مواجهة بين «أمل» و«الحر» حول قانون الانتخاب اليوم

باسيل متمسك بتعديله وبري يرفض بالمطلق

TT

مواجهة بين «أمل» و«الحر» حول قانون الانتخاب اليوم

بدل أن يكون اللبنانيون على موعد مع حلحلة لأزمة مرسوم منح ضباط عام 1994 أقدمية للترقية، المستمرة منذ أكثر من شهر والتي تُفاقم الخلاف بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، يترقبون اليوم مواجهة جديدة بين الطرفين خلال جلسة مجلس الوزراء التي تبحث في أحد البنود الموضوعة على جدول أعمالها، تعديل قانون الانتخاب للسماح بتمديد مهلة تسجيل المغتربين، وهو ما يتمسّك به وزير الخارجية جبران باسيل، ويرفضه الرئيس بري من منطلق رفضه بالمطلق إدخال أي تعديلات على القانون واعتقاده بأن فتح باب التعديل سيؤدي للإطاحة بالقانون وتأجيل الانتخابات.
واستغرب مقربون من بري مجرد وضع الاقتراح على جدول أعمال مجلس الوزراء، ونقلوا عن رئيس المجلس النيابي اعتباره المشروع الذي تقدم به وزير الخارجية «مؤشرا على السعي لتأجيل الانتخابات، باعتبار أنه سيفتح شهية الكثيرين على تعديلات أخرى تؤدي إلى تطيير الاستحقاق النيابي».
واستبق وزير التربية مروان حمادة جلسة مجلس الوزراء بإعلان الانحياز إلى موقف بري، وتوجه لباسيل بالقول: «أوقفوا لعبة سحب الأرانب من القبعة ووضع طرح بين الفترة والأخرى قد يؤثر على مصداقية الانتخابات من جهة ونقل القانون إلى مكان آخر من جهة أخرى، وبالتالي تأجيل الانتخابات».
وفيما رجحت مصادر مطلعة أن يكون إدراج رئيس الحكومة اقتراح باسيل بندا على جدول أعمال الجلسة بمثابة تأييد للاقتراح، قالت مصادر في وزارة الداخلية لـ«الشرق الأوسط» إن الوزارة لا تزال تبحث بإمكانياتها من الجهة التقنية للسير بإعادة فتح باب التسجيل أمام اللبنانيين المغتربين، والذي يستلزم لا شك قانونا يصدر عن المجلس النيابي.
وقد لحظ قانون الانتخاب الجديد اقتراع المغتربين في أماكن وجودهم، وللمرة الأولى في تاريخ لبنان. وتحدثت المادة 113 منه عن انتهاء مهلة التسجيل كحد أقصى في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وسجلت وزارة الخارجية على موقعها اسم 92 ألفا و810 أشخاص أعربوا عن نيتهم المشاركة بعملية الاقتراع، إلا أن الوزير باسيل تحدث عن كثيرين آخرين لم تتسن لهم فرصة التسجيل بعد، ما يُحتّم فتح باب التسجيل من جديد.
ولا يرى وزير الداخلية السابق والخبير القانوني والدستوري، زياد بارود، أي إشكالية تقنية تحول دون تمديد مهلة تسجيل المغتربين، لافتا إلى وجوب تعديل المادتين 113 و115 في حال وافق مجلس الوزراء على الموضوع. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو جليا أن الخلاف على الموضوع ليس تقنيا بقدر ما هو سياسي»، مذكرا بأن مجلس النواب ليس أصلا بحالة انعقاد عادية، وبالتالي إذا تم الاتفاق على التعديلات سيوجب ذلك فتح دورة استثنائية.
وبإطار دفعه باتجاه إعادة فتح باب التسجيل للمغتربين، أشار النائب في تكتل «التغيير والإصلاح» نعمة الله أبي نصر، إلى «إننا نتلقى يوميا اتصالات ورسائل من المنتشرين اللبنانيين الذين يطالبون بإعادة فتح باب التسجيل الإلكتروني أمامهم ليشاركوا في العملية الانتخابية، وهذا حق لا أظن أن أحدا يغفله أو يريد حرمانهم منه».
ولا يقتصر السجال الحاصل حول التعديلات الواجب إدخالها إلى القانون على تمديد مهلة تسجيل المغتربين، بل يتعداه إلى الموعد الذي يجب اعتماده للبناء عليه كموعد الانتخابات النيابية في ظل التضارب بوجهات النظر القانونية بين من يؤيد اعتماد 6 مايو (أيار) وهو موعد الانتخابات في لبنان موعدا رسميا، ومن يدعو لاعتماد 22 أبريل (نيسان) وهو موعد انتخاب المغتربين. وتتجه وزارة الداخلية لاعتماد 6 مايو باعتبارها حددت في الروزنامة الانتخابية التي نشرتها الخامس من فبراير (شباط) آخر مهلة لنشر مرسوم دعوة الهيئات الناخبة أي تسعين يوما قبل يوم الانتخابات. إلا أن بارود يميل إلى احتساب المواعيد اعتبارا من الثاني والعشرين من أبريل، تاريخ انتخاب اللبنانيين المقيمين بالخارج، لافتا إلى أن المادة 42 من القانون تتحدث عن وجوب نشر المرسوم قبل 90 يوما من اجتماع الهيئات الناخبة، وغير المقيم جزء من هذه الهيئات. ويضيف: «الأفضل اعتماد مهلة 22 أبريل تجنبا لأي طعن بنتائج الانتخابات، خاصة أن لا شيء يمنع ذلك، فقد نشرنا مثلا في انتخابات عام 2009 المراسيم قبل 7 أشهر».
وتبدو القوى السياسية متريثة في تأييد وجهة نظر باسيل أو بري بموضوع إدخال تعديلات على قانون الانتخاب، إذ تتخوف من أن يكون السجال الحاصل بوابة لتمديد جديد للمجلس النيابي. وفي هذا السياق، قال عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب فادي كرم: «الإصلاحات ليست ملزمة بالقانون، ونحن مع أي تعديل يحسن صحة التمثيل، ولكن إذا كان هذا التعديل سيفتح المجال لتعديلات أخرى ولتأجيل الانتخابات فهذا أمر مرفوض».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.