«سوناطراك» الجزائرية تشارك في تطوير قطاع الغاز العراقي

بغداد تحكم قبضتها على حقول كركوك

TT

«سوناطراك» الجزائرية تشارك في تطوير قطاع الغاز العراقي

قالت وزارة النفط العراقية في بيان أمس (الاثنين)، إن شركة الطاقة الجزائرية الحكومية «سوناطراك» اتفقت على المشاركة في مشاريع لتطوير قطاع الغاز الطبيعي العراقي.
وذكر البيان أن وزير الطاقة الجزائري مصطفى قيطوني ووزير النفط العراقي جبار اللعيبي وقعا اتفاقية مبدئية في بغداد لإقامة مشروعات مشتركة بين «سوناطراك» وشركات عراقية للغاز الطبيعي.
ولا يزال العراق يحرق بعض الغاز المصاحب لاستخراج النفط الخام في حقوله، لافتقاره إلى المنشآت اللازمة لمعالجته وتحويله إلى وقود للاستهلاك المحلي أو التصدير. بينما الجزائر مورد رئيسي للغاز إلى أوروبا، إذ تصدره عبر خطوط أنابيب إلى القارة وتشحنه أيضاً في ناقلات بعد تسييله.
وقال اللعيبي في بيان الوزارة: «محضر الاجتماع (مع الوزير الجزائري) تضمن التعاون بين شركة سوناطراك الجزائرية وشركات إنتاج الغاز العراقية للعمل المشترك في الاستثمار الأمثل للغاز المصاحب للعمليات الإنتاجية في الحقول النفطية وزيادة استخداماته لرفد منظومة الطاقة الكهربائية الوطنية ومصانع البتروكيماويات والأسمدة».
والعراق ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بإنتاج قدره 4.4 مليون برميل يومياً. أما الجزائر، العضو في المنظمة أيضاً، فيقدر إنتاجها بمليون برميل يومياً.
من جهة أخرى، صوت البرلمان العراقي أمس، لصالح منع مجموعة كار الهندسية الكردية من تشغيل حقول النفط في كركوك، في أعقاب استعادة العراق السيطرة على المنطقة النفطية من الأكراد في أكتوبر (تشرين الأول).
وانسحب الأكراد من معظم حقول كركوك النفطية منذ أكتوبر، لكن تصويت البرلمان جاء بعدما قال مشرعون إن مجموعة «كار» رفضت التعاون مع شركة نفط الشمال العراقية التي تديرها الدولة، كما رفضت تسليم حقل خورمالة النفطي.
ويقول الأكراد إن حقل خورمالة يقع داخل الحدود الرسمية لإقليم كردستان العراق شبه المستقل. ولم يتسنَ لـ«رويترز» الحصول على تعليق من مجموعة «كار».
وفوض البرلمان أيضاً شركة نفط الشمال بتولي عمليات الإنتاج والتصدير في الحقل. وقد يزيد ذلك إنتاج العراق وصادراته من الخام في نهاية المطاف، لكن لم يتضح بعد حجم الزيادة.
وبالإضافة إلى ذلك، طلب البرلمان من البنك المركزي العراقي تعقب الأموال العائدة من صادرات النفط الكردي والمودعة في بنوك خارج العراق. وطلب البرلمان من المركزي أيضاً تقريراً مفصلاً عن أسماء البنوك التي تودع فيها الأموال. وانتزعت القوات العراقية السيطرة على مدينة كركوك النفطية من الأكراد في 16 أكتوبر العام الماضي، وسيطرت على حقول النفط في المنطقة الشمالية، وذلك رداً على استفتاء كردي للاستقلال لقي معارضة على نطاق واسع من تركيا وإيران وقوى غربية. ويأتي منع مجموعة كار من تشغيل حقول كركوك في أعقاب قيود فرضتها بغداد رداً على الاستفتاء الكردي، ومن بينها حظر الرحلات الجوية الدولية المباشرة من إقليم كردستان وإليه وإغلاق معابر حدودية.
وهبطت مبيعات خام كركوك بمقدار النصف منذ سيطرت القوات العراقية على الحقول في أكتوبر. وتولت مجموعة كار تشغيل بعض الحقول النفطية في كركوك منذ سيطرت قوات كردية على المدينة في 2014، حينما انهار الجيش العراقي في مواجهة تنظيم داعش.



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».