الراعي يدعو لاستئصال الفساد من مؤسسات الدولة

TT

الراعي يدعو لاستئصال الفساد من مؤسسات الدولة

دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي المسؤولين اللبنانيين إلى استئصال الفساد من مؤسسات الدولة وإداراتها، في حين أعلن وزير الشؤون الاجتماعية، بيار بو عاصي، أن «الوضع الاقتصادي ليس كارثياً».
وقال الراعي، أمس: إن «المطلوب من المسؤولين المدنيين المحافظة على الأخلاق العامة، واستئصال الفساد من مؤسسات الدولة وإداراتها، ووضع حد لسرقة المال العام وممارسة الرشوة»، بينما دعا السياسيين إلى «إعطاء المثل في أخلاقية التخاطب ومقاربة القضايا المتنازع عليها، وفي التفاني لتأمين الخير العام، والتصرف بروح المسؤولية وانضباطها وجديتها».
في سياق متصل، اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي، أن «الوضع الاقتصادي ليس كارثياً؛ فلبنان يتمتع بمقومات اقتصادية جيدة وقدرات بشرية أثبتت في محطات عدة أن الاقتصاد قادر على النهوض»، مشيراً إلى أن «رجال الأعمال اللبنانيين هم من أبرز رجال الأعمال في المنطقة».
وقال بو عاصي في تصريح تلفزيوني: «ما ينقصنا هو التخطيط ووضع استراتيجيات وعدم التفريط بالعلاقة الإيجابية مع الدول العربية. هذه أمور أساسية للنهوض بالاقتصاد، إضافة إلى احترام القوانين والقضاء وتعزيز الشفافية والنزاهة ومحاربة الفساد».
وعن دور وزارة الشؤون الاجتماعية في الأزمات الاقتصادية، قال: «عندما يحصل ركود في المنظومة الاقتصادية، تزيد البطالة ويزيد الفقر، وهنا تتدخل وزارة الشؤون الاجتماعية عبر عدد من المشروعات والبرامج، كبرنامج دعم الأسر الأكثر فقراً، أولاً لإحصاء عدد هذه الأسر، وثانياً لمتابعة أوضاعهم، وثالثاً لتأمين المساعدات الغذائية والاستشفائية للأكثر احتياجاً وتعليم أولادهم؛ لأن التعليم أساسي».
واعتبر بو عاصي أن «هذا البرنامج ولغاية اليوم، هو من أنجح البرامج»، مشيراً إلى «أننا استطعنا اليوم خفض الاستهداف من 104 آلاف بطاقة كانت موزعة على عائلات، بعضها غير مستحق، إلى 44 ألف فقط هي الأكثر فقراً، من بينها 10 آلاف أسرة نؤمّن لهم البطاقة الغذائية، وهذه العملية تمت بأعلى المعايير العلمية بالتعاون مع رئاسة مجلس الوزراء ومن دون أي تسييس». وأضاف: «هدفي في عام 2018 تأمين التغذية لـ15 ألف عائلة بالتعاون مع مانحين في لبنان والخارج».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».