ربما لا يكون الاسترخاء والهدوء العميق من السمات التي يسهل الربط بينها وبين الإيطالي أنطونيو كونتي الذي يبدو دوماً في حالة تحفز وحركة مستمرة، لكن مدرب تشيلسي توقف لالتقاط أنفاسه في خضم جدول الشتاء الحالي المشحون كي يعترف بأنه يحب مطالعة كتب حول «اليوغا» واستغراق بضع دقائق في التأمل من حين لآخر داخل مركز التدريب «كوبهام».
لا يبدو كونتي الذي يشتهر بتعبيراته شديدة التوتر حال وقوفه عند خط التماس في الملعب، من نمط الأشخاص الذين يمارسون التأمل، لكنه اعترف بأن خوض سلسلة من المباريات حامية الوطيس قد يترك أي مدرب في حالة يرثى لها. وقال: «عندما تعيش لحظات المباراة على هذا النحو، فإنه عندما تنطلق صافرة النهاية تجد نفسك مستنزَفاً. ربما في المستقبل عندما أتقدم في العمر، سأبدأ في الشعور بقدر أكبر من الهدوء ومحاولة الجلوس خلل المباريات». في الحقيقة يصعب تخيل حدوث ذلك، لكن يبقى مجرد تفكير كونتي في القيام بذلك بمثابة مفاجأة.
في الواقع، يحمل تأثير هذه الفترة المشحونة على اللاعبين ومستوى الأداء بوجه عام ومنتج الكرة الإنجليزية، أهمية كبرى على نحو لا ينبغي السماح بتراجعها تحت وطأة قوة أموال البث التلفزيوني. وأضاف كونتي أن المدربين ليسوا بمعزل عن تداعيات هذا التوتر الشديد بأي حال من الأحوال. جدير بالذكر أنه توقف عن التدريب خلال الأسبوع بهدف استعادة بعض نشاطه وطاقته، استعداداً لمعاودة المتابعة على الخط في المباريات الساخنة التي يجد فيها كونتي نفسه مستغرقاً في كل ركلة. وقال: «أعتقد أنني مدرب على نحو جيد للتعامل مع هذا الأمر، لكن خوض مباراة كل 3 أيام أمر ينطوي على مجهود هائل ليس بالنسبة إلى اللاعبين فحسب، وإنما كذلك بالنسبة إليّ كمدرب».
وأبدى كونتي امتنانه لوجود متخصص في فريق الدعم بالنادي يعرض استراتيجيات للتخلص من الضغط العصبي. وبالفعل، انتهز كونتي الفرصة لاغتنام بعض اللحظات للاسترخاء من خلال تمديد أطرافه وممارسة بعض تكتيكات الاسترخاء. وقال: «هذا أمر جيد، فأنا شخصياً أعشق هذا الأمر وأشعر باهتمام بالغ باليوغا. وأحب مطالعة كتب عن هذه الموضوعات».
وبمقدور الرجل الذي كان يقف على الجهة المقابلة من خط التماس في مواجهة كونتي مساء الأربعاء، مدرب آرسنال، آرسين فينغر، أن يُطلع كونتي على بعض الأمور بخصوص كيف يبدو شعور الجلوس لبعض الوقت في أثناء المباريات، وربما يطلعه على بعض الأفكار بخصوص طائفة «زن» التي تعرّف عليها خلال فترة قضاها باليابان. إلا أنه بالتأكيد على أرض الواقع لم يكن هناك وقت لمثل هذه الأمور في غمار منافسة ديربي لندن حامية الوطيس على استاد الإمارات بين الناديين والتي انتهت كعادتها بتعادل مثير 2-2. وفي ظل اقتراب مواجهة أخرى بين الناديين في الدور قبل النهائي لبطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في أعقاب مواجهة الدوري الأسبوع الماضي.
المؤكد أن كونتي لاحظ بعض الاختلاف هذا الموسم مقارنةً بالموسم الماضي بالنظر إلى مشاركة تشيلسي في 4 مسابقات، في زيادة كبيرة في ضغط العمل عن الحال بالموسم السابق. في هذا الصدد، قال كونتي: «في الموسم الماضي، خضنا بطولتين فقط، نظراً إلى خروجنا من بطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية في وقت مبكر للغاية، تحديداً الدور الثاني (بعد 3 مباريات). أعتقد أن المرء يتخلص من الكثير من المشكلات عندما يخوض بطولتين فقط وينجح في تدوير مشاركة لاعبيه على النحو الصحيح. أما هذا الموسم، فأنت مضطر إلى خوض 4 بطولات والمضي قدماً في طريقك رغم ذلك. الآن، نحن في دوري قبل النهائي، وعلينا بدء المنافسات في إطار بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، السبت، بجانب المشاركة في دوري أبطال أوروبا. وعليه، فإنه يتعين عليك أن تكون مستعداً بعدد كبير من اللاعبين لخوض جميع هذه المنافسات».
