لافروف وظريف يبحثان تحضيرات «سوتشي»

TT

لافروف وظريف يبحثان تحضيرات «سوتشي»

بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في اتصال هاتفي أمس، التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي. وقالت الخارجية الروسية إن «الوزيرين تبادلا وجهات النظر حيال المشكلات الدولية الملحة، وبصورة خاصة التسوية السورية، في سياق عقد مؤتمر للحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي».
وكانت الدول الضامنة اتفقت خلال مشاورات «آستانة8» على عقد لقاء سوتشي في 29 يناير (كانون الثاني) الحالي.
غير أن وسائل إعلام نقلت أخيراً عن مصادر مطلعة ترجيحها تأجيل موعد المؤتمر. وفي مؤتمرها الصحافي الأسبوع الماضي، قالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، إن «التحضيرات لمؤتمر سوتشي تجري بشكل مكثف»، وأشارت إلى أن الحديث يدور حاليا حول جوانب تنظيمية عدة؛ بينها «الصيغ المحتلمة له، والفترة الزمنية، والموعد»، دون أن تؤكد مجددا أن المؤتمر مرتقب بنهاية يناير. كما تجاهل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمره الصحافي السنوي، يوم 15 يناير، الإشارة بدقة إلى موعد المؤتمر. وكانت الخارجية الروسية نشرت يوم 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2017 قائمة تضم 33 كيانا سياسيا سوريا من المعارضة والموالاة، قالت إنهم مدعوون لمؤتمر سوتشي، وحددت في ذلك البيان موعدا له يوم 18 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، إلا أنها قامت لاحقا بحذف القائمة من موقعها الرسمي، وقالت مصادر روسية حينها إن المؤتمر تم تأجيله حتى بداية عام 2018.
وذكرت وكالة «ريا نوفوستي» أمس أن قائمة المشاركين في مؤتمر سوتشي تم اعتمادها. ونقلت الوكالة عن مصدر مشارك في المؤتمر قوله إن «قائمة المشاركين تم اعتمادها الاثنين 15 يناير»، وأكد أن «توجيه الدعوات سيبدأ اليوم (أمس الثلاثاء)». وأضافت الوكالة أن مصدرا ثانياً أكد تلك المعلومات. ولم يصدر تأكيد أو نفي رسمي لهذه التسريبات.
من جانبه، قال جمال سليمان، عضو الهيئة العليا للمفاوضات، ممثل «منصة القاهرة»، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن المنصة لم تتلق بعد أي دعوات، وأضاف: «لدينا المعلومات نفسها التي يتم تداولها عبر وسائل الإعلام» حول مؤتمر سوتشي، ووصفها بأنها «معلومات غير مبشرة»، موضحا: «لذلك لم نتخذ بعد موقفا نهائيا من الحضور أو عدمه».
وفي سياق متصل، أكد سليمان ترتيبات تجري حاليا لزيارة ينوي الوفد التفاوضي المنبثق عن «اجتماع الرياض2» القيام بها إلى موسكو بهدف «الوقوف على إيضاحات رسمية من الجانب الروسي، وكذلك لطرح موقفنا».
وفي وقت سابق، قال سليمان لوكالة «ريا نوفوستي» إن الوفد التفاوضي الذي بدأ جولة خارجية شملت دولا عدة، بينها المملكة العربية السعودية ومصر ونيويورك «سينهي جولته هذه بلقاء ومحادثات مع السلطات الروسية، كي نوضح موقفنا إزاء الانخراط في المفاوضات المباشرة في جنيف، للتوصل إلى حل سياسي بموجب القانون الدولي». وأشار إلى أن «موعد الزيارة لم يتم تحديده بعد، لكنها ستكون قبل الجولة التاسعة من المفاوضات في جنيف»، التي لم يستبعد تأجيل موعدها من 21 إلى 25 يناير الحالي.
إلى ذلك، أكد جون هانتسمان، سفير الولايات المتحدة لدى روسيا أن موسكو وواشنطن تعملان على تنظيم لقاء بين الوزيرين سيرغي لافروف وريكس تيلرسون. وأكد وجود اتصالات دورية مستمرة بين الوزيرين، وأضاف: «في شأن لقاء ثنائي، لست واثقا (متى)، لكن ما أعرفه أن العمل جار لتنظيم لقاء كهذا» من دون أن يوضح مكان اللقاء، لكنه عبر عن أمله بأن يتمكن لافروف وتيلرسون من بحث الملفات الأكثر أهمية «مثل سوريا والأزمة الكورية».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.