تخفيض رسوم تسجيلات الأراضي في السودان ينعش قطاع العقارات

خطة لشراكات مع دول ومؤسسات للتوسع في مشروعات الإسكان

الصندوق القومي للإسكان يعمل على تنشيط اتصالاته مع بيوت التمويل وشركات الاستثمار العقاري العالمية ودعوتها للدخول في مشاريع الإسكان في السودان
الصندوق القومي للإسكان يعمل على تنشيط اتصالاته مع بيوت التمويل وشركات الاستثمار العقاري العالمية ودعوتها للدخول في مشاريع الإسكان في السودان
TT

تخفيض رسوم تسجيلات الأراضي في السودان ينعش قطاع العقارات

الصندوق القومي للإسكان يعمل على تنشيط اتصالاته مع بيوت التمويل وشركات الاستثمار العقاري العالمية ودعوتها للدخول في مشاريع الإسكان في السودان
الصندوق القومي للإسكان يعمل على تنشيط اتصالاته مع بيوت التمويل وشركات الاستثمار العقاري العالمية ودعوتها للدخول في مشاريع الإسكان في السودان

في وقت أعلن فيه، أول من أمس، في الخرطوم، عن تخفيض رسوم تسجيلات الأراضي في السودان بنسبة 50 في المائة، دعا مجلس إدارة الصندوق القومي للإسكان والتعمير لبناء شراكات مع الدول والمنظمات ذات الصلة للتوسع في مشروعات الإسكان.
واعتبر مراقبون وخبراء في سوق العقار في السودان أن خطوة الجهاز القضائي بتمديد تخفيض رسوم تسجيلات الأراضي بنسبة 50 في المائة اعتباراً من الأول من يناير (كانون الثاني) الحالي ولمدة شهر، سيعمل على إنعاش سوق العقارات في البلاد، وإحياء مشروعات السكن الاقتصادي والريفي، وسكن محدودي الدخل، التي وردت في المشروع القومي للمأوي، الذي يستهدف بناء 40 مدينة سكنية خلال العام 2018.
ودعا مجلس إدارة الصندوق القومي للإسكان في اجتماعه أول من أمس في الخرطوم برئاسة الدكتور طارق توفيق، إلى الاستفادة من نتائج زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى السودان، الأسبوع الماضي، وتوجيهاته لرجال الأعمال الأتراك بالاستثمار في السودان. وطالب المجلس القومي للإسكان، الجهات المعنية في الصندوق، باغتنام هذه الفرصة لجذب المستثمرين للبلاد في مجال الإسكان والعقارات، ونقل خبراتهم في مجال تقنيات البناء.
يذكر في هذا الصدد أن الصندوق القومي للإسكان تعاقد منتصف العام الماضي مع الاتحاد التركي للاستثمار العقاري والتجاري (الموصياد)، لبناء 20 ألف وحدة سكنية، وذلك لسد جانب من الفجوة السكنية في السودان المقدرة بنحو 2.5 مليون وحدة.
وتم في هذا الصدد توقيع اتفاق مع شركتين تركيتين تعتمدان على تقنية الليزر في المخططات الهيكلية للمساكن، وتتخصصان في إعداد المخططات العقارية والسكنية وتوفير الخدمات الأساسية والمرافق التعليمية والصحية والمساجد، ومواقف المواصلات. وستقدم الشركتان امتيازات للمتعاملين معها، حيث يتم عبرها البيع للوحدات بدفع 20 في المائة من المبلغ الكلي مقدماً، والباقي دون فوائد لمدة 5 سنوات للإسكان بالكامل.
وأوضح الدكتور غلام الدين عثمان الأمين للصندوق القومي للإسكان والتعمير لـ«الشرق الأوسط»، أن مجلس الصندوق أجاز في اجتماعه أول من أمس، خطة ومشروعات الصندوق للعام 2018م، ولائحة أعمال المجلس، كما وقف على سير الأداء في عمل الصندوق في مشاريع السكن الاقتصادي لمحدود الدخل.
وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة خلال العام الحالي، لتنشيط اتصالاته مع بيوت التمويل وشركات الاستثمار العقاري العالمية، ودعوتها للدخول في مشاريع الإسكان في السودان، خصوصاً أن الرفع الكلي للعقوبات الاقتصادية الأميركية على السودان في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، قد مهد الطريق لذلك. وبيَّن غلام الدين أن بلاده تتوقع تدفقات استثمارية من قبل شركات العقارات والمقاولات العالمية، خصوصاً مع إعلان الحكومة عن تعهدها بتقديم تسهيلات وضمانات لاستقطاب مؤسسات التمويل الخارجي، لتنفيذ مشروعات الإسكان الريفي وسكن الفقراء في البلاد.
