تقدم في أول مباحثات رفيعة المستوى بين بغداد وأربيلhttps://aawsat.com/home/article/1142626/%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%88%D9%84-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%AB%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D9%81%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%89-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D8%A3%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D9%84
تقدم في أول مباحثات رفيعة المستوى بين بغداد وأربيل
جولة ثانية غداً والتركيز على المطارات والمعابر الحدودية
السيد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي.
بغداد:«الشرق الأوسط»
أربيل:«الشرق الأوسط»
TT
بغداد:«الشرق الأوسط»
أربيل:«الشرق الأوسط»
TT
تقدم في أول مباحثات رفيعة المستوى بين بغداد وأربيل
السيد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي.
أعلن وفد حكومة إقليم كردستان الذي زار بغداد أمس أن المحادثات التي جرت مع الحكومة الاتحادية كانت إيجابية، مشيراً إلى أن وفداً من الحكومة الاتحادية سيزور أربيل الاثنين (غدا) لبحث المسائل التي تتعلق بالمطارات والأمور الخلافية بين الجانبين. وأصدر وفد حكومة إقليم كردستان بياناً حول اجتماعه مع مسؤولين في الحكومة الاتحادية، وقال: «بهدف تطبيق قرار ديوان الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي (137) لعام 2017، الذي أصدره السيد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وتضمن تشكيل لجنة عليا لحل الخلافات مع إقليم كردستان خاصة المتعلقة بالمنافذ الحدودية، المطارات، إدارة السدود، زار صبيحة اليوم (أمس) وفد من حكومة إقليم كردستان برئاسة كريم سنجاري (وزير الداخلية) بغداد». ونقلت شبكة «رووداو» الإعلامية عن البيان، أن وفد إقليم كردستان أجرى مباحثات مع لجنة خاصة من الحكومة الاتحادية بإشراف وزير الداخلية قاسم الأعرجي، مشيراً إلى أن الاجتماعات كانت إيجابية. وبحسب البيان فإن «وزير الداخلية العراقية، قاسم الأعرجي أكد على معالجة الخلافات بين أربيل وبغداد وضرورة إدارة المنافذ الحدودية والجمارك والمطارات والسدود وفقا للدستور والقانون». وأوضح البيان أن وزير داخلية إقليم كردستان كريم سنجاري الذي ترأس الوفد أكد أنه «قام ممثلو وزارة الداخلية وسلطة الطيران المدني وهيئة المعابر الحدودية ومديرية السدود ومديرية المخابرات بطرح جميع ملاحظاتهم الأساسية والرئيسية بخصوص تنظيم العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم». ولفت البيان إلى أن «المباحثات كانت مكثفة وواضحة مع حكومة بغداد بشأن النقاط التي عرضها أعضاء الوفد الحكومي». واختتم البيان بأنه «اتفق الجانبان على تنظيم اجتماع ثنائي آخر على ضوء النقاط التي اتفقا عليها»، لافتا إلى أنه تقرر أن يكون الاجتماع التالي في يوم الاثنين المقبل في أربيل من أجل أن يحرر الجانبان محضراً شاملاً بالمعالجات والحلول التي يتم الاتفاق عليها ورفعها المشكلات التي تحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء وضرورية لإدارة النشاطات التي تجري في المعابر الحدودية والمطارات المدنية والسدود». بدوره، وصف المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، سعد معن، اجتماع أمس بأنه «كان مثمراً وساد فيه جو من الانسجام والتفاهم». وأضاف معن: «الاجتماع بدأ بنقل تحيات السيد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي إلى الوفد»، مؤكداً أن «وفد الإقليم أبدى تفهماً واضحاً واستجابة طبقاً للدستور العراقي وللقوانين». وأكد أنه «كان واضحاً سبب تراكم بعض المشكلات هو عدم التواصل لأن التواصل الحقيقي بين الوزارات والنية الصادقة بالتأكيد سوف يكون لها الحل الأمثل لكل المشكلات بين الوزارات ومثيلاتها». وشدد على أن على «هناك تفاهمات كثيرة بين الجانبين». يذكر أن بغداد فرضت في 28 سبتمبر (أيلول) الماضي حظراً على الرحلات الدولية في مطاري أربيل والسليمانية، إثر إجراء استفتاء الاستقلال في الخامس والعشرين من الشهر ذاته.
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.