ترمب قد يعيد النظر في اتفاق باريس للمناخ

TT

ترمب قد يعيد النظر في اتفاق باريس للمناخ

انتقادات الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمعاهدة الدولية للمناخ كانت تنطلق من تبعاتها «السلبية» على الاقتصاد الأميركي، وقال مرارا إن الاتفاق بالصيغة التي وقعت عليها إدارة أوباما «كان ظالما جدا للولايات المتحدة». لكن الانتقادات التي واجهتها إدارته محليا ودوليا، وربما التغيرات المناخية التي عانت منها الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية من عواصف وأعاصير والدمار الذي تسببت به ربما ساعدت في التغيير المفاجئ في موقف الرئيس الأميركي، الذي عبر عن استعداده إعادة النظر فيها. وأعلن ترمب مساء أول من أمس (الأربعاء) أن بلاده يمكنها «نظريا» أن تعود إلى اتفاق باريس للمناخ مع عدم إبداء أي إشارة ملموسة للتوجه في هذا الاتجاه. وأضاف الرئيس الأميركي، في مقتطفات أوردتها «رويترز»، أن مبعث قلقه الأساسي بشأن اتفاقية باريس للمناخ أنها عاملت الولايات المتحدة بشكل غير عادل، وأنه إذا أمكن التوصل إلى اتفاق أفضل فقد تقتنع واشنطن بالعودة إلى الاتفاقية.
وقال ترمب، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة الوزراء النرويجية إيرنا سولبيرغ، كما نقلت الصحافة الفرنسية: «بصراحة، في المطلق ليست لدي أي مشكلة مع هذا الاتفاق، ولكن لدي مشكلة مع الاتفاق الذي وقعوا عليه، لأنهم، كالعادة أبرموا اتفاقا سيئا»، في إشارة إلى الاتفاق الذي أبرمته إدارة سلفه الديمقراطي باراك أوباما. وأضاف أنه ليست لديه مشكلة في الموافقة على اتفاق بشأن المناخ، لكن اتفاقية باريس «اتفاق سيئ. وبالتالي من الممكن تصور العودة»، من دون مزيد من التوضيح. وبهذا ترك ترمب الباب مفتوحا أمام العودة إلى المعاهدة الدولية للمناخ إذا ما تمت إعادة التفاوض عليها والتوصل إلى شروط ملائمة أكثر لبلاده من وجهة نظره.
وقال: «نحن بلد غني بالغاز وبالفحم الحجري وبالنفط وبكثير من الأمور الأخرى»، والاتفاق كان «سيئا لشركاتنا»، معتبرا أن الأهداف الأميركية المنصوص عليها في اتفاق باريس كانت أعلى بكثير من تلك الموضوعة للصين، المنافس الاقتصادي الأبرز للولايات المتحدة.
ومن جانب آخر، ظهر الرئيس الأميركي وكأنه قد تراجع عن التزامه بلقاء المحققين في التدخل الروسي في انتخابات عام 2016 الرئاسية بقوله إن مقابلة من هذا النوع من «غير المرجح» أن تحدث. وخلال المؤتمر الصحافي مع الضيفة النرويجية في البيت الأبيض سئل ترمب عما إذا كان مستعدا للقاء المحقق الخاص روبرت مولر فتجنب الإجابة المباشرة، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، وكرر نفيه بأن يكون المحققون قد وجدوا أي أدلة على تواطؤ بين حملته الانتخابية وروسيا. وقال: «سأرى ما الذي سيحدث، لكن عندما لا يضعون يدهم على أي تواطؤ، ولم يكشف أحد عن أي تواطؤ على أي مستوى، يبدو أنه من غير المرجح أن تكون لديك مقابلة». وكان ترمب قد أعلن سابقا أنه مستعد «مائة في المائة» للقاء مولر المحقق الخاص والمدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي). وينفي ترمب بشكل قاطع أن حملته تعاونت مع روسيا من أجل تقويض حملة منافسته هيلاري كلينتون. وحتى الآن قام التحقيق بتوجيه الاتهام إلى اثنين من العاملين في حملة ترمب، أحدهما هو مدير الحملة بول مانافورت. وأقر اثنان آخران أحدهما مستشار الأمن القومي السابق في البيت الأبيض مايكل فلين بكذبهما على الـ«إف بي آي» حول إجراء اتصالات مع مسؤولين مرتبطين بالكرملين. وينطوي المثول أمام مولر بالنسبة إلى ترمب على مخاطر قانونية وسياسية، وهو ادعى بشكل مستمر أنه شخصيا ليس تحت التحقيق. ويعتقد أن مولر يحقق أيضا فيما إذا كان ترمب أو مسؤولون من دائرته الضيقة قد سعوا إلى إعاقة سير العدالة، ما أثار تكهنات حول إمكان مقابلة المحقق للرئيس.


مقالات ذات صلة

شعبية بايدن في أدنى مستوياتها... والتأييد لترمب يزداد

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن حصل على نسبة متدنية من التأييد قبل رحيله عن البيت الأبيض (أ.ف.ب)

شعبية بايدن في أدنى مستوياتها... والتأييد لترمب يزداد

يستعد الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى ترك البيت الأبيض الشهر المقبل، بشعبية متدنية، وفقاً لاستطلاع رأي أجراه «معهد غالوب».

هبة القدسي (واشنطن)
صورة من فيديو متداول تُظهر مسيّرات في سماء نيوجيرسي (أ.ب)

وزير أميركي: المسيّرات في سماء الولايات المتحدة ليست تهديداً أجنبياً

قال مسؤول أمني إن المسيّرات والأجسام الطائرة، التي شُوهدت في سماء شمال شرقي الولايات المتحدة، ليست نتيجة تهديد أجنبي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ ديفين نونيز (يسار) برفقة ترمب خلال المؤتمر الوطني الجمهوري في ميلووكي بويسكونسن في 17 يوليو (أ.ف.ب)

ترمب يستكمل تعييناته قبل أسابيع من تنصيبه رئيساً

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ترشيحَين جديدَين ضمن إدارته الجديدة، قبل أسابيع من تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)

المسيرات المجهولة بسماء أميركا تظهر ثغرات في أمنها الجوي

قال مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية المنتخبة بقيادة دونالد ترمب إن رصد طائرات مسيرة في ولاية نيوجيرسي سلط الضوء على ثغرات في أمن المجال الجوي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

نتنياهو: إسرائيل ليس لديها مصلحة بالدخول في صراع مع سوريا

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إنه تحدث مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بشأن التطورات في سوريا وأحدث مساعي إطلاق سراح الرهائن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.