كما وجهت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي في البلاد، الجهات المعنية، بتسهيل الإجراءات كافة لاستقطاب التمويل الخارجي والداخلي، كما وجهت «المالية» بنك السودان المركزي لضخ المزيد من التمويل العقاري للبنوك التجارية، وبخاصة البنك العقاري التجاري السوداني، الذي تقرر تحويله إلى بنك. وقال الفريق ركن أول الدكتور محمد عثمان الركابي، وزير المالية والتخطيط الاقتصادي ورئيس مجلس إدارة صندوق الإسكان الأسبق، إن حكومته تسعى جاهدة للتوسع في السكن الريفي بغرض توفير سكن مناسب للمواطن، بوصفه أهم مطلوبات استقرار الأسر. وتعهد الوزير وقتها بالسعي لتوفير تمويل خارجي وضمانات للاستثمارات الخارجية والداخلية، لتنفيذ خطة الدولة للتوسع في الإسكان الريفي وسكن الفقراء بالمركز والولايات، مؤكداً الدعم الحكومي للصندوق ودفع العمل فيه لتوفير الإسكان للأسر.
وبدأ السودان الشهر الماضي في خطة لتنفيذ 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد لصالح محدودي الدخل، يتم تمليكها لهم عن طريق الأقساط الشهرية، ويتوقع أن يستفيد من المشروع في عامه الأول بداية 2018 أكثر من مليونين. وحدد الصندوق القومي للإسكان، الذي يتولى المشروع، المواقع والدراسات الخاصة بالمشروع، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن (الاقتصادي، والشعبي، والاستثماري، والريفي، والمنتج)، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد والأجنبية.
وطرحت إدارة الصندوق عطاءات لتنفيذ المدن السكنية، ودعت المستثمرين المحليين والأجانب إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة في مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم، وأم درمان، وبحري).
ووفقاً للدكتور غلام الدين عثمان، الأمين العام للصندوق القومي للإسكان والتعمير، فإن الصندوق نفذ أكثر من 100 ألف وحدة سكنية على مستوى المركز والولايات عبر محافظ بشراكة مع البنوك المختلفة بالولايات، مؤكداً سعي الصندوق لمواصلة انتشاره بالولايات والعمل مع الجهات المعنية على توفر الضمانات الكافية للتمويل الخارجي، التي تعهدت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي بتقديم الضمانات اللازمة للشركات الراغبة في الاستثمار العقاري في السودان.
ووافق بنك السودان المركزي الشهر الماضي على فك التمويل العقاري للمغتربين السودانيين، المقدر عددهم بنحو 5 ملايين، وذلك بعد حظر دام ثلاث سنوات. ومن المقرر أن يبدأ العمل بالقرار الجديد، الذي ينفذ بواسطة جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج، خلال العام 2018 الحالي، وفق ضوابط يتم الاتفاق عليها وإعلانها خلال الفترة المقبلة.
وفي الإطار ذاته، وضمن توجه السودان لاستقطاب الاستثمارات العقارية الأجنبية بعد رفع الحصار الأميركي عنه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تقرر تأسيس بنك متخصص في الإسكان، عبر تأهيل البنك العقاري التجاري القائم حالياً، ويتولى مشاريع السكن وتمويل المجمعات السكنية والأفراد.
وفي ذات استقطاب الاستثمارات العقارية الأجنبية بعد رفع الحصار الأميركي، عاد للخرطوم الأسبوع الماضي وفد من الصندوق القومي للإسكان والتعمير برئاسة طارق توفيق وزير دولة برئاسة مجلس الوزراء مفوض رئيس مجلس الوزراء القومي أمس، من تونس، بعد أن أجري مباحثات لنقل التجربة التونسية في السكن.
وبشهادة جامعة الدول العربية، تعد تونس من أفضل الدول العربية في مجال توفير السكن، حيث إن 80 في المائة من الشعب التونسي يمتلكون منازل، على الرغم من قلة موارد الدولة. واتفق الصندوق القومي للإسكان مع شركة بريطانية لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم.
ويتجه الصندوق القومي للإسكان للتوسع في السكن الرأسي باعتباره أقل تكلفة، خصوصاً أن كثيراً من السودانيين أصبحوا يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق للسعي لرفع مستوى المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي، والتعاون فيما بينهم، للمحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة.
ويصل سعر متر الأرض في بعض المواقع بالخرطوم، البالغ سكانها نحو عشرة ملايين نسمة، إلى نحو 1500 دولار، متجاوزاً سعر المتر في أكبر العواصم العالمية مثل لندن.
وتقدر حجم الفجوة السكنية في الخرطوم بنحو مليونين ونصف المليون، تعهد الاتحاد التركي للاستثمار العقاري والتجاري (الموصياد) ببناء 20 ألف وحدة سكنية، لتغطية جانب من هذه الفجوة، وفقا لاتفاقية أقرت التعاون في مجال الاستثمار العقاري بين البلدين العام الماضي.


