الحكومة الأردنية تعفي الوحدات السكنية الصغيرة من رسوم التسجيل

شريطة أن تكون أقل من 150 متراً مربعاً بهدف الاستمرار في تحفيز سوق العقار وتمكين المواطن من تملك السكن

ينتظر أن يشجع القرار الجديد المواطنين على شراء الوحدات السكنية والذي سيكون له أثر في تحفيز القطاع («الشرق الأوسط»)
ينتظر أن يشجع القرار الجديد المواطنين على شراء الوحدات السكنية والذي سيكون له أثر في تحفيز القطاع («الشرق الأوسط»)
TT

الحكومة الأردنية تعفي الوحدات السكنية الصغيرة من رسوم التسجيل

ينتظر أن يشجع القرار الجديد المواطنين على شراء الوحدات السكنية والذي سيكون له أثر في تحفيز القطاع («الشرق الأوسط»)
ينتظر أن يشجع القرار الجديد المواطنين على شراء الوحدات السكنية والذي سيكون له أثر في تحفيز القطاع («الشرق الأوسط»)

قررت الحكومة الأردنية إعفاء جميع الوحدات السكنية المفرزة والمكتملة إنشائياً من شقق ومساكن منفردة بغض النظر عن البائع، التي لا تزيد مساحتها على 150 متراً مربعاً غير شاملة الخدمات، من رسوم التسجيل وتوابعها حتى نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وقالت الحكومة إن قرارها يأتي بهدف الاستمرار في إجراءات تحفيز سوق العقار، وتنشيط القطاع العقاري، وتمكين المواطن من امتلاك بيت للسكن، وبموجب القرار، إذا زادت مساحة الشقة أو المسكن المنفرد على 150 متراً مربعاً غير شاملة الخدمات تخضع المساحة الزائدة فقط ولغاية 180 متراً مربعاً غير شاملة الخدمات، لرسوم التسجيل وتوابعها.
وإذا زادت مساحة الشقة أو المسكن المنفرد على 180 متراً مربعاً غير شاملة الخدمات، فإن كامل مساحة الشقة أو المسكن المنفرد تخضع لرسوم التسجيل وتوابعها، واشترط القرار منح الإعفاء للمواطن الأردني فقط.
ورحب رئيس جمعية المستثمرين في قطاع الإسكان الأردني، زهير العمري، بالقرار، مشيراً إلى أنه جاء بعد تفاهمات بين مجلس النواب ومجلس الوزراء في الاستمرار في الإعفاءات الممنوحة لرسوم الشقق التي تقل مساحتها عن 150 متراً مربعاً من الرسوم.
وأضاف: «القرار سيكون لها أثر كبير في التوفير على المواطنين، وبخاصة أن 90 في المائة من مشتري هذه الشقق يقترضون أثمانها من البنوك»، وبيّن في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «القرار جاء بعد مطالبات لمستثمري الإسكان بتمديد الإعفاءات على هذه الشقق، الذي انتهى في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي»، مشيراً إلى أن أي إعفاء يُمنح من الحكومة يوفر على المواطن، وبخاصة ممن يلجأون إلى البنوك لكونهم يسددون أثمانها مع فوائد بنكية.
وبيّن العمري، أن الجمعية تواصلت الأسبوع الماضي مع رئيس مجلس النواب المهندس، عاطف الطراونة، ورئيس لجنة الاستثمار النيابية، خير أبو صعيليك، إضافة إلى عقدها لقاءات سابقة مع الحكومة، طالب خلالها مستثمرو الإسكان بتمديد الإعفاء على رسوم نقل ملكية الشقق الصغيرة.
وكانت فعاليات اقتصادية ناشدت بتمديد قرار منح الإعفاء للمواطن الأردني من رسوم نقل الملكية للشقق، وطالبت الفعاليات مجلس الوزراء بشمول الإعفاء من رسوم نقل الملكية أول 150 متراً مربعاً من مساحة الشقة مهما بلغت مساحتها، حيث يوجد شقق راكدة بأعداد كبيرة مساحتها تزيد على 180 متراً مربعاً وشمولها بقرار الإعفاء، سيشجع المواطنين على شرائها، وسيكون له الأثر الكبير في تحفيز القطاع، وإيجاد السيولة اللازمة لبناء مشروعات جديدة.
وأكدت ضرورة المساهمة في إنقاذ القطاع العقاري الذي يعاني من حالة تراجع مستمر من خلال تخفيض رسوم نقل ملكية العقارات إلى 5 في المائة لمدة سنتين على الأقل؛ لما لهذه الخطوة من آثار إيجابية على تحفيز القطاع.
ونوهت تلك الفعاليات إلى أن الفترة التي طُبقت فيه جملة الحوافز وبقرار من مجلس الوزراء خلال الأعوام 2010 – 2012، الذي نص على إعفاء أول 150 متراً مربعاً من الشقق التي لا تزيد مساحتها على 300 متر مربع، وكذلك تخفيض رسوم نقل ملكية الأراضي إلى 5 في المائة بدلاً من 9 في المائة كان له الأثر الإيجابي في تنشيط القطاع ورفع إيرادات دائرة الأراضي رغم تلك الإعفاءات.
على صعيد متصل، أصدرت دائرة الإحصاءات العامة تقريرها الشهري حول تراخيص الأبنية خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2017، وذلك استناداً إلى حصر رخص البناء الذي تجريه الدائرة شهرياً، ويشمل جميع الجهات التي تمنح تراخيص الأبنية في الأردن.
ويشير التقرير إلى أن إجمالي عدد رخص الأبنية الصادرة في الأردن قد بلغ 30.6 ألف رخصة خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2017، مقارنة مع 27.4 ألف رخصة خلال الفترة نفسها من عام 2016، بارتفاع نسبته 11.5 في المائة.
ويبين التقرير، أن إجمالي مساحة الأبنية المرخصة قد بلغ 10.493 مليون متر مربع خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2017، مقارنة مع 9.753 مليون متر مربع خلال الفترة نفسها من عام 2016، بارتفاع نسبته 7.6 في المائة، وقد بلغـت مساحة الأبنية المرخصة للأغراض السكـنية خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2017 نحو 8.100 مليون متر مربع، مقارنة مع 7.711 مليون متر مربع خلال الفترة نفسها من عام 2016، بارتفاع نسبته 5 في المائة.
في حين بلغت مساحة الأبنية المرخصة للأغراض غير السكنية خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2017 نحو 2.393 مليون متر مربع، مقارنة مع 2.042 مليون متر مربع خلال الفترة نفسها من عام 2016، بارتفاع نسبته 17.2 في المائة.
وشكلت مساحة الأبنية المرخصة للأغراض السكنية خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2017 ما نسبته 77.2 في المائة من إجمالي مساحة الأبنية المرخصة، في حين شكّلت مساحة الأبنية المرخصة للأغراض غير السكنية ما نسبته 22.8 في المائة من إجمالي مساحة الأبنية المرخصة.
أما على مستوى المحافظات، فقد حازت محافظة العاصمة على المرتبة الأولى من حيث إجمالي مساحة الأبنية المرخصة بنسبة بلغت 46.1 في المائة، تلتها محافظة إربد بنسبة 17 في المائة، ومحافظة الزرقاء بنسبة 11.8 في المائة، ومحافظة البلقاء بنسبة 7.4 في المائة، ومحافظة العقبة بنسبة 3.5 في المائة، ومحافظة المفرق بنسبة 3.3 في المائة، ومحافظة جرش بنسبة 3.2 في المائة، ومحافظة الكرك بنسبة 2.5 في المائة، ومحافظة عجلون بنسبة 2 في المائة ثم محافظة مأدبا بنسبة 1.4 في المائة، في حين شكلت مساحة الأبنية المرخصة في بقية المحافظات ما نسبته 1.9 في المائة من إجمالي مساحة الأبنية المرخصة.
أما توزيع مساحة الأبنية المرخصة على مستوى الأقاليم، فقد بلغت حصة إقليم الوسط ما نسبته 66.8 في المائة من إجمالي مساحة الأبنية المرخصة خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2017، في حين بلغت حصة إقليم الشمال ما نسبته 25.5 في المائة، وإقليم الجنوب ما نسبته 7.8 في المائة.
وقد شكّلت المساحة المرخصة للأبنية الجديدة والإضافات على الأبنية القائمة خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2017 ما نسبته 48.4 في المائة من إجمالي مساحة الأبنية المرخصة، في حين شكلت المساحة المرخصة للأبنية القائمة سابقاً ما نسبته 51.6 في المائة.
وبلغ إجمالي مساحة الأبنية المرخصة للأبنية الجديدة والإضافات على الأبنية القائمة 5.079 مليون متر مربع خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2017 مقابل 5.266 مليون متر مربع خلال الفترة نفسها من عام 2016، بانخفاض نسبته 3.6 في المائة.
أما على مستوى شهر أكتوبر (تشرين الأول) لعام 2017، فقد أظهرت البيانات أن عدد رخص الأبنية بلغ 3436 رخصة، كما بلغت مساحة الأبنية المرخصة 1.164 مليون متر مربع مقارنة مع 1.147مليون متر مربع خلال الفترة نفسها من عام 2016، بارتفاع نسبته 1.5 في المائة.


مقالات ذات صلة

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)
عالم الاعمال «جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

«جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

مجموعة «جي إف إتش» المالية تعلن إطلاق «أوت لايف» (OUTLIVE)، وهي شركة عقارية مبتكرة تهدف إلى وضع معايير جديدة  للصحة والرفاهية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.


«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.