الكونغرس الأميركي يصف لبنانياً معتقلاً في طهران بـ«الرهينة»

TT

الكونغرس الأميركي يصف لبنانياً معتقلاً في طهران بـ«الرهينة»

أبدت عائلة المخطوف اللبناني في إيران نزار زكا استغرابها من عدم فعالية تحرك الدولة اللبنانية لجهة المطالبة بإطلاق سراح خبير الاتصالات الذي وصفه الكونغرس الأميركي، أول من أمس، بـ«الرهينة»، وطالب بالإفراج عنه.
وأعلنت عائلة زكا، أمس، في بيان، أن الكونغرس الأميركي، للمرة الثانية خلال بضعة أشهر، أصدر «بغالبية ساحقة» قراراً «يدين، ويطالب بالإفراج عن المواطن اللبناني المخطوف في إيران نزار زكا، ويفرض عقوبات صارمة على كل من سهل وشارك في هذا الجرم»، مشيرة إلى أن القانون «يتضمن فرض عقوبات على أعلى وأرفع مسؤولين إيرانيين وغيرهم الذين تورطوا بهذا العمل، ويطلب هذا القانون أيضاً من الرئيس دونالد ترمب تقديم لائحة بهذه الأسماء»، كما يطلب من وزير الخارجية الأميركي «اطلاع الكونغرس على الخطوات العملية التي أخذها وسيأخذها لوقف انتهاكات حقوق الإنسان، والإفراج عن نزار زكا والمخطوفين الآخرين». ورأت العائلة أن هذه العقوبات «هي الأشد لغاية تاريخه، والأهم أنها تشمل المتورطين وعائلاتهم وشركاءهم، كما أموالهم وغيرها».
وأشارت إلى أن القانون الأميركي الجديد، الذي صدر في شأن إيران (ه ر، رقم 4744)، يذكر نزار زكا (القسم 4، صفحة 7) بوصفه «رهينة»، فضلاً عن كل من سياماك نمازي وباكر نمازي وزيو وانغ، ويفرض عقوبات على جميع المسؤولين الإيرانيين الكبار المشاركين في أخذ الرهائن وجميع الأشخاص المتواطئين الآخرين.
كان نزار زكا، وبصفته الأمين العام لـ«المنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات» (إجمع)، وخبيراً عالمياً في مجال المعلوماتية والاتصالات، تلقى دعوة رسمية في سبتمبر (أيلول) 2015، من قبل نائبة رئيس الجمهورية الإيرانية لشؤون المرأة والأسرة شاهيندوخت ملاوردي، للتحدث في طهران في مؤتمر حول الريادة في الأعمال وفرص العمل، وذلك في المؤتمر الدولي الثاني المتمحور حول دور المرأة في التنمية المستدامة في طهران للفترة 15 - 18 سبتمبر 2015. وعقب مشاركته في المؤتمر، اختطف في طريقه إلى مطار طهران لمغادرة البلاد، ليتبين بعد ذلك أنه مسجون.
وفي خريف 2016، أصدرت محكمة ثورية إيرانية حكماً بحقه قضى بسجنه 10 سنوات، وبغرامة مالية تقدر بـ4.2 مليون دولار، وذلك بتهمة التعاون ضد الدولة، قبل أن يستأنف محاميه الحكم.
وصعدت عائلة زكا ضد الدولة اللبنانية، مطالبة إياها بالتحرك على مستويات عليا للمطالبة بإطلاق سراحه من إيران، متسائلة عما إذا كان السكوت «عدم كفاءة أو تواطؤ!». وقال وكيل زكا القانوني، المحامي اللبناني ماجد دمشقية، إن الاعتراض لدى العائلة ينطلق من أن أي خطوات فاعلة قامت بها الحكومة لم تثمر في حل مشكلة زكا، مضيفاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «طالبت العائلة بتشكيل لجنة وزارية لمتابعة قضية زكا، بموجب كتاب رسمي، عبر التوجه إلى إيران أو الاتصال بالسلطات الإيرانية بشكل جدي، لكن هذا المطلب لم تتم الاستجابة له».
كان زكا قد أطلع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على ظروف «تعذيبه النفسي المتواصل، ووضع اعتقاله المزري»، وذلك في اتصال هاتفي معه قبل 3 أشهر، فيما أبلغه الحريري بأنه سيرى ما يمكن أن يفعله لجهة إصدار بيان من قبل المؤسسات الرسمية المعنية بوضعه. وتثمن العائلة متابعة الحريري للملف، وتقول إنه وعدها بمتابعة القضية، وبذل جهوده على هذا الصعيد. ونقلت صحيفة «دايلي ستار»، الناطقة بالإنجليزية، قبل 3 أيام، عن وزير الخارجية جبران باسيل قوله: «إننا نقوم بما نستطيع فعله لإطلاق سراحه»، مشيراً إلى أن وزارة الخارجية والحكومة عملتا بكل طاقتهما، وستتابعان هذه الجهود للمساعدة في ضمان حرية زكا، قائلاً إنه اتصل شخصياً بوزير الخارجية الإيراني أكثر من مرة، كذلك بنائبه وبالسفير الإيراني في بيروت، بينما تتابع السفارة اللبنانية في طهران هذا الملف بشكل دائم.
لكن العائلة تجد أن التحرك الأميركي كان متقدماً على التحرك اللبناني، علماً بأن زكا لا يحمل الجنسية الأميركية. وقال دمشقية لـ«الشرق الأوسط»: «أصدر الكونغرس قانوناً، واعتبره رهينة، بموازاة تحرك جمعيات حقوق الإنسان في واشنطن، بينما لم تثمر تحركات المسؤولين اللبنانيين شيئاً حتى الآن»، وأضاف أن العائلة تعتقد أن مطالبة أحد أركان الدولة اللبنانية على أعلى المستويات بإطلاق سراح زكا من شأنه أن يثمر إمكانية الإفراج عنه، وتابع: «عُرض على محاكمة ثورية أصدرت الحكم، وبالتالي فإننا لا نعتبر ما جرى محاكمة، كونه تعرض للخطف قبلها بعدما تلقى دعوة رئاسية»، مشيراً إلى أن العائلة تعول على زيارة رئيس البرلمان نبيه بري إلى طهران اليوم (السبت) لفتح ثغرة في الملف.
وأعلنت العائلة، في بيان أصدرته أمس، أن موقف الدولة اللبنانية ومجلس نوابها «أمر عجيب»، متسائلة: «أهذا تواطؤ أو فقط إهمال أو جهل للواجبات؟»، وتابعت العائلة: «لماذا وسائل الإعلام اللبنانية المحترمة لا تسأل المسؤولين صراحة عن هذا التصرف والتجاهل، وعدم إبداء رغبة بالانضمام إلى اللجنة الدولية لتحرير المخطوفين في إيران، أو استبعاد السفير، أو إصدار بيان استنكار»، مضيفة أن المسؤولين يتجاهلون «مصير مواطن لبناني مخطوف تنتهك حقوقه الإنسانية يومياً، بينما يجولون في العالم باحثين عن صوت انتخابي!».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.