الهاتف الجوال... وصحة الأطفال

نصائح صحية لتفادي تأثيراته الضارة

الهاتف الجوال... وصحة الأطفال
TT

الهاتف الجوال... وصحة الأطفال

الهاتف الجوال... وصحة الأطفال

أصبحت الهواتف الجوالة الآن عاملاً أساسياً من ضروريات الحياة الحديثة، خصوصاً بعد ظهور الهواتف الذكية التي أقرب ما تكون إلى الكومبيوتر الشخصي، ولم تعد قاصرة على المجتمعات المتقدمة أو الفئة الأوفر حظاً من التعليم.
وبطبيعة الحال، فإن شيوع استخدام الهاتف الجوال جعله موجوداً في متناول الأطفال، منذ ظهور الجوال منذ ربع قرن على وجه التقريب. وهناك دائماً مخاوف صحية من الإفراط في الحديث في تلك الهواتف أو استعمالها بشكل مبالغ فيه، خصوصاً أن الآلية التي يعمل بها الهاتف الجوال والتي تنقل الصوت بشكل لاسلكي لم يتم حسم الجدل على أثرها في صحة الإنسان، وهناك دائماً دراسات تعدد مخاطره وتحذر من تعرض الأطفال له.
-- مخاطر الجوال
وعلى الرغم من أن المنظمة العالمية لأبحاث السرطان (International agency for research on cancer) حذرت في عام 2011 من أن الترددات المنبعثة من الهواتف الجوالة يمكن أن تسبب سرطان المخ ويجب التعامل معها كما لو كانت مهيأة للإصابة بالسرطانات (Carcinogenic) مثل السجائر أو الأشعة الضارة وغيرها، فإن الجمعية الأميركية للأمراض السرطانية أوضحت أنه ليست هناك دلائل قوية على ذلك، ولكنها نصحت بألا يتم استخدام الهاتف الجوال إلا في الضرورة وفي حالة عدم توفر الهاتف العادي. ونصحت بأنه من المفضل أن يتم التحدث من مكبر الصوت، أي عدم وضع الهاتف على الأذن أو الرأس، لتفادي الأثر المباشر، كما نصحت بضرورة أن يكون هناك وقت محدد لاستخدامه بالنسبة للأطفال لا يتعدى ساعة على مدار اليوم بالكامل
ما يزيد من خطورة استخدام الهاتف الجوال في الأطفال هو أن مخ الأطفال وخلاياهم العصبية في حالة نمو وغير مكتملة، ويمكن أن تؤثر الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة منه على الجهاز العصبي لهم، كما يمكن أن تؤدي إلى حدوث اضطرابات في النوم، خصوصاً للمراهقين في حالة استخدامه قبل النوم مباشرة، إذ إن مخ الأطفال يمتص 60 في المائة من حجم طاقة الموجات المنبعثة من الجوال أكثر من البالغين بمرتين، نظراً لأن عظام الجمجمة أقل سمكاً، وكذلك طبقات الجلد، بالإضافة إلى أنسجة المخ نفسها الأقل مقاومة لتلك الإشعاعات. ويكفي أن نعرف أن استخدام دقيقتين فقط من الحديث عبر الهاتف يؤثر على مخ الطفل ما يقرب من ساعة للكبار. ويمكن أن تؤثر هذه الإشعاعات على قدرة الطفل على التعلم في حالة الاستخدام لفترات طويلة.
-- توصيات صحية
كانت الجمعية الأميركية لطلب الأطفال (APP) قد أوصت بعدة توصيات لاستخدام الجوال للأطفال تبعاً لعمر الطفل:
- ضرورة الابتعاد عن استخدام الجوال للأطفال أقل من عمر 18 شهراً. وبالنسبة للأطفال من عمر 18 شهراً وحتى عامين يجب على الآباء الذين يريدون أن يستخدموا الجوال في تعليم أطفالهم أن يتم استخدام برامج عالية الجودة.
- الأطفال من عمر عامين وحتى 5 أعوام. يجب ألا يزيد وقت استخدام الجوال على ساعة واحدة طوال اليوم، كما يجب أن يشاهد الآباء البرامج والألعاب نفسها لتوضيح ما يراه الأطفال لهم وتعليمهم كما يجب أن تكون البرامج عالية الجودة أيضاً.
- الأطفال أكثر من 6 أعوام. يجب أن يلاحظ الآباء نوعية البرامج والألعاب التي يلعبها الطفل دون تدخل مباشر منهم، كما يجب أن يكون هناك وقت كافٍ للرياضة والنوم وقضاء أوقات مع الأسرة بعيداً عن استخدام الجوال.
