روسيا تتهم متشددين بمهاجمة قاعدتيها في سوريا بطائرات {درون}

صورة نشرها موقع وزارة الدفاع الروسية لنموذج طائرات مسيرة استهدفت قاعدتي روسيا في سوريا مؤخراً (أ.ف.ب)
صورة نشرها موقع وزارة الدفاع الروسية لنموذج طائرات مسيرة استهدفت قاعدتي روسيا في سوريا مؤخراً (أ.ف.ب)
TT

روسيا تتهم متشددين بمهاجمة قاعدتيها في سوريا بطائرات {درون}

صورة نشرها موقع وزارة الدفاع الروسية لنموذج طائرات مسيرة استهدفت قاعدتي روسيا في سوريا مؤخراً (أ.ف.ب)
صورة نشرها موقع وزارة الدفاع الروسية لنموذج طائرات مسيرة استهدفت قاعدتي روسيا في سوريا مؤخراً (أ.ف.ب)

قالت وزارة الدفاع الروسية إن الدفاعات الجوية في قاعدتي حميميم وطرطوس تمكنت من التصدي لهجوم بواسطة 13 طائرة مسيرة (درون)، بعضها استهدف القاعدة الجوية والبعض الآخر القاعدة البحرية، وأشارت بأصابع الاتهام إلى «دول تتوفر لديها إمكانات تقنية عالية في مجال الطائرات المسيرة»، قامت بتزويد المقاتلين بتلك الطائرات لشن الهجوم.
وفي أول تصريحات رسمية حول هجوم بواسطة طائرات مسيرة تعرضت له القواعد الروسية في سوريا، قالت وزارة الدفاع في بيان نشرته أمس في صفحتها على «فيسبوك»، إن «منظومات ضمان أمن القاعدة الجوية في حميميم والقاعدة البحرية الروسية في طرطوس تمكنت بنجاح من إحباط محاولة هجمات من جانب الإرهابيين ليلة 6 يناير (كانون الثاني) 2018، مع استخدام واسع للأجهزة الطيارة المسيرة»، وأوضحت أن «وسائط الدفاع الجوي الروسية رصدت مع حلول ظلام الليل، وعلى مسافة تبعد 100 كلم عن حميميم 13 هدفا جويا صغير الحجم، ومجهول الهوية، كانت تقترب من أجواء المواقع العسكرية الروسية غربي سوريا، عشرة منها اتجهت نحو حميميم، فيما تابعت ثلاثة تحليقها باتجاه طرطوس».
وأكدت الوزارة في بيانها أن «وحدات الدفاع الإلكتروني الروسية، تمكنت من السيطرة على التحكم الخارجي بستة من الأهداف الطائرة، وجعلت ثلاثة منها تهبط على أراضي خارج القاعدة الروسية، بينما انفجرت الأهداف الثلاثة الأخرى نتيجة ارتطامها بالأرض أثناء الهبوط». وبالنسبة للطائرات المسيرة السبع المتبقية، قالت إنه «تم تدميرها بواسطة منظومة «بانتسير - إس» الصاروخية، التابعة لوحدات الدفاع الجوي المناوبة بصورة دائمة» لحماية القواعد الروسية. وأكدت الوزارة عدم وقوع أي خسائر بشرية أو مادية نتيجة الهجوم، وأن القاعدتين الجوية في حميميم والبحرية في طرطوس تواصلان عملها بصورة طبيعية.
وأشارت الوزارة إلى أن «هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها الإرهابيون بشكل واسع درونات مسيرة على شكل طائرات في هجماتهم»، وقالت إن فك تشفير قاعدة بيانات الطائرات المسيرة التي تمت السيطرة عليها ساعد على تحديد نقطة الانطلاق بدقة، موضحة أن «الطائرات المسيرة تم إطلاقها من مسافة تبعد نحو 50 كلم، مع استخدام لتقنيات التوجيه الحديثة، ومنظومة (GPS) لتحديد الإحداثيات بواسطة الأقمار الصناعية»، لافتة في الوقت ذاته إلى أن «الفحص أظهر أن مثل هذه الطائرات المسيرة يمكن إطلاقها من مسافة 100 كم تقريباً». وأشارت الدفاع في بيانها إلى جهات خارجية، وقالت إن «الحلول الهندسية التي استخدمها الإرهابيون في هجومهم على القواعد الروسية، لا يمكن الحصول عليها إلا من واحدة من الدول التي تتوفر لديها إمكانيات تقنية عالية في مجال الملاحة بواسطة الأقمار الصناعية، والتحكم عن بعد بإلقاء المتفجرات يدوية الصنع، التي جرى تجميعها بمهنية، على إحداثيات محددة». وأضافت أن «كل الطائرات المسيرة المستخدمة في الهجوم مزودة بأجهزة استشعار بارومترية، ومحركات دعم للتحكم بالارتفاع»، وتم إلصاق العبوات الناسفة عليها، وأكدت أن «صواعق التفجير المستخدمة في العبوات أجنبية الصنع».
ولم توجه الوزارة بعد اتهامات لأي دولة محددة، لكنها قالت في بيانها إن «استخدام المقاتلين لأجهزة طيارة ضاربة على شكل طائرات، يدل على أنه تم تسليم المقاتلين تقنيات تسمح لهم بتنفيذ هجمات إرهابية باستخدام الأجسام الطائرة المسيرة في أي بلد»، وقالت إن الخبراء العسكريين الروس يقومون حاليا بدراسة تحليلية لبنية الطائرات المستخدمة في الهجوم، وتقنية تركيب المتفجرات التي كانت تحملها. «كما يعمل الخبراء من المؤسسات الروسية المعنية على تحديد قنوات تزويد الإرهابيين بهذا النوع من التقنيات، ودراسة نوعية ومصدر خليط المواد المتفجرة المستخدمة في العبوات».
يذكر أن هذا الهجوم الثاني إلى تتعرض له القواعد الروسية في سوريا خلال أسبوع. وكانت قاعدة حميميم تعرضت لقصف بقذائف الهاون يوم 31 ديسمبر (كانون الأول) 2017، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الهجوم أسفر عن مقتل عسكريين اثنين فقط، ونفت ما قالته صحيفة «كوميرسانت» من أن الهجوم أسفر عن تدمير سبع طائرات حربية. وأشار خبراء عسكريون إلى أن الهجوم بقذائف الهاون جرى من مسافة قريبة نظرا للمواصفات التقنية لهذا النوع من المدافع. يذكر أن جميع القرى والمناطق المحيطة بالقاعدتين الروسيتين هي مناطق خاضعة لسيطرة تامة ومشددة من جانب قوات النظام السوري.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.