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية (5 مقاعد)، برئاسة النائب منصور عباس فإن عدد نواب ائتلاف غانتس سيصل إلى 65 مقعداً وهي أكثرية ساحقة.

وهناك كتلة عربية أخرى تضم كلاً من «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» و«الحركة العربية للتغيير» بقيادة النائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي، تحصل على 5 مقاعد وهي تفضل البقاء في المعارضة، لكنها مستعدة لتشكيل جسم مانع ضد اليمين.


ضربة أصفهان... سعي إسرائيلي لإغلاق الملف وعودة إلى الملعب السوري

لقطات بثّها التلفزيون الرسمي من ميدان على طريق مطار أصفهان وسط إيران (أ.ف.ب)
لقطات بثّها التلفزيون الرسمي من ميدان على طريق مطار أصفهان وسط إيران (أ.ف.ب)
TT

ضربة أصفهان... سعي إسرائيلي لإغلاق الملف وعودة إلى الملعب السوري

لقطات بثّها التلفزيون الرسمي من ميدان على طريق مطار أصفهان وسط إيران (أ.ف.ب)
لقطات بثّها التلفزيون الرسمي من ميدان على طريق مطار أصفهان وسط إيران (أ.ف.ب)

على الرغم من امتناع إسرائيل الرسمية عن تبني عملية القصف في أصفهان، أبدى مسؤولون فيها الرضا عن نتائجها، إذ أظهرت من جهة أن إسرائيل لم تمرّ بلا رد على الهجوم الإيراني، السبت الماضي، ومن جهة أخرى وجَّهت ضربة محدودة جداً لا تستدعي رداً إيرانياً، تماماً كما طلبت الولايات المتحدة ودول أخرى في المنطقة والعالم.

وتدل التصريحات الإيرانية على أن القيادة هناك تتجه نحو استيعاب الضربة، خصوصاً إذا لم يطلق الإسرائيليون تصريحات يتبجحون فيها باختراق الدفاعات الأمنية.

وحرصت إسرائيل على القصف في سوريا جنباً إلى جنب مع الهجوم على أصفهان، في محاولة للعودة إلى الملعب السوري، لمواصلة عملياتها ضد الوجود الإيراني، وقطع إمدادات السلاح إلى «حزب الله» اللبناني.

وأفادت التسريبات الإسرائيلية بأنها قصدت جعل الهجوم على أصفهان «خفيفاً». فاختارت القصف بصواريخ طويلة المدى أُطلقت من طائرات مقاتلة من بعيد، وطائرات مُسيرة متطورة، وألحقت أضراراً خفيفة بقاعدة عسكرية، على بُعد 120 كيلومتراً من منشأة تخصيب اليورانيوم في «نطنز»، ولم تسفر عن إصابات بشرية.

وهي الطريقة نفسها التي اتَّبعتها إسرائيل في هجمات سابقة. إذ في يونيو (حزيران) 2021 قُصفت ورشة «تيسا» لتجميع أجهزة الطرد المركزي في مدينة كرج المجاورة للعاصمة طهران، وهو قصف نُسب إلى إسرائيل.

وفي مايو (أيار) 2022، استهدف هجوم بطائرة مُسيرة ورشة لتصنيع الطائرات المُسيرة في قاعدة بارشين المحصنة جنوب شرقي طهران. وفي يناير (كانون الثاني) 2023 قصفت طائرات إسرائيلية مُسيرة ودمَّرت مشروعاً لإنتاج المُسيرات في كرمانشاه.

وتعد إسرائيل قصف أصفهان أهون من الأحداث السابقة، إذ إن الهجوم من جهتها كان قوياً وملموساً ومدوياً ولا يمكن إخفاؤه أو نفي وقوعه، وفي الوقت ذاته يمكن لإيران أن تدّعي أنها أفشلته، حيث منشآتها النووية لم تصَب، والمضادات الأرضية أسقطت ثلاثاً من أربع مُسيرات إسرائيلية شاركت في الهجوم.

وعملياً لم يحدث أي شيء. هذا يمكن أن يكون محاولة لتهدئة النفوس وإعفاء النظام من الحاجة إلى الرد.

