السراج يتحدث عن تعديل وزاري... ومخاوف من تجدد المعارك في طرابلس

مواجهات بين الجيش ومسلحين شرق ليبيا تخلف 13 قتيلاً

جانب من اجتماع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أمس (حكومة الوفاق الليبية)
جانب من اجتماع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أمس (حكومة الوفاق الليبية)
TT

السراج يتحدث عن تعديل وزاري... ومخاوف من تجدد المعارك في طرابلس

جانب من اجتماع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أمس (حكومة الوفاق الليبية)
جانب من اجتماع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أمس (حكومة الوفاق الليبية)

كشف المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، أمس، عن اعتزامه إجراء تغيير وزاري على تشكيلة حكومته، بينما تحدثت مصادر محلية عن مخاوف من اندلاع اشتباكات جديدة بين الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس.
وقال مصدر مطلع في طرابلس لـ«الشرق الأوسط» إنه تم رصد تحشييد عسكري من ميليشيات، كان فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني قرر حلها مؤخراً، بعدما اتهمها بالتورط في الهجوم العنيف، الذي تعرض له مطار معيتيقة وسجن قريب منه، الاثنين الماضي.
وتابع المصدر، الذي طلب عدم تعريفه، موضحاً أن «كتيبة 33 مشاة»، التي يقودها بشير خلف الله، المكنى بـ«البقرة»: «تقوم بحشد عناصرها، وثمة توقعات بمعارك عنيفة»، مشيراً إلى أنها «تحاول الانتقام لهزيمتها في المعارك، التي خاضتها مؤخراً في شوارع طرابلس ضد قوات الردع الخاصة التابعة لحكومة السراج».
وتبادل سكان محليون وناشطون نصائح عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي بتفادي المرور باتجاه جزيرة دوران معيتيقة، من جهة سوق الجمعة، مشيرين إلى أنه تم إقامة سواتر ترابية تحسباً لهجوم متوقع من قبل عناصر ميليشيات «البقرة».
في غضون ذلك، قال المجلس الرئاسي في بيان أمس، إنه بحث في اجتماع عقده بمقره في طرابلس، إجراء تعديل وزاري مع توسعة للحكومة في أقرب وقت ممكن وبدء المشاورات اللازمة، موضحاً أنه ناقش أيضاً الوضع الأمني والأزمة المالية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، والتجهيز للترتيبات المالية للعام الحالي، إضافة إلى الإجراءات المتخذة لتحسين أداء قطاع الخدمات.
من جهة ثانية، تقدم أبو بكر الفورتية، رئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية الأفريقية، باستقالته من منصبه على الهواء، عبر قناة تلفزيونية محلية، محملاً حكومة السراج مسؤولية ما وقع في مطار معيتيقة، ومتهماً الميليشيات التي هاجمت المطار بالتبعية لهذه الحكومة.
وبعدما أكد إصابة أربع طائرات تابعة للشركة، لفت الفورتية إلى أن وجود التشكيلات العسكرية داخل المطار دائماً ما يسفر عن هذه النتائج، قبل أن يوضح أن ما وصفه بـ«الإدارة الموازية» جلبت كل الطائرات إلى مطار معيتيقة، بدلاً توزيعها على عدد من المطارات الليبية.
إلى ذلك، أعلن أنطونيو تاياني، رئيس البرلمان الأوروبي، إرجاء زيارة كانت مبرمجة لوفد من البرلمان إلى ليبيا لأسباب أمنية، وقال في تصريحات نقلتها وكالة «أكي» الإيطالية: إنه «يجب أن تنطلق البعثة البرلمانية الأوروبية إلى ليبيا، لقد واجهتنا مشكلة أمنية، وكان علينا إرجاء مهمة البرلمانيين الأوروبيين لمسائل تتعلق بالأمن، لكننا نواصل مراقبة احترام حقوق الإنسان، وهي أداة أساسية للحد من ظاهرة الهجرة».
ورأى تاياني، أنه يتعين على «أوروبا مواجهة المشكلة في أفريقيا باستثمارات كبيرة»، لافتاً إلى أن «قضية الهجرة تعني أوروبا بأسرها».
وكان البرلمان الأوروبي يعتزم إرسال وفده إلى ليبيا خلال الشهر الماضي بهدف «الوقوف على الوضع في البلاد، وعلى وجه الخصوص احترام الحقوق الأساسية».
وعلى صعيد متصل، قال خفر السواحل الإيطالي، إنه أنقذ نحو 1400 مهاجر من قوارب مكتظة قبالة ساحل ليبيا، أول من أمس، بينما تم انتشال جثتين.
وأفاد بيان بأن «سفناً تابعة لخفر السواحل الإيطالي وشرطة مالي وعملية الاتحاد الأوروبي لمكافحة التهريب، المعروفة باسم صوفيا، وسفناً تديرها جماعات إنسانية شاركت في 11 عملية إنقاذ».
وقالت وزارة الداخلية الإيطالية، قبل عمليات الإنقاذ: «إن 974 مهاجراً وصلوا إيطاليا عبر البحر حتى الآن هذا العام، مقارنة مع نحو 2393 خلال الفترة ذاتها من العام الماضي».
ورغم أن مئات الآلاف من المهاجرين وصلوا أوروبا عن طريق إيطاليا بعد أن انطلقوا في قوارب من شمال أفريقيا على مدى الأعوام الأربعة الماضية، فإنه من غير المعتاد إنقاذ هذا العدد في يوم واحد خلال الشتاء عندما تكون البحار هائجة.
إلى ذلك، وبينما بدأ مجلس النواب الإيطالي نقاشاً قبل التصويت على تعزيز تواجد إيطاليا العسكري في ليبيا، وإرسال بعثة عسكرية إيطالية إلى النيجر، قالت وزيرة الدفاع الإيطالية روبيرتا بينوتي، إن بلادها اتخذت التدابير الأمنية اللازمة لحماية رعاياها في ليبيا، بعد الاشتباكات التي اندلعت في قاعدة مطار معيتيقة الدولي بطرابلس.
وكشفت بينوتي في كلمتها أمام البرلمان الإيطالي عن وضع القوات التي تؤمن السفارة الإيطالية في طرابلس في حالة تأهب لحماية المسؤولين الإيطاليين بالسفارة.
وأعلن مجلس النواب في بيان، أمس، أن نقاشاً بدأ لبحث مرسوم رئيس الحكومة الإيطالية بشأن مشاركة بلاده في البعثات العسكرية الدولية للعام الحالي، والتي تشمل إرسال وحدة عسكرية إلى النيجر.
وتحتفظ إيطاليا حالياً بأكثر من مائة جندي يتولون حراسة وتأمين مستشفى عسكري في مدينة مصراتة بغرب ليبيا، يتكون طاقمه الطبي من نحو مائتي شخص.
عسكرياً، أعلن الجيش الوطني الليبي عن وصول ستة جثامين لـ«شهداء» من «الكتيبة 106» إلى مدينة طبرق بأقصى شرق البلاد، إثر اشتباكات دارت ضد من وصفهم بالعصابات الإجرامية المسلحة في الصحراء جنوب منطقة جغبوب (بحر الرمال) خلال عملية تمشيط ودوريات للكتيبة.
وقالت وكالة «الأنباء الليبية» الموالية للجيش: إن الكتيبة 106 فقدت 6 من أفرادها، في حين قتل 7 من أفراد العصابات، مشيرة إلى أن وحدات عسكرية من قوات الجيش انضمت للكتيبة خلال هذه الاشتباكات.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.