منظمات حقوقية تستنكر سجن متظاهرين

TT

منظمات حقوقية تستنكر سجن متظاهرين

شرعت مجموعة من المحاكم التونسية في إصدار حكم بالسجن بحق عشرات المشاركين في الاحتجاجات الاجتماعية ضد الزيادات في الأسعار وغلاء المعيشة، في ظل استنكار عدد من الأحزاب السياسية المعارضة، وانتقادات حادة من قبل منظمات حقوقية مدافعة عن الحراك الاجتماعي السلمي.
وشملت الأحكام عددا من المدونين والناشطين والشبان الذين احتجوا بطريقة سلمية، بعد تعبيرهم عن الدعم الكامل للتحركات المنادية بإسقاط قانون المالية لسنة 2018، والدعوة للتظاهر ضد خيارات حكومة الوحدة الوطنية.
ووفق تقرير أعدته منظمات حقوقية تونسية، أصدرت المحكمة الابتدائية بمدينة باجة أمس، حكما بسجن 33 مشاركا في الاحتجاجات. كما تم الإبقاء على سبعة متهمين في حالة سراح.
وفي ولاية القصرين (وسط غرب) باشرت المحكمة النظر في التهم الموجهة إلى 150 موقوفا، خلال الاحتجاجات التي شهدتها مدن فريانة وتالة وسبيطلة، وحي الزهور الشعبي، الواقع في أحواز مدينة القصرين ومركز ولاية القصرين، ومن المنتظر أن تصدر أحكام بالسجن بعد «غربلة» المحتجين اعتمادا على التقارير الأمنية، وتوزيعهم بين المشاركة السلمية في الاحتجاجات والمشاركة بغرض النهب والسرقة وبث الفوضى.
وفي السياق ذاته، أصدرت محكمة مدينة نابل (شمال شرق) حكما بسجن 13 من المشاركين في الاحتجاجات الأخيرة، وذلك إثر إلقاء القبض على 29 متهما بأعمال التخريب والنهب والسرقة.
في غضون ذلك، عبر «حراك تونس الإرادة» المعارض، الذي يتزعمه الرئيس السابق المنصف المرزوقي عن «استنكاره» لحملة الاعتقالات التي حصلت في الأيام القليلة الماضية، وطالت عددا من المدونين والناشطين والشباب في مدن الحامة وقربة وتاكلسة والسند وسيدي بوزيد وقبلاط وتونس العاصمة، وغيرها من مدن تونس. وطالب بفتح تحقيق جدي في حادثة حرق المقر المحلي للجبهة الشعبية (حزب معارض داعم للاحتجاجات) بالعروسة من ولاية سليانة (وسط)، والكشف السريع عن الجناة وتقديمهم للعدالة، داعيا إلى الكف عن ملاحقة الناشطين السياسيين والمدونين والفاعلين في الحراك الاجتماعي، وحمّل منظومة الحكم الحالية المسؤولية عن وقف التجاوزات وحماية حرية التظاهر، وضبط الأمن في تونس.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.