معلم و معلومة: «كامدن لوك ماركت» فيه قديم وجديد لندن

{كامدن} تعتبر حاليا من أكثر المناطق عصرية للعيش في شمال وجنوب محطة مترو كامدن تاون
{كامدن} تعتبر حاليا من أكثر المناطق عصرية للعيش في شمال وجنوب محطة مترو كامدن تاون
TT

معلم و معلومة: «كامدن لوك ماركت» فيه قديم وجديد لندن

{كامدن} تعتبر حاليا من أكثر المناطق عصرية للعيش في شمال وجنوب محطة مترو كامدن تاون
{كامدن} تعتبر حاليا من أكثر المناطق عصرية للعيش في شمال وجنوب محطة مترو كامدن تاون

تقع «كامدن» على مسافة ميل تقريبا شمال وسط العاصمة لندن، وهي تعتبر حاليا من أكثر المناطق عصرية للعيش وسط الكثير من منازل العصر الجورجي والفيكتوري في شمال وجنوب محطة مترو كامدن تاون. وتضم المنطقة بعض المعالم السياحية المثيرة للاهتمام، بما في ذلك كامدن لوك ماركت ومسرح راوند هاوس.
ويقع كامدن لوك ماركت على بعد نحو 300 متر إلى شمال محطة المترو، بالقرب من قناة ريجنتس. وتوجد السوق داخل بعض من إسطبلات ومستودعات العصر الفيكتوري المبنية بالطوب الأحمر القديم التي شيدت من قبل بالقرب من بعض الأهوسة (جمع هويس) على قناة ريجنتس. وكان كامدن لوك ماركت من أول أسواق الحرف والتحف في المنطقة ويجذب الكثير من الزوار من مختلف أرجاء العالم.
ومن الضروري لكي نفهم أصول السوق وبناءه أن نعرف النذر اليسير عن تاريخ النقل في هذه المنطقة. شُيد نظام القنوات المائية بين لندن وبرمنغهام في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي لتوفير وسيلة موثوق فيها لنقل السلع والبضائع بين المدينتين. وتتصل القناة بمدينة لندن عن نقطة ليتل فينيس، بالقرب من بادينغتون في غرب لندن، وتم بناء فرع عن القناة في عام 1820 كي تتصل بنهر التايمز في شرق العاصمة. وعُرف هذا الفرع فيما بعد باسم قناة ريجنتس وهي تمر عبر بلدة كامدن.
وفي وقت لاحق، تم بناء أول خط للسكك الحديدية في لندن انطلاقا من محطة يوستن إلى برمنغهام في عام 1837. وكان هذا الخط يمر أيضا عبر بلدة كامدن. واستلزمت القناة وخط السكة الحديدية وجود الخيول، وكانت فائدة الخيول للقناة كي تسحب القوارب عبرها، وبالنسبة للسكة الحديدية كانت الخيول تقوم بمناورة عربات القطار في المسارات الجانبية القريبة. ومن ثم تطلب الأمر بناء مبنى كبير من الطوب الأحمر ليكون إسطبلا للخيول في بلدة كامدن. وبحلول منتصف القرن العشرين لم تعد هناك حاجة للخيول بالنسبة للقناة أو لخط السكة الحديدية واستخدمت المباني كمخازن للبضائع. وفي أواخر ستينات القرن الماضي ارتأى المطورون إمكانية تنمية معلما للجذب السياحي في المنطقة، وصارت المنطقة الآن تحظى بشعبية وشهرة كبيرة.
ومن معالم الجذب السياحي الرئيسية الأخرى في المنطقة هو مسرح راوند هاوس، والذي يقع على بعد بضع مئات من الأمتار شمال السوق، بالقرب من محطة تشوك فارم لمترو الأنفاق. ومبنى المسرح مشيد من الطوب الأحمر، ويبلغ قطره نحو 50 مترا. وتم بناء المسرح في عام 1847 لتوفير مرافق الصيانة السرية للقاطرات البخارية التي كانت تعمل بالقرب من خط السكك الحديدية المتجه إلى محطة يوستن للقطارات.
وكانت القاطرات البخارية تدخل إلى رواند هاوس من خلال إحدى البوابات ثم تتجه إلى قرص (صينية) كبيرة دوارة (وهي عبارة عن بناء مستدير في منتصف المبنى يدور باستمرار)، ثم تتوقف القاطرات في ممرات منفصلة بعيدا عن القرص الدوار لإجراء أعمال الصيانة لها. وكان المبنى يُستخدم لهذا الغرض فقط قرابة 20 عاما بسبب أن المحركات البخارية الكبيرة والأكثر قوة كانت قيد البناء لجر القطارات الثقيلة، وكانت تلك المحركات الكبيرة ضخمة للغاية لكي تتلاءم مع القرص الدوار في منتصف مبنى راوند هاوس.
ثم استخدم المبنى في أغراض التخزين لسنوات عدة حتى ستينات القرن الماضي عندما تحول ليكون مسرحا ومكانا للحفلات. وأصبحت المساحة المستديرة الكبيرة في المبنى من المواضع المثالية لخدمة الغرض الجديد، ولكنه أغلق في ثمانينات القرن العشرين بسبب نقص التمويل الكافي.
وعُرض المبنى للبيع في عام 1996 واشتراه أحد رجال الأعمال المحليين الناجحين ومن أبرز المهتمين بالأعمال الخيرية وقتها وهو السيد توركيل نورمان. ولقد حقق مكاسب معتبرة من خلال الكثير من خطط الأعمال الناجحة، وكان مهتما بالفنون والترفيه، وأكثر قلقا بعدم وجود ما يكفي من المرافق العامة لتدريب الشباب من الخلفيات المتواضعة في هذه المنطقة على مهارات الأداء الفني وإدارة المشروعات الفنية والثقافية.
ولقد نجح السيد نورمان في جمع مبلغ 27 مليون جنيه إسترليني بغية تجديد المبنى ومن ثم تمت إعادة افتتاح راوند هاوس في يونيو (حزيران) من عام 2006 ليكون مسرحا يضم 1700 مقعد للمشاهدين، مع مركز إبداعي حديث للشباب في الطابق السفلي ومبنى جديد تماما إلى جانب المبنى القديم مخصص للخدمات الغذائية والإدارية. ولقد نجح المشروع نجاحا رائعا منذ ذلك الحين، وجذب العروض من شركة رويال شكسبير والكثير من فرق موسيقى الروك الشهيرة.
وحصل توركيل نورمان جراء ذلك على لقب «الفارس» من ملكة البلاد تقديرا لأعماله الخيرية.