مقالات ذات صلة

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

الاقتصاد يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

في حدث استثنائي شهدته مدينة جدة، جرى تدشين مشروع برج ترمب، بحضور إريك ترمب، نائب رئيس منظمة ترمب.

أسماء الغابري (جدة)
عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)

السعودية: توقع «طفرة سكنية» يصحبها تراجع جديد في أسعار العقارات

تمكنت وزارة الإسكان من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة
تمكنت وزارة الإسكان من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة
TT

السعودية: توقع «طفرة سكنية» يصحبها تراجع جديد في أسعار العقارات

تمكنت وزارة الإسكان من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة
تمكنت وزارة الإسكان من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة

بعد سلسلة من المتغيرات التي شهدها قطاع الإسكان السعودي، يتجه القطاع إلى التوازن مع انخفاض التضخم الحاصل في الأسعار بمختلف فروع القطاع العقاري، وسط مبادرات سعت إليها وزارة الإسكان السعودية؛ الأمر الذي قلص الفجوة بين العرض والطلب خلال السنوات الماضية، حيث حققت الوزارة القيمة المضافة من خلال تلك المبادرات في رفع نسب التملك بالبلاد.
وتوقع مختصان أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من النجاح الحكومي في مجال الإسكان، مشيرين إلى أن المواطن سيجني ثمار ذلك على مستوى الأسعار وتوافر المنتجات، التي تلبي مطالب جميع الفئات. ويمثل هذا النجاح امتداداً لإنجازات الحكومة، في طريق حل مشكلة الإسكان، عبر تنويع المنتجات العقارية وإتاحتها في جميع المناطق، مع توفير الحلول التمويلية الميسرة، والاستفادة بالشراكة مع القطاع الخاص.
وأشار المختصان إلى أن أداء الحكومة، ممثلة في وزارة الإسكان، كان وراء خفض أسعار المساكن بشكل كبير، وذلك بعد أن وفرت للمواطنين منتجات عقارية متنوعة تلبي أذواق جميع المستفيدين من برامج الدعم السكني. وقال الخبير العقاري خالد المبيض إن «وزارة الإسكان تمكنت من إيجاد حلول عقارية ناجعة ومتنوعة، أدت إلى تراجع الأسعار بنسب تشجع جميع المواطنين بمختلف مستوياتهم المادية، على تملك العقارات»، مضيفاً أن «الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من النجاح في هذا الجانب».
وتابع: «أتذكر أن أول مشروع تسلمته وزارة الإسكان، كان يتعلق ببناء 500 ألف وحدة سكنية، بقيمة 250 مليار ريال (133.3 مليار دولار)، ما يعني أن قيمة الوحدة السكنية 500 ألف ريال (133.3 ألف دولار). أما اليوم، فقد تمكنت الوزارة من إيجاد وحدات جاهزة بقيمة تصل إلى نصف هذا المبلغ وهو 250 ألف ريال (66.6 ألف دولار)»، لافتاً إلى أن «الفرد يستطيع الحصول على هذه الوحدات بالتقسيط، مما يؤكد حرص البلاد على إيجاد مساكن لجميع فئات المجتمع السعودي».
وأضاف المبيض: «تفاوت أسعار المنتجات العقارية يمثل استراتيجية اتبعتها الوزارة في السنوات الأخيرة، ونجحت فيها بشكل كبير جداً». وقال: «أثمرت هذه السياسة زيادة إقبال محدودي الدخل على تملك المساكن، بجانب متوسطي وميسوري الدخل الذين يقبلون على تملك مساكن ومنازل وفيلات تناسب قدراتهم المادية، وهذا يُحسب لوزارة الإسكان ويمهد لإنهاء مشكلة السكن التي لطالما أرقت المجتمع في سنوات ماضية».
وتوقع الخبير العقاري أن تشهد المرحلة المقبلة طفرة في قطاع الإسكان. وقال: «يجب أن نضع في الاعتبار أن منتجات الوزارة التي تعلن عنها تباعاً، تحظى بإقبال الأفراد كافة، لا سيما أنها تراعي خصوصية الأسرة السعودية، كما أنها تلبي احتياجاتها في الشكل والمساحات».
وأضاف: «تمكنت الوزارة من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة، ومنازل مستقلة، وفيلات، ومنح أراضٍ وقروض لمن يرغبون في البناء بأنفسهم». وتابع «كل هذه الخيارات وفرتها الوزارة في صورة مبادرات متعددة، موجودة في برنامج (سكني)، وروجت لها بشكل جيد، ووصلت بها إلى المواطنين».
من جانبه، رأى المحلل الاقتصادي علي الجعفري أن شراكة الوزارة مع شركات العقار السعودية تمثل خطوة استراتيجية تُحسب للحكومة في السنوات الأخيرة. وقال: «إحقاقاً للحق؛ أضاعت الوزارة عقب تأسيسها، بعض الوقت والجهد للبحث عن آليات تمكنها من بناء 500 ألف وحدة سكنية، لكنها عوضت ذلك بالشراكة مع القطاع الخاص».
وأضاف الجعفري: «الوزارة في بداية عهدها لم تتعاون مع شركات التطوير العقاري السعودية لتنفيذ مشاريع السكن، ولو أنها سارعت بهذا التعاون، لكان لدينا اليوم عدد كبير من المنتجات العقارية التي تساهم في حل مشكلة السكن».
واستطرد: «الوزارة تداركت في السنوات الأخيرة هذا الأمر، واعتمدت على شركات التطوير السعودية، التي أصبحت بمثابة الذراع التنفيذية لتصورات الحكومة وتوجهاتها لحل مشكلة السكن»، مضيفاً: «اليوم الوزارة ترتكن إلى حزمة من المبادرات النوعية، التي وفرت كثيراً من التنوع في المنتجات العقارية، وهو ما أشاع جواً من التفاؤل بإمكانية حل مشكلة السكن في المملكة في وقت وجيز».
وأكد الجعفري ثقته باستمرار نجاح البلاد في إدارة ملف الإسكان. وقال: «أنا واثق بأن مؤشرات السكن اليوم أفضل بكثير منها قبل 8 سنوات مضت، بعد طرح الوزارة آلاف المنتجات العقارية وتسليمها إلى مستحقيها، بل ودخول عدد كبير منها إلى حيز الاستخدام».
وختم الجعفري: «نجاحات وزارة الإسكان تحقق مستهدفات (رؤية المملكة 2030)، خصوصاً فيما يتعلق بالوصول إلى نسبة تمليك بين المواطنين تصل إلى 70 في المائة» على حد وصفه.
وكانت «مؤسسة النقد السعودي (ساما)» أشارت إلى أن عقود التمويل العقاري السكني الجديدة للأفراد واصلت صعودها لشهر يناير (كانون الثاني) الماضي، مسجلة أعلى معدلات إقراض في تاريخ البنوك السعودية من حيث عدد العقود ومبالغ التمويل بنحو 23 ألفاً و668 عقداً مقارنة بنحو 9 آلاف و578 عقداً في يناير 2019، من إجمالي القروض العقارية السكنية المُقدمة من جميع الممولين العقاريين من بنوك وشركات التمويل.
وأوضح التقرير الخاص بـ«ساما» أن النمو في عدد عقود التمويل العقاري السكني وصل لنحو 147 في المائة مقارنة مع يناير 2019، فيما سجل حجم التمويل العقاري السكني الجديد في يناير 2020، نمواً بمقدار 112 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من عام 2019، والذي سجل نحو 4.766 مليار ريال (1.270 مليار دولار)، كما سجلت قروض يناير السكنية ارتفاعاً بنسبة اثنين في المائة عن الشهر السابق ديسمبر (كانون الأول) 2019، والذي وصل حجم التمويل خلاله إلى نحو 9.86 مليار ريال (2.6 مليار دولار)، فيما ارتفع عدد العقود بنسبة 1.5 في المائة عن شهر ديسمبر 2019، والذي شهد توقيع نحو 23 ألفاً و324 عقداً.
وأشار التقرير إلى أنه تم إبرام 94 في المائة من قيمة هذه العقود عن طريق البنوك التجارية، بينما أبرمت 6 في المائة منها عن طريق شركات التمويل العقاري، فيما بلغ عدد عقود المنتجات المدعومة من خلال برامج الإسكان في شهر يناير 2020 عن طريق الممولين العقاريين 22 ألفاً و432 عقداً وبقيمة إجمالية بلغت 9.4 مليار ريال (2.5 مليار دولار).