وفي ترجمة طبيعية لهذه النظرة الإسرائيلية، توجهت قيادة الجبهة الداخلية في تل أبيب برسالة تهدئة إلى المواطنين الإسرائيليين في جميع أنحاء البلاد تُطمئنهم فيها بأنه لا حاجة لإجراءات وقاية خاصة، وأنهم يستطيعون التصرف بشكل طبيعي، وإكمال تحضيراتهم لعيد الفصح بشكل عادي.

في الوقت نفسه، أبرز المقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، النبأ الذي نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» في واشنطن، ونقلت فيه عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس المصادقة على صفقات أسلحة جديدة لإسرائيل بقيمة مليار دولار، تشمل ذخيرة الدبابات والمركبات العسكرية وقذائف الهاون.

إلا أن هناك مشكلة في إسرائيل تكمن في عدم قدرة قادتها على ضبط النفس لفترة طويلة. وغالبيتهم يتسابقون للتفاخر وإظهار عملية أصفهان على أنها ضربة قاصمة. وأعرب المتطرفون منهم عن غضبهم من الاكتفاء بتوجيه ضربة متواضعة كهذه.

وقد عبّر عن رأي هؤلاء وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي يطالب باستمرار الحرب وتوسيعها حتى يضمن استمرار حكم اليمين بقيادة نتنياهو. وكتب بن غفير صبيحة الجمعة، على صفحته في الشبكات الاجتماعية، كلمة واحدة عن هجوم أصفهان هي: «مسخرة».

وقد أثار ذلك غضب نتنياهو شخصياً. ونُقل على لسانه القول إن بن غفير يُلحق ضرراً كبيراً بأمن إسرائيل. وأطلق العنان لنوابه لمهاجمة بن غفير. فقال النائب إيلي دلال: «في بعض الحيان يمكن لكلمة صغيرة أن تُلحق أذى ضخماً من أولئك المسؤولين الكبار الذين يسعون لتسجيل عدد كبير من (اللايكات) في الشبكات الاجتماعية».

من جهة ثانية، تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية حادثة أصفهان بتعليقات كثيرة، الجمعة. فجاء في موقع «واللا» الإلكتروني أنها كانت «عملية عسكرية إسرائيلية مركَّزة ضد أهداف إيرانية غايتها الإبقاء للإيرانيين على حيز إنكار وألا تستدرج في أعقابها رداً على رد، وجاءت على هذا النحو لإرضاء الولايات المتحدة، ومواصلة التركيز على قطاع غزة بوصفها حلبة حرب أساسية. فمن شأن فتح حلبة حربية جديدة ألا يكون في صالح إسرائيل الآن».

ولكن الموقع وضع تحفظاً حذراً، فأشار إلى أن «مصدر القلق الإسرائيلي هو حقيقةً أن أجهزة استخباراتها لم تقدّر بشكل صحيح الشراسة الإيرانية المتغيرة على خلفية تقاربها الكبير مع روسيا. وجانب آخر في القلق الإسرائيلي مرتبط بتغيير قواعد اللعبة: الإيرانيون قرروا إخراج الحرب بين الدولتين إلى العلن وتحويلها إلى مواجهة مباشرة. فمن الآن فصاعداً، في أي عملية عسكرية شديدة أو مفاجئة ضد مصالح إيرانية في أنحاء الشرق الأوسط، سيتعين على جهاز الأمن في إسرائيل أن يأخذ بالحسبان رد فعل إيرانياً مباشراً، وهذه المعادلة جديدة».

في الأثناء، قالت «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، إن الحياة عادت إلى مجراها في إيران بعد ساعات من الهجوم الإسرائيلي، والسؤال الذي لا يملك أحد منّا إجابة عنه هو ما إذا كانت المحاولة الإيرانية لوضع قواعد جديدة ومعادلة جديدة في المعركة مقابل إسرائيل قد نجحت فعلاً. وخلافاً للماضي، عندما تمكنت السلطات الإيرانية من احتواء أو إخفاء هجمات منسوبة لإسرائيل، فإن هذا أصبح مستحيلاً».

وتابعت القناة أن «الرسالة الإيرانية لإسرائيل هذا الأسبوع كانت واضحة، وهي أن المعركة بين حربين (التسمية الإسرائيلية للغارات في سوريا) قد انتهت. وإيران رسمت خطاً أحمر حول الهجمات الإسرائيلية في سوريا ضد عناصرها وضد تموضعها في سوريا، مع العلم بأنها أخْلت الشخصيات الإيرانية البارزة وأعادتها إلى البلاد».