هذا ما حدث بين ترمب وبانون

ترمب يتحدث إلى كبير مساعديه السابق ستيف بانون (رويترز)
ترمب يتحدث إلى كبير مساعديه السابق ستيف بانون (رويترز)
TT

هذا ما حدث بين ترمب وبانون

ترمب يتحدث إلى كبير مساعديه السابق ستيف بانون (رويترز)
ترمب يتحدث إلى كبير مساعديه السابق ستيف بانون (رويترز)

«إننا شاكرون لخدمات بانون، ونتمنى له التوفيق»، هكذا أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض في أغسطس (آب) الماضي، استقالة ستيف بانون كبير مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترمب من منصبه، دون إبداء أسباب واضحة للاستقالة التي تردد حينها أنه أُجبر عليها.
وأرجع محللون إقالة بانون إلى أنه خلق خصوماً كثيرين داخل البيت الأبيض، بعد خلافات مع كبار مستشاري الجناح الغربي، وكذلك بعض أفراد أسرة الرئيس ترمب، وعلى وجه التحديد جاريد كوشنر زوج إيفانكا ترمب ابنة الرئيس، وأنه سعى لفرض أجندته الخاصة وأفكاره على أجندة الرئيس.
وسرت أنباء حينها عن وجود خلافات بين بانون كبير المخططين الاستراتيجيين الأسبق في إدارة ترمب ورئيس الأركان الجديد للبيت الأبيض جون كيلي، وهو جنرال مشاة البحرية المتقاعد الذي استدعاه الرئيس ترمب للقيام بوظيفة الإشراف على الموظفين في البيت الأبيض، علماً بأن المتحدثة باسم البيت الأبيض آنذاك سارة هاكابي قد صرحت في بيان إعلان استقالة بانون أنه وكيلي قد «اتفقا بشكل ثنائي» على موعد الاستقالة.
كما جاءت إقالة بانون كذلك بعد يوم واحد من نشر مقابلة مع مجلة «أميركان بروسبكت» الليبرالية، سخر فيها من التهديد العسكري الأميركي لكوريا الشمالية، قائلاً إنه «لا معنى له»، وأشار بانتقادات لزملائه في إدارة ترمب، ووصف بعض الدبلوماسيين بأنهم مجموعة من المهرجين والخاسرين.
لكن بانون (63 عاماً) عاد إلى المشهد بقوة في الأيام الأخيرة، بعدما روى وقائع حدثت داخل البيت الأبيض خلال توليه منصبه ضمن كتاب «نار وغضب داخل البيت الأبيض» للمؤلف مايكل وولف، الذي نشرت مقتطفات منه في اليومين الماضيين ويصدر اليوم (الجمعة).
واتهم بانون في الكتاب، ابن الرئيس الأميركي وصهره كوشنر بالخيانة وانعدام الوطنية لعقدهما اجتماعاً مع مسؤولين روس في برج ترمب خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، في يونيو (حزيران) 2016. وتردد أن محامية روسية عرضت خلال الاجتماع تقديم معلومات تمسّ سمعة المرشحة الديمقراطية للرئاسة آنذاك هيلاري كلينتون، مضيفاً أنه كان يتعين إبلاغ مكتب التحقيقات الفيدرالي بما جرى فوراً.
كما يزعم وولف في كتابه أن إيفانكا ترمب كشفت طموحاً لأن تصبح أول امرأة في رئاسة الولايات المتحدة الأميركية يوماً، وقد اتفقت مع زوجها كوشنر على ذلك متى سنحت الفرصة، وهو ما أصاب بانون بالذعر، بحسب مؤلف الكتاب.
ورد الرئيس ترمب على اتهامات بانون، ووصفه بأنه «فقد عقله». وقال في بيان: «ستيف بانون لا علاقة له بي أو برئاستي. وعندما أقيل، فإنه لم يفقد وظيفته وحسب، بل فقد عقله». وأضاف: «ستيف لا يمثل قاعدتي الانتخابية».
وفيما يخص الكتاب، أكد ترمب أنه «مليء بالأكاذيب»، وغرّد: «لم أسمح إطلاقاً بدخول مؤلف هذا الكتاب المجنون إلى البيت الأبيض! لم أتحدث إليه أبداً بشأن كتاب. مليء بالأكاذيب وبالتحريف وبمصادر غير موجودة».
كذلك سعى محامي الرئيس الأميركي، تشارلز هاردر، أمس (الخميس)، إلى وقف نشر الكتاب الذي وصفه بأنّه «تشهيري». وجاء في رسالة موجهة إلى الكاتب مايكل وولف، وإلى دار النشر «هنري هولت وشركاه» أن الكتاب يحوي «العديد من التصريحات الكاذبة» حول ترمب، «التي لا أساس لها»، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وفي الرسالة، اتّهم محامي ترمب، بانون، بانتهاك اتفاق عدم الكشف عن معلومات، وأمره بالكف عن ذلك.
ولعب بانون دوراً كبيراً في الحملة الانتخابية التي قادت ترمب إلى الفوز بانتخابات 2016، إذ يعود له الفضل في تنظيم حملة موسعة في الأشهر الأخيرة قبيل التصويت، بينما كانت استطلاعات الرأي تشير إلى تأخر حظوظ ترمب بفارق كبير عن منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وقد وضع بانون كثيراً من الأفكار والخطوط العريضة للمؤتمرات الانتخابية التي عقدها ترمب، وركز فيها على تشديد غلق الحدود، وإعادة التفاوض حول الصفقات التجارية الدولية.
لكن الانتقادات الموجهة لبانون تزايدت بسبب مواقفه المؤيدة للقومية اليمينية وقيادته فريقاً من الشعبويين المتشددين في البيت الأبيض، خصوصاً بعد الانتقادات المتزايدة لتصريحات ترمب حول العنف في مدينة تشارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا، وتحميله للجانبين المسؤولية عن أعمال العنف التي أدت إلى وفاة امرأة.
وتقول مصادر موثوقة بالبيت الأبيض إن ترمب أشار إلى أن الجانبين يتحملان اللوم في اندلاع الاشتباكات، وعندما واجه ضغوطاً شديدة أصدر بياناً ألقى فيه باللوم على القوميين البيض، إلا أنه عاد في وقت لاحق، وألقى باللوم على الجانبين، بناء على نصيحة بانون الذي حذره من التعرض للانتقاد لتغيير موقفه.
وكان ديمقراطيون قد انتقدوا اختيار ترمب لبانون لتولي منصب كبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض، بسبب سمعته في موقع «بريتبارت» الإخباري، الذي يعد منبراً لليمين المتطرف، وعاد إليه بانون في منصب المدير التنفيذي بعد خروجه من البيت الأبيض.



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.