مؤتمر لـ«بيت العائلة المصرية» يبحث آليات محاربة الإرهاب

بحضور مشايخ وقساوسة... ويرأسه الطيب وتواضروس

TT

مؤتمر لـ«بيت العائلة المصرية» يبحث آليات محاربة الإرهاب

في خطوة عدها مراقبون بأنها مهمة للتصدي لفتن الجماعات الإرهابية التي تحاول الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين من وقت لآخر، يبحث اليوم (الثلاثاء) مشايخ وقيادات كنسية آليات مواجهة منابع الإرهاب، في أول مؤتمر ينظمه «بيت العائلة المصرية» بعنوان «معاً ضد الإرهاب».
ويشارك في المؤتمر مسؤولون ومختصون في الشؤون الدينية والفكرية والثقافية والأمنية والتعليمية، بهدف وضع أسس فاعلة لتدبير الشأن الديني، وتصويب الخطاب الدعوي في إطار الحفاظ على الثوابت الدينية والهوية المصرية بكل أبعادها الحضارية والتاريخية.
وقال الدكتور محمد أبو زيد الأمير، منسق عام بيت العائلة، إن «المؤتمر سيركز على مناقشة عدد من الموضوعات الهامة على رأسها (دوافع الإرهاب، وكيفية تصدى القوى المجتمعية للتطرف وجماعاته)».
المؤتمر يأتي بعد 3 أيام من زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمقر الكاتدرائية الجديدة بالعاصمة الإدارية، لتقديم التهنئة للأقباط في عيدهم. وتأكيد الرئيس بأن «مصر تقدم نموذجا للمحبة والسلام بين المسلمين والمسيحيين ليعم العالم كله... وأنه لن يجرؤ أحد على تقسيم المجتمع المصري».
و«بيت العائلة المصرية» هو هيئة وطنية مستقلة تعمل على نشر ثقافة التعايش السلمي والمحبة في المجتمع المصري، وتم تدشينه عقب حادث تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية مطلع عام 2011 قبل ثورة «25 يناير» التي أطاحت بنظام حكم حسني مبارك.
ويقول مراقبون إن «المؤتمر يأتي في ظل الجهود المصرية لمواجهة الإرهاب الذي يحاول دائماً إثارة الفتن بين أبناء الشعب المصري خاصة في المناسبات الدينية». ويقوم «بيت العائلة» بدور توعوي باستخدام القوة الناعمة لمواجهة التطرف والإرهاب عن طريق تصويب الفكر.
وتؤكد قيادات في «بيت العائلة المصرية» أن «أبناء مصر نسيج واحد؛ لكن للأسف هناك بعض النفوس المغرضة لبعض الجماعات المتشددة تحاول بث الفرقة وإشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد عبر الآراء والفتاوى المتشددة».
ويفتتح الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، فعاليات مؤتمر «بيت العائلة»، الذي يضم 3 جلسات بعنوان «الإرهاب... الظاهرة والدوافع»، و«القوى المجتمعية في مواجهة الإرهاب»، و«بيت العائلة المصرية في مواجهة الإرهاب».
وقال الأنبا أرميا، الأمين العام لبيت العائلة المصرية، إن «هدفنا من المؤتمر أيضاً تأكيد القيم العليا والقواسم المشتركة بين الأديان والثقافات والحضارات الإنسانية المتعددة، وبلورة خطاب جديد ينبثق منه أسلوب من التربية الخلقية والفكرية، بما يشجع على الانخراط العقلي في ثقافة السلام ونبذ الكراهية والعنف».
وأكد مصدر مطلع في «بيت العائلة» أن «المؤتمر سيتناول دور الأديان في بناء السلام ومواجهة التطرف والإرهاب... كما سيركز على كيفية مواجهة الخطاب الديني المتشدد على المستويين المحلي والدولي».
من جانبه، أوضح الدكتور طارق منصور، عضو بيت العائلة، أن «المؤتمر يتزامن مع أحداث كثيرة تتطلب تضافر الجهود على مختلف الأصعدة لتوحيد الصف المصري في مواجهة الهجمات الإرهابية التي تستهدف تعطيل مسيرة بناء الوطن وشق الصف».
بينما أكدت الدكتورة هبة شاهين، عضو لجنة الإعلام ببيت العائلة، أن المؤتمر ينعقد في إطار حرص بيت العائلة المصرية على الوقوف على أهم الإشكاليات التي تواجه مصر في المرحلة الراهنة وهي الإرهاب، وكذلك وضع خطط مدروسة وممنهجة من متخصصين في مختلف المجالات التعليمية والتربوية والدينية والأمنية، لمحاربة الإرهاب ومواجهته من منابعه.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.