عندما يتحول اللون الواحد إلى لاعب قوي

استعدي لموجة البرد برسم لوحة جديدة

من تصاميم ماركة «كريتشرز أوف كامفورت» التي تم عرضها خلال أسبوع نيويورك - درجات الأحمر في عرض «ماكس مارا» في أسبوع ميلانو - الرمادي بترجمة «مالان بريتون» خلال أسبوع نيويورك - الأبيض في عرض «توري بيرش» - درجات البني كما ترجمتها دار «ماكس مارا»
من تصاميم ماركة «كريتشرز أوف كامفورت» التي تم عرضها خلال أسبوع نيويورك - درجات الأحمر في عرض «ماكس مارا» في أسبوع ميلانو - الرمادي بترجمة «مالان بريتون» خلال أسبوع نيويورك - الأبيض في عرض «توري بيرش» - درجات البني كما ترجمتها دار «ماكس مارا»
TT

عندما يتحول اللون الواحد إلى لاعب قوي

من تصاميم ماركة «كريتشرز أوف كامفورت» التي تم عرضها خلال أسبوع نيويورك - درجات الأحمر في عرض «ماكس مارا» في أسبوع ميلانو - الرمادي بترجمة «مالان بريتون» خلال أسبوع نيويورك - الأبيض في عرض «توري بيرش» - درجات البني كما ترجمتها دار «ماكس مارا»
من تصاميم ماركة «كريتشرز أوف كامفورت» التي تم عرضها خلال أسبوع نيويورك - درجات الأحمر في عرض «ماكس مارا» في أسبوع ميلانو - الرمادي بترجمة «مالان بريتون» خلال أسبوع نيويورك - الأبيض في عرض «توري بيرش» - درجات البني كما ترجمتها دار «ماكس مارا»

