البنك الدولي يرفع توقعاته للنمو لعام 2018

البنك الدولي يرفع توقعاته للنمو لعام 2018
TT

البنك الدولي يرفع توقعاته للنمو لعام 2018

البنك الدولي يرفع توقعاته للنمو لعام 2018

رفع البنك الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي لعام 2018، بعدما أتى أداء العام الماضي أفضل من المتوقع، لكن هذا التفاؤل عتّمت عليه مخاوف على الاقتصاد العالمي على المدى البعيد.
وقال البنك، في تحديث لتقريره الاقتصادي نصف السنوي الذي صدر مساء أول من أمس، إن إجمالي الناتج المحلي العالمي سينمو هذا العام بنسبة 3.1 في المائة (بزيادة قدرها 0.2 في المائة عن التوقعات السابقة في يونيو/ حزيران الماضي)، بالمقارنة مع 3 في المائة في 2017.
وأضاف أن من المنتظر أن يتراجع النمو العالمي قليلا إلى 3 في المائة في 2019 وإلى 2.9 في المائة في 2020. لكن المؤسسة المالية الدولية حذرت من أنه يتعين على الحكومات القيام باستثمارات لتحسين آفاق النمو الاقتصادي في بلدانها، مشددة على وجوب أن يحصل هذا الأمر قبل أن تحل الأزمة المقبلة، الآتية لا محالة.
وقال الخبير الاقتصادي في البنك الدولي، آيهان كوس، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «النمو العالمي أقوى مما كنا نتوقع»، مشيرا إلى أن هذا التحسن يشمل كل مناطق العالم بدءا بـ«الثلاثة الكبار» أي الولايات المتحدة ومنطقة اليورو واليابان.
وبحسب التوقعات الجديدة يفترض أن يسجل الاقتصاد الأميركي هذا العام نموا بنسبة 2.5 في المائة مقابل 2.2 في المائة كانت متوقعة في يونيو، في حين سيبلغ معدل النمو في منطقة اليورو 2.1 في المائة، وفي اليابان 1.3 في المائة. وقال إن معظم النمو ستقوده الاقتصادات الناشئة، خصوصا مصدري السلع الأولية، متوقعا أن ترتفع معدلات النمو لهذه المجموعة ككل إلى نحو 4.5 في المائة في 2018، وإلى متوسط قدره 4.7 في المائة 2019 و2020.
وعلى النقيض، توقع البنك الدولي أن وتيرة النمو في الاقتصادات المتقدمة ستتباطأ إلى 2.2 في المائة في 2018، من 2.3 في المائة العام الماضي مع تخلي البنوك المركزية بشكل تدريجي عن برامج التيسير النقدي وتراجع مستويات الاستثمار.
ووفقا للتقرير، فإن المنطقة الأسرع نموا في العالم هي شرق آسيا والمحيط الهادي، متوقعا أن ينمو اقتصاد الصين بنسبة 6.4 في المائة هذا العام قبل أن يتباطأ إلى 6.3 في المائة العام المقبل.
وتوقع أن متوسط أسعار النفط العالمية ستبلغ 58 دولارا للبرميل في 2018، وأن يرتفع إلى 59 دولارا للبرميل في 2019.
كان صندوق النقد الدولي قد توقع نموا عالميا بنسبة 6.‏3 في المائة لعام 2017، و7.‏3 في المائة لعام 2018، بعدما انخفض إلى 2.‏3 في المائة فقط العام الماضي.
وذكر صندوق النقد الدولي أكتوبر (تشرين الأول) أن النمو القوي للاقتصاد العالمي يمثل فرصة للحكومات كي تنفذ إصلاحات صعبة.
وقالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد وقتها، إنه يجب أن يتم حل المشكلات حينما تكون الفرصة مواتية لذلك.
وذكر بيان الصندوق أن البنوك المركزية يجب أن تستمر في استخدام السياسة النقدية لتحفيز الاقتصاديات التي لم تتأثر بعد بالتضخم المتوقع. لكن اللجنة النقدية والمالية الدولية، وهي لجنة توجيهية لأعضاء صندوق النقد الدولي، أشارت إلى أن الدول الأعضاء في الصندوق «اتفقت على أن السياسة النقدية وحدها لا تستطيع دعم الانتعاش».



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).