«بيار صادق يحاكي التاريخ»... نافذة على ريشة تحولت إلى مدرسة

معرض يتضمن نحو 350 رسماً كاريكاتورياً منذ بداياته حتى رحيله

«بيار صادق يحاكي التاريخ»... نافذة على ريشة تحولت إلى مدرسة
TT

«بيار صادق يحاكي التاريخ»... نافذة على ريشة تحولت إلى مدرسة

«بيار صادق يحاكي التاريخ»... نافذة على ريشة تحولت إلى مدرسة

ينطلق في السابع من شهر فبراير (شباط) المقبل معرض «بيار صادق يحاكي التاريخ» الذي يلقي الضوء على أعمال الرسام الكاريكاتوري الشهير في لبنان والعالم من خلال 350 رسما تلخص مشوار ريشته اللاذعة منذ بداياته في الستينات حتى رحيله في عام 2013.
«هدفنا إبقاء أعمال بيار صادق تحت الضوء وتعريف الجيل الجديد عنها، ليتزود بفكرة ملمة عن تاريخ لبنان الحديث». تقول غادة صادق ابنة الرسام الكاريكاتوري الراحل في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «أرشيف بيار صادق غني بأعمال يفوق عددها الـ30000 رسم، وقد استغرق منا التحضير لهذا الحدث نحو 8 أشهر، لكون عملية اختيار الأعمال المعروضة من بين هذا الكم الذي يملكه كانت صعبة». عمل فريق تألف من أعضاء مؤسسة بيار صادق التي تأسست في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2013 جاهدا وبوتيرة سريعة، لإنجاز هذا المعرض الذي يعد الأول من نوعه للفنان الراحل. أما ميزته فتكمن في تضمنه رسوما كاريكاتورية لصادق لم تر النور بسبب عدم الموافقة عليها من قبل سلطات الرقابة في لبنان. وستتاح الفرصة لزائر المعرض بالاطلاع عن كثب على هذه الأعمال المدموغة بكلمة «مرفوض» مما منع نشره لها يومها.
الكاريكاتور الصحافي الذي يغطي أحداثا من لبنان شهدها الرسام الراحل وعلّق عليها بأسلوبه النقدي على مدى 50 عاما متتالية، عندما تنقل في صحف عدة وبينها «النهار» و«الجمهورية»، إضافة إلى أخرى تلفزيونية (نحو مائة رسمة) (كان ينتظرها اللبنانيون في ختام نشرات الأخبار) سيتضمنها المعرض. ومن المواضيع التي تناولها بيار صادق في رسومه المعروضة الوجود الفلسطيني والاجتياح الإسرائيلي ومحاربته من قبل الرقابة اللبنانية، إضافة إلى أخرى تتناول عهود رؤساء الجمهورية ومعاناة الجنوب والحرب اللبنانية، ووصولا إلى عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما إلى ذلك من مواضيع تتعلق بأحداث لبنانية وعربية وعالمية لافتة.
وكانت «مؤسسة بيار صادق» قد أطلقت العام الماضي جائزة «ريشة بيار» لطلاب الفنون والتصميم والعمارة في جامعات لبنان. وأشارت غادة صادق إلى أن شهر مارس (آذار) المقبل ستقدم الجائزة لمجموعة جديدة من الطلاب الجامعيين للسنة الثانية على التوالي بحيث ستصير تقليدا سنويا تنظمه المؤسسة من كل عام. وعما إذا كان العام القادم سيشهد نسخة ثانية من المعرض ردت موضحة: «لن يكون هناك من معرض ثان لا بل إننا نعمل على تقديم نشاطات أخرى ثقافية تتعلق ببيار صادق، وبينها محاضرة سألقيها في 24 مارس المقبل في (المكتبة الوطنية الفرنسية) في مدينة فرنسوا ميتران الثقافية في باريس. وألبي من خلالها دعوة المكتبة المذكورة لأتحدث عن مشوار بيار صادق وريشته الكاريكاتورية». وستترافق المحاضرة مع عرض لفيلم وثائقي عن الفنان اللبناني الراحل تعرض الأحداث التي واكبها بريشته، وكذلك يلقي الضوء على أسلوبه في الرسم الكاريكاتوري الذي يدرس اليوم في الجامعات.
إضافة إلى أقسام المعرض التي سيتنقل زائرها بين عناوينها الصغيرة والكبيرة، فإنه سيتضمن أيضا «غرفة شهادات». وهي كناية عن زاوية مرئية وسمعية استحدثت خصيصا للمعرض وتتضمن شهادات حية لشخصيات لبنانية (أمثال الرئيس حسين الحسيني والوزير مروان حمادة) عرفت الراحل بيار صادق عن كثب، وكذلك مقتطفات من مقابلات تلفزيونية أجريت معه على شاشات لبنانية.
وعما إذا تنوي «مؤسسة بيار صادق» إطلاق متحف خاص لأعماله أجابت رئيستها غادة صادق في سياق حديثها: «هذا المشروع يلزمه دعم من قبل الدولة اللبنانية وتمويل ضخم لإنجازه على المستوى المطلوب. لا شك في أننا نرغب في القيام بهذه الخطوة إلا أنها مؤجلة حتى إشعار آخر».
ومن ناحية ثانية، أكدت غادة صادق أن أعمال والدها يعمل على أرشفتها من قبل جامعة الروح القدس في الكسليك التي أخذت على عاتقها ومن خلال قسم «فينيكس» فيها القيام بهذه المهمة.
وكان الفنان الكاريكاتوري اللبناني بيار صادق قد رحل في 24 أبريل (نيسان) من عام 2013 بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 76 عاماً. وهو أول من نفذ الكاريكاتور السياسي المتحرّك يوميّاً من على شاشة التلفزيون. في بداية مشواره المهني، عمل صادق لحساب صحيفة «الصياد». وفي عام 1958، انتقل للعمل بجريدة «النهار». وخلال الحرب اللبنانية، غادر صادق جريدة «النهار» سنة 1978 للعمل بصحيفة «الأمل». وفي أواخر عقد الثمانينات الماضي، التحق بصحيفة «الجمهورية» لمدة عام واحد. وفي عام 1985، دخل صادق ميدان العمل التلفزيوني بفكرة مبتكرة عرضها على المؤسسة اللبنانية للإرسال إذ كان يرغب في رسم كاريكاتور سياسي متحرك. وافقت الإدارة فعيّن مسؤولا عن المشروع. وهكذا دشّن بيار صادق أولى شخصياته المتحركة في مايو (أيار) سنة 1986. وفي عام 2002 انتقل للعمل مع تلفزيون «المستقبل».
وتجدر الإشارة إلى أن موعد افتتاح معرض «بيار صادق يحاكي التاريخ» سيتم في السادسة من مساء 7 فبراير المقبل في متحف سرسق برعاية رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.



رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.