عندما احتفلت بيلا حديد بعيد ميلادها الـ21 في بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كانت تلبس فستانا أنثويا بفتحة عالية من الجانب من تصميم دار «دولتشي أند غابانا». لكن رغم جمالها وأناقتها، لم تكن الأنظار مُصوبة عليها بقدر ما كانت على أختها جيجي حديد، التي كانت ترافقها. السبب أن هذه الأخيرة كانت تلبس زيا من «باميلا رولاند» باللون الأزرق السماوي من الرأس إلى أخمص القدمين، مؤكدة مرة أخرى أنها لا تستبق الموضة التي يقترحها المصممون للمواسم المقبلة فحسب، بل تعرف كيف توظفها لصالحها ومن ثم تُروج لها.
فبعد عدة مواسم شجعت فيها الموضة على الابتكار واللعب بالألوان الصارخة والنقشات المتضاربة، على أساس أن تخلق المرأة مظهرا خاصا يعبر عن شخصيتها، غيرت الدفة مرة أخرى إما لتخض الماء الراكد أو لتفتح لها أبوابا جديدة تستكشف فيها فنيتها. فقد يختلف الأسلوب لكن يبقى الهدف واحدا يتخلص في إعطائها بطاقة الأمان لكي تُطلق العنان لخيالها والجانب الفني بداخلها على شرط أن تأتي الصورة النهائية جذابة. فنحن لا ننسى أننا في عصر الصورة وبأن قوة ألوانها تلعب دورا مهما في زمن تتحكم فيه شبكات التواصل الاجتماعي وفتيات من الجيل الصاعد. فلو عُدنا إلى الوراء قليلا لوجدنا أن ظاهرة المزج بين الألوان الصارخة والنقشات المتضاربة ظهرت مع ما أصبح يعرف بـ«ستريت ستايل». موجة بدأتها مجموعة من فتيات المجتمع وعاشقات الموضة ممن أردن تحدي المتعارف عليه وإملاءات الموضة بخلق أسلوب يُعبر عنهن. لقيت الظاهرة منذ بدايتها ترحيبا من قبل المصممين والمصورين الفوتوغرافيين على حد سواء. كانت مثيرة بالنسبة للمصممين بينما خلقت مصدر دخل جديد للمصورين بعد أن تبنتها المجلات البراقة وخصصت لها حيزا لا بأس به من صفحاتها.
كان هذا قبل أن تتغير ثقافة «الستريت ستايل» وتستغل بعض المدونات ومن أصبحن يُطلقن على أنفسهن «إنفلونسرز» الظاهرة ليُحولن ما كان إبداعا وترجمة شخصية للموضة إلى استغلال تجاري تتبادل فيه المصالح بينهن وبين الماركات العالمية التي باتت تُجندهن للترويج إما لأزيائها أو لمستحضراتها.
وفيما لا تزال المدونات و«الإنفلونسرز» قويات في الساحة حاليا، بدأت موجة الجمع بين الألوان الصارخة والنقشات المتضاربة تتراجع بالتدريج لحساب المظهر الجديد الذي يعتمد درجات مختلفة من اللون الواحد.
عروض أزياء كثيرة تبنت هذا المظهر من «فالنتينو» و«إيلي صعب» إلى «توم فورد» و«مايكل كورس» و«ماكس مارا» وغيرهم. ففي كل عواصم الموضة العالمية لم يكن بالإمكان تجاهله نظرا لدراميته المثيرة. كالعادة انتشر بداية في الوسط الفني، حيث تبنته عدة نجمات على السجاد الأحمر. الممثلة بلايك لايفلي ظهرت مثلا بزي أصفر فاقع وفيكتوريا بيكام بإطلالة مصبوغة بالأحمر العنابي وجيجي حديد بالأزرق السماوي. قد تكون المغنية ريهانا أكثر من استحلت الفكرة لأنها كررتها في عدة مناسبات بألوان متنوعة، مثل الأبيض والأحمر والوردي. وفي كل الحالات كانت الإطلالة جذابة وديناميكية بعيدة كل البعد عن الرتابة التي يتخيلها البعض عندما يتبادر إلى الذهن لوحة مرسومة بلون واحد.
غني عن القول إن تأثير هذه الإطلالة وصل إلى المرأة العادية. هي الأخرى بدأت تقبل عليه في حياتها اليومية ومناسباتها الخاصة على حد سواء. وجدت أن اللعب بلون واحد أسهل مما كانت تتصور ويعطي نتيجة لا بأس بها. ثم أنه بإمكانها أن تمزج بين درجات متعددة من اللون نفسه من دون أية محاولة لتكسيره بحقنه بلون مختلف، مهما كانت الإغراءات. فالجميل في الظاهرة الجديدة أن كل درجات الألوان تكتسب قوة وتوهجا عندما تكون وحيدة. بيد أنه على الرغم من أن كل ألوان الطيف قابلة أن تلعب لوحدها فإن الدرجات الغامقة أجمل وأسهل سواء تعلق الأمر بالأزرق أو الأحمر العنابي أو الرمادي أو الأخضر الزيتوني أو البني.
القاعدة الذهبية هي عدم المبالغة من ناحية الإكسسوارات. يجب أن ينصب التركيز على الأزياء وعلى درجات الألوان على أساس أنها المحور
البيج
كما يعرف المصممون وخبراء الأزياء، فإن كل درجات البني من البيج والقمحي إلى البني والشوكولاتي الغامق تمنح مظهرا راقيا مهما كانت بساطة الأزياء والطريقة التي يتم تنسيقها بها. هذا الموسم ظهر في عدة عروض، إذ هناك من المصممين من اقترحوه كالعادة مع ألوان أخرى مثل الأزرق والأحمر والأسود، بينما أصرت الغالبية منهم على تقديمه في إطلالة واحدة بدرجاته المتنوعة الأمر الذي أضفى عليه حيوية، مثلما هو الحال في عرض كل من مايكل كورس ودار «ماكس مارا»
الأحمر
- الأحمر أيضا كان حاضرا بقوة كلون أحادي في كثير من العروض. لسبب مفهوم وهو أنه لون القوة والإغراء، كما أن «هناك درجة من هذا اللون تناسب كل امرأة في العالم» حسب مقولة مشهورة للراحلة أودري هيبورن.
ما يجعل هذا اللون جذابا أكثر أن الكاميرا تحبه، أي أنه يظهر رائعا في الصور بالنسبة لمن ينشرن صورهن بانتظام على شبكات التواصل الاجتماعي.
لكن هذا الموسم وعندما يتعلق الأمر بالأحمر في الإطلالة الواحدة، فإن درجته يجب أن تكون قاتمة وغير متوهجة لكي يبدو راقيا ومتماشيا مع الموجة الحالية. إذا اخترته في فستان، فإن العملية سهلة لا تحتاج سوى إلى اختيار الإكسسوارات بدقة وحسب حالتك النفسية. إذا شعرت بالجرأة، مثلا، فإن تنسيقها بنفس لون الفستان سيكون هو الحل المثالي، لكن إذا كانت العين بصيرة واليد قصيرة، فلا بأس من تنسيق درجات متنوعة منه، على شرط أن تتميز كل درجة منه بالدفء حتى لا تبدو نشازا.
الأخضر
مثل الأحمر، اعتمديه بنفس الدرجة أو بمزجه إما بدرجات قريبة من بعضها البعض أو مختلفة تماما، كمزج الأخضر الزمردي مثلا مع أخضر باستيلي مثل الفستقي. بهذا تخلقين التناقض المطلوب وتواكبي موضة الموسم في الوقت ذاته
الأصفر
مجرد التفكير في ارتداء اللون الأصفر، ولو بجرعة خفيفة جدا، يصيب بالرهبة والخوف، فما البال إذا كان من الرأس إلى القدمين؟. ما لا يختلف عليه اثنان أنه ليس اللون المفضل للكل، لأنه صعب وربما هذا ما يجعله اللون المناسب لامرأة تعشق التحدي. في حال إذا لم تكوني كذلك، فاختاريه بدرجة ذهبية مع إضافة جرعة نيون عليه من خلال إكسسوار أو قطعة بسيطة.
الأزرق
على العكس من الأصفر فإن اللون الأزرق في غاية السهولة، إلى حد أن المصممين يشبهونه بالأسود لعمليته. معظم درجاته أنيقة وتناسب المرأة أيا كانت بشرتها وعمرها. من هذا المنظور، سواء جاء في كنزة من الكشمير أو تنورة من الجلد أو في فستان من الموسلين ومعطف من الصوف فإن الإطلالة لا يمكن أن تخيب أو تتعارض مع الذوق.
الوردي
ما يناسب ريهانا قد لا يناسب فتاة عادية، لا سيما عندما يتعلق الأمر باللون الوردي الفاتح الذي قد يجعل الواحدة منا وكأنها لا تزال تعيش طور الطفولة وأحلام سندريلا. لكن الأمر يختلف عندما تكون القطعة مفصلة وهندسية، وبخامات قوية. طبعا الأضمن اختياره بدرجات غامقة أقرب إلى الفوشيا.
الأبيض
مثل الأزرق والأسود، يعتبر الأبيض من الألوان الموفقة جدا عندما يتعلق الأمر بهذه الموجة. وبما أن هذه الموجة ستقوى أكثر في الموسمين المقبلين وقد تكون جديدة بالنسبة للبعض منا، فإن الأبيض يمكن أن يكون الخطوة الأولى بالنسبة للمُبتدئات. فهو لون كلاسيكي يناسب النهار والمساء كما يمكن ارتداؤه على شكل تايور مكون من جاكيت وبنطلون أو على شكل فستان من الصوف مع معطف حسب الطقس. لكن لا بأس من أن يبقى الماكياج طبيعيا حتى تكتسب الإطلالة رقيا.


مقالات ذات صلة

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

لمسات الموضة الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

مهما تغيرت المواسم والأذواق، هناك قطع من الموضة تتحدى الزمن وتعتبر بمثابة استثمار سعره فيه.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)
تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)
TT

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)
تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

في مجموعته من خط «الريزورت لعام 2020» أثار مصمم دار «كارولينا هيريرا» ويس غوردن موجة من الاستياء والغضب في المكسيك. اتُهم حينها بالسرقة الفنية والثقافية، لأنه استلهم من تطريزات تراثية مكسيكية بشكل شبه حرفي من دون أن يطلب الإذن من أصحابها ولا أشار إليهم. وصل الأمر إلى تدخل حكومي، جاء على لسان وزيرة الثقافة المكسيكية آليخاندرا فراوستو التي وجَهت رسالة تتهم فيها دار «كارولينا هيريرا» بالانتحال الثقافي وتطالبها بتفسير علني لاستخدامها رسوماً منسوخة من تراث الشعوب الأصلية المكسيكية، وما إذا كان هؤلاء سيستفيدون بأي شكل من الأشكال.

جاءت كل إطلالة وكأنها لوحة مرسومة بالأزهار والورود (كارولينا هيريرا)

كان رد المصمم سريعاً وهو أن فكرة الانتحال لم تكن تخطر بباله، وأن ما قصده كان تكريم الثقافة المكسيكية والاحتفال بها، مُعترفاً أنه لا ينفي أن «المكسيك بالفعل حاضرة بقوة في هذه المجموعة. لكن حرصي على إبراز هذا التراث هو دليل على المحبة التي أكنّها لهذا البلد ولإبداعاته الحرفية التي طالما أعجبت بها وكانت من أهم مصادر إلهامي».

ريزورت 2025

مرت أربع سنوات وأشهر عديدة، وها هو يؤكد أن قوله لم يكن لمجرد التبرير للخروج من ورطة غير محسوبة. هو فعلاً يحب الثقافة المكسيكية، وإلا ما عاد إليها في عرضه الجديد من خط «الريزورت لعام 2025». الاختلاف هذه المرة أنه اتخذ كل التدابير التي تقيه أي جدل أو هجوم. فالعرض كما تشرح الدار «رحلة من الاستكشاف تُعززها العلاقة الممتدة على مدى عقود طويلة بينها وبين المكسيك».

استلهم المصمم ألوانه من غروب الشمس في مكسيكو سيتي والطبيعة المحيطة (كارولينا هيريرا)

عُرضت التشكيلة في منتصف شهر فبراير (شباط) الماضي. اختار لها المصمم غروب الشمس توقيتاً، ومتحف أناهواكالي، مكاناً.

اختيار متحف «اناكاهوالي» مسرحاً للعرض له دلالته. فهو يحتوي على قطع أثرية تعود إلى ما قبل كولومبوس وتحيطه مناظر خلابة تشكلها النباتات المحلية مما جعله مثالياً لعرض يزخر بالتاريخ والفن والجمال. يُعلَق المصمم غوردن «إن مكسيكو سيتي لها مكانة رائدة كمركز عالمي للفنون والإبداعات المعمارية وتجارب الطهو والثقافة، فضلاً عن المهارة العالية التي يتمتع بها الحرفيون المحليون».

اختار المصمم مزيجاً من الألوان التي تتناغم مع بعضها رغم تناقضها (كارولينا هيريرا)

كان واضحاً أنه اتبع هنا مبدأ «ابعد عن الشر وغني له». اكتفى بألوان الطبيعة المستلهمة تحديداً من غروب الشمس والصخور الركانية في مكسيكو سيتي والمناطق المجاورة لها، و تعاون مع أربع فنانات مكسيكيات، ليُرسِخ احتفاءه بالمهارة الفنية والثقافة المكسيكي من دون أن يتعرَض لأي هجوم أو انتقاد.

وهكذا على طول الفناء الأمامي للمتحف الذي تم بناؤه على حجر بركاني منحوت، تهادت العارضات وهن يتألق في تصاميم تراقصت فيها الألوان الزاهية مثل الأزرق والأخضر العشبي، والعنابي، والأصفر الساطع، إلى جانب قطع بالأبيض والأسود. لم يخف المصمم ويس غوردن أنها لوحة رسمها وطرَزها بالتعاون مع فنانات مكسيكيات لهن باع وشغف في مجالات متنوعة، ساهمت كل منهن بضخها بالألوان والديناميكية الجريئة التي تتميز بها الفنون المكسيكية، وهن:

الفنانة ناهنو Nähñu

فنانات برعن في التطريز لهن يد في تشكيل مجموعة من التصاميم (كارولينا هيريرا)

وهي خبيرة تطريز تعود أصولها إلى نانت في تينانجو دي دوريا في ولاية هيدالغو. تفنّنت في ابتكار ثماني قطع قطنية مطرزة مع تدرجات لونية متباينة ظهرت في قمصان وفساتين وسراويل. وتعليقاً على هذا الموضوع، علَقت الفنانة: «تمنحني الأقمشة مساحة للتعبير عن أسلوبي الإبداعي وحالتي المزاجية في مختلف الأوقات. فعندما أشعر بالسعادة أستخدم ألواناً حيوية، بينما أعتمد الألوان الداكنة للتعبير عن شعوري بالحزن». وأضافت ابنتها بيبيانا هيرنانديز، التي ساهمت هي الأخرى في هذه الإبداعات: «نجحنا في هذا المشروع بالتعبير عن أسلوبنا المميز في عالم التطريز. فهو الذي يفسح لنا المجال لإبراز مواهبنا والتعبير عن مشاعرنا المختلفة في الوقت ذاته».

فيرجينيا فيرونيكا آرسي آرسي

من الطبيعة والثقافة المحلية استلهمت الفنانات المتعاونات تطريزاتهن (كارولينا هيريرا)

هي أيضاً فنانة متخصصة في التطريز. أبدعت للدار تطريزات مستوحاة من جمال الطبيعة المحيطة بمدينتها، سان إيسيدرو بوين سوسيسو، بولاية تلاكسالا، التي تشتهر بامتداد منحدرات جبلها البركاني المعروف باسم لا مالينشي.

اكتسبت فيرجينا مهارة التطريز من والدها وهي في سن الـ15، وتعهدت منذ ذلك الحين أن تحافظ على هذه الحرفة وتعمل على تطويرها كلغة فنية لما تُشكله من جزء هام من هوية المجتمع. وتبرز أعمالها في ثلاثة فساتين من الدانتيل المطرز.

جاكلين إسبانا

خزف تالافيرا المُتميز باللونين الأزرق والأبيض كان حاضراً في هذه التشكيلة (كارولينا هيريرا)

مساهمتها تجلّت في تخصصها في خزف تالافيرا المُتميز باللونين الأزرق والأبيض، والذي يشكل جزءاً رئيسياً من النسيج الثقافي في سان بابلو ديل مونتي بولاية تلاكسالا.

عشقت جاكلين هذا النوع من الخزف منذ طفولتها، فعملت على استكشاف مزاياه الإبداعية بعد إنهاء دراستها في مجال الهندسة الكيميائية. وقالت في هذا الصدد أن خزف تالافيرا «يشكل في منطقتنا إرثاً عريقاً نحرص باستمرار على الحفاظ عليه واستخدامه كزينة في المناسبات الخاصة فقط. ولذا، وقع عليه اختياري لاستخدامه في أعمالي الفنية عموماً، وفي هذه التشكيلة خصوصاً».

استلهمت الفنانة من الخزف ألوانه ومن الطبيعة المكسيكية أشكالها (كارولينا هيريرا)

كان دورها أن تبتكر تفاصيل ومجوهرات من الخزف المرسوم يدوياً لتزين بها قطع أزياء وأقراط، كما تشرح: «بصفتي متخصصة بخزف تالافيرا، ألتزم بالحفاظ على إرث هذا الخزف المتوارث عبر الأجيال، والاحتفاء بجوهره والعمل على تطويره من خلال وضعه في أروع الإبداعات».

ورشة «آراشيلي نيبرا ماتاداماس»

تعاونت الدار مع ورشات مكسيكية لإبداع إكسسوارات لافتة بألوانها (كارولينا هيريرا)

تعاونت الدار أيضاً مع ورشة «آراشيلي نيبرا ماتاداماس»، التي تتخذ من أواكساكا دي خواريز بمدينة أواكساكا مقراً لها. وتعتبر مركز الأعمال الحرفية في المكسيك، إذ تتعاون الورشة مع أبرز الفنانين لإعادة ابتكار بعض القطع التقليدية برؤية عصرية. لهذا المشروع عملت الورشة مع حدادين متخصصين في النحاس ومطرزين ورسامين لتزيين الخيكارا، وهي أوعية تقليدية مصممة من قشور القرع المجففة، تُستخدم فيها الألوان وفن التطريز وأنماط المقرمة وغيرها من المواد.

تقول مؤسسة الورشة نيبرا: «أستمد إلهامي من الطبيعة من حولي، بما تحمله من نباتات وأزهار حسب المواسم التي تظهر فيها، إضافة إلى ألوان غروب الشمس». لهذه التشكيلة، نجحت نيبرا وفريقها في ابتكار مجموعة من المجوهرات الملونة يدوياً تشبه أعمالها فن الخيكارا.

لمسات كارولينا هيريرا

حافظت التشكيلة على أسلوبها الراقص على نغمات من الفلامينكو (كارولينا هيريرا)

لم تكتف «كارولينا هيريرا» بهذه التعاونات. عرضت أيضاً مجموعة مصغرة من ألبسة الجينز بالتعاون مع شركة «فرايم دينم»، إلا أن مصممها وبالرغم من شغفه بالثقافة المكسيكية، لم يتجاهل جينات الدار الأساسية، التي ظهرت في أزياء المساء والسهرة. فهذه حافظت على أسلوبها المعروف بأناقتها الكلاسيكية الراقصة على نغمات من الفلامنكو، إضافة إلى تلك الفخامة التي تعتمد فيها دائماً على الأقمشة المترفة والأحجام السخية، والورود المتفتحة.