برامج المرأة في تركيا... أعلى معدلات مشاهدة و«مصنع» للمشاهير

طابع البرامج فتح أبوابا لاستكشاف مدن تركيا من قبل المشاهدين وزاد من شهية المعلنين
طابع البرامج فتح أبوابا لاستكشاف مدن تركيا من قبل المشاهدين وزاد من شهية المعلنين
TT

برامج المرأة في تركيا... أعلى معدلات مشاهدة و«مصنع» للمشاهير

طابع البرامج فتح أبوابا لاستكشاف مدن تركيا من قبل المشاهدين وزاد من شهية المعلنين
طابع البرامج فتح أبوابا لاستكشاف مدن تركيا من قبل المشاهدين وزاد من شهية المعلنين

تحفل القنوات التركية بعدد كبير من برامج المرأة والمطبخ التي تجذب قطاعا عريضا من الجمهور عن طريق اتباع أساليب غير تقليدية والتنويع في فقراتها لتحقيق أكبر قدر من المشاهدة.
وصنعت هذه البرامج، التي تتصدر معدلات المشاهدة من خلال البحوث على الجماهير، شهرة كبيرة لمقدميها في الوقت نفسه إلى الحد الذي أصبح فيه عدد من مقدمات هذه البرامج نجوما ينافسن نجمات المسلسلات التركية الشهيرة.
ومن أبرز من تخصصن في هذه البرامج على القنوات التركية إزجي سيرتل التي اشتهرت من قبل ببرنامج حول الأكلات التركية وتنوعها من محافظة إلى أخرى حيث كانت تجوب من خلال برنامجها الذي قدمت أكثر من موسم له على قناة «ستار» المدن التركية المختلفة من شرق البلاد إلى غربها من شمالها إلى جنوبها لتعرض من داخل مطابخ المطاعم الشهيرة طرق إعداد الأكلات التي يشتهر بها المطبخ التركي وأحيانا تذهب إلى بعض الأسر لتعرض من خلال ما تقوم بإعداده ربات البيوت لمحات عن طرق الطهي وإعداد الأكلات المختلفة في مناطق تركيا التي تتباين فيها طرق الطهي ما بين مناطق الأناضول والمناطق الغربية والشرقية.
وكان هذا البرنامج هو أول موعد لمقدمته مع الشهرة من أوسع أبوابها حيث استعانت بها شركات إنتاج المواد الغذائية لتقديم إعلانات عن منتجاتها لا سيما وأنها اتسمت بخفة الظل في تقديم البرنامج وهو ما استخدمه المعلنون استثمارا للشعبية الواسعة التي حققتها في أوساط الجمهور لا سيما من شرائح النساء اللاتي يقضين ساعات طويلة أمام التلفزيون.
وبلغت شهرة أزجي سيرتل مع هذا البرنامج إلى الحد الذي أصبح البعض من أصحاب المطاعم التي صورت فيها بعض الحلقات يسعى لاستغلال شهرتها في الترويج والدعاية، ومنذ أيام أقامت سرتل دعوى قضائية تطالب فيها بتعويض مادي قدره 100 ألف ليرة تركية (نحو 30 ألف دولار) لاستخدام صاحب أحد المطاعم صورة التقطت لها وهي تتناول الطعام كعادتها في نهاية كل حلقة كانت تقدمها من هذا البرنامج في الدعاية لمطعمه من خلال تعليق صورها على جدران المطعم واستخدامها في الدعاية له عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
والطريف أن صاحب المطعم صرح لوسائل الإعلام بأنها ليس من حقها أن تعترض أو تقاضيه لأن الصور التقطت بموافقتها كما أنها ربحت أيضا من خلال برنامجها الذي قدمت إحدى حلقاتها في مطعمه.
كما فتح هذا البرنامج الطريق أمام مقدمته لتقديم برنامج جديد ولكن هذه المرة عبر قناة «تي في 2» حلت فيه محل داريا بيكال مقدمته السابقة، ويقدم البرنامج على مدى ساعتين في الظهيرة مجموعة من الفقرات المتنوعة من أعمال الصوف والكروشيه والمشغولات اليدوية التي يعرض متخصصون طرق عملها، إلى جانب استضافة ربات بيوت يقدمن طرقا كثيرة لصنع المأكولات وأنواع الحلوى يوميا مع استضافة أحد الأكاديميين المتخصصين في التغذية لشرح فوائد الغذاء الصحي أو طرق عمل الريجيم الصحي أو أحد الأطباء للحديث عن طرق الوقاية من مرض معين إلى جانب فقرات يكون ضيوفها من الفنانين المشهورين وكل ذلك في استوديو واحد بطلته الرئيسية مقدمة البرنامج التي تصاحب المشاهدات وتتنقل بهم من فقرة إلى أخرى ومن ركن إلى آخر دون ملل.
وفي الإطار نفسه، حققت المذيعة نورسال أرجين شهرة واسعة من خلال قناة «دي» التي قدمت لها مواسم عدة برنامج «مطبخ نورسال» وكانت تقوم فيه بإعداد الأكلات بنفسها مع أحد الطباخين المتخصصين، ثم طورت فكرة برنامجها وغيرت اسمه ليصبح «طعم البيت مع نورسال» الذي تقدمه حاليا وتقوم فكرته على البعد الاجتماعي من خلال تجمع مجموعة من النساء من الجيران والأصدقاء في منزل إحداهن تتولى إعداد عدد من الأطباق للضيوف وتصاحبها مقدمة البرنامج بالكاميرا حتى تنتهي من إعداد الأطباق.
ثم بعد حضور الضيوف يبدأن ببعض الأنشطة الترفيهية والمسابقات في تناول الطعام والفائزة تحصل على جائزة ذهبية وهو تقليد معروف في تركيا باسم «يوم الذهب» تنظمه الصديقات فيما بينهن، حيث تجتمع الجارات وتحضر كل منهن طبقا قامت بإعداده بنفسها إلى منزل من تستضيفهن أسبوعيا على أن تقوم صاحبة المنزل بإعداد عدد من الأطباق المتنوعة.


