«حزب الله» يشترط التدقيق الأمني للعائدين إلى الطفيل من لبنان وسوريا

الأهالي طالبوه بتسهيل عودتهم

عودة أهالي بلدة الطفيل من لبنان نهاية نوفمبر الماضي (الوكالة الوطنية للإعلام)
عودة أهالي بلدة الطفيل من لبنان نهاية نوفمبر الماضي (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

«حزب الله» يشترط التدقيق الأمني للعائدين إلى الطفيل من لبنان وسوريا

عودة أهالي بلدة الطفيل من لبنان نهاية نوفمبر الماضي (الوكالة الوطنية للإعلام)
عودة أهالي بلدة الطفيل من لبنان نهاية نوفمبر الماضي (الوكالة الوطنية للإعلام)

يشترط «حزب الله» اللبناني على أهالي بلدة الطفيل الحدودية مع سوريا، الراغبين بالعودة إلى بلدتهم، التدقيق الأمني عبر إدراج الأسماء في قوائم خاصة، ينقل أسماء السوريين من جهته إلى النظام السوري، فيما طالبهم بتسليم قوائم أسماء اللبنانيين للجيش اللبناني.
وتوسّط أهالي بلدة الطفيل لدى «حزب الله»، لإعادة لبنانيين وسوريين نزحوا من البلدة في وقت سابق، إلى منازلهم، استكمالاً لخطة إعادة جميع السكان إلى البلدة التي لا يزال «حزب الله» يقيم حواجز على أطرافها الشرقية من الجهة السورية. ووعد الحزب بالتوسط مع النظام السوري لتسهيل عودة السوريين.
جاء ذلك خلال اجتماع بين ممثلين عن أهالي بلدة الطفيل وفعالياتها، مع رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك في مقر قيادة الحزب في بعلبك (شرق لبنان)، بموازاة أنباء عن أن الحزب منع عائلات تريد العودة إلى الطفيل، من الأمر، و«اشترط عليهم العودة مقابل الحصول على إذن من الحزب»، بحسب ما قال عبد الناصر دقو أحد أبناء البلدة لـ«الشرق الأوسط».
ويشترط الحزب على الراغبين بالعودة من الجهة السورية، أن تكون أسماؤهم مدرجة على القوائم. ويبلغهم الحزب أن هذا الإجراء «أمني روتيني لعدم تسلل مشتبه بصلته بجماعات إرهابية من ضمن المدنيين العائدين إلى البلدة».
والطفيل هي بلدة لبنانية حدودية، تقع مباشرة على الحدود اللبنانية السورية في ريف دمشق، وتمتد بعض أراضيها داخل الحدود السورية، ونزح سكانها إثر العمليات العسكرية التي عصفت بالمنطقة في عام 2013. قبل أن يستعيد «حزب الله» وجيش النظام السوري السيطرة عليها في عام 2016. وانطلاق رحلة العودة إليها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث عاد نحو 700 شخص بعد أن انتشر الجيش اللبناني في البلدة، وشقت الدولة اللبنانية طريقاً إليها من داخل الأراضي اللبنانية، كون الطرقات السابقة المؤدية إليها كانت تمر عبر أراضي الزبداني في محيط الزبداني.
وعقدت فعاليات من الطفيل اجتماعاً مع الشيخ يزبك، حضره أيضاً مسؤول منطقة البقاع في «حزب الله» محمد ياغي وأعضاء قيادة المنطقة. وطالب الوفد بتدخل «حزب الله» من أجل عودة باقي العائلات من اللبنانيين والسوريين النازحين من البلدة إلى الأراضي السورية واللبنانية، والعمل على استكمال العودة إلى طفيل والتي كان آخرها عودة 700 نازح سوري ولبناني من النازحين برعاية أمنية من الجيش اللبناني وبحضور الأمن العام عن طريق الجرد على السلسلة الشرقية.
ودعا مختار بلدة طفيل علي الشوم الحزب لـ«التدخل» من أجل استكمال وتسهيل عودة النازحين خصوصا النازحين من العائلات السورية إلى البلدة.
بدوره أكد الشيخ محمد يزبك «استعداد (حزب الله) من أجل تسهيل العودة إلى البلدة وعودة الأمور إلى طبيعتها في البلدة كما كانت قبل الأحداث»، وأضاف: «بعض الإخوة في الطفيل يحملون الجنسية السورية وبعضهم يحمل الجنسية اللبنانية وهم يريدون العودة»، مؤكدا أن النظام السوري «جاهز من أجل هذه الحالات ومن أجل عودة السوريين».
وطالب يزبك أهالي الطفيل بإدراج أسماء الأشخاص الذين ينوون العودة في لائحة، وتسليمها للحزب «من أجل المساعدة في إعادتها»، في إشارة إلى أسماء السوريين الذين يرغبون بالعودة من دمشق إلى الطفيل عبر الأراضي السورية، مشيراً إلى «إننا بانتظار رفع الأسماء حتى نعالج الأمور ضمن توجهات النظام، ونأمل عودة الأمور إلى ما كانت عليه من التواصل مع الوطن».
وعن الأسماء الموجودة في الداخل اللبناني، فقد طالب يزبك بتسليم القوائم بأسمائهم إلى الجيش اللبناني «لتسهيل الأمور»، مشيراً إلى «الخشية من أن يندس إرهابيون بين المدنيين الراغبين بالعودة»، وهو ما يدفع إلى تنظيم قوائم بالأسماء قبل عودتهم. وختم يزبك: «بالنسبة لنا لا مشكلة بعودة السوريين أو اللبنانيين إلى الطفيل».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.