الحكومة اليمنية تتحرك دولياً لمواجهة تهديدات الحوثيين

TT

الحكومة اليمنية تتحرك دولياً لمواجهة تهديدات الحوثيين

دعت وزارة الخارجية اليمنية المجتمع الدولي إلى التحرك السريع، لوقف التهديدات التي أطلقها صالح الصماد رئيس ما يعرف بالمجلس السياسي الأعلى التابع للميليشيات الحوثية، بقطع طريق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، مشددة على أهمية ألا تكتفي الأمم المتحدة بالاستنكار والقرارات غير الرادعة لميليشيات تتحرك بإيعاز من إيران التي تعمل على صرف انتباه المجتمع الدولي عن أزمتها الداخلية.
وحذّرت «الخارجية» من مغبة التهاون في التعامل مع هذه التصريحات الاستفزازية التي تهدد المصالح التجارية الدولية. كما لم تستبعد أن تقوم هذه الميليشيات الإرهابية بأعمال تخريبية في المياه الإقليمية وتضرب أهدافاً حيوية وتكون لها أضرار كبيرة على جميع دول العالم، خصوصاً أن الميليشيات الحوثية لها تجارب كثيرة في خرق القوانين الدولية وضرب عواصم عربية واستهداف المقدسات.
وقال منصور بجاس وكيل وزارة الخارجية اليمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن الحكومة تتحرك في الاتجاهات كافة لنقل الصورة الحقيقية عن هذه الجماعة الإرهابية التي لن تتأخر في تنفيذ تهديدها، داعياً المجتمع الدولي إلى «وقف هذه الميليشيات الإرهابية التي تقوم بأعمال إجرامية في أي اتجاه».
ولفت إلى أن ما تقوم به الميليشيات يأتي بإيعاز ودعم من إيران التي قدمت المال والسلاح بمختلف أشكاله. وتابع: «يبدو أن الميليشيات تلقت أوامر من إيران للقيام بأعمال إرهابية في عرض البحر لصرف الانتباه عما تعيشه داخلياً من مظاهرات واحتجاجات». وتطرق إلى أن الحكومة اليمنية تأمل في ألا يتغاضى المجتمع الدولي عن هذه التهديدات الحوثية، لأنها تهديد للسلام والأمن الدولي في أحد أهم الممرات المائية، وسيجني العالم جرّاء الصمت نتائج هذه الأعمال التخريبية ما لم يتحرك بسرعة ويتكاتف لإخضاع الحوثيين للقرارات الصادرة من الأمم المتحدة.
وذكر أن المجتمع الدولي يقدم الوعود فقط منذ بداية العملية الانقلابية، من خلال المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ الذي يلتقي الميليشيات في صنعاء. وقال: «خلال هذه التحركات لم نلمس أي تغير في المشهد لكون هذه الميليشيات لا تهتم بحل موضوع اليمن بشكل سلمي وسياسي، ولو أن المجتمع الدولي أصرّ على قراراته ومارس ضغوطاً كبيرة لتغير الوضع وتراجعت الميليشيات الإرهابية ولم تتابع أعمالها الإرهابية في الداخل والخارج».
وطرحت الحكومة الشرعية خلال اللقاءات الدولية كل ما يثبت أن هذه الميليشيات إرهابية ولا تحترم الدين والقوانين الدولية وفقاً لوكيل وزارة الخارجية، الذي لم يستبعد قيام هذه الميليشيات بأعمال عدائية في المياه الإقليمية وتهديد الملاحة الدولية، وهي التي ضربت قبل فترة وجيزة المقدسات الإسلامية في انتهاك واضح لكل القيم الدولية والإنسانية التي تحذّر من المساس بالمواقع الدينية.
وعن لقاء الحكومة مع المبعوث الأممي، أكد بجاس أن «الحكومة اليمنية ترحب بأي لقاء يصب في صالح الشعب اليمني، والحكومة تمد يدها للسلام دوماً، وأي مباحثات في هذا الجانب ستكون معها، إلا أن هذه الميليشيات لا تعترف بالسلام، ووجودها قائم على القتل وإشعال الحرب»، مضيفاً أن الصورة لم تتضح حتى الآن وسيكون هناك لقاء في هذه الأيام وإن حدث فالحكومة ستدعم أي توجهات دولية أو إقليمية لإرساء السلام.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».