انقسام كردي حول زيارة وفد أحزاب المعارضة إلى بغداد

TT

انقسام كردي حول زيارة وفد أحزاب المعارضة إلى بغداد

أكد شروان الوائلي، مستشار الرئيس العراقي الدكتور فؤاد معصوم، أن «مبادرة رئيس الجمهورية بشأن بدء الحوار بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان ما زالت هي الإطار السليم لحل الأزمة القائمة حاليا بين بغداد وأربيل».
وقال الوائلي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «الرئيس لا يزال ينتظر أجوبة رسمية من الحكومة الاتحادية ومن حكومة الإقليم لبدء الحوار بناء على مبادرته وهو ما لم يحصل حتى الآن». وأضاف الوائلي أن «من المتوقع وصول رد الأمين العام للأمم المتحدة بشأن رعاية الأمم المتحدة للحوار والذي من المتوقع أن ينقله للرئيس في غضون هذا الأسبوع ممثله في بغداد يان كوبيتش». وفيما أكد أن «حكومة الإقليم ترحب بالمبادرة وتراها أساسا للحل لكن رئيس الوزراء حيدر العبادي لم يرسل موقفه إلى رئيس الجمهورية حتى الآن»، مبينا أن «الكرة في ملعب العبادي».
من ناحية ثانية، أثارت زيارة وفد من أحزاب المعارضة في كردستان إلى بغداد الأسبوع الماضي انقساما كرديا. وانتقد نيجيرفان بارزاني والقيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، ملا بختيار، في مؤتمر صحافي مشترك في السليمانية، أمس، الزيارة التي قام بها وفد مشترك من حركة التغيير والجماعة الإسلامية وتجمع العدالة والديمقراطية الذي يتزعمه برهم صالح. ونقلت شبكة «رووداو» الإعلامية عن بارزاني قوله إن «تكرار التأكيد على موقفنا الداعي لإجراء الحوار مع بغداد بات مملاً»، مبيناً أنه «كان من الأفضل إرسال وفد موحد إلى بغداد بدلاً من زيارة بعض الأطراف على حدة». بدوره، شدد ملا بختيار على أن «الحوار يجب أن يكون مع حكومة إقليم كردستان حصراً ونرفض تلبية الدعوات الحزبية الأحادية لزيارة بغداد».
وكان أعضاء وفد المعارضة التقوا الرئاسات الثلاث (الجمهورية والحكومة والبرلمان)، فضلا عن عدد من القيادات السياسية في بغداد، وأعلنوا عن حصولهم على وعود بشأن حل الأزمة بين بغداد وأربيل، لكن محسن السعدون، رئيس اللجنة القانونية في البرلمان العراقي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، شكك في ذلك وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لم تحقق الزيارة نتائج إيجابية تذكر والدليل على ذلك أن العبادي أعلن أنه لن يوافق على منح الكرد نسبة 17 في المائة من الموازنة وهذا الموضوع تتفق عليه جميع القوى في كردستان». وأضاف السعدون «أود التأكيد هنا على أننا مع أي جهد يؤدي إلى حل الأزمة لكن ليس عبر القفز على ما يجري على الأرض»، مشيرا إلى أن «هناك مباحثات وصلت إلى مراحل متقدمة بين وزارتي التربية والصحة في بغداد والإقليم بشأن تسديد الرواتب، وبالتالي يوجد حراك نحن نرحب به».
لكن عضو البرلمان العراقي عن الاتحاد الوطني الكردستاني، ريزان شيخ دلير، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الزيارة وإن كانت تمثل أحزاب المعارضة لكننا يجب ألا نقف بوجهها لأنها في النهاية تخدم حقوق الشعب الكردي»، مضيفة أن «علينا الاعتراف بأن هذه الأحزاب هي التي قادت المظاهرات الأخيرة في كردستان وبالتالي هي جزء من نبض الشارع الكردي وأرادت إيصال صوته إلى بغداد». وأوضحت أنه «يتعين على الحكومة الاتحادية الموافقة على إجراء الحوار مع حكومة الإقليم طالما هي حكومة معترف بها وفق الدستور العراقي».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.