عشرات القتلى والجرحى بقصف على غوطة دمشق

الطيران الروسي يتدخل لإنقاذ قوات النظام... وانسحابات للفصائل في إدلب

جرحى بقصف على غوطة دمشق أمس (أ.ب إ)
جرحى بقصف على غوطة دمشق أمس (أ.ب إ)
TT

عشرات القتلى والجرحى بقصف على غوطة دمشق

جرحى بقصف على غوطة دمشق أمس (أ.ب إ)
جرحى بقصف على غوطة دمشق أمس (أ.ب إ)

دخل سلاح الجو الروسي على خط مؤازرة قوات النظام لتمكينها من الصمود وفك الطوق عن العشرات من عناصرها المحاصرين في غوطة دمشق الشرقية، حيث قتل 30 مدنياً على الأقل عندما أسقطت طائرات قنابل على منطقة سكنية في جيب محاصر تسيطر عليه المعارضة، ويشتبه بأنه قصف روسي، فيما وسع النظام دائرة سيطرته في ريفي حماة وإدلب بعد انسحاب الفصائل إثر قصف جوي مكثف.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل 30 مدنيا على الأقل في وقت مبكر من صباح أمس الخميس، مشيراً إلى أن أربع قنابل على الأقل سوت مبنيين بالأرض في بلدة مسرابا التي تحاصرها قوات النظام، ما أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 40 شخصا.
وقال المرصد ومسعفون وسكان إن عشرة أشخاص آخرين على الأقل قتلوا في ضربات جوية ببلدات قريبة في الغوطة الشرقية آخر معقل للمعارضة قرب العاصمة.
وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أن روسيا «وسعت من عملياتها العسكرية في كل من دمشق ومحيطها ومحافظة إدلب، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء في صفوف المدنيين إضافة إلى خروج مشفى عن العمل». وأوضح أن «قوات النظام مدعومة بطائرات الاحتلال الروسي والميليشيات التابعة لإيران ارتكبت مجزرتين في بلدة مسرابا ومدينة عربين، راح ضحيتهما ما لا يقل عن 27 شهيداً، بالإضافة إلى شهداء وجرحى بينهم أطفال في مناطق أخرى مجاورة». وأضاف: «المجزرتان تأتيان في سياق الحملة التصعيدية الإجرامية المدانة التي يشنها النظام على الغوطة الشرقية، مستهدفاً المناطق المدنية والأحياء السكنية، مدعوماً بالطيران الروسي، والميليشيات الإيرانية، في استغلال للفشل المستمر للمجتمع الدولي في تبني موقف يرقى إلى حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه».
وتخوض قوات النظام بعد استقدامها تعزيزات إلى أطراف الغوطة الشرقية، معارك عنيفة ضد فصائل معارضة تمكنت قبل أيام من حصار قاعدة للجيش قرب دمشق.
وأشار المرصد السوري إلى «معارك عنيفة تخوضها قوات النظام عند إدارة المركبات، قاعدتها العسكرية الوحيدة في الغوطة الشرقية» بعدما تمكنت جبهة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل إسلامية، من حصارها مطلع الأسبوع. وقال إن القاعدة الواقعة جنوب حرستا «هي الوحيدة حيث يحاصر مقاتلو الفصائل قوات النظام في سوريا، ويوجد داخلها 250 عنصراً وضابطاً على الأقل».
واستقدمت قوات النظام الخميس «تعزيزات عسكرية من دمشق ومقاتلين من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة لمساندتها في هجومها».
وأوردت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من دمشق الخميس أن الجيش النظامي «حشد قواته على مشارف حرستا، وبدأ يعمل لإبعاد الإرهابيين عن إدارة المركبات».
وأفاد ناشطون بتجدد المعارك بعنف بين قوات النظام والفصائل نتيجة الهجوم المعاكس والعنيف من قبل قوات النظام التي تمكنت من تحقيق تقدم في المنطقة القريبة من مبنى المحافظة، فيما تسعى لتحقيق مزيد من التقدم على حساب «هيئة تحرير الشام» و«حركة أحرار الشام» و«فيلق الرحمن»، لفتح طريق يوصلها إلى إدارة المركبات ويمكنها من فك الحصار عنها بشكل كامل، بعد أن حاصرتها الفصائل خلال هجومها الذي استكمل اليوم أسبوعه الأول، وترافق القتال مع عمليات قصف مدفعي وجوي مكثف واستهدافات متبادلة على محاور القتال بين الجانبين.
وكثفت قوات النظام إثر ذلك قصفها على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، آخر معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، ما تسبب بمقتل وإصابة العشرات. وقال المرصد: «تهدد هجمات الفصائل غرب حرستا دمشق مباشرة، وينتقم النظام منها (...) عبر تصعيد القصف على المدنيين».
ونفى محمد علوش، القيادي البارز في جيش الإسلام، أبرز فصائل الغوطة الشرقية، في تصريحات لوكالة «الصحافة الفرنسية» أن يكون تصعيد القصف مرتبطاً بهجمات للفصائل على مواقع النظام، موضحاً أن الأخير «يحشد قواته خصوصا على جبهاتنا منذ أكثر من شهر للاعتداء على الغوطة».
وتحدث ناشطون عن أن غوطة دمشق هزتها انفجارات ناجمة عن تجدد القصف المدفعي والصاروخي على عدة مناطق فيها، استهدف مدن مسرابا وحرستا وحمورية وعربين، بالتزامن مع قصف على مناطق في مدينة دوما.
إلى ذلك، توسعت مساحة السيطرة لقوات النظام بريف إدلب الشرقي تباعاً، في طريقها باتجاه مدينة سنجار التي باتت على بعد كيلومترات قليلة منها بعد أن أحكمت سيطرتها على قرى عدة بمسافة تفوق 10 كيلومترات، بحسب ما ذكرت «شبكة شام»، فيما أفاد ناشطون بأن عمليات قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، تواصلت مستهدفة قرى وبلدات هذا الريف لإفساح الطريق أمام قواتها لتحقيق مزيد من التقدم، وسط استمرار عملية قوات النظام للتقدم في أكبر عدد ممكن من القرى والبلدات. وارتفع عدد البلدات والقرى التي سيطرت عليها قوات النظام خلال حملتها التوسعية إلى 80 منذ 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ونقلت «شام» عن مصادر ميدانية أن قوات النظام تقدمت في المنطقة دون أي مقاومة سبقها تمهيد جوي وصاروخي عنيف، واتبعت هذا المحور كونه الأسهل والأقل وعورة، تهدف أولاً الوصول إلى تلة أم الرجيم الاستراتيجية والتي تكشف كامل منطقة سنجار وأبو الظهور وريف حلب الجنوبي وحتى ريف حماة الشرقي، نظراً لارتفاعها وموقعها الجغرافي الهام.
وأدان «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» الغارات والقصف المدفعي المستمر على مناطق الريف الجنوبي لمحافظة إدلب. وقال «الائتلاف» إن الحملة الحالية على إدلب «دخلت أسبوعها الثالث، وهي مستمرة في استهداف المدنيين وارتكاب جرائم الحرب وخرق جميع أنواع التفاهمات والاتفاقات، مستفيدة من صمت المجتمع الدولي وعدم تحمله لمسؤولياته تجاه إنقاذ المدنيين وحفظ الأمن والسلم».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.