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تُعوّل مصر على اجتذاب مزيد من السائحين، عبر مشاركتها في فعاليات سياحية دولية، أحدثها «سوق السفر العالمي» (WTM)، التي افتتح خلالها وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، جناح بلاده المُشارك في الدورة الـ43 من المعرض السياحي الدولي، الذي تستمر فعالياته حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالعاصمة البريطانية لندن.

ووفق فتحي، فإن وزارته تركّز خلال مشاركتها بالمعرض هذا العام على إبراز الأنماط والمنتجات السياحية المتعدّدة الموجودة في مصر، واستعراض المستجدات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر.

هدايا تذكارية بالجناح المصري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق بيان وزارة السياحة والآثار، فإن «الجناح المصري المشارك شهد خلال اليوم الأول إقبالاً من الزوار الذين استمتعوا بالأنشطة التفاعلية الموجودة به، والأفلام التي تُبرز المقومات المختلفة والمتنوعة للمقصد السياحي المصري، كما شهد اليوم الأول عقد لقاءات مهنية مع ممثّلي شركات السياحة والمنشآت الفندقية المصرية».

وتشارك مصر هذا العام بجناح يضم 80 مشاركاً، من بينهم 38 شركة سياحة، و38 فندقاً، بالإضافة إلى شركتَي طيران، هما: شركة «Air Cairo»، وشركة «Nesma»، إلى جانب مشاركة محافظتَي البحر الأحمر وجنوب سيناء، وجمعية «الحفاظ على السياحة الثقافية».

وصُمّم الجناح من الخارج على شكل واجهة معبد فرعوني، مع شعار على هيئة علامة «عنخ» (مفتاح الحياة)، في حين صُمّم الجناح من الداخل على شكل صالات صغيرة للاستقبال، بدلاً من المكاتب (Desks).

وتمت الاستعانة بمتخصصين داخل الجناح المصري؛ لكتابة أسماء زائري الجناح المصري باللغة الهيروغليفية على ورق البردي، وبشكل مجاني خلال أيام المعرض، بجانب عازفة للهارب تعزف المقطوعات الموسيقية ذات الطابع الفرعوني.

جانب من الإقبال على جناح مصر في «بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعدّ «سوق السفر العالمي» معرضاً مهنياً، يحظى بحضور كبار منظّمي الرحلات، ووكلاء السياحة والسفر، وشركات الطيران، والمتخصصين في السياحة من مختلف دول العالم.

واقترح فتحي خلال لقائه بوزيرة السياحة اليونانية إمكانية «الترويج والتسويق السياحي المشترك لمنتج السياحة الثقافية في البلدين بعدد من الدول والأسواق السياحية، لا سيما أن مصر واليونان لديهما تكامل سياحي في هذا الشأن». على حد تعبيره.

واستعرض الوزير المصري المقومات السياحية المتعددة التي تتمتع بها بلاده، كما تحدث عن المتحف المصري الكبير، وما سيقدمه للزائرين من تجربة سياحية متميزة، لا سيما بعد التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية الذي شهده المتحف مؤخراً.

فتحي خلال تفقّده للجناح المصري بـ«بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتوقّع الوزير المصري أن تشهد بلاده زيادة في أعداد السائحين حتى نهاية العام الحالي بنسبة 5 في المائة عن العام الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده في المعرض، وأشار إلى أهمية السوق البريطانية بالنسبة للسياحة المصرية، حيث تُعدّ أحد أهم الأسواق السياحية الرئيسية المستهدفة، لافتاً إلى ما تشهده الحركة السياحية الوافدة منها من تزايد، حيث يصل إلى مصر أسبوعياً 77 رحلة طيران من مختلف المدن بالمملكة المتحدة.

وأكّد على أن «مصر دولة كبيرة وقوية، وتدعم السلام، وتحرص على حماية حدودها، والحفاظ على زائريها، وجعْلهم آمنين، حيث تضع أمن وسلامة السائحين والمواطنين في المقام الأول، كما أنها بعيدة عن الأحداث الجيوسياسية»، لافتاً إلى أن هناك تنوعاً في جنسيات السائحين الوافدين إلى مصر من الأسواق السياحية المختلفة، حيث زارها خلال العام الحالي سائحو أكثر من 174 دولة حول العالم.

الجناح المصري في «بورصة لندن» للسياحة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأعرب فتحي عن تفاؤله بمستقبل الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، وما يتمتع به من مقومات سياحية متميزة، خصوصاً مدينة العلمين الجديدة، ومشروع رأس الحكمة بصفته أحد المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تشهدها منطقة الساحل الشمالي، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يجذب هذا المشروع أكثر من 150 مليار دولار استثمارات جديدة، ويساهم في إضافة ما يقرب من 130 ألف غرفة فندقية.