نجل نتنياهو يروي كيف وفّر والده 20 مليار دولار ربحاً لصديق له

TT

نجل نتنياهو يروي كيف وفّر والده 20 مليار دولار ربحاً لصديق له

حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخروج من حالة الحرج التي وضعه فيها نجله يئير، الذي سجل وهو يتكلم عن خدمة قدمها والده لأحد كبار الممولين اليهود بمنحه صفقة غاز منحته 20 مليار دولار، فشن هجوماً على الإعلام، واتهمه بدفع عشرات ألوف الدولارات مقابل تسجيل صوتي لابنه بينما كان تحت تأثير الكحول. وقال نتنياهو الأب، إن «الحديث يدور حول تسجيلات خفية وغير قانونية من محادثة جرت قبل سنتين ونصف السنة»، وإن «أقواله (الابن) لا تمثلني طبعاً، وما قاله لصديقه كان من قبيل المزاح غير الموفق، وأنه لم يكن يكترث لخطة الغاز، وليس على علم بتفاصيلها».
كانت شبكة الأخبار في القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي قد بثت، الليلة الماضية، تسجيلات حية لمحادثات أجراها يئير بنيامين نتنياهو، مع صديقين له، في أثناء خروجه من نادٍ للتعري في تل أبيب وهو تحت تأثير مشروبات كحولية. ووفقاً للتسجيلات فقد قال يئير نتنياهو لنجل قطب الغاز كوبي ميمون، إن والده (نتنياهو)، رئيس الحكومة، رتّب لميمون صفقة بـ20 مليار دولار. وحسب التسجيل قال يئير: «والدي رتّب لوالدك 20 مليار دولار، وأنت تبخل عليّ بمبلغ 400 شيكل أريد إعطاءها لبائعة هوى». وحسب تسجيل المحادثات، التي جرت في صيف 2015، فقد شارك في المحادثة نجل رجل الأعمال كوبي ميمون، صاحب أسهم شركة «يسرامكو» التي تملك مستودع الغاز الطبيعي «تمار»، ورومان إبراموف، مندوب الملياردير جيمس فاكر في إسرائيل. وحسب التقرير، سافر إبراموف ويئير نتنياهو إلى بيت فاكر في فندق رويال بيتش في تل أبيب، وقام الحارس الشخصي لايئير وسائقه الخاص بمرافقتهما في السيارة الحكومية الخاصة، وتنقلوا معاً من نادٍ للتعري إلى آخر، وفيما بعد، يُسمع صوت يئير وهو يقول إنه حصل على رقم هاتف راقصة تعرّي. ووفقاً للتقرير الإخباري، فقد اتصلت والدة يئير، سارة نتنياهو، به خلال اللهو في نادي التعري، فقال: «أمي تتصل... يا للفضيحة».
وقال يئير معقباً، مساء أمس: «خلال محادثة ليلية، وتحت تأثير الكحول، قلت أموراً هراء عن النساء، وكلمات هراء أخرى كان يفضَّل ألا تُقال. هذه الأمور لا تعكس ما أنا عليه، ولا القيم التي تربيت عليها ولا ما أؤمن به. أتأسف وأعتذر إن كانت كلماتي قد مست أحداً. ما قلته لميمون كان مجرد طرفة غير ناجحة، وكل عاقل يفهم ذلك. لم أهتم أبداً بموضوع خطوط الغاز ولم تكن لديَّ أي معلومات عنها».
يشار إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وقّع في نهاية 2015، على بند يسمح بتجاوز المسؤول عن الاحتكارات التجارية، شق الطريق أمام المصادقة على مخطط الغاز. وقد استبدل نتنياهو في حينه، وزير الاقتصاد أرييه درعي، لكي يستكمل الإجراءات. وفي حينه قال نتنياهو، بعد المصادقة على مخطط الغاز: «عندما أرغب في شيء أحصل عليه. أنا أريد ذلك من أجل مواطني إسرائيل لتخفيض غلاء المعيشة. المال الذي سيحوَّل إلى المواطنين من صندوق الغاز من أجل تأمين الطاقة، لأنهم يجب أن يكونوا آمنين».
وأثارت التسجيلات المذكورة، أمس، ردود فعل حادة في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) وخارجه. وتم الربط بينها وبين قضايا الفساد التي يجري التحقيق فيها، والتي يُشتبه بتورط نتنياهو في عدد منها. وقالت رئيسة حزب «ميرتس» عضوة الكنيست السابقة زهافا غلؤون، إن التسجيلات تثير شبهات بأن القرارات التي اتخذها رئيس الحكومة، بشأن خطة الغاز الحكومية، خصوصاً ما يتصل بمصالح كوبي ميمون، موبوءة بالفساد العميق، حيث منحت ميمون مليارات الشيكلات على حساب الخزينة العامة، وعلى حساب المواطنين. وأضافت أنه إذا صحت هذه التسجيلات فإن ذلك يعتبر «خيانة لثقة الجمهور لم يسبق لها مثيل». ودعت الشرطة إلى العمل من دون تأخير، واستجواب يئير نتنياهو وأوري ميمون، ابن كوبي ميمون، في إطار التحقيق في القضية. وقال رئيس «المعسكر الصهيوني» آفي غباي، الذي استقال من الحكومة في أعقاب خطة الغاز التي عارضها بشدة، إنه عندما حارب من داخل الحكومة ضد الخطة الفاسدة، قال: «من الواضح أن هناك شيئاً كبيراً لا يعرفه أحد. فهناك ما قيل، وهناك أمور لا تزال خفية عن الأعين». وقالت عضوة الكنيست ميخال بيران، من كتلة «المعسكر الصهيوني»، إن نتنياهو هو «رئيس عائلة إجرام»، مضيفةً «لدينا شهادة على أنه يوجد سياسي تدبَّر أمر حصول أصدقائه على أموال على حساب الجمهور}.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.