مقالات ذات صلة

لماذا تم حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي في مصر؟

يوميات الشرق مبنى التلفزيون المصري «ماسبيرو» (تصوير: عبد الفتاح فرج)

لماذا تم حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي في مصر؟

أثار إعلان «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي تساؤلات بشأن دوافع هذا القرار.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام (موقع الهيئة)

مصر: «الوطنية للإعلام» تحظر استضافة «العرّافين»

بعد تكرار ظهور بعض «العرّافين» على شاشات مصرية خلال الآونة الأخيرة، حظرت «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر استضافتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» أثارت جدلاً (تصوير: عبد الفتاح فرج)

​مصر: ضوابط جديدة للبرامج الدينية تثير جدلاً

أثارت قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» بمصر المتعلقة بالبرامج الدينية جدلاً في الأوساط الإعلامية

محمد الكفراوي (القاهرة )
الولايات المتحدة​ ديبورا والدة تايس وبجانبها صورة لابنها الصحافي المختفي في سوريا منذ عام 2012 (رويترز)

فقد أثره في سوريا عام 2012... تقارير تفيد بأن الصحافي أوستن تايس «على قيد الحياة»

قالت منظمة «هوستيدج إيد وورلدوايد» الأميركية غير الحكومية إنها على ثقة بأن الصحافي أوستن تايس الذي فقد أثره في سوريا العام 2012 ما زال على قيد الحياة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي شخص يلوّح بعلم تبنته المعارضة السورية وسط الألعاب النارية للاحتفال بإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق (رويترز)

فور سقوطه... الإعلام السوري ينزع عباءة الأسد ويرتدي ثوب «الثورة»

