سيطرت قوات النظام السوري على بلدات جديدة في ريف إدلب، مستفيدة من غطاء جوي، وقصف مدفعي وصاروخي كثيف استهدف مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلّحة.
وفي وقت واصلت فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية هجومها على مواقع النظام وحلفائه، وتمكنت من استعادة السيطرة على مبانٍ جديدة في أطراف حرستا، اتهم «جيش الإسلام» قوات النظام بقصف مواقعه بغاز الكلور السام في بلدة البلالية في الغوطة.
ولا يزال قائد القوات الخاصة التابعة للنظام العميد سهيل الحسن الملقب بـ«النمر» يواصل عملية تدمير إدلب، للسيطرة على مناطق جديدة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي أكد أن قوات «النمر» سيطرت حتى الآن على 57 بلدة في ريف إدلب وحماة منذ بدء هجومها على المنطقة. وأوضح أن القصف الجوي والمدفعي والصاروخي، لم يهدأ طوال ليل الجمعة ــ السبت، مستهدفاً معظم بلدات ريفي إدلب وحماة، ما أدى إلى مزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات.
وقال «المرصد» إن «معارك طاحنة تشهدها محاور القتال في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، منذ فجر السبت (أمس)، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها بقيادة العميد سهيل الحسن من جهة، وفصائل المعارضة و«هيئة تحرير الشام» من جهة أخرى». وأضاف: «لقد تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على قرية عطشان، لتتسع سيطرتها على 57 بلدة وقرية، مع استمرار هجومها في محيط المنطقة، بغية السيطرة على مزيد من المناطق، وتقليص سيطرة الفصائل والتوغل أكثر داخل محافظة إدلب»، مشيراً إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن قوات النظام «تمكنت من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على عدد من البلدات والقرى، في إطار هجومها الهادف للسيطرة على ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وتأمين طريق استراتيجي محاذٍ له، يربط مدينة حلب، ثاني أكبر مدن سوريا بالعاصمة دمشق». وأشارت إلى أن المعارك «تترافق مع قصف جوي عنيف للطائرات الروسية والسورية، يستهدف القرى والبلدات الواقعة في ريف حماة الشمالي الشرقي، والمنطقة المحاذية لها في ريف إدلب الجنوبي الشرقي».
ودفعت المعارك المستمرة منذ نحو أسبوع مئات العائلات إلى النزوح من مناطق الاشتباك وتلك المحاذية لها. ورصد مراسل «الصحافة الفرنسية» أمس السبت عشرات السيارات والشاحنات الصغيرة المحملة بالمدنيين، في طريقها باتجاه مدينة إدلب، في وقت افترش العشرات الأرض في البساتين، وعلى جانبي طريق حلب - دمشق الدولي.
وشكلت محافظة إدلب خلال العامين الماضيين، وجهة المقاتلين المعارضين والمدنيين، الذين تم إجلاؤهم من مناطق عدة في سوريا قبل أن تستعيد القوات الحكومية السيطرة عليها، علما بأن إدلب هي إحدى المناطق السورية المشمولة باتفاق «خفض التصعيد» الذي ترعاه روسيا وإيران وتركيا.
أما على جبهات الغوطة الشرقية، فقد واصلت حركة «أحرار الشام» و«هيئة تحرير الشام» هجومهما على مواقع النظام القريبة من بلدة حرستا، وتمكنتا من السيطرة على 28 مبنى في منطقة العجمي، كانت قوات النظام سيطرت عليها في الأيام الماضية. وترافق الهجوم الذي بدأ منذ ظهر الجمعة (أول من أمس)، مع غارات نفذتها الطائرات الحربية، وقصف مكثف بالصواريخ والقذائف المدفعية على مناطق في مدينة حرستا وفي محاور القتال. وقال المرصد السوري إن «المعارك أسفرت عن مقتل 8 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم عميد في قوات الحرس الجمهوري، فيما قضى نحو 10 من مقاتلي الفصائل».
إلى ذلك، أعلن «جيش الإسلام» السبت، أنه تصدى لمحاولة اقتحام من قوات النظام لمناطق سيطرته في الغوطة الشرقية. وقال إن «معارك عنيفة اندلعت عقب محاولة قوات النظام التقدم على جبهات النشابية وحوش الضواهرة وحزرما من عدة محاور، مدعومة بالآليات العسكرية والمدرعات، وتزامن ذلك مع قصف مدفعي وصاروخي كثيف». وأكد «جيش الإسلام» أحد أكبر فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، أن مقاتليه «تصدوا للهجوم وأجبروا قوات النظام على التراجع»، متهماً قوات النظام بـ«استخدام غاز الكلور السام، خلال قصفها لنقاط تمركزه في بلدة البلالية بالغوطة الشرقية»، في حين أعلنت مديرية التربية والتعليم في ريف دمشق تعليق الدوام في مدارس الغوطة الشرقية إلى يوم الاثنين، بسبب حملة القصف المكثف التي تتعرض لها المنطقة.
قوات النظام تسيطر بغطاء روسي على 57 بلدة جنوب إدلب
المعارضة اتهمت دمشق بقصف الغوطة بالكلور
قوات النظام تسيطر بغطاء روسي على 57 بلدة جنوب إدلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة