جولة افتراضية في حمامات كاراكالا كما كانت قبل ألفي عام

أحد أقدم المباني في روما القديمة

حمامات كاراكالا
حمامات كاراكالا
TT

جولة افتراضية في حمامات كاراكالا كما كانت قبل ألفي عام

حمامات كاراكالا
حمامات كاراكالا

عادت حمامات كاراكالا، أحد أقدم المباني المهيبة في روما القديمة، بشكل افتراضي إلى مجدها الأولي، مما يتيح للزوار رؤية كيف بدت قبل نحو ألفي عام.
تتألف الحمامات التي دشنت في عام 216 ميلادي، من خمسة طوابق - بينها ثلاثة طوابق تحت الأرض - وكانت تسع لما يصل إلى 8 آلاف شخص يوميا. وكانت المباني تضم أرضيات من الرخام وتماثيل عملاقة، ويبلغ طول جدرانها المتبقية 40 مترا تقريبا.
وبدءا من الشهر الجاري، ستضاف 7 يوروات (3.‏8 دولار) إلى تذاكر الدخول العادية التي تكلف 8 يوروات إلى مكان كان يعتبر من عجائب روما القديمة، وسيمنح الزوار فرصة استخدام نظارات الواقع الافتراضي فيما يتجولون في أرجاء البناية.
وبالنظر إلى الأطلال الحديثة لغرف الحمامات، يستخدم الجهاز الواقع المعزز لإظهار كيف كان يبدو المكان يوم افتتاحه، بما في ذلك عمليات إعادة نسخ أشهر تماثيلها وهما ثور فارنيزي وهرقل فارنيزي، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
وأزيلت التماثيل الرخامية العملاقة من الحمامات في منتصف القرن الـ16 من قبل البابا بولس الثالث واستخدمهم لتزيين فيلته. ويعد هرقل فارنيزي المعروض حاليا في نابولي، أحد أهم التماثيل المتبقية من العصور القديمة. وقالت مارينا بيرانومونت، عالمة الآثار التي تدير الموقع، في مؤتمر صحافي: «عندما رأيت ثور فارنيزي في الموقع الأصلي، أصبت بقشعريرة. وأول ما فكرت به هو «هذا حقا رائع» و«لقد فعلناها حقاً».
وتضم الحمامات القديمة الواقعة بالقرب من سيرك ماكسيموس، صالة ألعاب رياضية ومكتبتين ومساحة للمنافسات الرياضية وغيرها من الأنشطة الترفيهية. ويعتقد الأثريون أنها شيدت لمنافسة «المنتدى الروماني».
ظهرت العمارة المهيبة لكاراكالا في خلفية العشرات من الأفلام من بينها الفيلم الكلاسيكي «لا دولشي فيتا» للمخرج فيدريكو فيليني في ستينيات القرن الماضي، وأحدثها «زولاندر 2»، وألهمت تصميم محطة قطار «يونيون» في شيكاغو.
وظلت الحمامات مفتوحة حتى عام 537 ميلادي، عندما قطع القوط الغربيون الغزاة إمدادات المياه عن روما. وفي قرون لاحقة استخدمت كمحجر وتمت أعمال التنقيب فيها بالكامل، بدءا من القرن التاسع عشر. واليوم هي بمثابة موقع للحفلات الصيفية الموسيقية والأوبرالية.


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

يوميات الشرق مدخل مقبرة بسقارة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات تكشف مزيداً عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية المهمة. …

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية بالقاهرة، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق في هذه الصورة التي قدمتها جامعة برمنغهام اليوم 2 يناير 2025 يجري العمل على اكتشاف 5 مسارات كانت تشكل جزءاً من «طريق الديناصورات» بمحجر مزرعة ديوارز بأوكسفوردشير بإنجلترا (أ.ب)

علماء يعثرون على آثار أقدام ديناصورات في إنجلترا

اكتشف باحثون مئات من آثار أقدام الديناصورات التي يعود تاريخها إلى منتصف العصر الجوراسي في محجر بأوكسفوردشير بجنوب إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأثر ثلاثي الأصبع (جامعة برمنغهام)

من هنا مرَّت الديناصورات...

اكتشف عامل محاجر بريطاني أكبر موقع لآثار الديناصورات في البلاد، وذلك في محجر بمقاطعة أكسفوردشاير، جنوب شرقي إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
ثقافة وفنون ثلاث قطع أثرية من موقع الدُّور في أم القيوين

قطع أثرية يونانية من موقع الدُّور

يحتل موقع الدُّور مكانة بارزة في سلسلة المواقع الأثرية التي كشفت عنها أعمال التنقيب المتواصلة في دولة الإمارات العربية

محمود الزيباوي

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.