مع تغيّر السلطة الحاكمة في دمشق، وجد الإعلام السوري نفسه مربكاً في التعاطي مع الأحداث المتلاحقة، لكنه سرعان ما نزع عباءة النظام الذي قمعه لعقود.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

«أبل» و«ميتا»... صراع متجدد يثير تساؤلات بشأن «خصوصية البيانات»

شعار ميتا (رويترز)
شعار ميتا (رويترز)
TT

«أبل» و«ميتا»... صراع متجدد يثير تساؤلات بشأن «خصوصية البيانات»

شعار ميتا (رويترز)
شعار ميتا (رويترز)

مرة أخرى يتجدَّد الصراع بين عملاقَي التكنولوجيا «أبل»، و«ميتا»، مثيراً تساؤلات بشأن مدى «حماية خصوصية بيانات المستخدمين». وبينما رأى خبراء التقتهم «الشرق الأوسط» أن المعركة الأخيرة جزء من نزاع مستمر بين «أبل»، و«ميتا» يتيح لهما البقاء على عرش التكنولوجيا الرقمية، فإنهم أشاروا إلى أن تأثير الصراع بشأن الخصوصية قد يمتد إلى مواقع الأخبار.

المعركة الأخيرة بدأت منتصف الشهر الحالي، مع تحذير وجَّهته شركة «أبل» بشأن تقديم منافستها «ميتا» مالكة «فيسبوك» و«إنستغرام» نحو «15 طلباً للوصول العميق إلى البيانات، في إطار قانون الأسواق الرقمية الجديد بالاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يضعف حماية بيانات المستخدمين».

ووفق «أبل»، فإنه «إذا حصلت طلبات (ميتا) على الموافقة، فسيكون باستطاعتها من خلال تطبيقاتها: (فيسبوك)، و(إنستغرام)، و(واتساب)، رؤية كل الرسائل القصيرة ورسائل البريد الإلكتروني والصور والمواعيد، وكل بيانات مكالمات المستخدمين». ونبَّهت «أبل»، في بيانها، إلى أن «مجموعة من الشركات تستخدم قانون الأسواق الرقمية الأوروبي؛ للوصول إلى بيانات المستخدمين». ولكن في المقابل، نفت «ميتا» هذه الاتهامات، وعدَّتها «حججاً تستخدمها (أبل) في إطار ممارساتها المضادة لحرية المنافسة». وقالت، في بيان لها، إن «(أبل) لا تعتقد بالتوافق بين الأجهزة الأخرى».

تعليقاً على ما هو حاصل، قال أنس بنضريف، الصحافي المغربي المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، إن «الصراع الأخير بين (أبل) و(ميتا) هو امتداد لمعارك سابقة متكررة ومتجددة بين عملاقَي التكنولوجيا». وأردف: «هناك قانونان يحكمان السوق الرقمية في أوروبا: الأول هو قانون الخدمات الرقمية الذي يستهدف منع الاحتكار وحماية بيانات المستخدمين. والثاني هو قانون الأسواق الرقمية الذي يجبر الشركات على إتاحة معلوماتها للمطوّرين».

وأوضح بنضريف أن «الصراع الأخير بين (أبل) و(ميتا) مرتبط بقانون التسويق الرقمي، إذ تعدّ (ميتا) من المطوّرين المتاحة تطبيقاتهم، مثل (إنستغرام) و(فيسبوك) على هواتف (أبل)». وتوقّع أن تنتهي المعركة لصالح «ميتا»، مبرراً ذلك بأن «حجة (أبل) ضعيفة وغير كافية، وخصوصية بيانات المستخدمين محمية قانوناً في أوروبا، إلا أن مخالفة (ميتا) لقوانين حماية الخصوصية تُعرِّضها لغرامات كبيرة... وفي أي حال الصراع هو جزء من معركة تستهدف الضغط على (أبل) لفتح خدماتها وإتاحتها على منتجات تابعة لشركات أخرى».

