هناك أزمة نقد حقيقية في الثقافة العربية، ليست وليدة اليوم، وإنما منذ نهاية التسعينات في القرن الماضي على الأقل، والأزمة مرتبطة بأزمة العقل العربي؛ هذا ما يعتقده كثير من الكتاب والمبدعين المصريين، الذين يرون أن حل الأزمة يتطلب منظومة تتوزع فيها الأدوار بين أضلاع مثلث يمثّلُه المبدع والناقد والمؤسسات الثقافية المعنية، وأنه «يجب على كل ضلع القيام بدوره بصدق وموضوعية».
وعن ملامح هذه الأزمة، يجمع هؤلاء الكتاب، الذين استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، على أن النقد يعاني بشكل أساسي من عدة مشكلات، أبرزها عدم القدرة على تقديم إسهام حقيقي في النظرية النقدية على الصعيد العالمي، وهو ما يكشف بدرجة أساسية «أننا مجتمع استهلاكي يقتات على ما يُنتِجه الآخرون». وعلى الجانب التطبيقي، كما يعتقدون، لا يختلف الأمر كثيراً؛ فغالبية النقاد هم مدرِّسون مجتهِدون، إن لم يكونوا موظفين بدرجة مدرسين في الجامعة، وهذا يجعلهم يميلون لتقديم تطبيقاتهم على ما أخذوه عن أساتذتهم، بمعنى أنهم ينحون لدراسة الأدب القديم لترديد ما سمعوه عن أساتذتهم من قبل، أما الأدب الحديث فنسبة من يتعاملون معه لا تزيد على 10 في المائة، وهؤلاء في غالبيتهم غير منتمين روحياً إلى الأدب الحديث.
وحول علاقة الأزمة بما سموه «غياب العقل»، يرى هؤلاء الكتاب أن هذا العقل تربى على النقل والحفظ، ومن ثم فإنه غير قادر على الإبداع ولا طرح أفكار تتمتع بالجرأة، فضلاً عن أن جانباً كبيراً من المختصين به لم يصبحوا نقاداً لأنهم يحبون الرواية أو الشعر، ولكن «لأن مكتب التنسيق قذف بهم إلى كليات وأقسام اللغة العربية، وبقليل من المثابرة والحفظ أنهوا دراساتهم الجامعية».
...المزيد
كتاب مصريون: أزمة النقد من أزمة العقل العربي
أقل من 10 % من النقاد يتعاملون مع الأدب الحديث
كتاب مصريون: أزمة النقد من أزمة العقل العربي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة