مصر: تقديم موعد انتخابات الرئاسة

فتح باب الترشح خلال أسبوعين... والاقتراع في مارس

أعضاء هيئة الانتخابات المصرية خلال مؤتمرهم الصحافي في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
أعضاء هيئة الانتخابات المصرية خلال مؤتمرهم الصحافي في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

مصر: تقديم موعد انتخابات الرئاسة

أعضاء هيئة الانتخابات المصرية خلال مؤتمرهم الصحافي في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
أعضاء هيئة الانتخابات المصرية خلال مؤتمرهم الصحافي في القاهرة أمس (إ.ب.أ)

أعلنت «الهيئة الوطنية للانتخابات» في مصر أمس، الجدول الزمني النهائي الملزم، للانتخابات الرئاسية، التي قررت أن تكون أولى خطواتها بتلقي طلبات الترشح في 20 من الشهر الحالي ولمدة 10 أيام.
وخلال تلك الفترة سيكون على المرشحين التقدم بأوراقهم وطلبات التزكية من المواطنين، ويحدد الدستور آلية الترشح، بأنه «يُشترط لقبول الترشح لرئاسة الجمهورية أن يزكّي المترشحَ عشرون عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن خمسة وعشرين ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في خمس عشرة محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها. وفى جميع الأحوال، لا يجوز تأييد أكثر من مترشح، وذلك على النحو الذي ينظمه القانون».
وقال رئيس هيئة الانتخابات المستشار لاشين إبراهيم، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس بمقر هيئة الاستعلامات، إنه تم تحديد أيام 16 و17 و18 من مارس (آذار) المقبل لتصويت المصريين في الخارج في الانتخابات، على أن يبدأ التصويت في الداخل بداية من 26 من الشهر نفسه ولمدة 3 أيام.
وأضاف إبراهيم أن نتيجة الانتخابات ستعلن في 2 أبريل (نيسان) المقبل، وفي حال أسفرت النتائج عن الحاجة لإعادة ستجرى انتخابات في الفترة من 19 إلى 21 من الشهر نفسه بالنسبة للمصريين في الخارج، وفي الداخل ستجرى الإعادة من 24 إلى 26 أبريل، وتعلن النتيجة النهائية في الأول من مايو (أيار).
ولم يُفصح الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، صراحة عن نيته خوض الانتخابات الرئاسية لفترة ثانية، وينتظر أن يُقدم خلال الشهر الحالي ما قال إنه «كشف حساب» بشأن ما حققه في ولايته الأولى، وقالت حملة يقودها نواب برلمانيون، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إنها جمعت «12 مليون توقيع من مواطنين داعمين لترشح السيسي لفترة أخرى».
وأعلن المحامي الحقوقي خالد علي، نيته خوض الانتخابات الرئاسية، وكذلك صرح النائب البرلماني السابق أنور السادات بأنه يعتزم الإقدام على الخطوة نفسها.
في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الأسبق للبلاد أحمد شفيق، أول من أمس، تراجعه عن خوض الانتخابات الرئاسية وقال إنه «ليس الأمثل لقيادة البلاد».
وقال إبراهيم إن الهيئة تلتزم بتحقيق المساواة بين جميع المرشحين والناخبين وتحقيق تكافؤ الفرص، ووضع القواعد المنظمة لمتابعة الانتخابات والفصل في التظلمات، وتنفيذ أحكام القضاء دون إبطاء.
وأفاد بأن الانتخابات ستجري تحت إشراف قضائي كامل، وأنه تم تحديد 389 مكتب توثيق شهر عقاري لاستخراج توكيلات المرشحين، مع السماح لمن يحق لهم التصويت بإمكانية نقل مقار تصويتهم خلال هذه الانتخابات فقط.
ولم تتلقَ هيئة الانتخابات في مؤتمرها الصحافي الذي أحيط مقر انعقاده بتأمين مشدد من عناصر الشرطة، أي أسئلة من الصحافيين الذين حضروا المؤتمر، واكتفى رئيسها بإعلان الجدول الزمني، وإنهاء وقائع المؤتمر.
وأسفرت نتائج الانتخابات التي أُجرِيَت عام 2014، عن فوز السيسي بعد حصوله على 23.7 مليون صوت (96.9 في المائة من الأصوات الصحيحة)، في حين نال منافسه حمدين صباحي 750 ألف صوت (3.1 في المائة من الناخبين).
ووفق الدستور المصري فإن الرئيس ينتخب «لمدة 4 سنوات ميلادية، تبدأ من اليوم التالي لانتهاء مدة سلفه، ولا يجوز إعادة انتخابه إلا لمرة واحدة. وتبدأ إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء مدة الرئاسة بمائة وعشرين يوماً على الأقل، ويجب أن تعلن النتيجة قبل نهاية هذه المدة بثلاثين يوماً على الأقل». وفي 8 يونيو (حزيران) 2014، تسلم السيسي مهام منصبه بشكل رسمي، الأمر الذي يعني بدء إجراءات الانتخابات الرئاسية في فبراير (شباط) 2018، على أن تجرى الانتخابات وتعلن النتائج بحد أقصى قبل الثامن من مايو من العام نفسه.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».