- يجب ألا يكون الجوال في غرفة نوم الأطفال أو المراهقين لتجنب مخاطره الصحية.
ونظراً لوجود جدل كبير بين مخاطر الجوال الصحية وعدم ثبوت أي من هذه المخاطر بشكل قاطع ووجود دراسات وكذلك دراسات مضادة، هناك دائماً بعض الإجراءات الوقائية التي يمكن بها تقليل أخطار الاستخدام، ومنها على سبيل المثال:
- يفضل أن تكون هناك مسافة بين الأذن وسماعة الهاتف، كما يفضل أن يكون الحديث من خلال سماعة أو (هاند فري - من دون استخدام اليدين).
- يفضل عدم استخدام الجوال حينما تكون البطارية على وشك النفاد، لأن الهاتف يضاعف من قوة الإشعاعات حتى يحتفظ بأداء أفضل.
- يفضل عدم استخدام الجوال في الحافلات أو القطارات، كما يفضل عدم الحديث إذا كانت الإشارة منخفضة low signal.
- يجب على الأطفال عدم الذهاب للمدرسة بالجوال وعدم الحديث فيه أثناء الفسحة الدراسية.
- يفضل عدم الرد بشكل سريع على الجوال والانتظار لمدة 10 ثوانٍ قبل الرد.
- يجب أن تكون أبراج تقوية الهواتف الجوالة بعيدة عن المدارس والنوادي والتجمعات السكنية قدر الإمكان.
-- تأثيرات وإصابات
دائماً سيظل هناك قلق من استخدام الجوال في احتمالية الإصابة بالأمراض المختلفة، ومن أهمها السرطان، نظراً لأن طبيعة الموجات التي يرسلها يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على خلايا الجسم وتغير تركيبتها وتسبب طفرات تؤدي إلى ظهور الأورام.
ويمكن اختبار تأثير تلك الموجات من خلال السخونة التي يسببها استخدام الجوال بكثرة في الأجزاء التي يلامسها مثل الأذن والرقبة. وبطبيعة الحال لا تزيد درجة الحرارة بشكل يمكن قياسه بالمحرار، نظراً لضعف الترددات. كما أن هناك بعض الدراسات التي تشير إلى دور الجوال في التمثيل الغذائي للغلوكوز ونقصه في المخ في الجانب الذي تم استخدام الجوال به.
وهناك كثير من الدراسات التي تناولت تأثير استخدام الجوال ونوعية النوم Sleep Quality التي أشارت إلى أن ما يقرب من 80 في المائة من المراهقين الأميركيين ينامون وهواتفهم الجوالة بجانبهم على الفراش، خصوصاً الذين يستخدمون الرسائل النصية باستمرار ويسهرون حتى ساعات متأخرة ولا ينالون قسطاً كافياً من النوم جراء الكتابة (Texting)، ما ينعكس بالسلب على صحتهم البدنية وأيضاً على استيعابهم في الدراسة وقدراتهم الإدراكية.
وهناك كثير من الآثار النفسية السلبية جراء الاستخدام المفرط للهاتف الجوال، ومنها:
- العزلة الاجتماعية للطفل أو المراهق على حد سواء، حيث يقضي الطفل معظم الوقت يطالع شاشة متحركة ولا يشارك أفراد الأسرة أو الأقران حياة حقيقية.
- عدم ممارسة الرياضة والحركة بشكل كافٍ، ما يؤدي إلى زيادة معدلات البدانة وانتشار الكسل بين صغار السن.
- تمثل الهواتف الذكية الآن نوعاً من أنواع الإدمان لا يستطيع المراهق تخيل حياته دونه، حتى إن كثيراً من المراهقين يتعرضون للحوادث أثناء سيرهم نتيجة لمطالعتهم الدائمة لهواتفهم.
- هناك دراسة تشير إلى أن معظم المراهقين من مستخدمي الجوال يضطرون للكذب بشكل أو بآخر عن تعرضهم للسؤال عن أماكن وجودهم أو سبب تأخرهم عن الرد، سواء على المكالمات أو على الرسائل النصية، ما يشير إلى الأثر السلبيى الأخلاقي له.
في النهاية ينصح الأطباء وخبراء التربية بضرورة الاعتدال في استخدام الجوال لتجنب الآثار الجانبية الصحية له والاستفادة من تقنياته الحديثة بالشكل الأمثل مع عدم إغفال دور الآباء في حماية الأطفال وتوجيه المراهقين.

- استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الخليج الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

اتفقت تركيا وسلطنة عمان على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون فيما بينهما وأكدتا دعمهما لأي مبادرات لوقف إطلاق النار في غزة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
صحتك ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد (أ.ف.ب)

لعبة شائعة في كرة القدم قد تسبب تلفاً بالدماغ

وفقاً لدراسة جديدة، فإن ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يشكل النوم أهمية مركزية للصحة العامة ومستوى رفاهية الإنسان (جامعة ولاية أوريغون)

تغيير وقت الذهاب إلى الفراش كل ليلة يؤثر على صحتك

أشارت دراسة جديدة إلى وجود صلة قوية بين عدم الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه كل ليلة وخطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ارتفاع ضغط الدم يشكّل تحدياً للصحة (رويترز)

6 أشياء يقول أطباء السكتة الدماغية إنه لا يجب عليك فعلها أبداً

تعدّ السكتات الدماغية أحد الأسباب الرئيسة للوفاة، والسبب الرئيس للإعاقة في أميركا، وفقاً لـ«جمعية السكتات الدماغية الأميركية»، وهو ما يدعو للقلق، خصوصاً أن…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كاتدرائية نوتردام الفرنسية تتعافى من الحريق... وتكشف عن هيئتها الجديدة للعالم

جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)
جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

كاتدرائية نوتردام الفرنسية تتعافى من الحريق... وتكشف عن هيئتها الجديدة للعالم

جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)
جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)

بعد أكثر من 5 سنوات من أعمال ترميم واسعة، كشفت كاتدرائية نوتردام في العاصمة الفرنسية، باريس، عن هيئتها الجديدة للعالم، اليوم الجمعة، بعد تعرضها لحريق مدمر عام 2019.

تُظهر هذه الصورة مذبح الكنيسة الذي صممه الفنان والمصمم الفرنسي غيوم بارديه، في قلب كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

جاء ذلك خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى موقع البناء ليشاهد بنفسه التصميمات الداخلية التي تم ترميمها قبل إعادة افتتاح الكاتدرائية الشهيرة في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويتم بث زيارته التي تستمر ساعتين على الهواء مباشرة. وتظهر أعمال حجرية تم ترميمها وألوان نابضة بالحياة، وغيرها من ثمار جهود إعادة الإعمار الهائلة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محاطاً برئيس مؤسسة «إعادة بناء نوتردام دو باري» العامة وبرئيس أساقفة باريس يزور كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

دخل ماكرون عبر الأبواب الأمامية العملاقة للكاتدرائية والمنحوتة بدقة، وحدّق في الأسقف بدهشة. وكان برفقته زوجته بريجيت ورئيس أساقفة باريس وآخرون.

وانضم ماكرون إلى مجموعة تضم 700 من الحرفيين والمهندسين المعماريين وكبار رجال الأعمال والمانحين، وأشاد بالحرفية والتفاني وراء جهود الترميم.

السيدة الأولى الفرنسية بريجيت ماكرون، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس مؤسسة «إعادة بناء نوتردام دو باري» العامة فيليب جوست، ووزيرة الثقافة والتراث الفرنسية رشيدة داتي، ورئيس أساقفة باريس لوران أولريش يزورون كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

ومن المقرر أن يعود ماكرون في السابع من ديسمبر لإلقاء خطاب وحضور تدشين المذبح الجديد خلال قداس مهيب في اليوم التالي.

وتأتي زيارة ماكرون بمثابة بداية لسلسلة من الأحداث التي تبشر بإعادة افتتاح التحفة القوطية التي تعود إلى القرن الثاني عشر.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت برفقة رئيس مؤسسة «إعادة بناء نوتردام دو باري» العامة فيليب جوست، يزورون كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وترى إدارة ماكرون أن إعادة الإعمار تمثل رمزاً للوحدة الوطنية والقدرة الفرنسية.