الاتحاد الأوروبي يدعو لمزيد من المرونة في «القيمة المضافة»

TT

الاتحاد الأوروبي يدعو لمزيد من المرونة في «القيمة المضافة»

في إطار خطة إصلاح أوسع نطاقا تهدف لتبسيط القواعد والحد من تكاليف التجارة، كشفت المفوضية الأوروبية أمس عن مقترحات عدة، تتضمن تمكين المتسوقين في أنحاء أوروبا من التمتع بمزيد من الخصم لضريبة القيمة المضافة.
وتنص القواعد الحالية على أنه على دول الاتحاد الأوروبي أن تفرض أدنى نسبة ضريبة قيمة مضافة تقدر بـ15 المائة، مع احتمالية الحصول على خصم بالنسبة لعدد من البضائع والخدمات المحددة. وكانت هذه القضية قد تصدرت عناوين الأخبار سابقا عندما اشتكى بريطانيون من ضريبة مبيعات تقدر بـ5 في المائة على السدادات القطنية.
ويشار إلى أنه من الصعب تغيير قواعد الضرائب الأوروبية لأنها تتطلب موافقة بالإجماع من جانب جميع الدول الأعضاء.
وتريد المفوضية، وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، أمس، منح الحكومات الأوروبية في المستقبل خيار خفض أو حتى إلغاء معدلات ضريبة القيمة المضافة على مجموعة كبيرة من المنتجات، من أجل «تحقيق بعض من أهدافها السياسية».
كما تريد المفوضية اقتراح منح تخفيضات في ضريبة القيمة المضافة للشركات صغيرة ومتوسطة الحجم، من خلال تبسيط قواعد الشركات التي تحقق إيرادات أقل من مليوني يورو (2.44 مليون دولار) وإعفاء الشركات التي بها قوة عاملة محدودة وتعمل ضمن حدود الاتحاد الأوروبي من الضريبة.
وأشارت المفوضية إلى أن الشركات الصغيرة تمثل 98 في المائة من الشركات في الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن يتم طرح الإجراءات المقترحة على البرلمان الأوروبي للتشاور بشأنها، كما يجب أن تحصل على موافقة جميع الدول الأعضاء قبل أن تدخل حيز التنفيذ.
من جهة أخرى، قال فيرنر هوير، رئيس البنك الأوروبي للاستثمار، إن البنك الذي يحتفل هذا العام بالذكرى السنوية الستين لتأسيسه، استثمر منذ إنشائه عام 1958 أكثر من تريليون يورو على أساس مساهمة نقدية من الدول الأعضاء بقيمة 14 مليار يورو.
وأضاف في مؤتمر صحافي ببروكسل أمس، لتقديم تقرير حول مجمل أنشطة البنك خلال العام الماضي، أن البنك يعالج الثغرات الاستثمارية في مجال الابتكار والتنمية، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 900 مشروع جرى الموافقة عليها خلال العام 2017 بزيادة 15 في المائة عن العام الذي سبقه.
كما أشار إلى أن أكثر من 78 مليار يورو خصصت للاستثمارات في البنية التحتية والابتكار والبيئة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مؤكدا على ضرورة إعادة التنظيم لزيادة الكفاءة في تمويل التنمية.
ومن خلال بيان وزع على الصحافيين ببروكسل قال هوير: «بفضل تريليون يورو من الاستثمارات، نجحنا في اجتذاب استثمارات القطاع الخاص، وبلغ مجموع الاستثمارات ثلاثة تريليون يورو»، واستطرد بقوله: «كل هذا المال جعل أوروبا أكثر انفتاحا وتنافسية وتماسكا وقدرة على القيام بدورها في التنمية العالمية على مدى عقود».
ونوه إلى أن المشروعات التي جرى الموافقة عليها العام الماضي تحقق دعما للشركات الصغرى والمتوسطة وتشجع الابتكار وتساعد على بناء البنية التحتية الحيوية، كما أشار إلى أن البنك قدم أكثر من 78 مليار يورو للمساعدة في تحقيق أهداف سياسة الاتحاد الأوروبي سواء داخل أوروبا أو خارجها.
وفي يوليو (تموز) الماضي اعتمد مجلس محافظي بنك الاستثمار الأوروبي، الذي يضم وزراء المال والاقتصاد في دول الاتحاد الأوروبي الـ28، قرارا بتمديد فترة عمل فيرنر هوير رئيسا للبنك لفترة جديدة تستمر ست سنوات، وبدأت الفترة الجديدة اعتبارا من يناير (كانون الثاني) 2018.
وقد عمل هوير جنبا إلى جنب مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في تعاون وثيق، ما أسهم إسهاما قويا في تحقيق النمو وخلق فرص العمل. وبموجب خطة يونكر، وافقت مجموعة بنك الاستثمار الأوروبي على تمويل بقيمة 44 مليار يورو حتى الآن ودعم بقيمة 225 مليار يورو في الاستثمارات في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.



