«حماس» و«الجهاد» تدرسان شكل المشاركة في اجتماعات المجلس المركزي

تسلمتا دعوتين من رئاسته وتجريان مشاورات داخلية لاتخاذ قرار

TT

«حماس» و«الجهاد» تدرسان شكل المشاركة في اجتماعات المجلس المركزي

أكدت حركتا حماس والجهاد الإسلامي تسلم كل منهما دعوة رسمية من رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، سليم الزعنون، للمشاركة في الاجتماع الدوري الثامن والعشرين الذي سيعقد في 14 و15 يناير (كانون الثاني) الحالي، في مدينة رام الله، بمشاركة واسعة من القوى والفصائل الفلسطينية الأخرى.
وقال حسام بدران، عضو المكتب السياسي للحركة رئيس مكتب العلاقات الوطنية، في تصريح صحافي، إن حركته تدرس المشاركة في الاجتماع، وستعلن عن قرارها بعد انتهاء مشاوراتها الداخلية، مشيراً إلى أن حركته حريصة على دعم كل جهد جمعي ينصب في خدمة القضية الفلسطينية، والدفاع عنها.
وأضاف: «حركة حماس ستعمل مع الفصائل والقوى الفلسطينية كافة على التصدي للتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية على كل صعيد»، مشدداً على ضرورة العمل ضمن إجراءات حقيقية تعيد الاعتبار للعمل الوطني الفلسطيني، وتوفر له آليات تفعيل تقود لتعزيز الشراكة الوطنية.
وقالت مصادر فلسطينية مقربة من حركة حماس لـ«الشرق الأوسط» إن الحركة تتجه نحو المشاركة، على الرغم من عقد الاجتماع في مدينة رام الله، مبينةً أن الحركة قد تشارك من خلال كلمة يلقيها ممثل عنها، إما مسجلة عبر فيديو أو من خلال تقنية الفيديو كونفرانس.
وأشارت المصادر إلى أن قيادة الحركة معنية بالمشاركة من أجل التأكيد على مواقفها الثابتة، المتعلقة بضرورة التحلل من اتفاق أوسلو وتبعياته، والعمل على رفض أي محاولات للعودة لطاولة المفاوضات الفلسطينية، والاتفاق على استراتيجية موحدة تجمع الكل الفلسطيني، وفي مقدمتها إنجاز ملف المصالحة بشكل كامل للتفرغ للمشاريع الوطنية.
كما أكد داود شهاب، الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، أن حركته تلقت دعوة رسمية من رئاسة المجلس الوطني، وأنها تدرس مشاركتها في ضوء المصلحة الوطنية، وما تواجهه القضية الفلسطينية من تحديات، وما هو مطلوب لحماية الشعب والأرض والمقدسات.
وقال في تصريح صحافي وزعه مكتب الجهاد الإسلامي: «الأصل أن تتم دعوة الإطار القيادي لاجتماع عاجل لتحديد رؤية شاملة لمواجهة كل التحديات التي تواجهنا»، مشدداً على أن حركته لن تكون جزءاً من مشروع سياسي هدفه العودة للتسوية وحل الدولتين الذي ثبت فشله، كما قال.
وأشار إلى أن حركته لديها رؤية واقعية واضحة وصلبة لمواجهة الاحتلال، وتحالفه مع أميركا ومخططاتها العدوانية، باعتبارها الأساس لكل تحرك سياسي، مشيراً إلى أن تلك الرؤية عرضتها الحركة على الفصائل الفلسطينية.
من جانبها، دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى مراجعة سياسية شاملة لكل الأوضاع السياسية، وإلى بناء وحدة وطنية مبنية على القواسم المشتركة والحد الأدنى، مشددةً على أن ذلك يمكن أن يدفع بالمصالحة إلى الأمام، ووضع كل الخلافات جانباً، وتوفير عوامل الصمود للشعب الفلسطيني، ورفع الإجراءات العقابية ضد قطاع غزة، والسير قدماً بالملفات الخمسة المتعلقة بالمصالحة.
وقال خالد مسمار، رئيس اللجنة السياسية في المجلس الوطني، إن الجلسة المرتقبة ستكون مليئة بالمبادئ والمقترحات الهامة التي ستناقش، والتوجه السياسي للمرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن المركزي سيدعو إلى ضرورة مواصلة مسيرة المصالحة الوطنية، وضرورة تحقيقها لمواجهات التحديات المقبلة.
فيما قال أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إن المجلس المركزي سيناقش تحديد شكل وطابع ومضمون العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، كما سيسعى لبلورة موقف مشترك لتحديد هذه العلاقة بمشاركة الفصائل كافة، مشيراً إلى أن القيادة تتطلع إلى مشاركة الكل الفلسطيني لتحمل مسؤولياتهم السياسية والوطنية في هذه المرحلة الحساسة والمهمة.
ويكتسب اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني أهمية كبيرة في ظل القرار الأميركي بشأن القدس، حيث يتوقع أن ينتج عنه قرارات مهمة تتعلق بالوضع الفلسطيني بأكمله، على صعيد المصالحة والعلاقة مع الاحتلال والضغوط الأميركية الجديدة.
يذكر أن المجلس المركزي لمنظمة التحرير تأسس في مارس (آذار) 1977، في الدورة الثالثة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني، ليكون حلقة وصل بينه وبين اللجنة التنفيذية للمنظمة بين دورتين عاديتين من دورات المجلس.
ويتألف المجلس المركزي من رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية، وممثلين عن الفصائل والقوى الفلسطينية، والاتحادات الطلابية، واتحاد المرأة، واتحاد المعلمين، واتحاد العمال، إلى جانب ممثلين عن أصحاب الكفاءات، بالإضافة إلى 6 مراقبين، ويكون رئيس المجلس الوطني رئيساً للمجلس المركزي.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.