{ستاندرد آند بورز} ترفع التصنيف الائتماني لليونان

محذرة من تعطل الإصلاحات بسبب المخاطر السياسية

{ستاندرد آند بورز} ترفع التصنيف الائتماني لليونان
TT

{ستاندرد آند بورز} ترفع التصنيف الائتماني لليونان

{ستاندرد آند بورز} ترفع التصنيف الائتماني لليونان

رفعت وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد آند بورز درجة الدين السيادي لليونان من «بي -» إلى «بي» بسبب تحسن الوضع الاقتصادي في البلاد بعد أزمة استمرت سنوات، مشيرة إلى أنها يمكن أن ترفعها مجددا في وقت قريب.
وأشارت الوكالة إلى أن النمو شهد تحسنا بالتزامن مع انتعاش في سوق العمل وفترة من الاستقرار السياسي النسبي. مؤكدة أن تحسنا جديدا ممكن قريبا.
وتراهن اليونان على العودة للاقتراض من الأسواق الدولية، خاصة بعد وصول عائدات سنداتها لأجل عشر سنوات مؤخرا إلى مستويات ما قبل أزمتها المالية الأخيرة.
وقالت وكالة بلومبرغ إن تحسن التصنيف الائتماني للبلاد «يعزز مخططات الحكومة بالمضي في العودة إلى سوق السندات هذا العام».
وبدأ الاقتصاد يتحسن مؤخرا بعد سنوات من التراجع الاقتصادي، فمن المرجح أن يكون نما بمعدل 1.6 في المائة خلال 2017، وأن يرتفع النمو في 2018 إلى 2.5 في المائة.
وكانت اليونان على وشك الإفلاس بعد تكالب مشكلاتها الداخلية والأزمة المالية العالمية على اقتصادها، وتلقت البلاد منذ 2010 ثلاث دفعات من المساندة المالية في إطار خطط إنقاذ بمليارات من الدولارات.
وتابعت ستاندرد آند بورز أن من بين العوامل الأخرى التي يمكن أن تسمح برفع درجة اليونان مجددا تحسن في ثقة الشركات ووضع سياسي يمكن التكهن به بشكل أفضل وإجراءات لتخفيف الدين من قبل دائني أثينا.
ومرر البرلمان اليوناني موازنة 2018 بعد جدل سياسي محتدم في ظل السخط الشعبي من إجراءات التقشف المؤلمة التي عانوا منها خلال السنوات الأخيرة.
لكن رئيس الوزراء اليوناني، ألكسيس تيسبراس، قال إن الميزانية الحالية هي آخر ميزانيات خطة الإنقاذ، واصفا تجربة بلاده المريرة تحت التقشف المفروض من الدائنين الدوليين بأنها «حقبة لا أحد يريد أن يتذكرها».
ومن المقرر أن يستمر برنامج الإنقاذ الثالث الذي تدعمه الدول الأوروبية حتى أغسطس (آب) 2018، وتأمل أثينا بعده في أن تستعيد ثقة المستثمرين وتستطيع أن تقترض من مؤسسات التمويل الدولية بشكل طبيعي.
وقالت بلومبرغ إن اجتماع وزراء مالية الاتحاد الأوروبي الاثنين القادم قد يعتمد حصة من القرض المقدم لها بنحو 8.2 مليار دولار، الذي تأمل أثينا بعده في أن تبيع سندا خلال الأسابيع القادمة لتوفير سيولة تقيها تداعيات انتهاء برنامج الإنقاذ في أغسطس.
ورأت ستاندرد آند بورز أن اعتمادا أقل من قبل القطاع المصرفي على التمويل الحكومي وتسريعا في التصدير يؤدي إلى فائض في الحسابات الجارية الكبيرة ستشكل عوامل إيجابية أيضا لليونان.
وأشارت إلى أن القطاع المصرفي ما زال يعتمد إلى حد كبير على البنك المركزي الأوروبي، مؤكدة أن «آفاق المصارف اليونانية وقدرتها على تحسين حساباتها ستكون مرتبطة أيضا بإجراءات إضافية لتعزيز فاعلية النظام القضائي».
لكن الوكالة حذرت من أن اقتصاد البلاد قد يتأثر سلبا إذا حدثت تغييرات سياسية «خلافا لتوقعاتنا» تؤدي إلى قطع عملية الإصلاحات أو إذا تبين أن النمو أضعف مما كان متوقعا.
وقبيل تمرير الموازنة الأخيرة شهدت البلاد مظاهرات ضد الإجراءات التقشفية التي تعتزم الحكومة تطبيقها في العام الجديد، ورفعت مسيرات اتجهت للبرلمان لافتات تنتقد أوضاع الفقر والبطالة والضرائب المرتفعة.
وحاول تسيبراس أن يمتص غضب المواطنين من الضرائب المرتفعة بالحديث عن أن الإجراءات الاقتصادية التي تم تطبيقها خلال السنوات الأخيرة ستساعد على تحقيق وفرة في الإيرادات تمكنها من خفض الضرائب بعد عام 2018.
وحتى نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، تلقت اليونان أكثر من 221 مليار يورو من مؤسسات أوروبية و11.5 مليار من صندوق النقد الدولي.



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».