«المركزي الباكستاني» يخفض الفائدة إلى 13 % للمرة الخامسة

شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)
شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)
TT

«المركزي الباكستاني» يخفض الفائدة إلى 13 % للمرة الخامسة

شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)
شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)

خفض البنك المركزي الباكستاني، الاثنين، سعر الفائدة الرئيس بمقدار 200 نقطة أساس ليصل إلى 13 في المائة، في خامس خفض متتال منذ يونيو (حزيران)، في إطار جهود البلاد المستمرة لإنعاش اقتصادها المتعثر من خلال تخفيف التضخم.

وتجعل هذه الخطوة باكستان واحدة من أكثر الأسواق الناشئة عدوانية في خفض أسعار الفائدة هذا العام، مع استثناءات مثل الأرجنتين، وفق «رويترز».

وقالت لجنة السياسة النقدية في البنك في بيانها: «بشكل عام، تعد اللجنة أن النهج المتمثل في خفض أسعار الفائدة بشكل مدروس يساعد في الحفاظ على ضغوط التضخم والضغوط على الحساب الخارجي تحت السيطرة، بينما يدعم النمو الاقتصادي بشكل مستدام».

وأضاف البنك أنه يتوقع أن يكون متوسط التضخم «أقل بكثير» من نطاق توقعاته السابقة، الذي يتراوح بين 11.5 في المائة و13.5 في المائة في عام 2025، كما أشار إلى أن توقعات التضخم لا تزال عُرضة لعدة مخاطر، بما في ذلك الإجراءات اللازمة لمعالجة العجز في الإيرادات الحكومية، بالإضافة إلى التضخم الغذائي، وارتفاع أسعار السلع العالمية. وأوضح البنك قائلاً: «قد يظل التضخم متقلباً على المدى القريب قبل أن يستقر ضمن النطاق المستهدف».

وخلال مكالمة مع المحللين، أشار رئيس البنك المركزي الباكستاني، جميل أحمد، إلى أن المركزي لم يحدد مستوى معيناً لسعر الفائدة الحقيقي عند اتخاذ قرار خفض سعر الفائدة يوم الاثنين. ومع ذلك، أوضح أن البنك المركزي كان قد استهدف في الماضي معدل تضخم يتراوح بين 5 و7 في المائة على المدى المتوسط، وأن هذا الهدف بات في متناول اليد خلال الاثني عشر شهراً المقبلة.

وتسير باكستان، الواقعة في جنوب آسيا، على مسار تعافٍ اقتصادي صعب، وقد تلقت دعماً من تسهيل بقيمة 7 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي في سبتمبر (أيلول). وأشار البنك إلى أن «جهوداً كبيرة وتدابير إضافية» ستكون ضرورية لتمكين باكستان من تحقيق هدف الإيرادات السنوية، وهو عنصر أساسي في اتفاقها مع صندوق النقد الدولي.

وكان جميع المحللين الـ12 الذين استطلعت «رويترز» آراءهم يتوقعون خفضاً بمقدار 200 نقطة أساس، بعد أن شهد التضخم انخفاضاً حاداً إلى 4.9 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو ما جاء أقل من توقعات الحكومة، وأقل بكثير من ذروة التضخم التي بلغت نحو 40 في المائة في مايو (أيار) من العام الماضي. وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من التخفيضات المتتالية، بما في ذلك خفض بمقدار 150 نقطة أساس في يونيو، و100 نقطة في يوليو (تموز)، و200 نقطة في سبتمبر، و250 نقطة في نوفمبر، مما أدى إلى انخفاض سعر الفائدة من أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 22 في المائة في يونيو 2023، الذي ظل ثابتاً لمدة عام. وبذلك يبلغ إجمالي التخفيضات منذ يونيو 900 نقطة أساس.