وقد بدا كونتي راضياً في هدوء عن مستوى تشيلسي بعد خوض مباراة الديربي، مع تمتعهم بجدول مباريات يتيح لهم الراحة أكثر عن بعض الفرق الأخرى، في ظل تمتع الفريق بوضع قوي نسبياً ومعاناة عدد قليل فقط من لاعبيه من الإصابة والذين على وشك العودة إلى صفوف الفريق.
في المقابل نجد أن آرسنال ليس على القدر نفسه من الحظ الجيد في ظل الإصابات العديدة التي يعانيها خط دفاعه، في وقت يبدو المستوى العام لأداء الفريق مهتزاً، ويحمل موسم الانتقالات الشتوية مخاطر كبيرة مع قرب نهاية سريان تعاقدات 3 لاعبين كبار في صفوف الفريق.
وفي الوقت الذي يبدو أن فينغر قد سأم بالفعل من الأسئلة التي تنهال عليه بخصوص مصير أليكسيس سانشيز ومسعود أوزيل وجاك ويلشير، يحرص كونتي على تفادي سيل الأسئلة بخصوص موسم الانتقالات الجديد، مشيراً إلى أنه يبدل نمرة هاتفه باستمرار.
ويحرص كونتي بعد أن يشرح كامل وجهة نظره أمام إدارة «تشيلسي» بخصوص ما يمكن تغييره أو تطويره في صفوف الفريق، على ترك الأمر برمته للإدارة للتصرف كيفما شاءت. ولدى طرح اسمَي أرتورو فيدال وسانشيز عليه، أجاب: «يجب أن نبقى هادئين. ولا أحب من جانبي الحديث عن لاعبين آخرين في صفوف أندية أخرى، لكنك هنا تتحدث بالتأكيد عن لاعبين كبيرين وقويين ومن كبار اللاعبين في مركزيهما».
لكن الأكيد أن كونتي حقق خطوة في سوق الانتقالات الشتوية بضم روس باركلي لاعب وسط فريق إيفرتون، البالغ من العمر 24 عاماً، وبعقد يمتد لخمسة أعوام ونصف العام.
وكان كونتي مهتماً بضم باركلي الذي لم يلعب مع إيفرتون هذا الموسم بسبب إصابة في عضلات الفخذ الخلفية.
من ناحية أخرى، فإنه من غير المحتمل أن يوقع تشيلسي صفقة ضم لاعب كبير جديد إلى صفوفه من دون رحيل عنصر بالفريق في المقابل. وأوضح كونتي أنه سيتعين التعامل مع حالة أي لاعب يرغب في ضمان المشاركة في بطولة كأس العالم (ربما ديفيد لويز وميتشي باتشوايي). وعن ذلك، قال: «لقد كنت لاعباً في يوم ما وأدرك حال اللاعب إذا كان يخالجه قلق إزاء المشاركة في كأس العالم».
وأضاف: «من المهم للغاية الإبقاء على اللاعبين سعداء للغاية كي يستمروا في العمل معنا، وأعتقد أنه يجب أن تكون تلك أولويتنا. وأفضّل ذلك عن وجود لاعبين ساخطين، لأن هذا السخط سيعرف طريقه حتماً إلى لاعبين آخرين وإلى باقي أفراد فريق العمل، وهذا أمر لا يروق لي بالتأكيد».
7:57 دقيقة
كونتي: «اليوغا» سر تألقي
https://aawsat.com/home/article/1135356/%D9%83%D9%88%D9%86%D8%AA%D9%8A-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D8%BA%D8%A7%C2%BB-%D8%B3%D8%B1-%D8%AA%D8%A3%D9%84%D9%82%D9%8A
كونتي: «اليوغا» سر تألقي
مدرب تشيلسي يلجأ إلى تكتيكات استرخاء لتعويض طاقته المستنفَدة على خط الملعب
- لندن: آمي لورانس
- لندن: آمي لورانس
كونتي: «اليوغا» سر تألقي
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة