مصر: إعدام 4 مُدانين باغتيال طلاب في الكلية الحربية

حبس مُنفذ هجوم كنيسة حلوان.... وضبط مخزن متفجرات بالجيزة

TT

مصر: إعدام 4 مُدانين باغتيال طلاب في الكلية الحربية

نفذت السلطات المصرية، أمس، أحكاماً بالإعدام بحق 4 أشخاص أدانتهم المحكمة العسكرية، باغتيال ثلاثة طلاب في الكلية الحربية، قرب الاستاد الرياضي لمحافظة كفر الشيخ (دلتا مصر) في أبريل (نيسان) عام 2015.
وحوكم في القضية 16 متهماً، وقضت المحكمة العسكرية بإعدام 7 متهمين (بينهم 3 هاربين)، فيما تنوعت العقوبات لبقية المدانين بين السجن المؤبد (25 سنة) لـ5 مدانين، كما عوقب 4 مدانين في القضية بأحكام بالسجن تراوحت بين 15 سنة و3 سنوات. وقبل أسبوع نفذت مصر أحكام الإعدام بحق 15 عنصراً من تنظيم «داعش سيناء» أدانتهم المحكمة العسكرية بعدة تهم، في مقدمتها القتل العمد لضابط ورقيب و7 جنود كانوا يتمركزون في نقطة تأمين الصفا، بمحافظة شمال سيناء عام 2013.
وتواجه مصر موجة من العمليات الإرهابية التي تستهدف قوات الجيش والشرطة، منذ الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق محمد مرسي في عام 2013 عقب مظاهرات حاشدة ضد حكمه، وتتركز معظم الهجمات في محافظة شمال سيناء، حيث تتمركز مجموعة من المسلحين الموالين لتنظيم داعش.
إلى ذلك أعلنت وزارة الداخلية، أمس، تفكيك «عبوات ناسفة مجهزة للانفجار»، عثرت عليها الشرطة في مداهمة لوحدة سكنية في نطاق مدينة 6 أكتوبر (تشرين الأول) بمحافظة الجيزة، وكان يقيم فيها مجموعة يشتبه في تخطيطها لتنفيذ عمليات إرهابية، غير أنهم فروا قبل وصول عناصر الأمن.
وقال مصدر أمني إن «مخزن المتفجرات» كان بداخله 12 عبوة ناسفة، وأكثر من 60 كيلوغراما من المواد المستخدمة في إعداد القنابل.
وقبل ثلاثة أيام، فكّك الأمن المصري خلية خططت لهجمات إرهابية خلال احتفالات رأس السنة الجديدة، وقالت وزارة الداخلية حينها، إن ثلاثة من عناصر ما يعرف بحركة «حسم» (تصنفها السلطات كجناح مسلح لجماعة الإخوان) قتلوا «عقب تبادلهم لإطلاق النيران مع قوات الأمن» في نطاق محافظة الجيزة، فيما تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط 10 آخرين ينتمون للحركة ذاتها في محافظتي القليوبية والفيوم.
وتتأهب أجهزة الأمن المصري، بشكل مكثف منذ نحو أسبوع استعداداً لاحتفالات عيد الميلاد (بحسب التقويم الشرق للكنيسة المصرية)، وتنتشر عناصر من الجيش والشرطة أمام الكنائس والمنشآت الرئيسية والحيوية في البلاد.
وقال القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع الفريق أول، صدقي صبحي، أثناء متابعته لمشروع تدريبي نفذته قوات الجيش الثاني الميداني بالذخيرة الحية، أمس، إن «القوات المسلحة لن تسمح بالمساس بأمن مصر واستقرارها ووحدة شعبها».
في غضون ذلك، أمر النائب العام المصري، المستشار نبيل صادق النائب العام، أمس، بحبس المتهم الرئيسي بتنفيذ هجوم إرهابي استهدف كنيسة مار مينا بحلوان (يوم الجمعة الماضي) لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات التي تجريها نيابة أمن الدولة العليا في الواقعة التي أسفرت عن سقوط 10 ضحايا بينهم شرطي ومعظمهم من الأقباط.
وتمكن أهالي المنطقة المحيطة بالكنيسة وقوات الشرطة من ضبط المهاجم الرئيسي بعد إصابته، وخضع المتهم لعملية جراحية جراء إصابته بطلقات نارية بالقدم وكدمات متفرقة بالجسد، وأصدرت النيابة قرارها بحبسه بعد استقرار حالته الصحية. وأسندت نيابة أمن الدولة العليا إلى المتهم جرائم «القتل العمد، والشروع في القتل العمد مع سبق الإصرار تنفيذا لغرض إرهابي، وحيازة وإحراز سلاح ناري آلي، وحيازة قنابل هجومية».
وفي أعقاب الحادث بثت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم داعش تسجيلاً مصوراً لشخص ملثم، وقالت إنه مُنفذ الهجوم، وتحدث خلال كلمته عما سماه «تجديد البيعة» لقيادة «تنظيم الدولة»، ومتوعداً بـ«الثأر» من قوات الجيش والشرطة.
من جهة أخرى، قررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، تأجيل محاكمة 739 متهماً بينهم مرشد جماعة «الإخوان» محمد بديع، إلى جلسة 13 يناير (كانون الثاني) الجاري، في القضية المعروفة باسم «الاعتصام المسلح بميدان رابعة العدوية بمدينة نصر».
وقررت المحكمة تأجيل نظر القضية لتغيب شهود عن الحضور، وأمرت بتغريم 8 شهود مبلغ ألف جنيه لكل منهم لعدم حضورهم من دون إذن أو عذر مسبق. وأحالت النيابة العامة المتهمين في القضية إلى المحاكمة، وأسندت إليهم ارتكاب جرائم «تدبير تجمهر مسلح، والاشتراك فيه بميدان رابعة العدوية وقطع الطرق، والقتل العمد مع سبق الإصرار للمواطنين وقوات الشرطة المكلفة بفض تجمهرهم» خلال عام 2013.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.