نائب المبعوث الأممي يغادر اليمن بعد رفض الحوثيين مقترحاته

TT

نائب المبعوث الأممي يغادر اليمن بعد رفض الحوثيين مقترحاته

اختتم نائب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، معين شريم، أمس 5 أيام من المشاورات مع قادة ميليشيا الحوثيين الانقلابية والمكونات السياسية الموالية لهم في ظل رفض الجماعة الموالية لإيران للمقترحات الأممية التي حملها شريم وإصرارها على الاستمرار في قتال قوات الحكومة الشرعية.
ورفض المسؤول الأممي أثناء مغادرته مطار صنعاء مع مساعديه، الإدلاء بأي تصريحات صحافية لوسائل الإعلام، وهو ما يرجح فشل مهمته في إقناع الجماعة الانقلابية بمقترحات الأمم المتحدة الأخيرة بخصوص تسليم الميليشيا لميناء الحديدة والعودة غير المشروطة إلى المفاوضات مع الحكومة الشرعية لجهة تحقيق السلام المرتكز على مرجعيات الحوار وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
في غضون ذلك شنت مقاتلات التحالف أمس أكثر من 30 ضربة جوية على معسكر لميليشيات الحوثي ومواقع مجاورة له في منطقة «ضلاع همدان» غرب صنعاء، في حين سمع دوي انفجارات ضخمة أعقبت الغارات يعتقد أنها ناجمة عن تدمير مخازن أسلحة وقواعد صاروخية. ودأبت الميليشيا الحوثية أكثر من مرة على إطلاق الصواريخ الباليستية انطلاقا من المنطقة ذاتها التي استهدفها طيران التحالف، في حين جاءت الضربات غداة تصريحات للجماعة أعلنت خلالها أنها نجحت في تطوير صواريخ «أرض - جو» في سياق محاولتها بناء منظومة للدفاع الجوي.
وهدد رئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة (مجلس الحكم الانقلابي) صالح الصماد، في وقت سابق أثناء لقائه نائب المبعوث الأممي بقطع الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ردا على تقدم القوات الحكومية في جبهة الساحل الغربي باتجاه ميناء الحديدة، كما هاجم الأمم المتحدة واتهمها بالانحياز. وفي سياق منفصل عقدت القيادة التنفيذية الجديدة لحزب «المؤتمر الشعبي» (جناح الرئيس الراحل علي صالح) أول اجتماع لها أمس منذ تكليفها الأحد الماضي بمهام الحزب في صنعاء خلال اجتماع لبعض القيادات الواقعة تحت سلطة الحوثيين.
وكشف القيادي صادق أمين أبو راس المكلف للقيام بأعمال رئيس الحزب خلفا لصالح أن وصية الأخير كانت هي «الحفاظ على الحزب»، وقال إن «الجهود الرامية إلى الإفراج عن بقية المعتقلين»، لدى ميليشيا الحوثيين مستمرة بمن فيهم أقارب الرئيس السابق. وأفاد موقع «المؤتمر نت» التابع للحزب بأن الاجتماع الذي حضره يحيى الراعي وآخرون، شدد على وضع خطط مفصلة لنشاط الحزب في الأيام المقبلة تشمل إعادة الاتصال بقواعد الحزب وفروعه في مختلف المناطق وكذا الرد على الحملات الإعلامية التي تهاجم قيادات «المؤتمر» في صنعاء.
وكانت قيادات الحزب وفروعه داخل اليمن وخارجه رفضت في بيانات لها نتائج «اجتماع صنعاء» الأخير لبعض القيادات الواقعة تحت إرادة الحوثيين واعتبرتها باطلة، وأكدت أن الرئيس عبد ربه منصور هادي هو الرئيس الشرعي للحزب طبقا لما تنص عليه لوائح حزب «المؤتمر الشعبي».
وفي الشق الميداني أفادت مصادر عسكرية رسمية في محافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء) بأن «المقاومة الشعبية» من أبناء القبائل هاجمت مواقع الميليشيات الحوثية في مديرية «ذي ناعم» فيما احتدمت اشتباكات عنيفة في جبهة «قيفة».
ونقل موقع الجيش اليمني (سبتمبر نت) عن مصادر ميدانية قولها بأن أبطال مقاومة البيضاء بجبهة ذي ناعم شنوا ليل الثلاثاء هجوما على مواقع ميليشيا الحوثي بمنطقة عباس والمختبي وأشعاب ناصر وكبدوها خسائر كبيرة في حين ردت الميليشيات على الهجوم بقصف قرى ومناطق المواطنين بالدبابات والرشاشات الثقيلة والمتوسطة.
وأضافت المصادر أن «اشتباكات عنيفة دارت بجبهة قيفة، بعد محاولة الميليشيا التقدم من جهة بلاد الظهرة باتجاه وادي عنا وجبل نوفان الاستراتيجي في محاولة لقطع الطريق الرابط بين محافظة مأرب وقيفة»، وقالت إن «الميليشيا قصفت بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة كافة قرى ومناطق المواطنين وحشدت قواتها بمحيط قرى أهل الجوف باتجاه المستحيلة وعقبة زعج فيما تمكن رجال المقاومة من إفشال المخطط، ومنعوا الميليشيا من زراعة الألغام في منطقة الزوب وأجبروا عناصرها على القرار».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».