للعلم، حسب قانون الأسواق الرقمية الأوروبي، لا يسمح للشركات المشغّلة للمنصّات الحصول على امتيازات خاصة. وتطالب المفوضية الأوروبية شركة «أبل» بأن تغدو أجهزتها متوافقة مع التكنولوجيا التي تنتجها شركات أخرى.

وبموجب إجراءات المفوضية الأوروبية يتوجب على «أبل» تقديم وصف واضح للمراحل والمواعيد النهائية المختلفة والمعايير والاعتبارات التي ستطبقها أو تأخذها في الاعتبار عند تقييم طلبات التشغيل البيني من مطوري التطبيقات، مع تزويد المطورين بتحديثات منتظمة، وتقديم التعليقات وتلقيها فيما يتعلق بفاعلية حل التشغيل البيني المقترح. ومن المتوقع صدور قرار من المفوضية بشأن ما إذا كانت «أبل» تلتزم بشرط قابلية التشغيل البيني، بحلول مارس (آذار) المقبل، وفق ما نقلته «رويترز».

من جهة ثانية، صرَّح محمد الصاوي، الصحافي المصري المتخصص في الرصد والتحليل الإعلامي، لـ«الشرق الأوسط» شارحاً أن «التوترات المستمرة بين (أبل) و(ميتا)، إلى جانب قانون الأسواق الرقمية في الاتحاد الأوروبي، تسلط الضوء على الأهمية المتزايدة لتنظيم شركات التكنولوجيا الكبرى، خصوصاً فيما يتعلق بالخصوصية والمنافسة». وأضاف أن «التحذير الذي أطلقته (أبل) بشأن (ميتا) أثار ذلك جدلاً حول ما إذا كانت مثل هذه الممارسات قد تضعف حماية البيانات للمستخدمين، والتركيز المتجدد على قانون الأسواق الرقمية يعد جزءاً من جهود الاتحاد الأوروبي لمنع شركات التكنولوجيا الكبرى من استغلال هيمنتها، حيث يهدف القانون إلى ضمان المنافسة العادلة عن طريق تقييد الشركات من منح نفسها مزايا خاصة، أو الوصول إلى بيانات المستخدمين بشكل مفرط دون موافقة».

وأشار الصاوي إلى أن «تأثير قانون الأسواق الرقمية يمتد إلى ما هو أبعد من شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث قد يؤثر أيضاً على المواقع الإخبارية، لا سيما تلك التي تعتمد على منصات مثل (فيسبوك) في توزيع منتجاتها». وأوضح أن «القانون قد يجبر المنصات على معاملة أكثر عدلاً، ما يضمن ألا تتضرر المواقع الإخبارية من الخوارزميات أو ممارسات البيانات المتحيزة، كما يفرض إعادة التفكير في كيفية جمع البيانات الشخصية ومشاركتها وحمايتها عبر المنصات، مما يشير إلى تحول نحو أنظمة رقمية أكثر شفافية».

وعدّ الصاوي «قانون الأسواق الرقمية محاولةً لإعادة التوازن في ديناميكيات القوة في السوق الرقمية، ما قد يؤثر بشكل كبير على المبدعين في مجال المحتوى، بما في ذلك المواقع الإخبارية، في كيفية تفاعلهم مع المنصات... في حين يضمن استمرار الصراع بين (أبل) و(ميتا) بقاءهما متربعتين على عرش المنافسة الرقمية».

وحقاً، يأتي الصراع الأخير بين «أبل» و«ميتا» في وقت قرَّرت فيه هيئة حماية البيانات الآيرلندية فرض غرامة قيمتها 251 مليون يورو على شركة «ميتا»؛ بسبب عملية اختراق واسعة لبيانات نحو 29 مليون مستخدم على مستوى العالم في عام 2018.